الرد على الإلحاد والملاحدة

هل المادة أزلية؟ (د. هيثم طلعت)

كهنة الإلحاد

٣٠ يوليو ٢٠١٧  · 

هل المادة أزلية؟

قام الإلحاد على أساس أنه لا يوجد خالق وأن الكون أزلي – كون لانهائي ساكن – وقامت على أساس هذه الفلسفة جميع الأبحاث الإلحادية التي عرفتها الأرض، وفرضت هذه الفلسفات نفسها على البشرية باسم العلم وهي تعادي العلم ولا تعرف للعقل طريقًا .. ولكن هذه الفلسفات كانت مُقنعة إلى حد ما في الأوساط العلمية البدائية للقرن الماضي حيث الخلية تبدو تحت ميكروسكوب دارون كلطخة من البروتوبلازم، وكوكب زُحل بحلقاته يبدو أمام تلسكوب جاليليو بأُذنين – على حد وصفه -، ولم تمضِ إلا عقود قليلة وسقطت نظرية الكون اللانهائي الساكن وصارت خرافة من الخرافات فقد تبين أن للكون بداية ..!!

أعظم بحث فلكي في تاريخ البشرية !!

في عام 1929 اكتشف هابـل الطيف الأحمر للأجرام، وكان هذا الطيف مُقدمة لأكبر وأعظم بحث فلكي في تاريخ البشرية، ومعلوم أن الطيف ينزاح نحو اللون الأحمر إذا كان الجُرم يبتعد عن المُشاهِد وإلى البنفسجي إذا كان الجُرم يقترب من المُشاهد، وقبل هذا الكشف بسنوات قليلة أثبت أينشتاين بالفيزياء المُجردة أن الكون غير ثابت إطلاقًا بل له نقطة بداية، وأن الكون يتمدد باستمرار إلا أنه أخفى أبحاثه تلك لأنها كانت تُناقض وقتها نظرية الكون الساكن … وبدأت أبحاث فلكية ضخمة تجري في هذا المضمار …. لتُختم هذه الأبحاث بأكبر كشف فلكي في تاريخ البشرية كله … لقد اكتشفوا أن الكون له بداية !!!!

وأن هذه البداية كانت نُقطة تقترب من الصفر حجمًا –أصغر من بروتون الذرة بمليارات المرات-، نصف قطرها يساوي الصفر رياضيًا، وتضخمت هذه النقطة وظهر الوجود كله من اللازمان واللامكان، وظهرت كل طاقة الكون وكل مادة الكون في لحظة.

سرعان ما اكتسبت نظرية ظهور الوجود من اللازمان واللامكان قبولاً واسعًاً في الأوساط العلمية بسبب الدليل الواضح القاطع لها، ومع ذلك فإن الفلكيين الذين فضَّلوا الإلحاد صاروا يحملون على هذا الكشف الجديد، ويناضلون ضده ليدعموا عقيدتهم الدوغمائية، لكن هذا لم يستمر طويلاً فالأدلة تكاثرت عليهم والأمر صار محسومًا ، فما أن أتى عام 1989 إلا وقد أطلقت ناسا قمرًا صناعيًا ( كوبـا ) للكشف عن الإشعاع الكوني المُتخلف عن بداية الكون، وتجميع معلومات بشأن هذا الإشعاع واستطاع القمر في 8 دقائق فقط أن يُعطي صورة كاملة للإشعاع ويقوم برصده وبعدها أصبحت مسألة أن للكون بداية حقيقة علمية لا تقبل الجدال .

يقول الملحد الشهير إدنجتون A.S.Eddington:-” إن فكرة أن الطبيعة ظهرت فجأة تبدو لي مُحرجة .”

ويقول دينيس شياما Dennis Scaima : “لم أُدافع عن نظرية الكون المُستقر لكونها صحيحة بل لرغبتي في كونها صحيحة، ولكن بعد أن تراكمت الأدلة فقد تبين لنا أن اللعبة قد انتهت .. وأنه يجب ترك نظرية الكون المستقر جانبا .”

ويقول زميله جورج آبل George Abel : ” لم يعد أمامنا مناص من القبول ببداية الكون “.

ويقول الملحد الشهير وفيلسوف الإلحاد في القرن العشرين Anthony Flew يقول بعد أن وصل الثمانين من العمر : ” يقولون أن الاعتراف يفيد الإنسان من الناحية النفسية، وأنا سأُدلي باعترافي .. إن بداية الكون شيء محرج جدًا بالنسبة للملحدين .. ذلك لأن العلم أثبت فكرة طالما دافعت عنها الكتب الدينية .”

لقد انهار الإلحاد أمام العلم، لقد صار الملاحدة يُدافعون عن أفكار ميتافيزيقية فاشلة دخلت مزبلة التاريخ، فالكون له بداية وكان الله ولم يكن شيء معه ولا شيء قبله يقول تعالى { اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ }(السجدة:4)، ولفظة ستة أيام تدل على الحدوث الزمني فالكون ليس أزلي بل له بداية .

د. هيثم طلعت

السابق
ابحثوا عن هؤلاء العلماء المختفين فإنهم أعزُّ من الكبريت الأحمر….
التالي
رواية مشكلة عن الإمام احمد في تصحيح احاديث الجلوس للرب على الكرسي / فما وقع من خطأ هنا في جعلها جوابا عن سؤال الجلوس هو خطأ أو سوء تصرف من الرواي عن عبدالله او الناسخ في اجابة السؤال المشكل وجعله نفس الاجابة عن سؤال اخر سبق عن احاديث الرؤية/ مجموعة الحنابلة العقدية/ التلغرام