عقيدة الشيخ سعدبوه بن الشيخ حَسَّنّا بن الشيخ ماء العينين نفعنا الله ببركتهم:
1 ـ أَشْهَدُ أَنَّ اللهَ جَلَّ واحِدُ +++ مُخالِفٌ لِخَلْقِهِ وشاهِدُ
2 ـ لَيْسَ بِمَعْنًى لا مِنَ المَعاني +++ ولا بِجِسْمٍ خالِقُ الْأَكْوانِ
3 ـ ولا بِريحٍ لا ولا بِنارِ +++ ولا بِنورٍ خالِقُ الأَنْوارِ
4 ـ ولا لَهُ جارِحَةٌ ولا صِفَهْ +++ بِها وحَسْبُ النَّاظِرِ المُخالَفَهْ
5 ـ وأَنَّهُ الْغَنِي وأَنَّهُ القَديمْ +++ وأَنَّهُ الباقي المُدَبِّرُ الحَكيمْ
6 ـ صِفاتُهُ كذاتِهِ لا تُدْرَكُ +++ بَلْ هُوَ خالِقُ الجَميعِ المَلِكُ
7 ـ حَجَبَ ذاتَهُ عَنِ العُقولِ +++ كَحَجْبِ الاَبْصارِ عَنِ المَعْقولِ
8 ـ لا يُشْبِهُ الحادِثَ إِلا الحادِثُ +++ واللهُ رَبُّنا القَديمُ الوارِثُ
9 ـ وكُلُّ ما يَخْطُرُ في قَلْبِ البَشَرْ +++ أو يَنْتَهي فِكْرٌ إِليهِ أو نَظَرْ
10 ـ بِجِهَةٍ أو بِمَكانٍ أو زَمَنْ +++ مُنْفَصِلٍ أَوْ ذي اتِّصالٍ فاعْلَمَنْ
11 ـ فهُوَ مَخْلوقٌ وبالتَّأويلِ +++ يَجِبُ عَنْهُ الصَرْفُ للتَّنْزِيلِ
12 ـ وظاهِرُ الحَديثِ مِثْلُهُ يَجِبْ +++ تَأْويلُ ما مِنْهُ لمَخْلوقٍ نُسِبْ
13 ـ كَالاِسْتَواءْ والَأَتْيِ والنُّزولِ +++ والساقِ والكَشْفِ مَعَ القُبولِ
14 ـ وذَلِكَ التَّعْبيرُ عَنْ مَعانِ +++ قُدْرَتِهِ قُرِّبَ لِلْأَذْهانِ
15 ـ أَوَّلَهُ السَّلَفُ ثُمَّ الخَلَفُ +++ وبِخِلافِ ذَيْنِ يُخْشى التَّلَفُ
16 ـ كمِثْلِ الاَخذِ مِنْهُ باليَمينِ +++ بِنَصِّهِ والقَطْعِ للْوَتينِ
17 ـ والسَّلَفُ العَدْلُ عَلى التَّنْزيهِ +++ مِنْ غَيْرِ تَكْييفٍ ولا تَشْبيهِ
18 ـ مُفَوِّضينَ الأَمْرَ فيما اشْتَبَها +++ مَعَ صَفاءٍ في قُلوبِ النُّبَها
19 ـ ثُمَّ عَلى التَّأْويلِ بَعْدَهُمْ سَلَفْ +++ وخَلَفٌ مِنْ بَعْدِهِ نِعْمَ الخَلَفْ
20 ـ قَدْ أَحْكَموا عَقائِدَ التَّوْحيدِ +++ عَلى قَواعِدَ بِلا مَزيدِ
21 ـ عَلى طَريقَةِ الْإِمامِ الأَشْعَري +++ إِمامِ أَهْلِ السُّنَّةِ المُعْتَبَرِ
22 ـ وحَسْبُنا ما في الإِضاءَةِ ثَبَتْ +++ عَنِ الإِمامِ الأَشْعَرِيِّ ورَوَتْ
23 ـ وكُلُّ مَنْ نَبَذَ عَقْدَ الأَشْعَري +++ فإِنَّني بِنَبْذِ عَقْدِهِ حَري
24 ـ لا تَصْغُ للَّذي تَراهُمْ نَسَبوا +++ إِلَيْهِ في كُتُبِهِ أو كَتَبوا
25 ـ في كُتْبِهِمْ ونَسَبوهُ لِلإما +++ مِ الأَشْعَرِيِّ كَيْ يُضِلُّوا ذَا العَمى
26 ـ كَذاكَ ما دُسَّ بِنَصِّ الغُنْيَةِ +++ لِشَيْخِنا الْقادِرِ ذي الْمَزِيَّةِ
27 ـ مِمَّا يَمُجُّ العَقْلُ والسَّمْعُ ولَا +++ يَظُنُّهُ بِهِ سِوى مَنْ جَهِلا
28 ـ عارَضَهُ ما صَحَّ عَنْهُ عِنْدَنا +++ وأَسْنَدَتْهُ العُلَماءُ الفُطَنا
29 ـ كَمِثْلِ ما وَقَعَ للشَّعْراني +++ حَياتَهُ ورُدَّ بالبُرْهانِ
30 ـ ما دَسَّهُ الأَعْداءُ في كُتُبِهِ +++ لِهَذِهِ النُّكْتَةِ فلْتَنْتَبِهِ
31 ـ نَعوذُ باللهِ مِنَ الضَّلالِ +++ في آخِرِ الدَّهْرِ ذي الاِضْمِحْلالِ
32 – ونَسْأَلُ اللهَ عَظيمَ المِنَّةِ +++ ثَباتَنا عَلى اتِّباعِ السُّنَّةِ
33 ـ موقِنينَ لا مُشَبِّهينا +++ ولا مُعَطِّلينَ مومِنينا
34 ـ عَلى سَبيلِ المُصْطَفى التّهامي +++ عَلَيْهِ مِنّي أَفْضَلُ السَّلامِ
35 ـ وأَفْضَلُ الصَّلاةِ ما الحَقُّ سَما +++ وزَهَقَ الباطِلُ عِنْدَ العُلَما
الشيخ محمد الحسن بن الشيخ ماء العينين، ويعرف بالشيخ حسنا. وُلد غرة ربيع النبوي سنة 1283هـ (1866م)، والدته: مليكة بنت سيدي امحمد بن الدرجة العروسية، وهو الرابع من أبناء الشيخ.
عرفه الطالب أخيار بن مامينا في كتابه “كان من كبار العلماء العارفين، والمربين الربانيين والحفاظ المجودين، ماهرا بالقرآن وعلومه. درس على والده العلوم، وسلك على يديه حتى أجازه وصدره، فانتفع به خلق لا يحصى، وتخرج على يديه كثير من المريدين النابهين. وكان كثير الهدية لوالده، حتى أنه كان لا يملك شيئا معه.
عيّنه والده على رأس الحملة الجهادية التي تصدت للفرنسيين إبّان زحفهم على منطقة الترارزة. فقاد جل المعارك الجهادية ضد القوات الفرنسية الزاحفة من الجنوب. ”
قال عنه الشيخ النعمة في “الأبحر المعينية”: “كان الشيخ حسن مشهورا بالتربية وبالتدريس للعلوم الشرعية، شديد المجاهدة في الله، دائم الرياضة، شديد الورع والتقوى، والتنزه عن الشبهات، كثير السهر والأذكار، كثير البكاء من خشية الله والهيام في محبته. وقد صدره شيخنا لإرشاد الخلق وتربية المريدين” .
وقال عنه ابن العتيق: “وكان رضي الله عنه جل سكناه بعد تصدير أبيه إياه أرضَ “آدرار” وما قاربها من “تيرس”، وظهر فيها ظهور القمرين، وسار بسيرة العمرين، وكثرت أتباعه فيها عربا وزوايا، وبذلوا له أنفسهم وأموالهم، وامتدحوه بالأشعار الرائقة والخطب الفائقة، لا سيما قبيلة بني حسن، فقد نالوا منه الحظ الأوفر لكثرة الوارد منهم والصادر. ولما ارتحل شيخنا من “السمارة” سيره رضي الله عنه لزاويته في مدينة فاس، فاقبل على تلاوة كتاب الله تعالى والتدبر في معانيه، والتفرغ له آناء الليل وأطراف النهار، ففتح الله عليه في معانيه وأسراره فتحا عجيبا، فكان لا يجلس مجلسا ويتحدث إلا به ويفسره للعام والخاص بمعنى يفهمه كل إنسان”. إلى أن قال: “ولقد رزقه الله- رضي الله عنه – من لدني العلوم ما لا تسعه العبارة ولا تحيط به الفهوم” .
ذكر ابن العتيق أن الشيخ حسنا سافر بنية الحج من عند أهله “بوادي درعة من مقابلة قرى طاطا عام 1333هـ ولما وصل فاس صادف مجيئه بداية الحرب العالمية الأولى، فانسدت طريق الحج فتربص رضي الله عنه بفاس نازلا في زاوية والده شيخنا ماء العيون ينتظر تيسير الطريق حتى مرض وتوفي رضي الله عنه عاشر شوال 1334هـ ( 1916م)”.
ودفن في زاوية أبيه بمدينة فاس. عقَّب من الأولاد: السيدة مليكه، والسيدة العالية الملقبة الريم، والعالم العابد الشيخ ماء العينين، واخديجتنا، والعالم الشاعر سعد، ومحمد الأمين الشبيه، وسيدي بوي. أمهم: سعدان بنت الشيخ سعد أبيه بن الشيخ محمد فاضل بن مامين؛ ومحمد فاضل أمه أم ولد