ﺃﺷﻌﺮﻳﺔ ﺍﻟﺤﺎﻓﻆ ﺍﺑﻦ ﻛﺜﻴﺮ :
ﺍﻟﺤﺎﻓﻆ ﺍﺑﻦ ﻛﺜﻴﺮ رحمه الله كان أشعري العقيدة ﻣﻦ ﻋﻠﻤﺎﺀ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﻭﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺔ ﺍﻟﺸﺎﻓﻌﻴﺔ ، ﻭﺍﻟﻮﻫﺎﺑﻴﺔ ﻳﺘﺸﺒﺜﻮﻥ ﺑﻪ ﻓﻘﻂ ﻟﻜﻮﻧﻪ ﻗﺪ ﺩﺭﺱ ﻳﻮﻣﺎ ﻋﻨﺪ ﺍﺑﻦ ﺗﻴﻤﻴﺔ !!
ﻭﻟﻜﻦ ﻫﻞ ﻳﺼﺢ ﻓﻌﻼ ﺃﻥ ﻳﻌﺘﺒﺮ ﺍﻟﺤﺎﻓﻆ ﺍﺑﻦ ﻛﺜﻴﺮ ﺗﻠﻤﻴﺬﺍ ﻻﺑﻦ ﺗﻴﻤﻴﺔ ﺃﻭ ﺣﺎﻣﻼ ﻷﻓﻜﺎﺭﻩ ﺍﻟﺤﻨﺒﻠﻴﺔ ﺍﻟﺘﺠﺴﻴﻤﺔ ؟! ﻓﻘﻂ ﻷﻧﻪ ﺗﺘﻠﻤﺬ ﻋﻠﻰ ﻳﺪﻩ ﻓﻲ ﻳﻮﻡ ﻣﻦ ﺍﻷﻳﺎﻡ ؟!!
ﻣﻬﻤﺎ ﺗﻜﻦ ﺍﻟﻤﺪﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺩﺭﺱ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﺑﻦ ﻛﺜﻴﺮ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﺤﺮﺍﻧﻲ ﻓﺈﻥ ﺍﻷﺧﻴﺮ ﺗﻮﻓﻲ ﻭﺍﺑﻦ ﻛﺜﻴﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺸﺮﻳﻨﺎﺕ ﻣﻦ ﻋﻤﺮﻩ أﻱ ﺃﻥ ﺍﺑﻦ ﻛﺜﻴﺮ ﺩﺭﺱ ﻋﻨﺪﻩ ﻓﻲ ﻓﺘﺮﺓ ﻣﺮﺍﻫﻘﺘﻪ ﻭﺻﺒﺎﻩ ﻓﻘﻂ ، ﺑﻴﻨﻤﺎ ﺍﻣﺘﺪﺕ ﺣﻴﺎﺗﻪ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﻭﺍﻟﻔﻜﺮﻳﺔ ﺑﻌﺪ ﻭﻓﺎﺓ ﺍﻟﺤﺮﺍﻧﻲ ﺇﻟﻰ 46 ﺳﻨﺔ !!
ﻓﻬﻞ ﻳﺼﺢ ﻓﻘﻂ ﻷﻧﻪ ﻗﻀﻰ ﺑﻌﺾ ﺳﻨﻮﺍﺕ ﺍﻟﺼﺒﺎ ﻭﺍﻟﻤﺮﺍﻫﻘﺔ ﻟﺪﻯ ﺍﻟﺤﺮﺍﻧﻲ ﺍﻋﺘﺒﺎﺭﻩ ﻣﻦ ﺃﺗﺒﺎﻉ ﻣﺪﺭﺳﺘﻪ ﻭﺍﻟﻤﺘﺄﺛﺮﻳﻦ ﺑﻌﻘﻴﺪﺗﻪ ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻫﻮ ﻗﻀﻰ ﺑﻌﻴﺪﺍ ﻋﻦ ﻫﺮﻃﻘﺎﺗﻪ ﻭﻗﺘﺎ ﺃﻃﻮﻝ ﺑﻜﺜﻴﺮ ﺟﺪﺍ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺬﻱ ﻗﻀﺎﻩ ﻣﻊ ﺍﻟﺤﺮﺍﻧﻲ !!.
وها هي بعض الأدلة على ذلك :
الدليل الأول: (( إقرار الحافظ ابن كثير رحمه الله بأنه أشعري والإقرار سيد الأدلة )) :
روى الحافظ ابن حجر العسقلاني في كتابه الدرر الكامنة (1 / 17) في ترجمة ابراهيم نجل ابن القيم الجوزية رحمه الله ما نصه :
( ومن نوادره أنه وقع بينه وبين عماد الدين ابن كثير منازعة في تدريس الناس فقال له ابن كثير : أنت تكرهني لأنني أشعري . فقال له : لو كان من رأسك الى قدمك شعر ما صدقك الناس في قولك أنك أشعري وشيخك ابن تيمية !! ) اﻫـ .
وقد وردت هذه القصة في المختار المصون من أعلام القرون (1 / 200) .
أقول: (((والاعتراف سيد الأدلة))) ولاينسب لإبن كثير أنه يماري أو يستخدم التقية أو يستبيح الكذب بالمزاح معاذ الله؟؟ بل لو كانت العقيدة الأشعرية التي تمثل عقيدة أهل السنة الحقة هي عقيدة ضالة أو باطلة لاستحى ابن كثير أن ينسب لنفسه الضلال ولو بالمزاح..
وهذه كلمة لمن يضلل الأشاعرة… هل من أحد من المسلمين يحب أن يمزح ويقول مثلاً (أنا يهودي أو أنا نصراني)؟؟ إن كان عامة المسلمين يأنفوا هذا النوع من نسبة الكفر والضلال لهم أفيكون هذا جائزاً على ابن كثير رحمه الله العالم الزاهد الرباني العظيم؟؟؟ بل يفتخر المسلم بعقيدته ويشهر بها في أقصى البقاع وهذا مايفعله الحافظ الأشعري ابن كثير رحمه الله ورضي عنه.
أما انكار نجل ابن القيم على ابن كثير قوله : انني أشعري . لا يغير من الحقيقة شيئا فالمرء أعلم بنفسه من غيره !.
الدليل الثاني: (( تدريس ابن كثير في دار الحديث الأشرفية التي من شرط واقفها ﺃﻥ يكون المدرس فيها أشعري العقيدة )) :
هذا ما ذكره تاج الدين السبكي الصغير في طبقات الشافعية الكبرى (10 / 398) من أن شرط من يتولى التدريس في دار الحديث الأشرفية أن يكون أشعري المعتقد !!.
وقد تولى الحافظ ابن كثير الأشعري مشيخة دار الحديث الأشرفية في المحرم من سنة 772ﻫـ خلفا عن التاج السبكي الأشعري المشهور .
وهذه المدرسة وليها قبلهما الإمام ﺍﻟﻨﻮﻭﻱ والحافظ المزي الذي ﻛﺘﺐ ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺴﻪ أﻧﻪ أﺷﻌﺮﻱ ﻗﺒﻞ أﻥ ﻳﻠﻲ ﺩﺍﺭ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ الأﺷﺮﻓﻴﺔ كما ذكر ذلك ﺗﻠﻤﻴﺬﻩ ﺍﻟﺴﺒﻜﻲ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻮﻫﺎﺏ في طبقات الشافعية (10 / 397) .
الدليل الثالث: (( نهج الإمام ابن كثير منهج الأشاعرة في الصفات من تفويض وتأويل )) :
ﺍﻟﻘﺎﺭﺉ ﻟﻤﻮﻗﻒ ﺍﻟﺤﺎﻓﻆ ﺍﺑﻦ ﻛﺜﻴﺮ ﻓﻲ ﺗﻔﺴﻴﺮﻩ ﻳﺠﺪ ﺃﻧﻪ ﻳﻐﻠﺐ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺘﻔﻮﻳﺾ ﻣﻊ ﺃﺧﺬﻩ ﺑﺎﻟﺘﺄﻭﻳﻞ ﺃﺣﻴﺎﻧﺎ .
ﺍﻟﺄﻭﻝ : ﺍﻟﺒﻘﺮﺓ ( 115) : (ﻭَﻟِﻠَّﻪِ ﺍﻟْﻤَﺸْﺮِﻕُ ﻭَﺍﻟْﻤَﻐْﺮِﺏُ ﻓَﺄَﻳْﻨَﻤَﺎ ﺗُﻮَﻟُّﻮﺍ ﻓَﺜَﻢَّ ﻭَﺟْﻪُ ﺍﻟﻠَّﻪِ ﺇِﻥَّ ﺍﻟﻠَّﻪَ ﻭَﺍﺳِﻊٌ ﻋَﻠِﻴﻢٌ ) :
ﻗﺎﻝَ الإمام أبو الفداء ﺇِﺳْﻤَﺎﻋِﻴﻞُ ﺑْﻦُ ﻋُﻤَﺮَ ﺑْﻦِ ﻛَﺜِﻴﺮٍ ﺍﻟﻘُﺮَﺷِﻲُّ (ﺕ 774ﻫـ) : ( ﻭَﻓِﻲ ﻗَﻮْﻟﻪ ﻭَﺃَﻧَّﻪُ ﺗَﻌَﺎﻟَﻰ ﻟَﺎ ﻳَﺨْﻠُﻮ ﻣِﻨْﻪُ ﻣَﻜَﺎﻥ ﺇِﻥْ ﺃَﺭَﺍﺩَ ﻋِﻠْﻤﻪ ﺗَﻌَﺎﻟَﻰ ﻓَﺼَﺤِﻴﺢٌ ﻓَﺈِﻥَّ ﻋِﻠْﻤﻪ ﺗَﻌَﺎﻟَﻰ ﻣُﺤِﻴﻂ ﺑِﺠَﻤِﻴﻊِ ﺍﻟْﻤَﻌْﻠُﻮﻣَﺎﺕ ﻭَﺃَﻣَّﺎ ﺫَﺍﺗﻪ ﺗَﻌَﺎﻟَﻰ ﻓَﻠَﺎ ﺗَﻜُﻮﻥ ﻣَﺤْﺼُﻮﺭَﺓ ﻓِﻲ ﺷَﻲْﺀ ﻣِﻦْ ﺧَﻠْﻘﻪ ﺗَﻌَﺎﻟَﻰ ﺍﻟﻠَّﻪ ﻋَﻦْ ﺫَﻟِﻚَ ﻋُﻠُﻮًّﺍ ﻛَﺒِﻴﺮًﺍ ) … ( ﻗَﺎﻝَ ﺍِﺑْﻦ ﺟُﺮَﻳْﺞ : ﻗَﺎﻝَ ﻣُﺠَﺎﻫِﺪ ﻟَﻤَّﺎ ﻧَﺰَﻟَﺖْ ﺍُﺩْﻋُﻮﻧِﻲ ﺃَﺳْﺘَﺠِﺐْ ﻟَﻜُﻢْ ﻗَﺎﻟُﻮﺍ ﺇِﻟَﻰ ﺃَﻳْﻦَ ؟ ﻓَﻨَﺰَﻟَﺖْ ” ﻓَﺄَﻳْﻨَﻤَﺎ ﺗُﻮَﻟُّﻮﺍ ﻓَﺜَﻢَّ ﻭَﺟْﻪ ﺍﻟﻠَّﻪ ) اﻫـ .
ﺍﻧﻈﺮ ﺟﻮﺍﺏ ﺍﻟﺮﺏ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻭ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺍﺳﺘﻔﺴﺮ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﻋﻦ ﺍلأﻳﻦ.
ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ : ﺍﻟﺒﻘﺮﺓ ( 255) : ( ﻭ ﻫﻮ ﺍﻟﻌﻠﻲ ﺍﻟﻌﻈﻴﻢ )
ﻗﺎﻝ ﺍﻻﻣﺎﻡ ﺍﺑﻦ ﻛﺜﻴﺮ: ( ﻓَﻘَﻮْﻟﻪ ” ﻭَﻫُﻮَ ﺍﻟْﻌَﻠِﻲّ ﺍﻟْﻌَﻈِﻴﻢ ” ﻛَﻘَﻮْﻟِﻪِ ” ﻭَﻫُﻮَ ﺍﻟْﻜَﺒِﻴﺮُ ﺍﻟْﻤُﺘَﻌَﺎﻝِ” ﻭَﻫَﺬِﻩِ ﺍﻟْﺂﻳَﺎﺕ ﻭَﻣَﺎ ﻓِﻲ ﻣَﻌْﻨَﺎﻫَﺎ ﻣِﻦْ ﺍﻟْﺄَﺣَﺎﺩِﻳﺚ ﺍﻟﺼِّﺤَﺎﺡ ﺍﻟْﺄَﺟْﻮَﺩ ﻓِﻴﻬَﺎ ﻃَﺮِﻳﻘَﺔ ﺍﻟﺴَّﻠَﻒ اﻟﺼَّﺎﻟِﺢ ﺃَﻣِﺮُّﻭﻫَﺎ ﻛَﻤَﺎ ﺟَﺎﺀَﺕْ ﻣِﻦْ ﻏَﻴْﺮ ﺗَﻜْﻴِﻴﻒ ﻭَﻟَﺎ ﺗَﺸْﺒِﻴﻪ ) اﻫـ .
ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ : ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ (142) { ﺇﻥّ ﺍﻟﻤﻨﺎﻓﻘﻴﻦ ﻳﺨﺎﺩﻋﻮﻥ ﺍﻟﻠّﻪ ﻭﻫﻮ ﺧﺎﺩﻋﻬﻢ } :
ﻗﺎﻝ ﺍﻻﻣﺎﻡ ﺍﺑﻦ ﻛﺜﻴﺮ: ” ﻗﺪ ﺗﻘﺪّﻡ ﻓﻲ ﺃﻭّﻝ ﺳﻮﺭﺓ ﺍﻟﺒﻘﺮﺓ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ : { ﻳﺨﺎﺩﻋﻮﻥ ﺍﻟﻠّﻪ ﻭﺍﻟّﺬﻳﻦ ﺁﻣﻨﻮﺍ } ﻭﻗﺎﻝ ﻫﺎﻫﻨﺎ : { ﺇﻥّ ﺍﻟﻤﻨﺎﻓﻘﻴﻦ ﻳﺨﺎﺩﻋﻮﻥ ﺍﻟﻠّﻪ ﻭﻫﻮ ﺧﺎﺩﻋﻬﻢ } ﻭﻻ ﺷﻚّ ﺃﻥّ ﺍﻟﻠّﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻻ ﻳﺨﺎﺩﻉ، ﻓﺈﻧّﻪ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺑﺎﻟﺴّﺮﺍﺋﺮ ﻭﺍﻟﻀّﻤﺎﺋﺮ، ﻭﻟﻜﻦّ ﺍﻟﻤﻨﺎﻓﻘﻴﻦ ﻟﺠﻬﻠﻬﻢ ﻭﻗﻠّﺔ ﻋﻠﻤﻬﻢ ﻭﻋﻘﻠﻬﻢ، ﻳﻌﺘﻘﺪﻭﻥ ﺃﻥّ ﺃﻣﺮﻫﻢ ﻛﻤﺎ ﺭﺍﺝ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻨّﺎﺱ ﻭﺟﺮﺕ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺃﺣﻜﺎﻡ ﺍﻟﺸّﺮﻳﻌﺔ ﻇﺎﻫﺮًﺍ، ﻓﻜﺬﻟﻚ ﻳﻜﻮﻥ ﺣﻜﻤﻬﻢ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻠّﻪ، ﻭﺃﻥّ ﺃﻣﺮﻫﻢ ﻳﺮﻭﺝ ﻋﻨﺪﻩ، ﻛﻤﺎ ﺃﺧﺒﺮ ﻋﻨﻬﻢ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺃﻧّﻬﻢ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ ﻳﺤﻠﻔﻮﻥ ﻟﻪ : ﺃﻧّﻬﻢ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻋﻠﻰ ﺍﻻﺳﺘﻘﺎﻣﺔ ﻭﺍﻟﺴّﺪﺍﺩ، ﻭﻳﻌﺘﻘﺪﻭﻥ ﺃﻥّ ﺫﻟﻚ ﻧﺎﻓﻊٌ ﻟﻬﻢ ﻋﻨﺪﻩ، ﻓﻘﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ : { ﻳﻮﻡ ﻳﺒﻌﺜﻬﻢ ﺍﻟﻠّﻪ ﺟﻤﻴﻌًﺎ ﻓﻴﺤﻠﻔﻮﻥ ﻟﻪ ﻛﻤﺎ ﻳﺤﻠﻔﻮﻥ ﻟﻜﻢ … } .
ﻭﻗﻮﻟﻪ : { ﻭﻫﻮ ﺧﺎﺩﻋﻬﻢ } ﺃﻱ : ﻫﻮ ﺍﻟّﺬﻱ ﻳﺴﺘﺪﺭﺟﻬﻢ ﻓﻲ ﻃﻐﻴﺎﻧﻬﻢ ﻭﺿﻼﻟﻬﻢ، ﻭﻳﺨﺬﻟﻬﻢ ﻋﻦ ﺍﻟﺤﻖّ ﻭﺍﻟﻮﺻﻮﻝ ﺇﻟﻴﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺪّﻧﻴﺎ ﻭﻛﺬﻟﻚ ﻓﻲ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ ﻛﻤﺎ ﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ : { ﻳﻮﻡ ﻳﻘﻮﻝ ﺍﻟﻤﻨﺎﻓﻘﻮﻥ ﻭﺍﻟﻤﻨﺎﻓﻘﺎﺕ ﻟﻠّﺬﻳﻦ ﺁﻣﻨﻮﺍ ﺍﻧﻈﺮﻭﻧﺎ ﻧﻘﺘﺒﺲ ﻣﻦ ﻧﻮﺭﻛﻢ … } ” اﻫـ .
ﺍﻟﺮﺍﺑﻊ : ﺍﻟﻤﺎﺋﺪﺓ (64) (ﻭَﻗَﺎﻟَﺖِ ﺍﻟْﻴَﻬُﻮﺩُ ﻳَﺪُ ﺍﻟﻠَّﻪِ ﻣَﻐْﻠُﻮﻟَﺔٌ ﻏُﻠَّﺖْ ﺃَﻳْﺪِﻳﻬِﻢْ ﻭَﻟُﻌِﻨُﻮﺍ ﺑِﻤَﺎ ﻗَﺎﻟُﻮﺍ ﺑَﻞْ ﻳَﺪَﺍﻩُ ﻣَﺒْﺴُﻮﻃَﺘَﺎﻥِ ﻳُﻨْﻔِﻖُ ﻛَﻴْﻒَ ﻳَﺸَﺎﺀُ ) :
ﻗﺎﻝ ﺍلإﻣﺎﻡ ﺍﺑﻦ ﻛﺜﻴﺮ : ” ﻳﺨﺒﺮ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻋﻦ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩ – ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻟﻌﺎﺋﻦ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﻤﺘﺘﺎﺑﻌﺔ ﺇﻟﻰ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ – ﺑﺄﻧﻬﻢ ﻭﺻﻔﻮﺍ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﻭﺗﻌﺎﻟﻰ ﻋﻦ ﻗﻮﻟﻬﻢ ﻋﻠﻮﺍ ﻛﺒﻴﺮﺍ ، ﺑﺄﻧﻪ ﺑﺨﻴﻞ ﻛﻤﺎ ﻭﺻﻔﻮﻩ ﺑﺄﻧﻪ ﻓﻘﻴﺮ ﻭﻫﻢ ﺃﻏﻨﻴﺎﺀ ، ﻭﻋﺒﺮﻭﺍ ﻋﻦ ﺍﻟﺒﺨﻞ ﺑﻘﻮﻟﻬﻢ : { ﻳﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﻣﻐﻠﻮﻟﺔ } .
ﻗﺎﻝ ﺍﺑﻦ ﺃﺑﻲ ﺣﺎﺗﻢ : ﺣﺪﺛﻨﺎ ﺃﺑﻮ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﻄﻬﺮﺍﻧﻲ ، ﺣﺪﺛﻨﺎ ﺣﻔﺺ ﺑﻦ ﻋﻤﺮ ﺍﻟﻌﺪﻧﻲ ، ﺣﺪﺛﻨﺎ ﺍﻟﺤﻜﻢ ﺑﻦ ﺃﺑﺎﻥ ، ﻋﻦ ﻋﻜﺮﻣﺔ ﻗﺎﻝ : ﻗﺎﻝ ﺍﺑﻦ ﻋﺒﺎﺱ : { ﻣﻐﻠﻮﻟﺔ } ﺃﻱ : ﺑﺨﻴﻠﺔ .
ﻭﻗﺎﻝ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﺃﺑﻲ ﻃﻠﺤﺔ ، ﻋﻦ ﺍﺑﻦ ﻋﺒﺎﺱ ﻗﻮﻟﻪ : { ﻭﻗﺎﻟﺖ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩ ﻳﺪ اﻟﻠﻪ ﻣﻐﻠﻮﻟﺔ } ﻗﺎﻝ : ﻻ ﻳﻌﻨﻮﻥ ﺑﺬﻟﻚ ﺃﻥ ﻳﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﻣﻮﺛﻘﺔ ﻭﻟﻜﻦ ﻳﻘﻮﻟﻮﻥ : ﺑﺨﻴﻞ ﺃﻣﺴﻚ ﻣﺎ ﻋﻨﺪﻩ ، ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻤﺎ ﻳﻘﻮﻟﻮﻥ ﻋﻠﻮﺍ ﻛﺒﻴﺮﺍ .
ﻭﻛﺬﺍ ﺭﻭﻱ ﻋﻦ ﻋﻜﺮﻣﺔ ﻭﻗﺘﺎﺩﺓ ﻭﺍﻟﺴﺪﻱ ﻭﻣﺠﺎﻫﺪ ﻭﺍﻟﻀﺤﺎﻙ ﻭﻗﺮﺃ : { ﻭﻻ ﺗﺠﻌﻞ ﻳﺪﻙ ﻣﻐﻠﻮﻟﺔ ﺇﻟﻰ ﻋﻨﻘﻚ ﻭﻻ ﺗﺒﺴﻄﻬﺎ ﻛﻞ ﺍﻟﺒﺴﻂ ﻓﺘﻘﻌﺪ ﻣﻠﻮﻣﺎ ﻣﺤﺴﻮﺭﺍ } [ ﺍﻹﺳﺮﺍﺀ : 29 ] . ﻳﻌﻨﻲ : ﺃﻧﻪ ﻳﻨﻬﻰ ﻋﻦ ﺍﻟﺒﺨﻞ ﻭﻋﻦ ﺍﻟﺘﺒﺬﻳﺮ ، ﻭﻫﻮ ﺍﻟﺰﻳﺎﺩﺓ ﻓﻲ ﺍﻹﻧﻔﺎﻕ ﻓﻲ ﻏﻴﺮ ﻣﺤﻠﻪ ، ﻭﻋﺒﺮ ﻋﻦ ﺍﻟﺒﺨﻞ ﺑﻘﻮﻟﻪ : { ﻭﻻ ﺗﺠﻌﻞ ﻳﺪﻙ ﻣﻐﻠﻮﻟﺔ ﺇﻟﻰ ﻋﻨﻘﻚ } .
ﻭﻫﺬﺍ ﻫﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﺭﺍﺩ ﻫﺆﻻﺀ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻟﻌﺎﺋﻦ ﺍﻟﻠﻪ . ﻭﻗﺪ ﻗﺎﻝ ﻋﻜﺮﻣﺔ : ﺇﻧﻬﺎ ﻧﺰﻟﺖ ﻓﻲ ﻓﻨﺤﺎﺹ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩﻱ ﻋﻠﻴﻪ ﻟﻌﻨﺔ ﺍﻟﻠﻪ . ﻭﻗﺪ ﺗﻘﺪﻡ ﺃﻧﻪ ﺍﻟﺬﻱ ﻗﺎﻝ : { ﺇﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﻘﻴﺮ ﻭﻧﺤﻦ ﺃﻏﻨﻴﺎﺀ } [ ﺁﻝ ﻋﻤﺮﺍﻥ : 181 ] ﻓﻀﺮﺑﻪ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ
ﺍﻟﺼﺪﻳﻖ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ .
ﻭﻗﺎﻝ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﺇﺳﺤﺎﻕ : ﺣﺪﺛﻨﻲ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﺃﺑﻲ ﻣﺤﻤﺪ ، ﻋﻦ ﺳﻌﻴﺪ ﺃﻭ ﻋﻜﺮﻣﺔ ﻋﻦ ﺍﺑﻦ ﻋﺒﺎﺱ ﻗﺎﻝ : ﻗﺎﻝ ﺭﺟﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩ ﻳﻘﺎﻝ ﻟﻪ : ﺷﺎﺱ ﺑﻦ ﻗﻴﺲ : ﺇﻥ ﺭﺑﻚ ﺑﺨﻴﻞ ﻻ ﻳﻨﻔﻖ ، ﻓﺄﻧﺰﻝ ﺍﻟﻠﻪ : { ﻭﻗﺎﻟﺖ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩ ﻳﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﻣﻐﻠﻮﻟﺔ ﻏﻠﺖ ﺃﻳﺪﻳﻬﻢ ﻭﻟﻌﻨﻮﺍ ﺑﻤﺎ ﻗﺎﻟﻮﺍ ﺑﻞ ﻳﺪﺍﻩ ﻣﺒﺴﻮﻃﺘﺎﻥ ﻳﻨﻔﻖ ﻛﻴﻒ ﻳﺸﺎﺀ } .
ﻭﻗﺪ ﺭﺩ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻣﺎ ﻗﺎﻟﻮﻩ ، ﻭﻗﺎﺑﻠﻬﻢ ﻓﻴﻤﺎ ﺍﺧﺘﻠﻘﻮﻩ ﻭﺍﻓﺘﺮﻭﻩ ﻭﺍﺋﺘﻔﻜﻮﻩ ، ﻓﻘﺎﻝ : { ﻏﻠﺖ ﺃﻳﺪﻳﻬﻢ ﻭﻟﻌﻨﻮﺍ ﺑﻤﺎ ﻗﺎﻟﻮﺍ } ﻭﻫﻜﺬﺍ ﻭﻗﻊ ﻟﻬﻢ ، ﻓﺈﻥ ﻋﻨﺪﻫﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﺨﻞ ﻭﺍﻟﺤﺴﺪ ﻭﺍﻟﺠﺒﻦ ﻭﺍﻟﺬﻟﺔ ﺃﻣﺮ ﻋﻈﻴﻢ ، ﻛﻤﺎ ﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ : { ﺃﻡ ﻟﻬﻢ ﻧﺼﻴﺐ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻠﻚ ﻓﺈﺫﺍ ﻻ ﻳﺆﺗﻮﻥ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻧﻘﻴﺮﺍ ﺃﻡ ﻳﺤﺴﺪﻭﻥ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﺁﺗﺎﻫﻢ ﺍﻟﻠﻪ ﻣﻦ ﻓﻀﻠﻪ ﻓﻘﺪ ﺁﺗﻴﻨﺎ ﺁﻝ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻭﺍﻟﺤﻜﻤﺔ ﻭﺁﺗﻴﻨﺎﻫﻢ ﻣﻠﻜﺎ ﻋﻈﻴﻤﺎ ﻓﻤﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﺁﻣﻦ ﺑﻪ ﻭﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﺻﺪ ﻋﻨﻪ ﻭﻛﻔﻰ ﺑﺠﻬﻨﻢ ﺳﻌﻴﺮﺍ } [ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ : 53 – 55 ] ﻭﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ : { ﺿﺮﺑﺖ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺍﻟﺬﻟﺔ ﺃﻳﻦ ﻣﺎ ﺛﻘﻔﻮﺍ ﺇﻻ ﺑﺤﺒﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺣﺒﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ } ﺍﻵﻳﺔ [ ﺁﻝ ﻋﻤﺮﺍﻥ : 112 ] .
ﺛُﻢَّ ﻗَﺎﻝَ ﺗَﻌَﺎﻟَﻰ : { ﺑَﻞْ ﻳَﺪَﺍﻩُ ﻣَﺒْﺴُﻮﻃَﺘَﺎﻥِ ﻳُﻨْﻔِﻖ ﻛَﻴْﻒ ﻳَﺸَﺎﺀ } ﺃَﻱْ ﺑَﻞْ ﻫُﻮَ ﺍلواسع ﺍﻟْﻔَﻀْﻞ ﺍﻟْﺠَﺰِﻳﻞ ﺍﻟْﻌَﻄَﺎﺀ ﺍﻟَّﺬِﻱ ﻣَﺎ ﻣِﻦْ ﺷَﻲْﺀ ﺇِﻟَّﺎ ﻋِﻨْﺪﻩ ﺧَﺰَﺍﺋِﻨﻪ ﻭَﻫُﻮَ ﺍﻟَّﺬِﻱ ﻣَﺎ ﺑِﺨَﻠْﻘِﻪِ ﻣِﻦْ ﻧِﻌْﻤَﺔ ﻓَﻤِﻨْﻪُ ﻭَحده ﻟَﺎ ﺷَﺮِﻳﻚ ﻟَﻪُ ﺍﻟَّﺬِﻱ ﺧَﻠَﻖَ ﻟَﻨَﺎ ﻛُﻞّ ﺷَﻲْﺀ ﻣِﻤَّﺎ ﻧَﺤْﺘَﺎﺝ ﺇِﻟَﻴْﻪِ ﻓِﻲ ﻟَﻴْﻠﻨَﺎ ﻭَﻧَﻬَﺎﺭﻧَﺎ ﻭَﺣَﻀَﺮِﻧَﺎ ﻭَﺳَﻔَﺮﻧَﺎ ﻭَﻓِﻲ ﺟَﻤِﻴﻊ ﺃَﺣْﻮَﺍﻟﻨَﺎ ﻛَﻤَﺎ ﻗَﺎﻝَ ” ﻭَﺁﺗَﺎﻛُﻢْ ﻣِﻦْ ﻛُﻞّ ﻣَﺎ ﺳَﺄَﻟْﺘُﻤُﻮﻩُ ﻭَﺇِﻥْ ﺗَﻌُﺪُّﻭﺍ ﻧِﻌْﻤَﺔ ﺍﻟﻠَّﻪ ﻟَﺎ ﺗُﺤْﺼُﻮﻫَﺎ ﺇِﻥَّ ﺍﻟْﺈِﻧْﺴَﺎﻥ ﻟَﻈَﻠُﻮﻡٌ ﻛَﻔَّﺎﺭ } ﺍﻵﻳﺔ [ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ : 34 ] . ﻭﺍﻵﻳﺎﺕ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﻛﺜﻴﺮﺓ ” اﻫـ .
ﺍﻟﺨﺎﻣﺲ : ﺍلأﻧﻌﺎﻡ ( 18) (ﻭَﻫُﻮَ ﺍﻟْﻘَﺎﻫِﺮُ ﻓَﻮْﻕَ ﻋِﺒَﺎﺩِﻩِ ﻭَﻫُﻮَ ﺍﻟْﺤَﻜِﻴﻢُ ﺍﻟْﺨَﺒِﻴﺮُ ) :
ﻗﺎﻝ ﺍلإﻣﺎﻡ ﺍﺑﻦ ﻛﺜﻴﺮ: ( ” ﻭَﻫُﻮَ ﺍﻟْﻘَﺎﻫِﺮ ﻓَﻮْﻕ ﻋِﺒَﺎﺩﻩ ” ﺃَﻱْ
ﻫُﻮَ ﺍﻟَّﺬِﻱ ﺧَﻀَﻌَﺖْ ﻟَﻪُ ﺍﻟﺮِّﻗَﺎﺏ ﻭَﺫَﻟَّﺖْ ﻟَﻪُ ﺍﻟْﺠَﺒَﺎﺑِﺮَﺓ ﻭَﻋَﻨَﺖْ ﻟَﻪُ
ﺍﻟْﻮُﺟُﻮﻩ ﻭَﻗَﻬَﺮَ ﻛُﻞّ ﺷَﻲْﺀ ﻭَﺩَﺍﻧَﺖْ ﻟَﻪُ ﺍﻟْﺨَﻠَﺎﺋِﻖ ﻭَﺗَﻮَﺍﺿَﻌَﺖْ
ﻟِﻌَﻈَﻤَﺔِ ﺟَﻠَﺎﻟﻪ ﻭَﻛِﺒْﺮِﻳَﺎﺋِﻪِ ﻭَﻋَﻈَﻤَﺘﻪ ﻭَﻋُﻠُﻮّﻩُ ﻭَﻗُﺪْﺭَﺗﻪ ﻋَﻠَﻰ
ﺍﻟْﺄَﺷْﻴَﺎﺀ ﻭَﺍﺳْﺘَﻜَﺎﻧَﺖْ ﻭَﺗَﻀَﺎﺀَﻟَﺖْ ﺑَﻴْﻦ ﻳَﺪَﻳْﻪِ ﻭَﺗَﺤْﺖ ﻗَﻬْﺮﻩ
ﻭَﺣُﻜْﻤﻪ ) اﻫـ .
ﺍﻟﺴﺎﺩﺱ : ﺍﻟﺄﻋﺮﺍﻑ (54) { ﺛﻢ ﺍﺳﺘﻮﻯ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﺮﺵ } :
ﻗﺎﻝ ﺍلإﻣﺎﻡ ﺍﺑﻦ ﻛﺜﻴﺮ: ( ﻭﺃﻣﺎ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ : { ﺛﻢ ﺍﺳﺘﻮﻯ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﺮﺵ } ﻓﻠﻠﻨﺎﺱ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻘﺎﻡ ﻣﻘﺎﻻﺕ ﻛﺜﻴﺮﺓ ﺟﺪﺍ ﻟﻴﺲ ﻫﺬﺍ ﻣﻮﺿﻊ ﺑﺴﻄﻬﺎ ﻭﺇﻧﻤﺎ ﻧﺴﻠﻚ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻘﺎﻡ ﻣﺬﻫﺐ ﺍﻟﺴﻠﻒ ﺍﻟﺼﺎﻟﺢ ﻣﺎﻟﻚ ﻭﺍﻷﻭﺯﺍﻋﻲ ﻭﺍﻟﺜﻮﺭﻱ ﻭﺍﻟﻠﻴﺚ ﺑﻦ ﺳﻌﺪ ﻭﺍﻟﺸﺎﻓﻌﻲ ﻭﺃﺣﻤﺪ ﻭﺇﺳﺤﺎﻕ ﺑﻦ ﺭﺍﻫﻮﻳﻪ ﻭﻏﻴﺮﻫﻢ ﻣﻦ ﺃﺋﻤﺔ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻗﺪﻳﻤﺎ ﻭﺣﺪﻳﺜﺎ ﻭﻫﻮ ﺇﻣﺮﺍﺭﻫﺎ ﻛﻤﺎ ﺟﺎﺀﺕ ﻣﻦ ﻏﻴﺮ ﺗﻜﻴﻴﻒ ﻭﻻ ﺗﺸﺒﻴﻪ ﻭﻻ ﺗﻌﻄﻴﻞ ، ﻭﺍﻟﻈﺎﻫﺮ ﺍﻟﻤﺘﺒﺎﺩﺭ ﺇﻟﻰ ﺃﺫﻫﺎﻥ ﺍﻟﻤﺸﺒﻬﻴﻦ ﻣﻨﻔﻲ ﻋﻦ ﺍﻟﻠﻪ ﻻ ﻳﺸﺒﻬﻪ ﺷﻲﺀ ﻣﻦ ﺧﻠﻘﻪ ﻭ { ﻟﻴﺲ ﻛﻤﺜﻠﻪ ﺷﻲﺀ ﻭﻫﻮ ﺍﻟﺴﻤﻴﻊ ﺍﻟﺒﺼﻴﺮ } ﺑﻞ ﺍﻷﻣﺮ ﻛﻤﺎ ﻗﺎﻝ ﺍﻷﺋﻤﺔ ﻣﻨﻬﻢ ﻧﻌﻴﻢ ﺑﻦ ﺣﻤﺎﺩ ﺍﻟﺨﺰﺍﻋﻲ ﺷﻴﺦ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ ﻗﺎﻝ : ﻣﻦ ﺷﺒﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﺨﻠﻘﻪ ﻛﻔﺮ ﻭﻣﻦ ﺟﺤﺪ ﻣﺎ ﻭﺻﻒ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻪ ﻧﻔﺴﻪ ﻓﻘﺪ ﻛﻔﺮ ﻭﻟﻴﺲ ﻓﻴﻤﺎ ﻭﺻﻒ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻪ ﻧﻔﺴﻪ ﻭﻻ ﺭﺳﻮﻟﻪ ﺗﺸﺒﻴﻪ ﻓﻤﻦ ﺃﺛﺒﺖ ﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻣﺎ ﻭﺭﺩﺕ ﺑﻪ ﺍﻻﻳﺎﺕ ﺍﻟﺼﺮﻳﺤﺔ ﻭﺍﻷﺧﺒﺎﺭ ﺍﻟﺼﺤﻴﺤﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻮﺟﻪ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻠﻴﻖ ﺑﺠﻼﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﻧﻔﻰ ﻋﻦ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺍﻟﻨﻘﺎﺋﺺ ﻓﻘﺪ ﺳﻠﻚ ﺳﺒﻴﻞ ﺍﻟﻬﺪﻯ ) اﻫـ .
ﺍﻟﺴﺎﺑﻊ : ﻫﻮﺩ (37 ) (ﻭَﺍﺻْﻨَﻊِ ﺍﻟْﻔُﻠْﻚَ ﺑِﺄَﻋْﻴُﻨِﻨَﺎ ﻭَﻭَﺣْﻴِﻨَﺎ ﻭَﻟَﺎ ﺗُﺨَﺎﻃِﺒْﻨِﻲ ﻓِﻲ ﺍﻟَّﺬِﻳﻦَ ﻇَﻠَﻤُﻮﺍ ﺇِﻧَّﻬُﻢْ ﻣُﻐْﺮَﻗُﻮﻥَ ) :
ﻗﺎﻝ ﺍلإﻣﺎﻡ ﺍﺑﻦ ﻛﺜﻴﺮ: ( ” ﻭَﺍﺻْﻨَﻊْ ﺍﻟْﻔُﻠْﻚ ” ﻳَﻌْﻨِﻲ ﺍﻟﺴَّﻔِﻴﻨَﺔ ” ﺑِﺄَﻋْﻴُﻨِﻨَﺎ ” ﺃَﻱْ ﺑِﻤَﺮْﺃًﻯ ﻣِﻨَّﺎ ) اﻫـ .
ﺍﻟﺜﺎﻣﻦ : الإسراء (100) ( ﻗﻞ ﻟﻮ ﺃﻧﺘﻢ ﺗﻤﻠﻜﻮﻥ ﺧﺰﺍﺋﻦ ﺭﺣﻤﺔ ﺭﺑﻲ ﺇﺫﺍ ﻷﻣﺴﻜﺘﻢ ﺧﺸﻴﺔ ﺍﻹﻧﻔﺎﻕ ﻭﻛﺎﻥ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻗﺘﻮﺭﺍ ) :
ﻗﺎﻝ ﺍلإﻣﺎﻡ ﺍﺑﻦ ﻛﺜﻴﺮ: ( ويدل هذا على كرمه وجوده وإحسانه قد جاء في ” الصحيحين “: ” يد الله ملأى لا يغيضها نفقة، سحاء الليل والنهار، أرأيتم ما أنفق منذ خلق السموات والأرض؟ فإنه لم يغض ما في يمينه ” ) اﻫـ .
ﺍﻟﺘﺎﺳﻊ : ﺍﻟﻘﺼﺺ ( 88) (ﻭَﻟَﺎ ﺗَﺪْﻉُ ﻣَﻊَ ﺍﻟﻠَّﻪِ ﺇِﻟَﻬًﺎ ﺁﺧَﺮَ ﻟَﺎ ﺇِﻟَﻪَ ﺇِﻟَّﺎ ﻫُﻮَ ﻛُﻞُّ ﺷَﻲْﺀٍ ﻫَﺎﻟِﻚٌ ﺇِﻟَّﺎ ﻭَﺟْﻬَﻪُ ﻟَﻪُ ﺍﻟْﺤُﻜْﻢُ ﻭَﺇِﻟَﻴْﻪِ ﺗُﺮْﺟَﻌُﻮﻥَ) :
ﻗﺎﻝ ﺍلإﻣﺎﻡ ﺍﺑﻦ ﻛﺜﻴﺮ: ( ﻭَﻗَﻮْﻟﻪ ” ﻛُﻞّ ﺷَﻲْﺀ ﻫَﺎﻟِﻚ ﺇِﻟَّﺎ ﻭَﺟْﻬﻪ ” ﺇِﺧْﺒَﺎﺭ ﺑِﺄَﻧَّﻪُ ﺍﻟﺪَّﺍﺋِﻢ ﺍﻟْﺒَﺎﻗِﻲ ﺍﻟْﺤَﻲّ ﺍﻟْﻘَﻴُّﻮﻡ ﺍﻟَّﺬِﻱ ﺗَﻤُﻮﺕ اﻟْﺨَﻠَﺎﺋِﻖ ﻭَﻟَﺎ ﻳَﻤُﻮﺕ ﻛَﻤَﺎ ﻗَﺎﻝَ ﺗَﻌَﺎﻟَﻰ ” ﻛُﻞّ ﻣَﻦْ ﻋَﻠَﻴْﻬَﺎ ﻓَﺎﻥٍ ﻭَﻳَﺒْﻘَﻰ ﻭَﺟْﻪ ﺭَﺑّﻚ ﺫُﻭ ﺍﻟْﺠَﻠَﺎﻝ ﻭَﺍﻟْﺈِﻛْﺮَﺍﻡ ” ﻓَﻌَﺒَّﺮَ ﺑِﺎﻟْﻮَﺟْﻪِ ﻋَﻦْ ﺍﻟﺬَّﺍﺕ ﻭَﻫَﻜَﺬَﺍ ﻗَﻮْﻟﻪ ﻫَﻬُﻨَﺎ ” ﻛُﻞّ ﺷَﻲْﺀ ﻫَﺎﻟِﻚ ﺇِﻟَّﺎ ﻭَﺟْﻬﻪ ” ﺃَﻱْ ﺇِﻟَّﺎ ﺇِﻳَّﺎﻩ ) اﻫـ .
ﺍﻟﻌﺎﺷﺮ : ﺍﻟﺰﺧﺮﻑ (48) (ﻭَﻫُﻮَ ﺍﻟَّﺬِﻱ ﻓِﻲ ﺍﻟﺴَّﻤَﺎﺀِ ﺇِﻟَﻪٌ ﻭَﻓِﻲ ﺍﻟْﺄَﺭْﺽِ ﺇِﻟَﻪٌ ﻭَﻫُﻮَ ﺍﻟْﺤَﻜِﻴﻢُ ﺍﻟْﻌَﻠِﻴﻢُ ) :
ﻗﺎﻝ ﺍلإﻣﺎﻡ ﺍﺑﻦ ﻛﺜﻴﺮ : ( ﺃَﻱْ ﻫُﻮَ ﺇِﻟَﻪ ﻣَﻦْ ﻓِﻲ ﺍﻟﺴَّﻤَﺎﺀ ﻭَﺇِﻟَﻪ ﻣَﻦْ ﻓِﻲ ﺍﻟْﺄَﺭْﺽ ﻳَﻌْﺒُﺪﻩُ ﺃَﻫْﻠﻬﻤَﺎ ﻭَﻛُﻠّﻬﻢْ ﺧَﺎﺿِﻌُﻮﻥَ ﻟَﻪُ ﺃَﺫِﻟَّﺎﺀ ﺑَﻴْﻦ ﻳَﺪَﻳْﻪ ِ” ﻫُﻮَ ﺍﻟْﺤَﻜِﻴﻢ ﺍﻟْﻌَﻠِﻴﻢ ” ﻭَﻫَﺬِﻩِ ﺍﻟْﺂﻳَﺔ ﻛَﻘَﻮْﻟِﻪِ ﺳُﺒْﺤَﺎﻧﻪ ﻭَﺗَﻌَﺎﻟَﻰ ” ﻭَﻫُﻮَ ﺍﻟﻠَّﻪ ﻓِﻲ ﺍﻟﺴَّﻤَﻮَﺍﺕ ﻭَﻓِﻲ ﺍﻟْﺄَﺭْﺽ ﻳَﻌْﻠَﻢ ﺳِﺮّﻛُﻢْ ﻭَﺟَﻬْﺮﻛُﻢْ ﻭَﻳَﻌْﻠَﻢ ﻣَﺎ ﺗَﻜْﺴِﺒُﻮﻥَ ” ﺃَﻱْ ﻫُﻮَ ﺍﻟْﻤَﺪْﻋُﻮّ ﺍﻟﻠَّﻪ ﻓِﻲ ﺍﻟﺴَّﻤَﻮَﺍﺕ ﻭَﺍﻟْﺄَﺭْﺽ ) اﻫـ .
ﺍﻟﺤﺎﺩﻱ ﻋﺸﺮ : ﺍﻟﻔﺘﺢ (84) ( ﺇِﻥَّ ﺍﻟَّﺬِﻳﻦَ ﻳُﺒَﺎﻳِﻌُﻮﻧَﻚَ ﺇِﻧَّﻤَﺎ ﻳُﺒَﺎﻳِﻌُﻮﻥَ ﺍﻟﻠَّﻪَ ﻳَﺪُ ﺍﻟﻠَّﻪِ ﻓَﻮْﻕَ ﺃَﻳْﺪِﻳﻬِﻢْ ﻓَﻤَﻦْ ﻧَﻜَﺚَ ﻓَﺈِﻧَّﻤَﺎ ﻳَﻨْﻜُﺚُ ﻋَﻠَﻰ ﻧَﻔْﺴِﻪِ ﻭَﻣَﻦْ ﺃَﻭْﻓَﻰ ﺑِﻤَﺎ ﻋَﺎﻫَﺪَ ﻋَﻠَﻴْﻪُ ﺍﻟﻠَّﻪَ ﻓَﺴَﻴُﺆْﺗِﻴﻪِ ﺃَﺟْﺮًﺍ ﻋَﻈِﻴﻤًﺎ ) :
ﻗﺎﻝ ﺍلإﻣﺎﻡ ﺍﺑﻦ ﻛﺜﻴﺮ: ( ” ﻳَﺪ ﺍﻟﻠَّﻪ ﻓَﻮْﻕ ﺃَﻳْﺪِﻳﻬﻢْ ” ﺃَﻱْ ﻫُﻮَ
ﺣَﺎﺿِﺮ ﻣَﻌَﻬُﻢْ ﻳَﺴْﻤَﻊ ﺃَﻗْﻮَﺍﻟﻬﻢْ ﻭَﻳَﺮَﻯ ﻣَﻜَﺎﻧﻬﻢْ ﻭَﻳَﻌْﻠَﻢ ﺿَﻤَﺎﺋِﺮﻫﻢْ ﻭَﻇَﻮَﺍﻫِﺮﻫﻢْ ﻓَﻬُﻮَ ﺗَﻌَﺎﻟَﻰ ﻫُﻮَ ﺍﻟْﻤُﺒَﺎﻳِﻊ ﺑِﻮَﺍﺳِﻄَﺔِ ﺭَﺳُﻮﻝ ﺍﻟﻠَّﻪ ﺻَﻠَّﻰ ﺍﻟﻠَّﻪ ﻋَﻠَﻴْﻪِ ﻭَﺳَﻠَّﻢَ ﻛَﻘَﻮْﻟِﻪِ ﺗَﻌَﺎﻟَﻰ ” ﺇِﻥَّ ﺍﻟﻠَّﻪ ﺍِﺷْﺘَﺮَﻯ ﻣِﻦْ اﻟْﻤُﺆْﻣِﻨِﻴﻦَ ﺃَﻧْﻔُﺴﻬﻢْ ﻭَﺃَﻣْﻮَﺍﻟَﻬُﻢْ ﺑِﺄَﻥَّ ﻟَﻬُﻢْ ﺍﻟْﺠَﻨَّﺔ ﻳُﻘَﺎﺗِﻠُﻮﻥَ ﻓِﻲ ﺳَﺒِﻴﻞ ﺍﻟﻠَّﻪ ﻓَﻴَﻘْﺘُﻠُﻮﻥَ ﻭَﻳُﻘْﺘَﻠُﻮﻥَ ﻭَﻋْﺪًﺍ ﻋَﻠَﻴْﻪِ ﺣَﻘًّﺎ ﻓِﻲ ﺍﻟﺘَّﻮْﺭَﺍﺓ ﻭَﺍﻟْﺈِﻧْﺠِﻴﻞ ﻭَﺍﻟْﻘُﺮْﺁﻥ ﻭَﻣَﻦْ ﺃَﻭْﻓَﻰ ﺑِﻌَﻬْﺪِﻩِ ﻣِﻦْ ﺍﻟﻠَّﻪ ﻓَﺎﺳْﺘَﺒْﺸِﺮُﻭﺍ ﺑِﺒَﻴْﻌِﻜُﻢْ ﺍﻟَّﺬِﻱ ﺑَﺎﻳَﻌْﺘُﻢْ ﺑِﻪِ ﻭَﺫَﻟِﻚَ ﻫُﻮَ ﺍﻟْﻔَﻮْﺯ ﺍﻟْﻌَﻈِﻴﻢ ” ) اﻫـ .
ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ﻋﺸﺮ : ﺍﻟﺤﺠﺮﺍﺕ (49) ( ﻳَﺎ ﺃَﻳُّﻬَﺎ ﺍﻟَّﺬِﻳﻦَ ﺁﻣَﻨُﻮﺍ ﻟَﺎ ﺗُﻘَﺪِّﻣُﻮﺍ ﺑَﻴْﻦَ ﻳَﺪَﻱِ ﺍﻟﻠَّﻪِ ﻭَﺭَﺳُﻮﻟِﻪِ ﻭَﺍﺗَّﻘُﻮﺍ ﺍﻟﻠَّﻪَ ﺇِﻥَّ ﺍﻟﻠَّﻪَ ﺳَﻤِﻴﻊٌ) :
ﻗﺎﻝ ﺍلإﻣﺎﻡ ﺍﺑﻦ كثير: ( ” ﻳَﺎ ﺃَﻳّﻬَﺎ ﺍﻟَّﺬِﻳﻦَ ﺁﻣَﻨُﻮﺍ ﻟَﺎ ﺗُﻘَﺪِّﻣُﻮﺍ ﺑَﻴْﻦ ﻳَﺪَﻱْ ﺍﻟﻠَّﻪ ﻭَﺭَﺳُﻮﻟﻪ ” ﺃَﻱْ ﻟَﺎ ﺗُﺴْﺮِﻋُﻮﺍ ﻓِﻲ ﺍﻟْﺄَﺷْﻴَﺎﺀ ﺑَﻴْﻦ ﻳَﺪَﻳْﻪِ ﺃَﻱْ ﻗَﺒْﻠَﻪُ ﺑَﻞْ ﻛُﻮﻧُﻮﺍ ﺗَﺒَﻌًﺎ ﻓِﻲ ﺟَﻤِﻴﻊ ﺍﻟْﺄُﻣُﻮﺭ …ﺍِﺑْﻦ ﻋَﺒَّﺎﺱ ﺭَﺿِﻲَ ﺍﻟﻠَّﻪ ﻋَﻨْﻬُﻤَﺎ ” ﻟَﺎ ﺗُﻘَﺪِّﻣُﻮﺍ ﺑَﻴْﻦ ﻳَﺪَﻱْ ﺍﻟﻠَّﻪ ﻭَﺭَﺳُﻮﻟﻪ ” ﻟَﺎ ﺗَﻘُﻮﻟُﻮﺍ ﺧِﻠَﺎﻑ ﺍﻟْﻜِﺘَﺎﺏ ﻭَﺍﻟﺴُّﻨَّﺔ ﻭَﻗَﺎﻝَ ﺍﻟْﻌَﻮْﻓِﻲّ ﻋَﻨْﻪُ : ﻧُﻬُﻮﺍ ﺃَﻥْ ﻳَﺘَﻜَﻠَّﻤُﻮﺍ ﺑَﻴْﻦ ﻳَﺪَﻱْ ﻛَﻠَﺎﻣﻪ ﻭَﻗَﺎﻝَ ﻣُﺠَﺎﻫِﺪ ﻟَﺎ ﺗَﻔْﺘَﺎﺗُﻮﺍ ﻋَﻠَﻰ ﺭَﺳُﻮﻝ ﺍﻟﻠَّﻪ ﺻَﻠَّﻰ ﺍﻟﻠَّﻪ ﻋَﻠَﻴْﻪِ ﻭَﺳَﻠَّﻢَ ﺑِﺸَﻲْﺀٍ ﺣَﺘَّﻰ ﻳَﻘْﻀِﻲ ﺍﻟﻠَّﻪ ﺗَﻌَﺎﻟَﻰ ﻋَﻠَﻰ ﻟِﺴَﺎﻧﻪ ﻭَﻗَﺎﻝَ ﺍﻟﻀَّﺤَّﺎﻙ ﻟَﺎ ﺗَﻘْﻀُﻮﺍ ﺃَﻣْﺮًﺍ ﺩُﻭﻥ ﺍﻟﻠَّﻪ ﻭَﺭَﺳُﻮﻟﻪ ﻣِﻦْ ﺷَﺮَﺍﺋِﻊ ﺩِﻳﻨﻜُﻢْ ﻭَﻗَﺎﻝَ ﺳُﻔْﻴَﺎﻥ ﺍﻟﺜَّﻮْﺭِﻱّ” ﻟَﺎ ﺗُﻘَﺪِّﻣُﻮﺍ ﺑَﻴْﻦ ﻳَﺪَﻱْ ﺍﻟﻠَّﻪ ﻭَﺭَﺳُﻮﻟﻪ ” ﺑﻘﻮﻝ ﻭﻻ ﻓﻌﻞ . ﻭﻗﺎﻝ ﺍﻟﺤﺴﻦ ﺍﻟﺒﺼﺮﻱ : ( ﻻ ﺗﻘﺪﻣﻮﺍ ﺑﻴﻦ ﻳﺪﻱ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺭﺳﻮﻟﻪ ) ﻗﺎﻝ : ﻻ ﺗﺪﻋﻮﺍ ﻗﺒﻞ ﺍﻹﻣﺎﻡ . ﻭﻗﺎﻝ ﻗﺘﺎﺩﺓ : ﺫﻛﺮ ﻟﻨﺎ ﺃﻥ ﻧﺎﺳﺎ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﻘﻮﻟﻮﻥ : ﻟﻮ ﺃﻧﺰﻝ ﻓﻲ ﻛﺬﺍ ﻛﺬﺍ ، ﻭﻛﺬﺍ ﻟﻮ ﺻﻨﻊ ﻛﺬﺍ ، ﻓﻜﺮﻩ ﺍﻟﻠﻪ ﺫﻟﻚ ، ﻭﺗﻘﺪﻡ ﻓﻴﻪ . ( ﻭﺍﺗﻘﻮﺍ ﺍﻟﻠﻪ ) ﺃﻱ : ﻓﻴﻤﺎ ﺃﻣﺮﻛﻢ ﺑﻪ ، ( ﺇﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﺳﻤﻴﻊ ) ﺃﻱ : ﻷﻗﻮﺍﻟﻜﻢ ( ﻋﻠﻴﻢ ) ﺑﻨﻴﺎﺗﻜﻢ ) اﻫـ .
ﺍلثالث عشر : ﺍﻟﻄﻮﺭ ( 48) ( ﻭَﺍﺻْﺒِﺮْ ﻟِﺤُﻜْﻢِ ﺭَﺑِّﻚَ ﻓَﺈِﻧَّﻚَ ﺑِﺄَﻋْﻴُﻨِﻨَﺎ ﻭَﺳَﺒِّﺢْ ﺑِﺤَﻤْﺪِ ﺭَﺑِّﻚَ ﺣِﻴﻦَ ﺗَﻘُﻮﻡُ ) :
ﻗﺎﻝ ﺍلإﻣﺎﻡ ﺍﺑﻦ ﻛﺜﻴﺮ: ( ﻭَﻗَﻮْﻟﻪ ﺗَﻌَﺎﻟَﻰ ” ﻭَﺍﺻْﺒِﺮْ ﻟِﺤُﻜْﻢِ ﺭَﺑّﻚ ﻓَﺈِﻧَّﻚ ﺑِﺄَﻋْﻴُﻨِﻨَﺎ ” ﺃَﻱْ ﺍِﺻْﺒِﺮْ ﻋَﻠَﻰ ﺃَﺫَﺍﻫُﻢْ ﻭَﻟَﺎ ﺗُﺒَﺎﻟِﻬِﻢْ ﻓَﺈِﻧَّﻚ ﺑِﻤَﺮْﺃًﻯ ﻣِﻨَّﺎ ﻭَﺗَﺤْﺖ ﻛِﻠَﺎﺀَﺗﻨَﺎ ﻭَﺍَﻟﻠَّﻪ ﻳَﻌْﺼِﻤﻚ ﻣِﻦْ ﺍﻟﻨَّﺎﺱ ) اﻫـ .
الرابع ﻋﺸﺮ : ﺍﻟﻘﻤﺮ (14) ( ﺗَﺠْﺮِﻱ ﺑِﺄَﻋْﻴُﻨِﻨَﺎ ﺟَﺰَﺍﺀً ﻟِﻤَﻦْ ﻛَﺎﻥَ ﻛُﻔِﺮَ ) :
ﻗﺎﻝ ﺍلإﻣﺎﻡ ﺍﺑﻦ ﻛﺜﻴﺮ: ( ﺃَﻱْ ﺑِﺄَﻣْﺮِﻧَﺎ ﺑِﻤَﺮْﺃًﻯ ﻣِﻨَّﺎ ﻭَﺗَﺤْﺖ ﺣِﻔْﻈِﻨَﺎ ﻭَﻛِﻠَﺎﺀَﺗﻨَﺎ ) اﻫـ .
ﺍﻟﺨﺎﻣﺲ ﻋﺸﺮ : ﺍﻟﻘﻠﻢ (42 ) ( ﻳَﻮْﻡَ ﻳُﻜْﺸَﻒُ ﻋَﻦْ ﺳَﺎﻕٍ ﻭَﻳُﺪْﻋَﻮْﻥَ ﺇِﻟَﻰ ﺍﻟﺴُّﺠُﻮﺩِ ﻓَﻠَﺎ ﻳَﺴْﺘَﻄِﻴﻌُﻮﻥَ ) :
ﻗﺎﻝ ﺍلإﻣﺎﻡ ﺍﺑﻦ ﻛﺜﻴﺮ: ( ﻋَﻦْ ﺍِﺑْﻦ ﻋَﺒَّﺎﺱ ” ﻳَﻮْﻡ ﻳُﻜْﺸَﻒ ﻋَﻦْ ﺳَﺎﻕ ” ﻗَﺎﻝَ ﻫُﻮَ ﻳَﻮْﻡ ﺍﻟْﻘِﻴَﺎﻣَﺔ ﻳَﻮْﻡ ﻛَﺮْﺏ ﻭَﺷِﺪَّﺓ …..ﻭَﻗَﺎﻝَ اِﺑْﻦ ﺟَﺮِﻳﺮ ﻋَﻦْ ﻣُﺠَﺎﻫِﺪ ” ﻳَﻮْﻡ ﻳُﻜْﺸَﻒ ﻋَﻦْ ﺳَﺎﻕ ” ﻗَﺎﻝَ ﺷِﺪَّﺓ ﺍﻟْﺄَﻣْﺮ ﻭَﺟِﺪّﻩ. ﻭَﻗَﺎﻝَ ﻋَﻠِﻲّ ﺑْﻦ ﺃَﺑِﻲ ﻃَﻠْﺤَﺔ ﻋَﻦْ ﺍِﺑْﻦ ﻋَﺒَّﺎﺱ ﻗَﻮْﻟﻪ ” ﻳَﻮْﻡ ﻳُﻜْﺸَﻒ ﻋَﻦْ ﺳَﺎﻕ ” ﻫُﻮَ ﺍﻟْﺄَﻣْﺮ ﺍﻟﺸَّﺪِﻳﺪ ﺍﻟْﻔَﻈِﻴﻊ ﻣِﻦْ اﻟْﻬَﻮْﻝ ﻳَﻮْﻡ ﺍﻟْﻘِﻴَﺎﻣَﺔ ) اﻫـ .
ﻓﻤﺎ ﺣﻜﻢ ﺍلإﺧﻮﺓ ﺍﻟﻮﻫﺎﺑﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﺑﻦ ﻛﺜﻴﺮ ﻫﻞ ﻫﻮ ﻣﻌﻄﻞ ؟!!!
الدليل الرابع: (( الإمام ابن كثير يجيز عمل المولد النبوي)) :
قال ﺍﻟﺈﻣﺎم ابن كثير في تاريخه ” البداية والنهاية ” (3 / 136) : ” كان يعمل المولد الشريف – يعني الملك المظفر – في ربيع الأول ويحتفل به احتفالاً هائلاً، وكان شهمًا شجاعًا بطلاً عاقلاً عالمًا عادلاً رحمه الله وأكرم مثواه. قال: وقد صنف له الشيخ أبو الخطاب ابن دحية مجلدًا في المولد النبوي سماه “التنوير في مولد البشير النذير” فأجازه على ذلك بألف دينار، وقد طالت مدته في المُلك إلى أن مات وهو محاصر للفرنج بمدينة عكا سنة ثلاثين وستمائة محمود السيرة والسريرة ” اهـ .
ﺍﻟﺪﻟﻴﻞ اﻟﺨﺎﻣﺲ : (( ﻳﻘﺮﺭ ﺍﻟﺈﻣﺎﻡ ﺍﺑﻦ ﻛﺜﻴﺮ ﻣﺎ ﻗﺮﺭﻩ ﻓﺤﻮﻝ ﺍﻟﺄﺷﺎﻋﺮﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺴﺎﺋﻞ ﺍﻟﻜﻠﺎﻣﻴﺔ )) :
ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺈﻣﺎﻡ ﺍﺑﻦ ﻛﺜﻴﺮ في تفسير سورة الفاتحة : [ ﻭﺃﻣﺎ ﻣﺴﺄﻟﺔ ﺍﻻﺳﻢ ﻫﻞ ﻫﻮ ﺍﻟﻤﺴﻤﻰ ﺃﻭ ﻏﻴﺮﻩ ﻓﻔﻴﻬﺎ ﻟﻠﻨﺎﺱ ﺛﻼﺛﺔ ﺃﻗﻮﺍﻝ : ﺃﺣﺪﻫﺎ ﺃﻥ ﺍﻻﺳﻢ ﻫﻮ ﺍﻟﻤﺴﻤﻰ، ﻭﻫﻮ ﻗﻮﻝ ﺃﺑﻲ ﻋﺒﻴﺪﺓ ﻭﺳﻴﺒﻮﻳﻪ، ﻭﺍﺧﺘﺎﺭﻩ ﺍﻟﺒﺎﻗﻼﻧﻲ ﻭﺍﺑﻦ ﻓﻮﺭﻙ، ﻭﻗﺎﻝ ﺍﻟﺮﺍﺯﻱ ﻭﻫﻮ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﻤﺮ اﻟﻤﻌﺮﻭﻑ ﺑﺎﺑﻦ ﺧﻄﻴﺐ ﺍﻟﺮﻱ ﻓﻲ ﻣﻘﺪﻣﺎﺕ ﺗﻔﺴﻴﺮﻩ : ﻗﺎﻟﺖ ﺍﻟﺤﺸﻮﻳﺔ ﻭﺍﻟﻜﺮﺍﻣﻴﺔ : ﺍﻻﺳﻢ ﻧﻔﺲ ﺍﻟﻤﺴﻤﻰ ﻭﻏﻴﺮ ﻧﻔﺲ ﺍﻟﺘﺴﻤﻴﺔ، ﻭﻗﺎﻟﺖ ﺍﻟﻤﻌﺘﺰﻟﺔ ﺍﻻﺳﻢ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﻤﺴﻤﻰ ﻭﻧﻔﺲ ﺍﻟﺘﺴﻤﻴﺔ، ﻭﺍﻟﻤﺨﺘﺎﺭ ﻋﻨﺪﻧﺎ ﺃﻥ ﺍﻻﺳﻢ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﻤﺴﻤﻰ ﻭﻏﻴﺮ ﺍﻟﺘﺴﻤﻴﺔ، ﺛﻢ ﻧﻘﻮﻝ ﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻤﺮﺍﺩ ﺑﺎﻻﺳﻢ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻠﻔﻆ ﺍﻟﺬﻱ ﻫﻮ ﺃﺻﻮﺍﺕ ﻣﺘﻘﻄﻌﺔ ﻭﺣﺮﻭﻑ ﻣﺆﻟﻔﺔ، ﻓﺎﻟﻌﻠﻢ ﺍﻟﻀﺮﻭﺭﻱ ﺣﺎﺻﻞ ﺃﻧﻪ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﻤﺴﻤﻰ ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻤﺮﺍﺩ ﺑﺎﻻﺳﻢ ﺫﺍﺕ ﺍﻟﻤﺴﻤﻰ، ﻓﻬﺬﺍ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﻦ ﺑﺎﺏ ﺍﻹﻳﻀﺎﺡ ﺍﻟﻮﺍﺿﺤﺎﺕ ﻭﻫﻮ ﻋﺒﺚ، ﻓﺜﺒﺖ ﺃﻥ ﺍﻟﺨﻮﺽ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﻋﻠﻰ ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻟﺘﻘﺪﻳﺮﺍﺕ ﻳﺠﺮﻱ ﻣﺠﺮﻯ ﺍﻟﻌﺒﺚ، ﺛﻢ ﺷﺮﻉ ﻳﺴﺘﺪﻝ ﻋﻠﻰ ﻣﻐﺎﻳﺮﺓ ﺍﻻﺳﻢ ﻟﻠﻤﺴﻤﻰ، ﺑﺄﻧﻪ ﻗﺪ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻻﺳﻢ ﻣﻮﺟﻮﺩﺍً ﻭﺍﻟﻤﺴﻤﻰ ﻣﻔﻘﻮﺩﺍً ﻛﻠﻔﻈﺔ ﺍﻟﻤﻌﺪﻭﻡ ﻭﺑﺄﻧﻪ ﻗﺪ ﻳﻜﻮﻥ ﻟﻠﺸﻲﺀ ﺃﺳﻤﺎﺀ ﻣﺘﻌﺪﺩﺓ ﻛﺎﻟﻤﺘﺮﺍﺩﻓﺔ ﻭﻗﺪ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻻﺳﻢ ﻭﺍﺣﺪﺍً ﻭﺍﻟﻤﺴﻤﻴﺎﺕ ﻣﺘﻌﺪﺩﺓ ﺍﻟﻤﺸﺘﺮﻙ ﻭﺫﻟﻚ ﺩﺍﻝ ﻋﻠﻰ ﺗﻐﺎﻳﺮ ﺍﻻﺳﻢ ﻭﺍﻟﻤﺴﻤﻰ ﻭﺃﻳﻀﺎً ﻓﺎﻻﺳﻢ ﻟﻔﻆ ﻭﻫﻮ ﻋﺮﺽ ﻭﺍﻟﻤﺴﻤﻰ ﻗﺪ ﻳﻜﻮﻥ ﺫﺍﺗﺎً ﻣﻤﻜﻨﺔ ﺃﻭ ﻭﺍﺟﺒﺔ ﺑﺬﺍﺗﻬﺎ ﻭﺃﻳﻀﺎً ﻓﻠﻔﻆ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﻭﺍﻟﺜﻠﺞ ﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﻫﻮ ﺍﻟﻤﺴﻤﻰ ﻟﻮﺟﺪ ﺍﻟﻼﻓﻆ ﺑﺬﻟﻚ ﺣﺮ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﺃﻭ ﺑﺮﺩ ﺍﻟﺜﻠﺞ ﻭﻧﺤﻮ ﺫﻟﻚ ﻭﻻ ﻳﻘﻮﻟﻪ ﻋﺎﻗﻞ ﻭﺃﻳﻀﺎً ﻓﻘﺪ ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ : { ﻭﻟﻠﻪ ﺍﻷﺳﻤﺎﺀ ﺍﻟﺤﺴﻨﻰ ﻓﺎﺩﻋﻮﻩ ﺑﻬﺎ } ﻭﻗﺎﻝ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ : « ﺇﻥ ﻟﻠﻪ ﺗﺴﻌﺔ ﻭﺗﺴﻌﻴﻦ ﺍﺳﻤﺎً » ﻓﻬﺬﻩ ﺃﺳﻤﺎﺀ ﻛﺜﻴﺮﺓ ﻭﺍﻟﻤﺴﻤﻰ ﻭﺍﺣﺪ ﻭﻫﻮ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻭﺃﻳﻀﺎً ﻓﻘﻮﻟﻪ : } ﻭﻟﻠﻪ ﺍﻷﺳﻤﺎﺀ { ﺃﺿﺎﻓﻬﺎ ﺇﻟﻴﻪ ﻛﻤﺎ ﻗﺎﻝ : { ﻓﺴﺒﺢ ﺑﺎﺳﻢ ﺭﺑﻚ ﺍﻟﻌﻈﻴﻢ } ﻭﻧﺤﻮ ﺫﻟﻚ ﻓﺎﻹﺿﺎﻓﺔ ﺗﻘﺘﻀﻲ ﺍﻟﻤﻐﺎﻳﺮﺓ ﻭﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ : { ﻓﺎﺩﻋﻮﻩ ﺑﻬﺎ } ﺃﻱ ﻓﺎﺩﻋﻮﺍ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﺄﺳﻤﺎﺋﻪ ﻭﺫﻟﻚ ﺩﻟﻴﻞ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻬﺎ ﻏﻴﺮﻩ ﻭﺍﺣﺘﺞ ﻣﻦ ﻗﺎﻝ ﺍﻻﺳﻢ ﻫﻮ ﺍﻟﻤﺴﻤﻰ ﺑﻘﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ : { ﺗﺒﺎﺭﻙ ﺍﺳﻢ ﺭﺑﻚ ﺫﻭ ﺍﻟﺠﻼﻝ ﻭﺍﻹﻛﺮﺍﻡ } ﻭﺍﻟﻤﺘﺒﺎﺭﻙ ﻫﻮ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻭﺍﻟﺠﻮﺍﺏ ﺃﻥ ﺍﻻﺳﻢ ﻣﻌﻈﻢ ﻟﺘﻌﻈﻴﻢ ﺍﻟﺬﺍﺕ ﺍﻟﻤﻘﺪﺳﺔ، ﻭﺃﻳﻀﺎً ﻓﺈﺫﺍ ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺯﻳﻨﺐ ﻃﺎﻟﻖ ﻳﻌﻨﻲ ﺍﻣﺮﺃﺗﻪ ﻃﻠﻘﺖ ﻭﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﺍﻻﺳﻢ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﻤﺴﻤﻰ ﻟﻤﺎ ﻭﻗﻊ ﺍﻟﻄﻼﻕ ﻭﺍﻟﺠﻮﺍﺏ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺮﺍﺩ ﺃﻥ ﺍﻟﺬﺍﺕ ﺍﻟﻤﺴﻤﺎﺓ ﺑﻬﺬﺍ ﺍﻻﺳﻢ ﻃﺎﻟﻖ. ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺮﺍﺯﻱ : ﻭﺃﻣﺎ ﺍﻟﺘﺴﻤﻴﺔ ﻓﺈﻧﻪ ﺟﻌﻞ ﺍﻻﺳﻢ ﻣﻌﻴﻨﺎً ﻟﻬﺬﻩ ﺍﻟﺬﺍﺕ ﻓﻬﻲ ﻏﻴﺮ ﺍﻻﺳﻢ ﺃﻳﻀﺎً ﻭﺍﻟﻠﻪ ﺃﻋﻠﻢ ] .
ﻓﻬﻞ ﺑﻌﺪ ﻛﻞ ﻫﺬﺍ ﻳﻘﺎﻝ : ﺇن ﺍﻟﺈﻣﺎﻡ ﺍﺑﻦ ﻛﺜﻴﺮ تيمي وﻟﻴﺲ بأشعري ؟؟ !!!
https://www.facebook.com/groups/202140309853552/posts/2416777508389810/