ابن تيمية حكما على الأمة

لا يُحدث العوام بأحاديث الصفات التي ظاهرها التشبيه والتجسيم وإثبات الأعضاء خشية أن يفهموها على ظاهرها فيضلوا بذلك عند الخطيب البغدادي

وَيَتَجَنَّبُ الْمُحَدِّثُ فِي أَمَالِيهِ رِوَايَةِ مَا لَا تَحْتَمِلُهُ عُقُولُ الْعَوَامِّ لِمَا لَا يُؤْمَنُ عَلَيْهِمْ فِيهِ مِنْ دُخُولِ الْخَطَأِ وَالْأَوْهَامِ وَأَنْ يُشَبِّهُوا اللَّهَ تَعَالَى بِخَلْقِهِ وَيُلْحِقُوا بِهِ مَا يَسْتَحِيلُ فِي وَصْفِهِ وَذَلِكَ نَحْوُ أَحَادِيثِ الصِّفَاتِ الَّتِي ظَاهِرُهَا يَقْتَضِي التَّشْبِيهَ وَالتَّجْسِيمَ وَإِثْبَاتَ الْجَوَارحِ وَالْأَعْضَاءِ لِلْأَزَلِيِّ الْقَدِيمِ وَإِنْ كَانَتِ الْأَحَادِيثُ صِحَاحًا وَلَهَا فِي التَّأْوِيلِ طُرُقٌ وَوُجُوهٌ إِلَّا أَنَّ مِنَ حَقِّهَا أَنْ لَا تُرْوَى إِلَّا لِأَهْلِهَا خَوْفًا مِنْ أَنْ يُضَلَّ بِهَا مَنْ جَهِلَ مَعَانِيَهَا فَيَحْمِلُهَا عَلَى ظَاهِرِهَا أَوْ يَسْتَنْكِرُهَا فَيَرُدَّهَا وَيُكَذِّبُ رِوَاتِهَا وَنَقَلَتَهَا … عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ، قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيًّا، يَقُولُ: «أَيُّهَا النَّاسُ تُحِبُّونَ أَنْ يُكَذَّبَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ حَدِّثُوا النَّاسَ بِمَا يَعْرِفُونَ وَدَعُوا مَا يُنْكِرُونَ»

الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع للخطيب البغدادي (2/ 107)


قال وليد: هذا نص نفيس للحافظ الخطيب البغدادي وهو هدية للوهابية الذين يحتجون بنص للخطيب وهو ما سرده الجاسم في الأشاعرة في ميزان أهل السنة (ص: 278): (أما الكلام في الصفات فأما ما روي منها في السنن الصحاح فمذهب السلف إثباتها وإجراؤها على ظواهرها ونفي الكيفية والتشبيه عنها) اهـ.

قال وليد: والظاهر المراد هنا ظاهر اللفظ لا ظاهر المعنى بدليل النص أعلاه وهو قوله “خوفا من أن يضل بها من جهل معانيها فيحملها على ظاهرها“، وبدليل نفي الكيفية والتشبيه في النص الثاني، وكلاهما غير منفيين عند الوهابية لأنهم يحملون النصوص على ظاهرها الحسي، والعياذ بالله. والله الموفق

وانظر المزيد :

السابق
المفارقة في احتفاء الوهابية بكلمة ابن عساكر في أن لحوم العلماء مسمومة التي أتى بها للرد على من يطعن بالسادة الأشاعرة، والوهابية يستخدمونها للدفاع عن أئمتهم كابن تيمية وابن باز والألباني وأمثالهم ممن يطعنون في الأشاعرة!! (منقول)
التالي
الفخر الرازي: واعلم أن ‌الناس ‌يفهمون ‌من ‌العظمة ‌كبر ‌الجثة، ويفهمون من العلو علو الجهة، ويفهمون من الكبر طول المدة، وجل الحق سبحانه عن هذه الأوهام