مقالات وردود حول التوسل

تفضيل القاضي عياض وابن عقيل وغيره من الحنابلة لموضع قبره عليه الصلاة والسلام على الكعبة والعرش وتفضيل الأرض التي مشى عليها على السماء خلافا لابن تيمية والعثيمين

«بدائع الفوائد – ط عطاءات العلم» (3/ 1065):
«فائدة
قال ابن عقيل: سألني سائل: أيما أفضل حجرة النبي – صلى الله عليه وسلم – أو الكعبة؛ فقلت: إن أردت مجرد الحجرة فالكعبة أفضل، وإن أردت وهو فيها فلا والله، ولا العرش وحملته، ولا جنة عدن، ولا الأفلاك الدائرة؛ ‌لأن ‌بالحجرة ‌جسدا ‌لو وزن بالكونين لرجح»

«مطالب أولي النهى في شرح غاية المنتهى» (2/ 384):
«(وقال) أبو الوفاء علي (بن عقيل في) كتابه (” الفنون “) الذي لم يؤلف مثله في الدنيا، ولا مقداره فقد قيل: إنه مجلد لكن لما استولى التتار على بغداد طرحوا معظم كتبها في الدجلة، ومن جملتها هذا الكتاب: (الكعبة أفضل من مجرد الحجرة، فأما والنبي – صلى الله عليه وسلم – فيها؛ فلا والله ولا العرش وحملته) والجنة، (‌لأن ‌بالحجرة ‌جسدا ‌لو وزن به) سائر المخلوقات (لرجح) .
(ويتجه) : أنه يؤخذ (من هذا) ، أي: من أن الحجرة الشريفة بما فيها من الجسد الشريف أفضل من سائر البقاع: (أن الأرض أفضل من السماء، لأن شرف المحل بشرف الحال فيه) ، قال ابن العماد في الذريعة “: اتفق أكثر أهل العلم على أن الأرض أفضل من السماء بمواطئ أقدامه الشريفة – صلى الله عليه وسلم – ولأن الأنبياء – عليهم الصلاة والسلام -، خلقوا منها، ولأن السماوات تطوى يوم القيامة وتلقى في جهنم، وأما الأرض؛ فإنها تصير خبزة يأكلها أهل المحشر مع زيادة كبد الحوت، وهو متجه»

«الإنصاف» (9/ 71 ت التركي):
وقال ابن عقيل فى «الفنون»: الكعبة أفضل من مجرد الحجرة، فأما وهو فيها، فلا والله ولا العرش وحملته والجنة؛ ‌لأن ‌بالحجرة ‌جسدا ‌لو وزن به لرجح. قال فى «الفروع»: فدل كلام الأصحاب، أن التربة على الخلاف. وقال الشيخ تقى الدين: لا أعلم أحدا فضل التربة على الكعبة إلا القاضى عياضا، ولم يسبقه أحد

«المبدع في شرح المقنع» (3/ 191):
«قال القاضي معناه: بعد مكة، وما روي فهو دال على تفضيلها لا أفضليتها، وكونه – عليه السلام – خلق منها، وهو خير البشر فتربته خير الترب.
وأجاب القاضي بأن فضل الخلقة لا يدل على فضل التربة؛ لأن أحد الخلفاء الأربعة أفضل من غيره، ولم يدل أن تربته أفضل قال ابن عقيل: الكعبة أفضل من الحجرة فأما من هو فيها، فلا والله ولا العرش وحملته والجنة؛ ‌لأن ‌بالحجرة ‌جسدا ‌لو وزن به لرجح – صلى الله عليه وسلم -، وجزم بعض أصحابنا بأن مكة أفضل، والمجاورة بالمدينة أفضل»

وقال ابن عثيمين في «الشرح الممتع على زاد المستقنع» (7/ 227):
قال في الفنون: «فأما والنبي صلى الله عليه وسلم فيها ـ أي في الحجرة ـ فلا والله، ولا العرش وحملته ولا الجنة».
أي: أن الحجرة التي فيها قبر النبي صلى الله عليه وسلم أفضل من الكعبة، وأفضل من العرش، وأفضل من حملة العرش، وأفضل من الجنة.
قال: «‌لأن ‌بالحجرة ‌جسدا ‌لو وزن به لرجح»، وهذا التعليل عليل، فلو قال: إن الجسد أفضل لكان فيه نوع من الحق.
أما أن يقول الحجرة أفضل؛ لأن فيها هذا الجسد، فهذا خطأ منه ـ رحمه الله ـ.
والصواب أن هذا القول مردود عليه، وأنه لا يوافق عليه، وأن الحجرة هي الحجرة، ولكنها شرفت بمقام النبي صلى الله عليه وسلم فيها في حياته وبعد موته.
وأما أن تكون إلى هذا الحد، ويقسم ـ رحمه الله ـ أنه لا تعادلها الكعبة، ولا العرش، ولا حملة العرش ولا الجنة فهذا وهم وخطأ، لا شك فيه

وقال ابن تيمية في «مجموع الفتاوى» (27/ 38):
«وسئل أيضا:
عن رجلين تجادلا فقال أحدهما: إن تربة محمد النبي صلى الله عليه وسلم أفضل من السموات والأرض وقال الآخر: الكعبة أفضل. فمع من الصواب؟
فأجاب:
الحمد لله، أما نفس محمد صلى الله عليه وسلم فما خلق الله خلقا أكرم عليه منه. وأما نفس التراب فليس هو أفضل من الكعبة البيت الحرام بل الكعبة أفضل منه ولا يعرف أحد من العلماء فضل تراب ‌القبر ‌على ‌الكعبة ‌إلا ‌القاضي ‌عياض ولم يسبقه أحد إليه ولا وافقه أحد عليه. والله أعلم»

«حاشية الروض المربع لابن قاسم» (4/ 86):
«ولا العرش وحملته، ولا الجنة (1) ‌لأَن ‌بالحجرة ‌جسداً ‌لو وزن به لرجح اهـ (2) . وتضاعف الحسنة والسيئة بمكان وزمان فاضل (3) .
‌‌_
(1) أي الحجرة أفضل منها، ومفهومه: تفضيل الأرض على السماء.
(2) أي كلام ابن عقيل، قال الشيخ: لم أعلم أحداً فضل التربة على الكعبة، غير القاضي عياض، ولم يسبقه أحد، ولا وافقه أحد اهـ. وحاشا أن يكون بيت المخلوق، أفضل من بيت الخالق جلا وعلا، وكذا عرشه، وملائكته وجنته، أما رسول الله صلى الهل عليه وسلم أفضل الخلق على الإطلاق، بإجماع المسلمين، والنسبة إلى المدينة: مدني. ومدينة المنصور، وهي بغداد: مديني. ومدائن كسرى: مدائني، ومدين مدْيَني»

====

«الاعتصام للشاطبي ت الشقير والحميد والصيني» (2/ 382):
«فأنت ترى أنه خشي عليه الفتنة في الإحرام من موضع فاضل لا بقعة أشرف منه (12)،
‌‌_
(12) قول المصنف هذا مما لا دليل عليه، بل الدليل يعارضه، يوضح ذلك ويجليه كلام شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في “الفتاوى” (27/ 37) حين سئل عن التربة التي دفن فيها النبي صلى الله عليه وسلم: هل هي أفضل من المسجد الحرام؟ فأجاب بقوله: “وأما التربة التي=»

=====

وهو مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم وموضع قبره (1)،
‌‌_
=دفن فيها النبي صلى الله عليه وسلم فلا أعلم أحدا من الناس قال إنها أفضل من المسجد الحرام، أو المسجد النبوي، أو المسجد الأقصى؛ إلا القاضي عياض، فذكر ذلك إجماعا، وهو قول لم يسبقه إليه أحد فيما علمناه، ولا حجة عليه، بل بدن النبي صلى الله عليه وسلم أفضل من المساجد، وأما ما فيه خلق، أو ما فيه دفن فلا يلزم ـ إذا كان هو أفضل ـ أن يكون ما منه خلق أفضل، فإن أحدا لا يقول: إن بدن عبد الله أبيه أفضل من أبدان الأنبياء؛ فإن الله يخرج الحي من الميت، والميت من الحي، ونوح نبي كريم، وابنه المغرق كافر، وإبراهيم خليل الرحمن، وأبوه آزر كافر. والنصوص الدالة على تفضيل المساجد مطلقة لم يستثن منها قبور الأنبياء، ولا قبور الصالحين. ولو كان ما ذكره حقا؛ لكان مدفن كل نبي، بل وكل صالح أفضل من المساجد التي هي بيوت الله، فيكون بيوت المخلوقين أفضل من بيوت الخالق التي أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه، وهذا قول مبتدع في الدين، مخالف لأصول الإسلام”. وسئل أيضا في نفس الموضع عن رجلين تجادلا، فقال أحدهما: إن تربة محمد النبي صلى الله عليه وسلم أفضل من السموات والأرض، وقال الآخر: الكعبة أفضل، فمع من الصواب؟ فأجاب: “الحمد لله، أما نفس محمد صلى الله عليه وسلم فما خلق الله خلقا أكرم عليه منه، وأما نفس التراب فليس هو أفضل من الكعبة البيت الحرام، بل الكعبة أفضل منه، ولا يعرف أحد من العلماء فضل تراب القبر على الكعبة إلا القاضي عياض، ولم يسبقه أحد إليه، ولا وافقه أحد عليه، والله أعلم”.اهـ»

(1) في (ت): “قبره الشريف”

«كشاف القناع» (6/ 227 ط وزارة العدل):
«(ولا يُعرف أحدٌ من العلماء فَضَّلَ تراب ‌القبر ‌على ‌الكعبة ‌إلا ‌القاضي ‌عياض، ولم يسبقه أحدٌ إليه، ولا وافقه أحدٌ قطُّ عليه) هذا معنى كلام الشيخ تقي الدين، وقال: المجاورة بمكان يكثر فيه إيمانه وتقواه أفضل حيث كان»

السابق
علماء الأشاعرة والماتريدية ومنزهة الحنابلة عبر العصور (منقول)
التالي
أدلة الاستغاثة من الكتاب والسنة والآثار (منقول)