فوائد في علم المنطق

سبب رفض ابن تيمية للمنطق الصوري(منقول)

سبب رفض ابن تيمية للمنطق الصوري.

حقيقي بابن تيمية أن يرفض المنطق الصوري بأقيسته وحدوده، لأنه يبطل مذهبه في معرفة الله…

وخاصة الشكل الثاني من القياس الاقتراني الذي يكون فيه الحد الأوسط محمولا في الصغرى والكبرى. وهذا الميزان الذي يسميه الغزالي ميزان التعادل الأوسط هو ميزان التقديس الذي به يُنزَه الإله عن الجسمية ولوازمها. فحري بابن تيمية أن يحاربه وينفر منه حفظا على عقائده.

سأبين كيف يبطل هذا القياس مذهب ابن تيمية بعد أن أعطي تصورا عنه..
التصور: لو قال: كل إنسان ليس بجماد، وكل حجر جماد فيلزم أن الإنسان ليس بحجر والحجر ليس بإنسان..
نلاحظ في هذا القياس أن الحد الأوسط(جماد) محمول في المقدمتين، ونلاحظ أن المقدمتين أحدهما سالبة والأخرى موجبة، مع كلية الكبرى.
وهذه هي شروط الشكل الثاني من القياس الاقتراني:

  • الحد الأوسط محمول في المقدمتين.
  • اختلاف المقدمتين بالسلب والإيجاب.
  • كلية الكبرى..

إذا علمت ذلك.. فلنطبق ذلك على تقديس الله عن الجسمية ولوازمها:

البرهان الأول: (الله ليس كمثل ذاته شيء)، (وكل متحيز مثل ذاته كل شيء) فيلزم (أن الله ليس متحيزا، والمتحيز ليس الله).
نلاحظ أن الحد الأوسط(مثل ذاته كل شيء) محمول في المقدمتين، والمقدمتان مختلفتان بالكيف، والكبرى كلية. فهذا قياس من الشكل الثاني.

وأما صدق المقدمة الصغرى(الله ليس مثل ذاته شيء) فهو معلوم من الدين بالضرورة لكل مسلم بقوله تعالى(ليس كمثله شيء)..
وأما صدق المقدمة الكبرى(كل متحيز مثل ذاته كل شيء) معلوم بالمشاهدة، فكل الذوات التي نشاهدها متحيزة. والمشاهدة من البديهيات..
فالمقدمتان صادقتان بالنقل والمشاهدة فيلزم صدق النتيجة، فيكون هذا القياس برهانيا، وتكون النتيجة (الله ليس متحيزا) قطعية.

برهان الثاني: (الله ليس حادثا)، (وكل متحيز حادث) فيلزم أن (الله ليس متحيزا، والمتحيز ليس الله)
المقدمة الصغرى(الله ليس حادثا) معلوم من الدين بالضرورة عند المسلمين، وصدقه من العقل: لو كان الله حادثا، لاحتاج إلى محدث، والمحتاج لا يكون إلها.
المقدمة الكبرى( كل متحيز حادث) صدقها بأن المتحيز يحتاج لمعلول خصصه بهذا الحيز لا بغيره من الأحياز بالزيادة أو النقصان، وكل محتاج حادث، فيلزم أن المتحيز حادث..
فبذلك تكون النتيجة(الله ليس متحيزا، والمتحيز ليس الله) صادقة قطعية.

فإن ثبت أن الله ليس متحيزا فيبطل بذلك قيام الحوادث بالذات بنفس القياس من الشكل الثاني..ببانه
المقدمة الصغرى(الله ليس متحيزا)، المقدمة الكبرى(وكل من تقوم به الحوادث متحيز) النتيجة (أن الله لا تقوم به الحوادث، ومن تقوم به الحوادث ليس الله).
-المقدمة الصغرى قد ظهر صدقها في البرهان الأول.

  • المقدمة الكبرى صدقها بالمشاهدة بأن الحوادث تقوم بالمتحيزات.
    وتكون النتيجة صادقة قطعية…

وهكذا كل ما أثبته ابن تيمية من الجسمية ولوازمها يبطل بهذا البرهان الاقتراني من الشكل الثاني..فبذلك تعرف رفض ابن تيمية للمنطق الصوري.

والحمد لله رب العالمين.

أخوكم عبد الناصرحدارة.

السابق
ومن سخافة المشهد أن المدافع عن وليّ الله النووي ما دافع عنه إلا لاعتقاده بجهله نفي أشعريته (الشيخ نزار حمادي)
التالي
من هو محمد بن شمس الدين؟ (كاتب المنشور: أبو هاشم بكر)