لم تُسَمِّ الكاتب.!
وقد وقع في غفلة لغوية صَرفية، وبنى عليها وشيَّد، فكان بناؤه على غير أساس.
وإنما هو وهمٌ في مسألة صرفية قد يخفى مأخذها على بعض طلبة العلم.
وذلك في قوله:
فمثلا لفظ موجود، نقول الله جل جلاله موجود ، ولا يصح أن نقول من أوجده
فقد خلط الكاتب بين اسم المفعول من الثلاثي: وجده يجده. فهو: موجود
وبين اسم المفعول من الرباعي: أوجده يوجده. فهو: مُوجَد
ولو كانت العبارة: الله مُوجَد لصح لنا أن ننكر ذلك ونقول احتجاجا على بطلانها: من أوجده؟
وأما عبارة: الله موجود فمستنكر من حيث اللغة والمعنى أن تقول: من أوجده.
لأن الخبر عن وجوده سبحانه، لا عن إيجاد غيره له.
السؤال الصحيح عليها من حيث اللغة: من وجَدَه؟
والجواب الصحيح عليها من حيث المعنى: وجَدَه عبادُه. وجدوه غفورا رحيما.
وجدوه عليما حكيما.
وجدوه سريع الحساب.
وجدوه شديد العقاب..
فإثارة سؤال: من أوجد الله؟ على عبارة: الله موجود. غفلة عن هذا الفرق الذي قررنا بين مصدري الثلاثي والرباعي.
وقد تكرر النص القرآني والنبوي في إثبات أن العباد وجدوا ربهم سبحانه.
كما في قوله تعالى: {وَمَن یَعۡمَلۡ سُوۤءًا أَوۡ یَظۡلِمۡ نَفۡسَهُۥ ثُمَّ یَسۡتَغۡفِرِ ٱللَّهَ یَجِدِ ٱللَّهَ غَفُورࣰا رَّحِیمࣰا} [سُورَةُ النِّسَاءِ: ١١٠]
وقوله تعالى: {وَٱلَّذِینَ كَفَرُوۤا۟ أَعۡمَـٰلُهُمۡ كَسَرَابِۭ بِقِیعَةࣲ یَحۡسَبُهُ ٱلظَّمۡـَٔانُ مَاۤءً حَتَّىٰۤ إِذَا جَاۤءَهُۥ لَمۡ یَجِدۡهُ شَیۡـࣰٔا وَوَجَدَ ٱللَّهَ عِندَهُۥ فَوَفَّاهُ حِسَابَهُۥۗ وَٱللَّهُ سَرِیعُ ٱلۡحِسَابِ}
[سُورَةُ النُّورِ: ٣٩]
وفي حديث ابن عباس عند الترمذي: احْفَظِ اللَّهَ تَجِدْهُ تُجَاهَكَ.. قال الترمذي: حسن صحيح.
والله أعلم.