فوائد في علم المنطق

فصل في بيان الكلّ والكليّة والجزء والجزئيّة

فصل في بيان الكلّ والكليّة والجزء والجزئيّة
(#منطق، السلم المنورق)

قال العلامة الشيخ أحمد الدمنهوري في إيضاح المبهم في معاني السلم:
ثمّ قال:

(واللفظ إما طلب أو خبر * وأوّلٌ ثلاثة ستذكر

أمر مع استعلا وعكسه دعا * وفي التساوي فالتماس وقعا)

أقول: اللفظ إن احتمل الصدق والكذب فهو الخبر، كزيد قائم، وإن وجد معناه به، فهو طلب أي إنشاء، كقولك: (اعلم يا زيد)، والأوّل يأتي عند قوله: (ما احتمل الصدق لذاته جرى). البيت. والثاني: ثلاثة أقسام، لأنه إن كان من مستعلٍ كقول المخدوم لخادمه: اسقني ماء، فهو أمر. وإن كان من الأدنى، كقول الخادم لسيّده: أعطني درهماً، فهو دعاء. وإن كان من مساوٍ يسمّى التماساً، كقول بعض الخدمة لبعض: أعطني عمامتي. وهذا معنى قوله: (واللفظ إما طلب أو خبر) البيت. وفي هذا المبحث كلام في علم الأصول.

ثمّ قال:

(فصل في بيان الكلّ والكليّة والجزء والجزئيّة)

(الكلّ حكمنا على المجموع * ككلّ ذاك ليس ذا وقوع

وحيثما لكلّ فرد حكما * فإنه كليّة قد علما

والحكم للبعض هو الجزئيّة * والجزء معرفته جليّة)

أقول: الكلّ هو المجموع المحكوم عليه، كقولك: أهل الأزهر علماء، إذ فيهم من لمّ يشمّ للعلم رائحة. والكليّة الحكم على كلّ فرد، كقولك: كلّ إنسان قابل للفهم. والجزئيّة الحكم على بعض الأفراد، كقولك بعض أهل الأزهر علماء. والجزء ما تركب منه ومن غيره كلّ، كالسِّمار* والخيط للحصير، فكلّ منهما يقال له جزء، والحصير كلّ.

وأشار المصنّف بقوله: (ككل ذاك). البيت، إلى حديث ذي اليدين المشهور، لمّا قال للمصطفى صلى الله عليه وسلّم: أقصرت الصلاة أم نسيت؟ فقال: “كلّ ذلك لم يكن”. والتحقيق أنه من باب الكليّة لا الكلّ، بدليل قوله للمصطفى صلى الله عليه وسلّم: بل بعض ذلك قد كان. اهـ

وانظر دروس إيضاح المبهم للدكتور مصطفى البغا: 00080من ص 48 إلى ص 53

قال وليد: وقد بسط العلامة التاج السبكي ـ رحمه الله ـ في الإبهاج الفرق بين الكل والكلية والكلي وذلك في باب العموم والخصوص… انظر:

https://www.facebook.com/groups/385445711569457/permalink/794727293974628/

*قال وليد: ووقع في المطبوع من إيضاح المبهم بتحقيق عمر الطباع ص52: “كالمسمار”، وهو خطأ ، والصواب سمار، والسَّمَّار هو: نَبَاتٌ مِنْ فَصِيلَةِ الأَسْلِيَّاتِ ، طَوِيلُ السِّيقَانِ ، يَنْبُتُ فِي الأَرَاضِي الرَّطْبَةِ ، تُسْتَعْمَلُ أَوْرَاقُهُ فِي صُنْعِ الحُصُرِ وَالسِّلاَلِ. انظر:

http://www.almaany.com/ar/dict/ar-ar/%D8%B3%D9%85%D8%A7%D8%B1/

https://www.facebook.com/groups/385445711569457/posts/794704913976866/

السابق
تراث الشيخ عبد الرحمن الأخضري (صاحب السلم المرونق)
التالي
تحليل نقدي لنظرية الفيض عند الفارابي وابن سينا (مقال قيم)