الدرس الحادي والعشرون
ما يجوز ويستحيل في حقه تعالى
بعدما ذكرنا ما يجب في حقه تعالى من الصفات العشرين وقلنا ان العدد هنا من باب التعليم وإلا فصفات الكمال لله لا حصر لها نتكلم عما يجوز في حقه تعالى
فيجوز في حقـه تعالى إيجاد الممكـن وإعدامه، أو بمعنى آخر: جائز في حقه فعل كل ممكن وتركه، فلا يجب عليه شيء من الممكنات کما لا يستحيل. خلافاً للمعتزلة في قولهم بوجوب بعض الممكنات عليه تعالى، مثل ذلك :
مسألة الحسن والقبح
والجائز في حقه تعالى فعل كل ممكن أو تركه، وأفراده كثيرة، فمنها الخلق والرزق، والإماتة والإحياء، والصحة، والإسقام، وبعثة الرسل عليهم الصلاة والسلام، والثواب والعقاب، والقضاء والقدر، وفعل الصلاح والأصلح، ورؤية المؤمنين الله تعالى بلا كيف ولا انحصار، وإيجاد تأثيره تعالى عند الأسباب العادية لا بيها ولا بقـوة أودعها الله فيها، ولا هي سبب عقلي بحيث لا يصح فيها التخلف، وإنها المولى تبارك وتعالى أجرى العادة أن يخلق عند تلك الأسباب لا بها، أو بها عادة مع صحة التخلف، كإيجاد تأثيره تعالى عند قدرة العبد الحادثة، وإيجاد الاحتراق عند النار، والضوء عند الشمس، والنور عند القمر والمصباح، والشبع عند الأكل والجوع عند عدم الأكل والري عند شرب الماء، والستر والوقاية عند لبس الثوب، والقطع عند السكين، والشفاء عند التداوي . وخصصت خمسة منها بالذكر للرد صريحاً على من يزعم عدم دخولها في القسم الجائز وإن كانت تؤخذ منه، لأن أرباب هذا الفن لا يكتفون بخاص عن عام، ولا بدلالة الالتزام، لخطر الجهل فيه، وهي: جواز الفعل والترك، وجواز إيجاده الحكمة في أفعاله تعالى وأحكامه، وجواز إيجاده تأثيره تعالى عند مقارنة الأسباب العادية مع صحة التخلف، وجواز إيجاده تأثيره تعالى عند لبيعة والعلة من الأسباب العادية مع صحة التخلف أيضاً، وجواز إحداثه تعالى هذا العالم سره، فإنها أحدثه وأظهره بمحض إرادته تعالى واختياره.
وأما ما يستحيل في حقه تعالى فضد الصفات الواجبة من وجود شريك للباري (الكم المنفصل في الذات) أو التعدد في الذات من وجود أبعاض للذات ( الكم المتصل في الذات ) وكذلك الكم المتصل في الصفات من تعدد لنفس الصفة والكم المنفصل في الصفات من وجود مشارك لله في صفاته ويستحيل وجود فاعل فعله كفعل الله وكذلك يستحيل في حقه الحدوث أو أن يكون محلا للحوادث ويستحيل في حقه الفناء ومشابهة المخلوقات والحاجة للغير ويستحيل في حقه العجز والجهل وعدم الحياة وعدم الإرادة وعدم السمع وعدم البصر وعدم الكلام