تاريخ وتراجم

هذا سند العلامة السيد السند الشريف الجرجاني رضي الله عنه إلى القاضي عضد الدين الصديقي الإيجي الشافعي رضي الله عنهما (منقول)

وهو من خط المحشي السيد علي العجمي (ت 860 هـ)، والعجمي من طلبة السيد الشريف وقد حشّى على شرح المواقف لشيخه وغير ذلك، وقد ذكر تتلمذه على السيد: طاشكبري زاده في <الشقائق النعمانية> و الكفوي في <كتائب أعلام الأخيار>.

وقد رأيت سابقا الحافظ السخاوي (ت 902 هـ) ينص في <الضوء اللامع> أن السيد الشريف قرأ <المواقف> على شيخه العلامة مباركشاه، قال: “وَقَالَ غَيره أَن من شُيُوخه بِالْقَاهِرَةِ الْعَلامَة مباركشاه قَرَأَ عَلَيْهِ المواقف لشيخه الْعَضُد” اهـ

لكنني استبعدت ذلك وظننت أن السخاوي ربما خلط بين مشايخ السيد الشريف، ولكن بعدما رأيت كلام تلميذ السيد بنفسه ينص على ذلك وهو ممن سبق السخاوي، انتفى إشكال أصل قراءة السيد <المواقف> على شيخه العلامة مباركشاه.

يبقى إشكال آخر وهو أنه جعل العضد شيخ مباركشاه، وهذا محتمل، ويحتمل أيضا أنه قرأ <المواقف> على شيخه قطب الدين الرازي كما قرأ عليه سائر العلوم العقلية، والقطب الرازي استفاد وأخذ عن الإيجي وقرأ عليه <المواقف> ، ومجالسة القطب الرازي للعضد وأخذه عنه نص عليها السيد علي العجمي تلميذ السيد الشريف في السند، وأيضا نص عليها ابن قاضي شهبة (ت 851 هـ) في <طبقات الشافعية>، قال: “اشتغل في بلاده بالعلوم العقلية فأتقنها وشارك في العلوم الشرعية وجالس العضد وأخذ عنه” اهـ

ومما يؤيد ذلك أن الإيجي فرغ من تصنيف <المواقف> للمرة الأولى قبل سنة 730 هـ على ما حققه الباحث رضا بورجوادي في بحثه الذي وضع كفصل في كتاب جديد صدر قريبا اسمه (اللاهوت الفلسفي في الإسلام) وقد أتى على ذلك بأدلة وشواهد.

والإيجي أكبر من العلامة القطب بـ 11 سنة مع تواجدهما في تلك الفترة في تبريز، فيحتمل المجالسة والأخذ مع عدم وصفنا لذلك بالتتلمذ التام والانتساب أي انتساب القطب الرازي إلى الإيجي، لكن ما أميل إليه أن مباركشاه قرأ <المواقف> على شيخه القطب الرازي في حياة مصنِّفه، والقطب الرازي لم يقرأ <المواقف> على الإيجي بل استفاد منه وجالسه قبل تصنيفه الكتاب، لأن الرازي وقتها قد ابتدأ التصنيف في العلوم العقلية في تلك الفترة، فيبعد أنه قرأ <المواقف> وهو يعد من المختصرات.

ومن فوائد هذا السند أيضا تعيين اسم مباركشاه، فاسمه محمد وأما نسبته فهي غير واضحة في المخطوط ولعلها “البخاري”.

والله أعلم

السابق
مقال للشيخ عبد الحميد التركماني حول نقد كتاب “الحد الأرسطي أصوله الفلسفية وآثاره العلمية، لسلطان العميري”
التالي
شاهدوا كيف هدم الوهابية أساس نظرية ابن تيمية في تقسيم التوحيد اعتمادا على القرطبي الأشعري!!