ابن تيمية حكما على الأمة

( سلسلة ابن تيمية حَكَما على الأمة ودينها، بسلفها وخلفها، الذهبي نموذجا، ج1)

عفوا تقول سعادتك: الذهبي كانت له سقطات وهفوات عظيمة وليس من أهل البصيرة ولا يعتمد عليه في الشريعة …وإنما هو معتن بمصطلح الحديث كما قال ابن باز!! لماذا حضرتك؟ لعل لك أسبابا وجيهة .. اذكرها لننظر فيها ؟!

قال سعادته بلسان المقال لا الحال فقط: لأنه ينكر الحد لله وينكر زيادة “كلمة بذاته” في الاستواء والنزول والمجيء، ولأنه أنكر جلوس الله على العرش، بل كفّر من يقول بذلك، فضلا عن أنه أنكر أثر مجاهد في إقعاد الله لنبيه ـ عليه الصلاة والسلام ـ معه على العرش، وقال بأنه أثر منكر .. !!

قلت: عفوا… عدم تجاوزه للكتاب والسنة الصحيحة: سقطات وهفوات…؟!! إذن فقول “شيخ الإسلام” في الفتوى الحموية الكبرى (ص: 265): ثم القول الشامل في جميع هذا الباب أن يوصف الله بما وصف به نفسه، أو بما وصفه به رسول الله صلى الله عليه وسلم وبما وصفه به السابقون الأولون لا يتجاوز القرآن والحديث. قال الإمام أحمد رضي الله عنه: «لا يُوصف الله إلا بما وصف به نفسه، أو بما وصفه به رسوله صلى الله عليه وسلم لا يتجاوز القرآن والحديث» .اهـ هل كان من السقطات والهفوات لشيخ الإسلام .. فضيلتك؟!!

فقال فضيلته بلسان حاله: هذا ليس من السقطات والهفوات… وإنما هذا كان دعاية إعلامية “بربوكاندا وبمثابة شبكة لصيد السذج إلى مذهب التجسيم لاحقا بعد أن نخدعه بمثل هذا الطعم!! ألا ترى كيف ننكر على الذهبي عدم تجاوزه للكتاب والسنة في مسائل الاستواء والنزول والمجيء والحد؟!!

ممتاز .. ومعاليكم ماذا تنكرون على الذهبي أيضا… ؟!!

فقال معاليه ـ طبعا العلو هو العلو الحسي هنا كما هو مذهب القوم😊😊 ـ : قبورياته الكثيرة الشركية من تجويزه لشد الرحال لزيارة القبور والدعاء عندها وبناء القباب عليها والتبرك بها.

قلنا: إذن ما قولكم في الذهبي في نهاية المطاف، هل هو مشرك؟

فقال بلسان حاله: في الواقع هذه المسائل شرك، ولو صدرت من غيره لقلنا عنه قبوري مشرك عابد وثن … ولكن كونه تلميذ لشيخ الإسلام ولثنائه عليه وتأليفه لكتاب العلو والعرش … فهذا يجعلنا نمتنع عن القول بأنه مشرك ولكن قال أقوالا شركية أخطأ فيها عفا الله عنه !!!

قلنا: إذن فثناء الذهبي عليه ـ الذي تطنطنون به ـ لا يعني ولا يستلزم أنه موافق له في كل شيء، بدليل ما ذكرتم من مخالفته العظيمة له في الأصول فضلا عن الفروع كما يذكر الذهبي نفسه كما سيأتي… هذا مع عظيم ثنائه عليه وتتلمذه عليه .. وبالتالي فثناء من أثنى على ابن تيمية مهما بلغ ـ ولن يبلغ مبلغ ثناء الذهبي له ـ لا يعني أنه موافق له بحال بدليل الذهبي كما سنرى .. فما بالك بخصوم ابن تيمية الذين ذموه؟!

—–

( سلسلة ابن تيمية حَكَما على الأمة ودينها، بسلفها وخلفها، الذهبي نموذجا، ج1)

#سلسلة_ابن_تيمية_حَكَما_على_الأمة

كنت قد سئلت على مجموعتي على التلغرام عن موقف الإمام الذهبي من الاستغاثة ونحو ذلك، لأن بعض الوهابية نسب إليه أنه يقول بأن الاستغاثة شرك، فإليكم أولا طائفة من أقوال الوهابية في الحافظ الذهبي رحمه الله … أخذتها من مقالاتهم ومواقعهم وقد ذكرت روابطها مع عناوين تلك المقالات ….. ولكم التعليق… وسأعود إلى الموضوع ثانية وثالثة لأنقل مزيدا من أقوال القوم في الذهبي وهم يضعونه على مجهر ابن تيمية معصومِهم!!! وإن شاء الله سأفصل الكلام عن عقيدة الذهبي وأطواره فيها، وموقفه من مسائل الاستغاثة ونحو ذلك. وبالله التوفيق

رابط قناتي على التلغرام

https://t.me/DrWaleedBinALSalah

———–

هل هذا الذي في “السّيّر” للذَّهبي من القبوريات؟

https://majles.alukah.net/t79139/

قلت: إن مما تجدر الإشارة إليه في هذه العجالة هو التنبيه على ما في كتاب مؤرخ الإسلام بدون منازع والمحدث الجهبذ وخاتمة الحفاظ الإمام شمس الدين محمد بنأحمد بن عثمان الذهبي المتوفى سنة 748 هـ – عليه رحمة الله- ((سير أعلام النبلاء)) وهو كتاب قد سار مسير الشمس والقمر ولا يستغني عنه العلماء فضلا عن طلبة العلم، ولكن للأسف الشديد فيه الشيء الكثير من الكلمات التي تؤيد القبورية وتباركها، وحتى لا يغضب علينا المتعصبون للرجال أقول لهم لقد رد على الإمام الذهبي كثير من العلماء والدعاة في هذه المسألة الخطيرة .. ولعله من الخير أن أقول لهم عليكم بكتاب ” عقيدة الإمام الذهبي ” للشيخ سليمان بن صالح الخراشي، ففيه مايرد تعصبهم إن شاء الله .. فإن أبى فها أنذا أسوق له بعض الأمثلة في هذه العجالة وليرجع إلى الكتاب ((سير أعلام النبلاء)) إنكان من طلبة العلم حقا ليقف بنفسه على ما حررناه وفق الله الجميع ….

قال الإمام الذهبي في ترجمة أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه ج 3 ص 200: فلقد بلغني:أن الروم يتعاهدون قبره، ويرمونه، ويستسقون به. و ص 204 فكانوا إذا قحطوا، كشفوا عنقبره، فأمطروا.

وقال في ترجمة أم حرام بنت ملحان ج 3 ص 160: وبلغني أن قبرها تزوره الفرنج.

وقال في ترجمة خالد بن الوليد رضي الله عنه ج 2 ص 403: ومشهده على باب حمص، عليه جلالة.

وقال في ترجمة المنصور بن زاذان ج 4 ص 597: قبره بواسط يزار.

وقال في ترجمة أبي مسلم الخولاني ج 4 ص 7: وبداريا قبر يزار، يقال: إنه قبر أبي مسلم الخولاني، وذلك محتمل.

وقال في ترجمة عبيدة السلماني وياليته لم يقله ج 4 ص 22: فإذا فاتك الحج، وتلقيت الوفد، فالتزم الحاج، وقبل فمه، وقل: فم مس بالتقبيل حجرا قبله خليلي صلى الله عليه وسلم. وقال قبل ذلك كلاما أكثر منهذا أعرضت عنه لطوله فانظره هناك نفس الصفحة.

وقال في ترجمة أبي حنيفة ج 5 ص 229: وعليه قبة عظيمة، ومشهد فاخر ببغداد. والله أعلم.

وقال في ترجمة إبراهيم بن أدهم ج 5 ص 451: وقبره يزار.

وقال في ترجمة السيدة نفيسة ج 7 ص 46: وقيل: كانت من الصالحات العوابد، والدعاء مستجاب عند قبرها، بل وعند قبور الأنبياء والصالحين …

وقال في ترجمة أبي بكر أحمد بن لال ج 10 ص 350: والدعاء عند قبره مستجاب.

وقال في ترجمة ابن وكيع ج 10 ص 344: وبنوا على قبره قبة.

وقال في ترجمة ابن تركان ج 10 ص 370: وقبره يزار.

وقال في ترجمة ابن فورك ج 10 ص 419: قال عبد الغافر في سياق التاريخ: الاستاذ أبوبكر قبره بالحيرة يستسقى به.

وقال في ترجمة أبي إسحاق الإسفراييني ج 10 ص 491: نقل تابوته إلى إسفرايين، ودفن هناك بمشهده …وحكى أبو القاسم القشيري عنه أنه كان ينكر كرامات الأولياء ولا يجوزها، وهذه زلة كبيرة.

وقال في ترجمة الخطيب البغدادي ج 11 ص 143: وختم على قبره عدة ختمات.

وقال في ترجمة ابن زيرك ج 11 ص 220: وقبره يزار، ويتبرك به.

وقال في ترجمة قسيم الدولة ج 11 ص 393: نقله ولده الأتابك زنكي، وأنشأ عليه قبة.

وقال في ترجمة العجلي ج 12 ص 52: وذكر ابن النجار: أن قبره يقصد بالزيارة.

وقال في ترجمة الكامل ج 13 ص 69: قال المنذري: …ودفن في تابوت قلت: ثم بعد سنتين عملت له التربة، وفتح شباكها إلى الجامع.

————————-

هل يأخذ القبورية بكلام الذهبي هذا ؟

والحق أن الذهبي له جهد كبير في نصرة مذاهب السلف في مسائل عديدة خصوصا مسألة علو الله عز وجل على عرشه والتي صنف فيها مصنفين (العلو) و (العرش)

غير أنه وقعت له هفوات عظيمة في باب توحيد الألوهية فوافق القوم في التبرك والتوسل وشد الرحال وغيرها وعظم أئمتهم وله سقطات في أبواب، والسلفيون ولله الحمد يبينون غلطه في هذا، ومن أجمع المصادر في هذا الباب ما كتبه شيخ الإسلام في الرد على الأخنائي واقتضاء الصراط المستقيم والعجيب أن الذهبي لم ينتفع بهذه الكتب مع قرب العهد وصحبته للشيخ أحمد ابن تيمية

غير أن الذهبي لم يكن يجوز الاستغاثة بغير الله عز وجل بل يراها شركا

قال الذهبي في سير أعلام النبلاء (10/ 106) في ترجمة السيدة نفيسة:” ولجهلة المصريين فيها اعتقاد يتجاوز الوصف، ولا يجوز مما فيه من الشرك، ويسجدون لها، ويلتمسون منها المغفرة، وكان ذلك من دسائس دعاة العبيدية “

وهذا واضح في الدلالة على المقصود وأما دعاء الله عند قبر ولي معين فلا يكون شركا دائما إلا إذا قصد الاستشفاع بهذا الميت فهذا عده عدد من أئمة الدعوة شركا

والخلاصة أن الذهبي لا يرى جواز الاستغاثة بغير الله أو الذبح أو السجود بل يرى ذلك كله من الشرك

انظر: http://alkulify.blogspot.com/2013/10/blog-post_8577.html

—————————————–

وفي ملتقى أهل الحديث يقول أحدهم:

الذي يظهر أن الذهبي – رحمه الله – اجتمعت هذه الأخطاء له بسبب نشأته وبيئته وتأثره بشيوخه وإلا من المعلوم أن الذهبي لايوافق منهج ابن تيمية وطريقته فيها ..وقد قال عنه في أثناء ترجمته لابن تيمية : ( مع أني مخالف له في مسائل أصلية وفرعية ) ..وقد قرأت مرة الاحتجاج في الآثار السلفية على إثبات الصفات الإلهية لعادل آل حمدان فوجدته تحدث عن هذا الموضوع في صفحة ( 295 ) ..

فمن الإشكالات التي صار فيها النزاع معه :
1 – القول بجواز التبرك بقبر النبي صلى الله عليه وسلم وشد الرحل إليه . انظر السير ( 4 / 484 ) ، ( 9/368 ) ، معجم الشيوخ ( 1 / 73 ) .
2 – في مسألة الدعاء عند قبور الأنبياء والصالحين وقوله بأنه مستجاب . السير ( 9 / 343 ) ، ( 17 / 215 )
3 – تعقبه لكبار أئمة السلف وأهل السنة فيما اتفقوا على القول به ، والإنكار على من خالفهم فيها ومن أمثلة ذلك : إنكاره عليهم زيادة لفظة [ بذاته ] في النزول والمجئ وغيرها . فقد قال : وننهى عن القول ينزل ( بذاته ) كما لانقول ينزل ( بعلمه ) بل نسكت ، ولا نتفاصح على الرسول صلى الله عليه وسلم بعبارات مبتدعة (20 / 331 )
وأيضا : إنكاره على إثبات الحد لله تعالى ، واعتبار ذلك من فضول الكلام المنهي عنه . ( 20 / 86 )
تهوينه من شأن الإرجاء والمرجئة ، واعتبار أن الخلاف بينهم وبين أهل السنة خلافا لفظيا فقط !! انظر (5/ 233)
5 – التوسع في اعتبار كثير من طعون أهل السنة في مخاليفهم في الاعتقاد أنه من باب الطعن في الأقران الذي يطوى ولايقرأ . مثل ماحصل بين هشام بن عمار وأحمد بن حنبل ، وماحصل بين بن منده وأبي نعيم .
6 –لينه ومدحه لأئمة أهل البدع في تراجمه لهم . ومن أمثلة ذلك : ترجمة عبدالوارث بن سعيد ، ابن تومرت , علي بن حسين بن موسى وغيرهم .
ولهذا تجد أن ابن باز لما سئل عنه قال : ( الذهبي ليس من أهل الفقه ، الذهبي ماهو من أهل البصيرة الذهبي عالم من علماء الوسط ، يعتني بمصطلح الحديث فقط ، لايعتمد به في الشريعة ) شريط الدمعة البازية آخر الوجه الثاني .

https://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=205377

——–

تجهمات الذهبي المفوض*:

http://dawahilatawhed.blogspot.com/2016/06/blog-post_13.html

وقال أبو بكر بن عياش: قلت للأعمش: ما بال تفسير مجاهد مخالف – أو شئ نحوه؟ قال: أخذها من أهل الكتاب. (الطبقات الكبرى ط العلمية (6/ 20) وذكره الذهبي في السير أيضا.

وقد ساق الذهبي في الأصل أسماء طائفة منهم “ص124-126″، وزاد أسماء آخرين في “مختصره”، وإني لأراه كأنه أخذ بهيبتهم، فإنه يتردد بين مخالفتهم وموافقتهم! فإنه بعد أن نقل قول أبي بكر النجاد:

“لو أن حالفاً حلف بالطلاق ثلاثا أن الله يقعد محمدا صلى الله عليه وسلم على العرش، لقلت: صدقت وبررت”.

فقد تعقبه ( الذهبي) بقوله : “فأبصر -حفظك الله من الهوى- كيف آل الغلو بهذا المحدث إلى وجوب الأخذ بأثر منكر، واليوم فيردون الأحاديث الصريحة في العلو بل يحاول بعض الطغاة أن يرد قوله تعالى {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} … اهـ

وقال الذهبي أيضا : ومِنْ أَنكرِ ما جاء عن مجاهد في التفسير في قوله : (عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا) قال: يُجلسه معه على العرش . ( ميزان الإعتدال3/439)

وقال الذهبي أيضا : وَلِمُجَاهِدٍ أَقْوَالٌ وَغَرَائِبُ فِي العِلْمِ وَالتَّفْسِيْرِ تُسْتَنْكَرُ…(السير 4/455

وقال الذهبي في “الكبائر” (ص: 153):وَلَو قَالَ: “إِن الله جلس للإنصاف، أَو قَامَ للإنصاف، كَفَرَ“.

فلعنة الله تترى على المعطلة و أزواجهم و من يتخذهم أئمة في دينهم

أخرج ابن أبي شيبة، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، وابن مردويه ، عن ابن عباس في قوله : يوم ندعوا كل أناس بإمامهم . قال : إمام هدى، وإمام ضلالة .

——

*قال وليد: يشير الكاتب هنا إلى قول الذهبي في وذكر قوله في السير: «فقولنا في ذلك -يعني آيات الصفات- بابه الإقرار والإمرار، وتفويض معناه إلى قائله الصادق المعصوم. [سير النبلاء(8/105)]

https://www.facebook.com/groups/385445711569457/permalink/3076902259090442/

السابق
[2] “القول الشافي فيما روي في الاستواء عن ابن الأعرابي”
التالي
كتاب مفتاح الفضائل والنعم في الكلام على بعض ما يتعلق بكتاب الحكم للشيخ الإمام أحمد زروق الفاسي رحمه الله تعالى(منقول)