ابن تيمية حكما على الأمة

شذوذات ابن تيمية التي افتتنت بها السلفية المعاصرة ومدرسة المنار عموما ماتت بموت تلميذه ابن قيم الجوزية، ولم يأخذ بها حتى الحنابلة الذين ينتمي الى مذهبهم ابن تيمية/ د.الناجي لمين

د.الناجي لمين

المذهب الحنبلي
مؤسسة:

ذكرتُ أكثر من مرة أن كل شذوذات ابن تيمية التي افتتنت بها السلفية المعاصرة ومدرسة المنار عموما ماتت بموت تلميذه ابن قيم الجوزية، ولم يأخذ بها حتى الحنابلة الذين ينتمي الى مذهبهم ابن تيمية، مع تقديرهم له. لأن الإسلام وصل الى ابن تيمية على شكل مؤسسات، لا تؤثر فيها شذوذات الأفراد.
من ذلك قوله بالحادث غير المخلوق، وقوله بحوادث لا أول لها، واضطرابه في إثبات الجسمية لله تعالى، وكونه محلا للحوادث، وإليكم البيان:
١_ بخصوص القول بحوادث لا أول لها ينفيه العلامة السفاريني قائلا: “فكل ما سواه سبحانه بأسمائه وصفاته #محدث، مسبوق بالعدم. وهذا المتفق عليه عند سلف الأمة، وأئمتها من أن الله تعالى خالق كل شيء”.
٢ ـ وبخصوص مصطلح الحادث غير المخلوق يقول السفاريني: “يَجِبُ الجَزْمُ بِأَنَّهُ تَعَالَى مُتَكَلِّمٌ بِكَلَامٍ قَدِيمٍ ذاَتِيٍّ وُجُودِيٍّ، غَيْرِ مَخْلُوقٍ وَلَا مُحْدَثٍ وَلَا #حَادِثٍ.
٣_وبخصوص الجسمية يقول السفاريني: “اللهُ تَعَالَى لَيْسَ بِجِسْمٍ؛ لِأَنَّ الجِسْمَ مُرَكَّبٌ، فَيَحْتَاجُ إِلَى الجُزْءِ، فَلَا يَكُونُ وَاجِبًا لِذَاتِهِ وَلَا مُسْتَغْنِيًا عَنْ غَيْرِهِ”. كلامه واضح هنا في نفي الجسم، وبيَّنَ خصيصته بيانا واضحا، وهو انه مركب.
٤ـ وبخصوص كون الله سبحانه محلا للحوادث، يقول السفاريني: “الإرادة واحدة قديمةٌ أزليةٌ باقيةٌ؛ إذ لو كانت حادثةً لزم كونه محلا للحوادثِ، وأيضا لا حاجةَ إلى إرادة أخرى، وهي شاملةٌ لجميع الكائناتِ”.
والله أعلم.

السابق
رحم الله الشيخ الحافظ الجامع المقرئ: عز الدين العرقسوسي (المتوفى عام 1959م)
التالي
طباعة مجموع رسائل العلامة السيوطي/ المجموعة الثانية : مجموعة الحديث الشريف وعلومه