تنزيه الله عن المكان والجهة والحيز

صفات المخلوقين تقتضي السؤال عن عشر مقولات والخالق بخلاف ذلك…فلا يقال: لا كيف له، أو لا كم له، أو لا أين له، أو لا متى له، لكن يقال: لا يحيط به شيء من هذه المقولات ولا نعلمها نحن

«سلسلة الأسماء والصفات» (5/ 4 بترقيم الشاملة آليا):
«‌‌صفات المخلوقين تقتضي السؤال عن عشر مقولات والخالق بخلاف ذلك
والصفات أياً كانت فإنها في إثباتها تقتضي عشر مقولات، هذه المقولات هي التي تسمى: مقولة الملك، ومقولة التملك، ومقولة الفعل، ومقولة الانفعال، ومقولة الكيف، ومقولة الكم، ومقولة الأين، ومقولة المتى، ومقولة الإضافة، ومقولة التصور، فهذه عشر مقولات وهي التي نظمها أحد المناطقة في قوله: ‌زيد ‌الطويل ‌الأزرق ابن ملك في بيته بالأمس كان متكي في يده غصن لواه فالتوى فهذه عشر مقولات سوا فالكيف معناه: السؤال عن الهيئة.
والكم معناه: السؤال عن القدر.
والمتى معناه: السؤال عن الوقت.
والأين: السؤال عن المكان.
والتصور: السؤال عن الحقيقة.
ومقولة الملك معناها: السؤال عن الحيازة.
ومقولة الفعل معناها: السؤال عن التصرف.
ومقولة الانفعال معناها: السؤال عن التأثر.
ومقولة الإضافة معناها: السؤال عن نسبة غيره إليه.
وهذه المقولات لا يمكن إدراك أي تصور إدراكاً كاملاً إلا بها، ولكن فيما لا يمكن أن يحاط به في التصور لا يمكن أن يؤتى بجواب هذه المقولات؛ فلذلك لا توجه إليه سبحانه وتعالى فإنه لا يسأل عن كيفه، ولا عن كمه، ولا عن متاه، ولا عن أينه، وإذا سئل عن الأين فالمقصود بذلك إثبات صفة العلو فقط، دون أن يزعم أن له جهة تحده وتحيط به فالإحاطة في حقه ممنوعة؛ لأنه هو الذي خلق الجهات، وكذلك الكم لا يسأل عنه فهو الكبير المتعال ولا يمكن أن يتصور المخلوق كمه؛ لكن لا يقتضي هذا أن ننفي هذه المقولات أصلاً، فلا يقال: لا كيف له، أو لا كم له، أو لا أين له، أو لا متى له، لكن يقال: لا يحيط به شيء من هذه المقولات ولا نعلمها نحن»
الكتاب : سلسلة الأسماء والصفات
المؤلف : محمد الحسن الددو الشنقيطي
مصدر الكتاب : دروس صوتية قام بتفريغها موقع الشبكة الإسلامية
http://www.islamweb.net
[الكتاب مرقم آليا، ورقم الجزء هو رقم الدرس – ١٤ درس]
تاريخ النشر بالشاملة: ٨ ذو الحجة ١٤٣١

السابق
لماذا لا تقول ايها الأشعري اليد حقيقية كما تتكلم عن السمع والبصر والحياة/ السهام القاطعة القلمونية ١١
التالي
أبو بكر ابن العربي: إنّ اللهَ سبحانه مُنَزَّةٌ عن الحركة والانتقال؛ لأنّه لا يَحْوِيهِ مكانٌ، كما لا يشتمل عليه زمانٌ… وقد وردَ وراءَ هذا الحديث أحاديث وآيات مشكلات، وإن قد خُضْنَا معهم في البَيَانِ، رأينا أنّ نعطفَ عليها العَنَانَ، بالإشارَةِ إلى التّحقيق والتِّبيان، حتّى لا يمرَّ القلبُ بها عليلًا، أو يكونَ ما يراه منها عنده مبهمًا مجهولًا ( هام جدا في بيان الآيات والأحاديث المتشابهة وتأويلها ورفع الإشكال عنها نصا نصا)