الرد على الإلحاد والملاحدة

نقاش دعوى احتكار نشاط الرد على الإلحاد بالمدرسة السلفية (منقول)

نقاش دعوى احتكار نشاط الرد على الإلحاد بالمدرسة السلفية :

كثرت الدعاوى مؤخراً عن كون الرد على الالحاد في العقدين الماضيين اقتصر على كتابات السلفيين وانها اغزر وافضل ما تم تقديمه في الأمر، وهذا الكلام سائر على ألسنة المئات وربما الآلاف من الاخوة السلفيين ويحاولون في سبيله حشد الأدلة والبراهين..
وهنا سأناقش الأمر قليلا نقاشا دون تحيز للمدرسة الأشعرية التي اتبنى اقوالها واذكر اسباب ربما ترتب عليها هذا الحكم المتسرع.

1_ إن أشهر المواقع التي يتم تعويمها على الشبكة وتنتشر بين الناس على أنها الممثلة لجمهور المسلمين هي مواقع سلفية كما لا يخفى على متابع، وهي تتعمد عدم نشر كتب باقي مدارس المسلمين العقدية وعدم ذكر حتى اسمها أو اسم أي عالم من علمائها ..
بل انك لا تجد مثلا ذكر شيخ الاسلام مصطفى صبري وشيخ الإسلام ابو الهدى الصيادي وهم آخر شيوخ الإسلام في الدولة العثمانية عدا عن اغفال ذكر جميع علماء الازهر سابقا وحاليا وجميع علماء الشام والزيتونة والقيوين وتنكرت وغيرها فضلا عن المعاصرين وقس عليها ..

2_ إن الممثلين للمدارس السلفية اصلا لا يعتدون ببعضهم إذ في الوقت الذي يُعتبر الدكتور سامي عامري اشهر متصدر عند السلفية العلمية ينظر اليه من السلفية الأثرية على انه اشعري يبطن أشعريته وهذا ما يصرح به يوسف سمرين بوضوح مرارا حين يرد عليه، كما يعتبر عبد الله العجيري واحمد السيد احد رواد السلفية العلمية فهم كذلك منبوذون من السلفية الأثرية وقامت ضدهم حملات من متصدري السلفية الاثرية تم وصفهم فيها بالنفاق والتقية واخفاء اشعريتهم عن الناس..
وفي ذات الوقت فسمرين الذي يدعي الأثرية هو مادي ماركسي عند شطر واسع من السلفية العلمية وهذا الوصف يجري على ماهر امير كذلك في كتابات هؤلاء ، فضلا عن مدرسة الخليفي التي تضلل كل المدارس السلفية ويتصدرها عبد الرحمن الهاشمي ومحمد شمس الدين وهؤلاء يعتبرون كل من خالفهم من السلفية العلمية مرضى قلوب ومنافقون للأشاعرة وعلى ضلال..
وهنا لن نذكر بالطبع متطرفي السلفية وهم شطر واسع من هذه الفرقة وهؤلاء يعتبرون كل من رد على الالحاد باستعمال المنطق انما هم ضالون على طريقة الرازي وهذا الأمر يعلمه اي متابع قديم لمواقع السلفيين..

3_ يتم باستمرار تشويه متصدري الاشاعرة وتصنيفهم على انهم محسوبون على الحكام لتنفير الناس منهم رغم أن مداهنة الحكام صفة تخص صاحبها مشهور اصحابها عند السلفية بالسلفية المدخلية التي تملك قدرة باهرة على تطويع الدين لرضى ولي الأمر والحفاظ على هيبته.

4_ الردود الاشعرية على الملف الإلحادي تندرج ضمن فصول كتب علم الكلام، فلا تكاد تجد عالما اشعريا سابقا أو معاصرا الا كتب فيها، فكتب علم الكلام موجهة في الدرجة الاولى لإثبات عقائد الدين بالادلة اليقينية ورد شبهات الملاحدة ومن شاكلهم من الفلاسفة واللادينيين ..
وحين يجهل الناس اصلا معنى علم الكلام فمن باب اولى أن يجهلوا أنه مختص بالرد على الملحدين واشكالاتهم، كما أن كثيرا من الشبهات الإلحادية يرد عليها العلماء في كتب أصول الفقه وهذا يتضمن الرد على منكري السنة والعلمانيين..
فمن باب اولى كذلك أن يجهل الناس جهد الاشاعرة في الرد على العلمانيين وهم غائبون عن هذه العلوم..

5_ اغلب الكتب التي قدمها السلفيون في الرد على الإلحاد كتب موجهة للعامة والمبتدئين وتقوم على توصيف الظاهرة الإلحادية وعرضها اجمالا دون تفصيل وعرض أدلة وجود الله عرضا اجماليا لا يعدو ذكر المقدمات والمداخل.
وفي غالبها تكرار لأدلة الخلقويين المسيحيين الذين اشتهروا مؤخرا بنتاجهم في الجدل الإلحادي ، اضافة لكون اغلب الكتب التي انتجتها المدرسة السلفية هي حرفيا تصحيف لبعضها وتصحيف حرفي لأدلة الخلقويين المسيحيين مع تجاهل لأدلة المسلمين الذين عمل علماء الكلام على انضاجها طوال مئات الأعوام من براهين الحدوث والإمكان والوجوب وامتناع التسلسل وغيرها مما تحفل الكتب الكلامية بالتوسع في عرضه وبيانه ..

6_ إن اهم وأشهر واغزر من يرد على الإلحاد من المعاصرين ومن تعتبر كتبهم المرجع لأغلب الكتب السلفية المشهورة في الرد على الإلحاد ليسوا سلفيين بل أن بعضهم صنف في الرد على السلفيين كتبا حتى، ومن اشهر هؤلاء :
عمرو شريف، باسل الطائي، عبد الجبار الرفاعي، عدنان ابراهيم، طارق السرحان، كمال الحيدري، جعفر السبحاني، أحمد الخليلي، نور الدين أبو لحية ، وغيرهم الكثير وجميعهم لا علاقة لهم بالسلفية من قريب أو بعيد ..

7_ كون النتاج الأشعري في الرد على الألحاد أكاديمي وغير موجه للعامة بالدرجة الأولى وانما موجه لمن يملك الحد الادنى من آلات النظر في الأدلة، ويكفيك أن تعلم أن مدرسة الشيخ سعيد فودة وحدها قدمت أكثر من عشرة كتب في الرد على الإلحاد ، فما بالك بالمدرسة الأشعرية كلها التي تحوي الأزهر الشريف وجميع كليات الشريعة في جميع الوطن العربي.. وكفى بهذا مقارنة..
واذكر هنا على سبيل العجالة بعض اسماء الكتب التي اخرجتها مدرسة الشيخ سعيد ومنها :
1 _ الأدلة العقلية على وجود الله بين المتكلمين والفلاسفة / سعيد فودة

https://t.me/saaedfudaworks/714?single

2_ تفنيد الأسس العملية والنظرية للإلحاد / سعيد فودة
https://t.me/G_S_Lib/23472

3 _ اعجاز القرآن بين الفلسفة والحداثة / جاد الله بسام
https://ebook.univeyes.com/85559#

4 _ رسالة في اثبات الواجب ومعها مناقشة علمية مع الملحد عادل ضاهر / محمد أكرم أبو غوش
https://t.me/aliibrahim369/14595

5 _ الدليل الكوني على وجود الله / بلال النجار وسعيد فوده
https://t.me/G_S_Lib/258413

6_ فلسفة التعددية الدينية / جاد الله بسام، وهو كتاب موسوعي في رد شبهات الملحدين
https://t.me/G_S_Lib/134134

7_ المحصل في فلسفة الحداثة/ علي العمري / غير متوفر pdf
8_ مقالات نقدية في الحداثة والعلمانية / سعيد فودة / غير متوفر pdf
9_ الموجز في التحديات / سعيد فودة / غير متوفر pdf
10_ في ستة ايام / علي العمري / غير متوفر pdf

وهذا فضلا عن جهود العلامة مولود السريري والدكتور أحمد الدمنهوري وعبد الحميد التركماني ونزار حمادي وعشرات العلماء الأشاعرة في الرد على الالحاد والتي باتت كتبهم تنتشر وجهدهم يشتهر.

8_ وعليه فدعوى احتكار الجهد في الرد على الإلحاد في فريق دون آخر لا وجه لها، مع الإشادة طبعا بالجهد السلفي الذي لا يخفى على منصف ويعتبر من أكبر الجهود ولا خلاف ، ولكنه يقع ضمن الجهود التي تقدمها جميع المدارس الإسلامية في الرد على عادية الإلحاد وشبهاته ولا يلغيها .

السابق
من البدع العقدية التي ابتدعها مدَّعو السلفية (منقول)
التالي
حول مشروعية الذكر الجماعي (منقول)