عقيدة ابن العطار تلميذ الامام النووي
دأبت السلفية على البحث عمن يؤيد عقيدتهم، فتراهم يأتوك بنُقول من هنا ومن هناك وينسبون لهذا العالم أو ذاك ما يتوهمون أنه يؤيد عقيدتهم، وعند التحقيق نجد الأمر على خلاف ذلك*، وعقيدة ابن العطار نموذج على ذلك، فلقد قال أحدهم:
“ابن العطار يرد على شيخه النووي في تأويل اليدين قال الإمام ابن العطار في كتاب الاعتقاد الخالص من الشك والانتقاد [ ص 22 و 75 والذي حقق بعضه الشيخ علي الحلبي ] :إذا ثبت نص في الكتاب والسنة مثل أن الله خلق آدم بيده ، وأنه كتب التوراة بيده : وجب إثباته وحرم علينا أن نقول : المراد باليدين النعمتين أو القدرتين فهذا تحريف لما فيه من التعطيل ، كيف والإجماع على أن الصفات توقيفية ..
وقال : وقد نفى بعضهم النزول وضعّف الأحاديث أو تأولها خوفاً من التحيز أو الحركة والانتقال : والمحققون أثبتوها وأوجبوا الإيمان بها كما يشاء سبحانه .وابن العطار من أخص تلاميذ الإمام النووي رحمه الله ومع ذلك لم يرضى بتأويلات شيخه وصرح بخلاف كما في النص أعلاه . نقلا من موسوعة أهل السنة للدمشقية (1/460)”
ودرج على هذا المنوال مشهور آل سلمان وغيره.
ولقد قام صديقنا الأخ عثمان محمد النابلسي بتفنيد ذلك فقال جزاه الله خيرا:
“من الأدلة التي اعتمد عليها المدلّس مشهور حسن في دعواه تراجع النووي عن عقيدته , هي أنّ تلميذه ابن العطار ألف كتابا في العقائد يخالف اعتقاد الأشاعرة ويوافق اعتقاد السلف (بمفهومه طبعًا) , ولو درى الرجل عقيدة الأشاعرة وعقيدة التيمية لما فاه بهذا الهراء , فكتاب العطار ناقض لأصول التيمية مطابق لعقائد الأشعرية حذو القذة بالقذة! , وإليك بعض الأمثلة :
قال ابن العطار ص15 :
- ( كان ولا شيء معه , وهو سبحانه على ما كان)
وفي هذا إشارة إلى تنزيه الله عن المكان - (واحد في ذاته , واحد في صفاته , واحد في مخلوقاته )
فهو يرى أن أفعال الله تعالى مخلوقاته , خلافًا لابن تيمية , ولم يعلّق المُحقق النحرير على هذه العبارة .
(وأن صفاته قديمة بقدم ذاته)
وهذا مناقض لمذهب التيمية , لكن المحقق لم يعلق هنا أيضًا!!
تنبيه :
قال ص16 : (وأن الموجودات كلّها حادثة)
من المعلوم أن الموجود يشمل الممكن والواجب تعالى , ومقصود المصنّف هنا الموجودات الممكنة .
وقال :
(كان خالقًا قبل وجود الخلق , ورازقًا قبل وجود الرزق)
لترى مخالفة عقيدته لعقيدة ابن تيمية , لكن المحقق اكتفى بالإحالة على شرح ابن أبي العز!!
وتأمّل كيف عدد الصفات ((السبع)) فقال ص17 :
( وأنّه سبحانه : 1- عالمٌ بعلم , 2- قادرٌ بقدرة , 3- حيٌ بحياة , 4- مُريدٌ بإرادة , 5- سميع بسمع , 6- بصير ببصر , 7- متكلم بكلام)
فهل هذا يصدر من تيمي أم أشعري؟! والمحقق لم يُشر إلى ذلك!
وقال ص17 :
(ولا يحده سبحانه حدّ)
ولم يعلق المحقق!
وقال ص17 :
( وأنّه سبحانه استوى على العرش كما نطق به الكتاب العزيز في ست آيات كريمات بلا كيف , بل كيف شاء من غير مماسة أو احتياج إلى العرش , مع تنزيهه سبحانه عن الجلوس , او القعود , أو غيرها من صفات المحدثين )
فتأمل يا رعاك الله! واقرأ قول المحقق الذي لم يصبر هنا فقال في الهامش :
(منهج السلف في صفات الباري سبحانه النفي المُجمل والإثبات المفصّل , بخلاف ما أورده المصنف رحمه الله في رسالته!)
أي أنّ المصنّف مخالف لمنهج السلف في صفات الباري!!
وقال ص22 :
(يجب ان نتعتقد أن ما أثبته الله في كتبه على لسان رسله -صلوات الله عليهم وسلامه- حق , وأن جميع ما فيها من الموجود والإيجاد الثابتين للإلهية , والتنزيهَ عن الحدث والمُحدث : حق )
فتأمل قوله : (والتنزيهَ عن الحدث والمُحدث)
وقال ص23 :
( وما ذكره سبحانه وتعالى في الكتاب العزيز مفرقا ذكرناه … , وما ذكره مجموعا ذكرناه مجموعا)
وهنا كلمة لم يوردها المحقق وهي كلمة (مفرقا) في موضع النقط
وهذا مخالف لفعل التيمية الذين يجمعون نصوص المتشابهات في موضع واحد
وقال ص24 :
(الوجود الذاتي ثابت له سبحانه , والصفات ثابتة له سبحانه وتعالى أزلا , ووجود المخلوقين وصفاتهم منفي عنه سبحانه , فهو سبحانه قديم أزلي , دائم سرمدي , والمخلوقون دائمون مُحدثون )
وهذا النص وحده كاف لبيان مناقضة عقيدة الرجل لعقائد التيمية .
وتأمل كلامه بعد ذلك عن الصفات الخبرية أيضًا , إلى أن يقول ص27 :
( لانفراده سبحانه بوصف الوحدانية والفردانية , لا يشاركه فيها أحد من البرية , لتعاليه سبحانه عن الحدود والغايات , والأركان والأعضاء والأدوات , لا تحويه الجهات الست كسائر المبتدعات)
فهل قائل هذا الكلام ينسب لله تعالى العلوّ الحسيّ الهندسي الذي يقول به ابن تيمية!! ولقد حار الوهابية في بيان معنى عبارة الطحاوى في تنزيه الله تعالى عن الجهات كما لا يخفى على أحد , وقد ناظرتُ أحد تلاميذ الألباني -لا أريد ذكر اسمه- وذكرتُ له عبارة الطحاوي تلك , فما كان منه إلا أن قال :
(هذا كلام خطابي إنشائي!!)
والله على ما أقول شهيد !
وقال ابن العطار ص28 :
( إذ لا يجوز عليه سبحانه التجسيم , ولا اختلاف الأحوال )
وقال:
(وقال ابن الباقلاني : رؤية الله تعالى ….
وقال المارودي …
وقال القاضي عياض …)
)
فهل ترى مجسمًا ينقل في العقيدة عن سيف السنة الباقلاني وعن الإمام الماوردي وعن القاضي عياض الأشعري!!!
وقال عند كلامه عن الرؤية :
( والله قادر على خلق الإدراك الذي في البصر كيف شاء)
فهل يصدر هذا إلا من مشكاة أشعري صرف؟!
ومعظم الكتاب مخالف لاعتقاد التيمية , وسأعمل على تحقيقه من جديد إن شاء الله تعالى ..”
http://www.aslein.net/showthread.php?t=16608&highlight=%C7%E1%C8%C7%DE%E1%C7%E4%ED
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ - قال وليد: على أن هذا منهج خاطئ أصلا فإن العقائد لا يحتج بها بآراء الرجال بل بصحيح المنقول وقواطع العقول، وما سوى ذلك فلا يلتفت إليه قط، وهذا على مذهب القوم أظهر إذ هم يمنعون تقليد مالك والشافعي حتى في مسائل الحيض والنفاس، بحجة اتباع الدليل ونبذ التقليد!! فهذا في العقائد أولى، بل هو المتعين كما هو مبين في موضعه.