تنزيه الله عن المكان والجهة والحيز

تنزه الله عن المسافة والجهة ومخالفة السلفية الوهابية لعقيدة السلف الصالح رضوان الله عليهم (منقول)

مخالفة السلفية الوهابية لعقيدة السلف الصالح رضوان الله عليهم
أهل القرون الثلاثة المفضلة المشهود لهم بالخيرية
وعلى رأسهم الإمام الأعظم كبير إمام التابعين أبو حنيفة النعمان رحمه الله تعالى ت 150ه‍
قال الإمام الأعظم أبو حنيفة النعمان رحمه الله في كتابه «الفقه الأكبر»
«يراه المؤمنون وهم في الجنة
بأعين رؤوسهم بلا👈🏻 تشبيه ولا
👈🏻 كيفية ولا كمية ولا يكون بينه وبين👈🏻 خلقه مسافة👉».

وقال أيضاً: في نفس الكتاب ص 67
وليس قرب الله تعالى ولا بُعده من طريق
👈🏻 المسافة وقصرها
👉 ولكن على معنى
👈🏻 الكرامة والهوان.
والمطيعُ قريب منه
👈🏻 بلاكيف، والعاصي بعيد عنه
👈🏻 بلا كيف، والقرب والبُعد والإقبال يقع على المناجي.
وكذلك جواره تعالى في الجنة والوقوف بين يديه 👈🏻 بلا كيف»
ملاحظة:
الإمام أبو حنيفة النعمان رحمه الله أدرك سبعة من الصحابة رضوان الله عليهم وأخذ عقيدته منهم عن طريق التلقي والمشافهة.

وقال الإمام القاضي أبو بكر ابن العربي المالكي رحمه الله في كتابه أحكام القرآن 4/35 ،
أَخْبَرَنِي غَيْرُ وَاحِدٍ مِنْ أَصْحَابِنَا عَنْ إمَامِ الْحَرَمَيْنِ أَبِي الْمَعَالِي عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُوسُفَ الْجُوَيْنِيِّ أَنَّهُ سُئِلَ :” هَلِ الْبَارِي تَعَالَى فِي جِهَةٍ ؟
فَقَالَ : لاَ ، هُوَ يَتَعَالَى عَنْ ذَلِكَ ، قِيلَ لَهُ :” مَا الدَّلِيلُ عَلَيْهِ ؟
قَالَ : الدَّلِيلُ عَلَيْهِ قَوْلُهُ عَلَيْهِ السَّلاَم
{لاَ تُفَضِّلُونِي عَلَى يُونُسَ بْنِ مَتَّى} ” ، فَقِيلَ لَهُ :” مَا وَجْهُ الدَّلِيلِ مِنْ هَذَا الْخَبَرِ ؟! قَالَ : لاَ أَقُولُهُ حَتَّى يَأْخُذَ ضَيْفِي هَذَا أَلْفَ دِينَارٍ يَقْضِي بِهَا دَيْنَهُ،فَقَامَ رَجُلاَنِ فَقَالاَ :” هِيَ عَلَيْنَا،فَقَالَ :
لاَ يَتْبَعُ بِهَا اثْنَيْنِ ؛ لأَنَّهُ يَشُقُّ عَلَيْهِ، فَقَالَ وَاحِدٌ :هِيَ عَلَيَّ ، فَقَالَ : إنَّ يُونُسَ بْنَ مَتَّى رَمَى بِنَفْسِهِ فِي الْبَحْرِ فَالْتَقَمَهُ الْحُوتُ وَصَارَ فِي قَعْرِ الْبَحْرِ فِي ظُلُمَاتٍ ثَلاَثٍ وَنَادَى : {لا إِلَهَ إِلا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِين} كَمَا أَخْبَرَ اللَّهُ عَنْهُ ، وَلَمْ يَكُنْ مُحَمَّدٌ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – بِأَقْرَبَ مِنْ اللَّهِ مِنْ يُونُسَ حِينَ جَلَسَ عَلَى الرَّفْرَفِ الأَخْضَرِ وَارْتَقَى بِهِ وَصَعِدَ حَتَّى انْتَهَى بِهِ إلَى مَوْضِعٍ يَسْمَعُ مِنْهُ صَرِيرُ الأَقْلاَمِ وَنَاجَاهُ رَبُّهُ بِمَا نَاجَاهُ وَأَوْحَى إلَى عَبْدِهِ مَا أَوْحَى بِأَقْرَبَ مِنْ اللَّهِ مِنْ يُونُسَ بْنِ مَتَّى فِي بَطْنِ الْحُوتِ وَظُلْمَةِ الْبَحْر ..
انظر : تفسير القرطبي 15/124 والفروق لِلقرافي 4/295 والروض الأنف 1/27 وأشرف الوسائل /391 والسيف الصقيل /40 وشرح الزرقاني على المواهب 8/295 وشرح جوهرة التوحيد لِلباجوري /333 والديباج المذهب 1/482 وطبقات المفسرين لِلداودي 1/273 وحياة الحيوان الكبرى 1/379
قال الإمام القرطبي في تفسيره 11/333 : وهذا يدلّ على أنّ الباري – سبحانه وتعالى – ليس في جهة ، وقد تَقَدَّم هذا المعنى في البقرة والأعراف .

وقال الإمام الحافظ القُدْوَة القاضي عياض المالكي السُّنِّي الأشعري رحمه الله تعالى (ت544هـ) في مشارق الأنوار على صحائح الآثار (ج1/ص343)
عند شرحه لحديث النبي صلى الله عليه وسلَّم: “يَدْنُو أَحَدُكُمْ مِنْ رَبِّهِ عزَّ وجلَّ حَتَّى يَضَعَ كَنَفَهُ عَلَيْهِ، فَيَقُولُ: عَمِلْتَ كَذَا وَكَذَا؟ فَيَقُولُ: نَعَمْ ، وَيَقُولُ: عَمِلْتَ كَذَا وَكَذَا، فَيَقُولُ: نَعَمْ، فَيُقَرِّرُهُ، فَيَقُولُ: إِنِّي سَتَرْتُهَا عَلَيْكَ فِي الدُّنْيَا، وَأَنَا أَغْفِرُهَا لَكَ اليَوْمَ. (البخاري: 6070)
الدُّنُوُّ هَاهُنَا: دُنُوُّ كَرَامَةٍ، لَا دُنُوُّ مَسَافَةٍ؛ لِأَنَّ البَارِئَ سُبْحَانَهُ فِي غَيْرِ مَكَانٍ، فَلَا يَصِحُّ مِنْهُ 👈🏻دُنُوُّ مَسَافَةٍ وَلَا بُعْدُهَا.👉
قَوْلُهُ: «يَضَعَ عَلَيْهِ كَنَفَهُ» أَيْ: سِتْرَهُ، فَلَا يَكْشِفُهُ بِهَا عَلَى رُؤُوسِ الأَشْهَادِ، بِدَلِيلِ قَوْلِهِ بَعْدُ: «سَتَرْتُهَا عَلَيْكَ فِي الدُّنْيَا».
وَقَدْ يَكُونُ كَنَفُهُ هُنَا: عَفْوُهُ وَمَغْفِرَتُهُ، وَحَقِيقَةُ المَغْفِرَةِ فِي اللُّغَةِ: السَّتْرُ وَالتَّغْطِيَةُ.

وقال الإمام الحافظ المفسر ابنُ الجَوزِيِّ الحنبلي رحمه الله (ت 597 هـ) في كتابه زاد المسير في عِلم التّفسير تَعْلِيقًا عَلى قَول مَن قال: إن “دَنا” مَعناهُ “دَنا الرَّبُّ”: “وقَد كَشَفْتُ هذا الوَجْهَ في كِتابِ الْمُغْنِي وبَيَّنْتُ أنّه لَيْسَ كمَا يَخْطُرُ بالبَالِ مِن قُرْبِ الأَجْسَامِ وقَطْعِ
👈🏻 الْمَسَافَةِ، لأنَّ ذَلِكَ يَخْتَصُّ
👈🏻 بالأَجْسَامِ،
واللهُ مُنَزَّهٌ عَن ذَلِكَ.👉

وقال الإمام النَّسَفِيُّ رحمه الله (ت 710 هـ) في تفسيره:
“﴿ثُمَّ دَنَا﴾ جِبْرِيلُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ﴿فتَدَلَّى﴾ فَزَادَ في القُرْبِ“.فاللهُ تَعالَى👈🏻 مُنزَّهٌ عَنِ القُربِ والبُعْدِ👈🏻 بالمَسافَةِ لأَنَّ ذَلكَ مِنْ صِفاتِ المَخلُوقِينَ.👉
أخوكم~ أبو أنس المالكي

السابق
[17] “ابن تيمية وأتباعه وموقفهم من مذهب التفويض في الصفات”*
التالي
اكتشاف أحد الأعمال على كتاب «العمد في أصول الفقه» للقاضي عبد الجبار بن أحمد الهمَذاني (منقول)