تراث الشيخ عبد الرحمن الأخضري (صاحب السلم المرونق)
https://www.facebook.com/groups/385445711569457/posts/998332863614069/
من خلال بعض خزائن المخطوطات والمكتبات
الأستاذ: حمدادو بن عمر (كلية العلوم الإنسانية والحضارة الإسلامية . جامعة وهران)
(((((…..يعد الشيخ عبد الرحمن الأخضري من بين أولياء الله الصالحين الذين قال فيهم سبحانه و: “ألا أن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون”(19) والذين أفنوا عمرهم في خدمة العلم ثانيا. وما أحوج بلادنا اليوم لمثل هؤلاء الرجال العلماء العظام الذين يرجع لهم الفضل الكبير في نشر كثير من فنون العلم التي اندثرت زمنا وعادت إلى الوجود بفضل الله ثم بفضلهم.
مؤلفاته:
مؤلفات الأخضري تزيد عن العشرين مؤلفا بين متن وشرح أو تربو عن الثلاثين كما جاء ذلك في مقال للمهدي البوعبدلي(20)منها ما هو مطبوع طبعات قديمة أو حديثة، ومنها ما هو مخطوط ينتظر الطبع ومنها ما تعرض للضياع والتلف.
1/- الجوهر المكنون في الثلاثة فنون:
عبارة عن متن يحوي علوم البلاغة من بحر الرجز يقع في 291 بيتا وعليه شروح منها شرح الأخضري نفسه وهو شرح بالغ الأهمية. (21)
2/- السراج في الهيئة:
وهو عبارة عن نظم من البحر الطويل موضوعه علم الفلك: نظمه سنة(939هـ) وهو ابن تسعة عشر سنة وجاء فيه:
أقول وفضل النفس في الصدر أوقع
وقد جعل الله الكواكب زينته
وفي الحق ما يخفر إليه ويسمع
تروق عيون الناظرين وتقرع
ولولا امتياز الحوض ما غاب ورده
وفيها رجوم للشياطين كلما
ولولا ارتواء الروض ما كان يقرع
أرادوا استراق السمع كفوا وزعزعوا
وقد قام بشرح هذا النظم تلميذه عبد العزيز بن أحمد بن المسلم، وهو شرح مفيد، كما قام بشرحه أيضا سحنون بن عثمان الميدوي الونشريسي وسمى شرحه”مفيد المحتاج في شرح السراج”(22).
3/- الدرة البيضاء في أحسن الفنون والأشياء: (23)
أرجوزة في التروكات والحساب نظمها سنة 940هـ، وهو ابن عشرين سنة، يوم كان تلميذا على يد والده، وكان الفراغ منها في شهر رمضان سنة 947هـ(24)، ويحتوي على خمسمائة بيت، يقول في مستهلها:
الحمد لله العظيم الوارث
فن الفرائض الذي تعلقا
الدائم الفرد القديم الباعث
بالإرث فلتكن به محققا
هذا وإن أحسن المقاصد
فهاك منه ضابطا مهذبا
وأحسن الفنون والفوائد
منظما مختصرا مقربا
إلى أن يقول فيها:
سميته بالدرة البيضاء
في أحسن الفنون والأشياء
قد احتوى على ثلاثة جمل
الفقه والحساب ثم العمل
وقد قسمها إلى ثلاثة أقسام: الأول في الحساب والثاني في الفرائض والثالث في تصحيح الفروض وتوضيح القسمة الصحيحة للتركات.
ويقول في آخرها:
وهذه نهاية المراد
وقد فرغت من جميع النظم
وإن عنى به عذول منتبه
والحمد لله الذي قد أحسنا
من بعد تسعمائة محصلة
قد انتهى ما رمته مبينا
من سنة لأربعين مكملة
وربنا الهادي إلى الرشاد
بأفضل الشهور شهر الصوم
فلبني عشرين عذر متجه
بدأ الخولف بشرحها غير أنها سرقت منه، ثم أعيدت إليه فشرح منها القسم الثاني فقط ويشير إلى ذلك الأستاذ أبو القاسم سعد الله بقوله:”كان الأخضري قد بدأ الشرح ثم سرقت منه النسخة لكن أعيدت له بعد مدة، والمعروف أنه أكمل شرح القسم الثاني على الأقل، أما الأول فليس من المؤكد أنه هو الذي شرحه، وكذلك القسم الثالث”(25) ولكن أتم شرحها أبو محمد عبد اللطيف المبيح(26).
ونشير إلى أنها طبعت مع الشرح سنة 1325هـ بمطبعة التقدم مع حاشية لعبد المنعم الدمنهوري. وحاشية أخرى لعبد الله بن محمد الدرقاوي. (27).
4/- أزهر المطالب في علم الإسطرلاب(28) في هيئة الأفلاك والكواكب:
وهي أرجوزة نظمها سنة 940هـ وهو ابن عشرين سنة، يبدؤها بقوله:
الحمد لله الذي قد خلقا
سبع سموات طباقا طبقا
وزانها بزينة الكواكب
بادية في الشرق والمغارب
إلى أن يقول:
فهذه رسالة مهذبة
سميتها بأزهر المغالب
أعني الذي يفيد في الأوقات
مفيدة وجيزة مقربة
في هيئة الأفلاك والكواكب
كالفجر والأسمار والساعات
باسطة للفن بإسطرلاب
فالعلم بالأفلاك والنجوم
وإنه يليق بالعباد
على بساط الحق والصواب
على شرف ليس بالمذموم
حين قيامهم إلى الأوراد
ويختمها بقوله:
وهاهنا انتهى بنا الكلام
في المقصد الحمود والسلام
5/- شرح السنوسية:
وهو كتاب في شرح الصغرى السنوسية في العقيدة وتسمى أيضا بأم البراهين(29)
6/- السلم المرونق:
وهو عبارة عن متن في علم المنطق من بحر الرجز نظمه سنة 941هـ وهو ابن إحدى وعشرين سنة. ويحتوي على مائة وثلاث وأربعين(143) بيتا، يقول في بدايته:
الحمد لله الذي قد أخرجا
حتى بدت لهم شموس المعرفة
كل حجاب من سحاب الجهل
وحط عنهم من سماء العقل
نتائج الفكر لأرباب الحجا
رأوه خدراتها منكشفة
إلى أن يقول في حد المنطق:
وبعد فالمنطق للجنان
فهاك من أصوله قواعدا
نسبته كالنحو للسان
تجمع من فنونه فوائد
فيعصم الأفكار عن عي الخطا
سميته بالسلم المرونق
وعن دقيق الفهم يكشف الغطا
يرقى به سماء علم المنطق
ويقول في آخر هذا النظم:
وكان في أوائل المحرم
تأليف هذا الرجز المنظّم
من سنة إحدى وأربعين
من بعد تسعة من المئتين(30)
نشير إلى أن نظم السلم قد ترجم إلى الفرنسية من طرف الأستاذ ” دومنيك لوسيان “حيث عمل هذا الأخير على تنشيط التعليم الفرنسي بالجزائر وساهم في ترجمة الكتب العربية ابتداء من سنة 1894م وقد قام بترجمة الدرة البيضاء في الفرائض لعبد الرحمن الأخضري أيضا، والعقيدة للسنوسي وجوهرة التوحيد لابراهيم اللقابي. وكان ضمن مقررات برامج التعليم في الأزهر(كتاب السلم).
غرضه من تأليف السلم:
يتضح لنا ذلك جليا من خلال ما جاء في المقدمة حيث يقول:”فلما وضعت الأرجوزة المسماة بالسلم المرونق، وجاءت بحمد الله جملة كافية، ولمقاصد من فنها حاوية، راودني بعض الإخوان من الطلبة أكرمهم الله المرة بعد المرة أن أضع عليها شرحا مفيدا يبث ما انطوت عليه من المعاني ويشيد ما تقاصر فيها من المباني، فأسميته لذلك طالبا من الله حسن التوفيق إلى مهاجع التحقيق”(31). ويذكر تواضعه في ذلك قائلا:”وإن كنت لست أهلا لذلك ولكني حملني عليه تفاؤلي ولم أضعه لمن هو أعلى مني بل لأمثالي من المبتدئين…” (32).
وإضافة إلى شرح الأخضري لنظمه هناك شروحات أخرى منها:
أ- شيخ الشيخ أبو راس الناصر المعسكري(ت 1192هـ): المسمى “القول المسلم في شرح السلم”(33).
ب- شرح الشيخ أبو عبد الله محمد بن خليفة(ت 1094هـ).
ج- شرح الشيخ أحمد بن عبد المنعم بن يوسف الدمنهوري(ت 1192هـ): المسمى” إيضاح المبهم في معاني السلم”(34).
د- شرح الشيخ أبو عبد الله محمد الصالح بن سليمان العيسوي الزواوي(ت 1243هـ).
هـ- شرح الشيخ الحسن الدرويشي القوسني(ت 1254هـ) (35).
و- شرح الشيخ أحمد عبد الفتاح بن يوسف المجيري.
ي- شرح الشيخ أبو عثمان سعيد بن إبراهيم قدورة(ت 1066هـ) (36).
كما نجد العلامة الشيخ الأخضري يضع فهرسة محكمة لشرحه تتمثل فيما يلي:
- فصل في جواز الاشتغال به(المنطق)
- أنواع الحكم الحادث
- أنواع الدلالة الوضعية
- فصل في مباحث الألفاظ
- فصل في بيان نسبة الألفاظ للمعاني
- فصل في بيان الكل والكلية والجزء والجزئين
- فصل في المعرفات
- باب في القضايا وأحكامها
- فصل في التناقض
- فصل في العكس والمستوى
- باب في القياس
- فصل في الأشكال
- فصل في القياس الاستثنائي
- لواصق القياس
- أقسام الحجة
- خاتمة
7/- منظومة في قواعد الإعراب على كتاب مغني اللبيب (37)
لم يرد ذكرها في جل المصادر(38) وجاء في مقدمتها:
هذا بحمد الله نظم سهل
مورده للطالبين سهل
معتمدا على كتاب المغني
لابن هشام تنسيج هذا الفن
8/- الدرة البهية في نظم الأجرومية:
وهي عبارة عن نظم للأجرومية في النحو،(39)نظمها سنة 981هـ وعدد أبياتها مائة وسبعون(170) بيتا يقول في بدايتها:
قال الفقير ناظم الأوزان
الأخضري عابد الرحمن
مصليا على رسول الله
وآله ذوي الهدى والجاه
ويقول في ختامها:
تم بحمد الله ما قصدنا
وكان في محرم الحرام
أبياتها يا سائلا قد وجدت
فهي لما في أصلها نحوية
من بعد تسعمائة مستحسنة
سميتها بالدرة البهية
في عام إحدى وثمانين سنة
من نظم هذه التي أوردنا
بدءا وختما لذا النظام
سبعين بعد مائة قد رسمت(40)
نشير إلى أن هناك نظما آخر للأجرومية للشيخ العمريطي(ت970هـ)، أسماه أيضا الدرة البهية في نظم الأجرومية، يقول في مطلعها(41):
الحمد لله الذي قد وفقنا
ويقول في آخرها
نظم الفقير الشرف العمريطي
للعلم خير خلقه وللتقى
ذي العجز والتقصير والتفريط
9/- الفريدة الغراء:
هي عبارة عن نظم في العقيدة نفيس جدا(42).
10/- القدسية:
عبارة عن نظم في آداب السلوك وتسمى المنظومة القدسية في طريق السنة، نظمها في سنة 944هـ وهو ابن أربع وعشرين سنة وتحتوي على ستة وأربعين وثلاث مائة(346) بيتا يتناول فيها المسائل المتعلقة بالتصوف في تطهير النفس والروح وما يتعلق بمجتمعاتنا من اتباع البدع والخرافات. وقد تأثر بها عبد الكريم الفكون واستشهد ببعض أبياتها في كتابه منشور الهداية. له قصائد عديدة في التصوف أعظمها القدسية(43) يقول في بدايتها:
يقول راجي رحمة المقتدر
ويواصل في تعريفها قائلا:
فهذه الجوهرة النفيسة
دائرة التطهير والكمال
شيئان مهما حجاب ظاهر
ويقول في تمامها:
ثم صلاة الله كل حين
محمد سلطان أهل الحضرة
في أربع وأربعين قد نجز
المذنب العبد الذليل أخضري
بالأصل في الدائرة القدسية
…….عن ذاك الاتصال
وباطن في النفس أي ساتر
على أجل من التي بالدين
وآله أجل كل زمرة
من عاشر القرون قل هذا الرجز
لم يتعرض الأخضري لشرحها، يقول أبوالقاسم سعد الله:”لا نعرف أن الأخضري قد شرحها رغم شهرته بشرح منظوماته بنفسه”(44)وهناك من تعرض لشرحها: - كالشيخ الحسين بن محمد السعيد الورتلاني صاحب الرحلة الورتلانية(ت 1193هـ) المسمى”الكواكب العرفانية والشوارق الأنسية في شرح ألفاظ القدسية”. – الشيخ الحسين بن مصباح المسمى” تحفة المستمع والقاري في شرح قدسية الأخضري”.
11/- مختصر في فقه العبادات:
وهو عبارة عن متن اشتهر باسمه “مختصر الأخضري” يتعرض فيه إلى مسائل فقه العبادات من طهارة وأقسامها والصلاة وفرائضها وشروطها ويختمه بباب السهو، وهو على المذهب المالكي(45)وعلى المختصر شروح كثيرة: - شرح عبد اللطيف المسبح المسمى”عمدة البيان في عروض الأعيان”
- شرح عبد الكريم الفكون المسمى”الدرر على المختصر”
- شرح صالح عبد السميع الأبي الأزهري المسمى”هداية المتعبد السالك شرح مختصر الأخضري في مذهب الإمام مالك”.
- شرح أحمد بن يعقوب وهو شرح لطيف ناسخه إبراهيم الزقاق سنة1160هـ(46)
- الشيخ عبد الله بن محمد بن آب، نظم باب السهو، يقع في مائة وتسعة وخمسين(159)بيتا سماه”العبقري في نظم سهو الأخضري”(47).
12/- رسالة في التحذير من البدع:
لم تذكر المصادر محتوى هذه الرسالة، وقد أشار إليها كل من عادل نويهض والحفناوي وشطوطي في كتابه الشيخ عبد الرحمن الأخضري(الكاشف والمنطقي) وربما تكون هذه الرسالة جزءا من منظومته القدسية.
2/- مصنفاته الأدبية:
لقد خلف الأخضري وراءه مجموعة معتبرة من القصائد الشعرية المختلفة، في شتى الميادين منها ما هو موجود في بعض الخزائن والمكتبات ينتظر نفض الغبار عنه، ومنها ما اعتبر في حكم المفقود وتعرض للضياع والنهب والسرقة. غير أنه تغلب على شعره طابع الشعر التعليمي، حيث نجد محمد الطمار يقول:”شعر الأخضري لا يخاطب وجدانا، بل استخدمه للمعاني العلمية، فنجد فيه الحقيقة تسبق الخيال، والطبع يغلب التصنع، والجزالة في غير ضعف ولا غرابة، ومن شعره الذي وصل إلينا:
1/- اللامية في مد خالد بن سنان. (48)
وهي قصيدة في بحر البسيط، تقع في أربعين بيتا(49) يقول في مستهلها
سر يا خليلي إلى رسم شغفت به
يلقي الجواهر من يغشى مناكبه
ما خاب زائره في الصبح والأصل
خلت مشاهده عزت دوائره
طوبى لزائر ذاك الرسم والطلل
يعطي الكرامة من يأتيه ذا وجل
2/- اللامية في مدح الرسول :
وتقع في اثنين وخمسين ومائتين(252)بيتا يقول في مستهلها:
الله المقتدر الأزلي
لله الحمد على نعم
الفرد الجبار الأزلي
سبحانه جل هو الصمد
سبحانه جل عن المثل
منها الإرشاد إلى السبل
كما نجد الأخضري يتعرض في هذه القصيدة إلى إسراء النبي ومعراجه، ويتحدث عن شفاعته، منوها بمحاسنه وفضائله ومشيرا إلى معجزاته ثم يتطرق إلى أحوال النفس وضرورة مخالفتها، والعدول عن الغفلة والإسراع إلى باب التوبة والاستعداد إلى لقاء الله، وفيها يقول:
ودع الدنيا وزخرفها
فازهد فيها واقصر أملا
من آثرها عن آخرة
ويقول في نهايتها:
هذي كلمات مشرقة
نجزت بربيع الآخر من
وحبائلها ذات الحيل
فمحبتها رأس الزلل
مأواه جهنم لم يحل
مشكاة الناس ذوي العمل
جمع حجج وقت المثل(50)
3/- التائية النبوية:
هي عبارة عن قصيدة من بحر الطويل تقع في ثلاثين بيتا يقول في بدايتها:
سري طيف من أهدى فأرق مهجتي
فهذا رحيق لو ظفرت بشربه
أيا لائمي في الحب إنك جاهل
أنوح كما ناح الحمام بوكره
ويقول في ختامها:
ويا قمرا بالله إن كنت طالعا
وما كدت أنجو من ضناء وعبرتي
تجرعت كأسا من كؤوس محبة
على طيبة الزهراء دار الأحبة
فسلم على بدر تجلى بأرضها
كأنك لا تدري بشأن المحبة
وما حنت الثكلى بوجد ولوعة
وبلغ له حزني وشوقي ولوعتي(51)
4/- نصيحة الشباب:
هي عبارة عن قصيدة من بحر الرجز تقع في أربع وعشرين(24) بيتا تتضمن نصائح موجهة إلى شباب عصره يحثهم فيها على تقوى الله وطاعته والامتثال لأوامره والابتعاد عن نواهيه والمبادرة بالأعمال الصالحة يبدؤها بقوله:
أوصيكم يا معشر الشبان
إياكم أن تهملوا أوقاتكم
فإنها غنيمة الإنسان
ويقول في ختامها:
وصل يارب على المختار
ما هبت الرياح في الأمصار
ما دام ملك الواحد القهار
عليكم بطاعة الرحمن
فتندموا يوما على ما فاتكم
شبابه والخسر في التواني
محمد شفيع أهل النار
وغرد الحمام في الأوكار
مصليا على النبي المختار
5/- قصيدة في ذكر الأولياء والصالحين:
وهي أرجوزة تقع في خمسة وثلاثين (35)بيتا يقول في مستهلها:
الحمد لله الذي قد خصص
جعلهم وعاء للعلوم
أخرجهم للأمر بالمعروف
ويقول في ختامها:
تمت بحمد الله ذي الأبيات
ثم الصلاة والسلام سرمدا
وآله الغر الكرام الشرفا
أولي التقى من خلقه وأخلصا
سيرهم في الأرض كالنجوم
ونهاهم عن ضده المألوف
في ذكر أوليائه السادات
على الرسول المصطفى محمدا
وصحبه أهل التقى والخلفا(52)
إنّ تراث الشيخ عبد الرحمن الأخضري تراث خصب كما ونوعا، لا بدّ من مراجعته وتحقيقه ولذا ندعو عامة الباحثين والمؤرخين والمهتمين بالتراث العربي الاسلامي عموما وبالتراث الجزائري المخطوط خصوص ،أن يحوّلوا نظراتهم الثاقبة وأفكارهم النيرة وتوجهاتهم العلمية والعملية إلى الاعتكاف على بعض مؤلفات الشيخ عبد الرحمن الأخضري أو على الأقل التركيز على جانب معين من جوانبها العلمية، ومن ثم دراستها دراسة علمية أكاديمية حتى يتسنى لهؤلاء الباحثين والمؤرخين والمهتمين بهذا الموروث الثقافي التعرف على مدى حقيقة هؤلاء العلماء وكتاباتهم وتأثيرهم وتوجهاتهم العلمية الرامية في غالب الأحيان إلى توصيل رسالة نبيلة وغاية أسمى تتمثل في نشر مبادئ وتعاليم الدين الإسلامي و أهم علومه التي يمكننا فهمها من خلال كتاباتهم..
لقد حاولنا في هذا البحث أن نبرز تراث الشيخ عبد الرحمن الأخضري من خلال بعض خزائن المخطوطات والمكتبات في الداخل والخارج وأن نضع شبه جرد لهذه المؤلفات المتواجدة في أنحاء بقاع العالم، لما تكتسيه هذه المخطوطات من أهمية كبرى في حياة الباحث والمثقف الجزائري أو بعبارة أخرى الباحث العربي العلمي والعملي الذي يبحث عن الحقائق التاريخية دوما ويقارنها مع بعضها البعض ومن ثم توظيفها في مجال الحقل العلمي المخصص له.
ونشير في الأخير ولله الحمد والمنة إلى أن مخبر المخطوطات بجامعة وهران استطاع أن يخرج بعضا من هذه المخطوطات إلى النور ويتجلى ذلك من خلال تحقيق الدكتور بن معمر محمد لرحلة المقري المسماة بـ ” رحلة المقري إلى المغرب والمشرق “، وكذا مخطوطات الشيخ الطيب المهاجي ووضعها في كتاب كامل تحت عنوان ” الآثار العلمية للشيخ الطيب المهاجي “، إضافة إلى تحقيق الأستاذ بوركبة محمد لمخطوط عجائب الأسفار ولطائف الأخبار للشيخ أبي راس الناصر المعسكري.
وهناك المزيد من المخطوطات التي هي في طريق السطوع إلى النور وهذا مرده إلى الله وإلى اجتهاد ثلة من الباحثين والمؤرخين راحوا يبذلون جهودهم العلمية والأكاديمية المثمرة في ميدان المخطوطات التي تهدف في جوهرها إلى الحفاظ والعناية وإنقاذ المخطوطات في كامل التراب الوطني الجزائري خصوصا وتراث الأمة العربية عموما. ))))).اهـ
وانظر المقال بتمامه مع مراجعه على - http://www.ahlalloghah.com/showthread.php?t=954