ابن تيمية حكما على الأمة

إيضاح قضية جهاد ابن تيمية المزيف (الشيخ حسن السقاف)

إيضاح قضية جهاد ابن تيمية المزيف :
ابن تيمية كان يحارب المسلمين ويحرض عليهم ولم يكن يقاتل الكفار :
قال ابن كثير في (( البداية )) (14/12) :
[ وفي يوم الجمعة العشرين منه ركب نائب السلطنة جمال الدين آقوش الأفرم في جيش دمشق إلى جبال الجرد وكسروان ، وخرج الشيخ تقي الدين بن تيمية ومعه خلق كثير من المتطوعة والحوارنة لقتال أهل تلك الناحية بسب فساد نيتهم وعقائدهم وكفرهم وضلالهم وما كانوا عاملوا به العساكر لما كسرهم التتر وهربوا حين اجتازوا ببلادهم وثبوا عليهم ونهبوهم وأخذوا أسلحتهم وخيولهم وقتلوا كثيراً منهم فلما وصلوا إلى بلادهم جاء رؤساؤهم إلى الشيخ تقي الدين بن تيمية فاستتابهم وبين للكثير منهم الصواب وحصل بذلك خير كثير وانتصار كبير على أولئك المفسدين والتزموا برد ما كانوا أخذوه من أموال الجيش ] .
وقال ابن كثير في (( البداية )) (14/35) أيضاً :
[ خرج نائب السلطنة بمن بقي من الجيوش الشامية وقد كان تقدَّم بين يديه طائفة من الجيش مع ابن تيمية في ثاني المحرم فساروا إلى بلاد الجرد والرفض والتيامنة فخرج نائب السلطنة الأفرم بنفسه بعد خروج الشيخ لغزوهم فنصرهم الله عليهم وأبادوا خلقاً كثيراً منهم ومن فرقتهم الضالة ووطئوا أراضي كثيرة من صنع بلادهم ].
لاحظ أننا ننقل نصوص كلام ابن كثير المتعصب لابن تيمية وهو يحاول أن يصوِّر ابن تيمية بصورة الإمام المعصوم ويزين أفعاله على أنها بطولات خارقة !
وهذا يثبت أن السلطان في ذلك العصر كان يستخدم ابن تيمية لتحقيق مآربه السياسية ! إذ كان هناك نزاع بين دولتين مسلمتين ؛ الأولى دولة شيعية يحكمها التتر ومقرها بغداد والثانية دولة سنية يحكمها المماليك ومقرها في مصر !!
وقال ابن كثير في (( البداية )) (14/56) :
[ وفيها أظهر ملك التتر خربندا الرفض في بلاده وأمر الخطباء أولا أن لا يذكروا في خطبتهم إلا عليَّ بن أبي طالب رضي الله عنه وأهل بيته ولما وصل خطيب بلاد الازج إلى هذا الموضع من خطبته بكى بكاءاً شديداً وبكى الناس معه ونزل ولم يتمكن من إتمام الخطبة فأقيم من أتمها عنه وصلى بالناس وظهر على الناس بتلك البلاد من أهل السنة أهل البدعة فإنا لله وإنا اليه راجعون ].
هكذا وقع اسمه عند ابن كثير (خربندا) واسمه في الحقيقة ( خُدابندا ) أي عبد الله ، أو خادم الله بالتترية والتركية القديمة !
وقال ابن كثير هناك في (( البداية )) أيضاً (14/125) في ابن المطهر الحلي رحمه الله تعالى :
[ ولد ابن المطهر الذي لم تطهر خلائقه ولم يتطهر من دنس الرفض ليلة الجمعة سابع عشرين رمضان سنة ثمان وأربعين وستمائة توفي ليلة الجمعة عشرين محرم من هذه السنة وكان اشتغاله ببغداد وغيرها من البلاد واشتغل على نصير الطوسي وعلى غيره ولما ترفض الملك خربندا حظيَ عنده ابن المطهر وساد جداً وأقطعه بلاداً كثيرة ] .
ومختصر الكلام في هذه المسألة أن الناس في تلك الوقعة المسماة بوقعة ( شقحب ) ـ ( التي تحارب فيها المسلمون فيما بينهم وهم فريقان ؛ فريق التتر ويمثلون من ينبزهم ابن تيمية وحزبه بالروافض ، والفريق الآخر أمراء مصر ومن معهم من أهل مصر والشام ) ـ كانوا متعجبين كيف يحاربون التتر وهم مسلمون وابن تيمية يقنعهم بأن مثلهم مثل الخوارج ! والحقيقة أنه نزاع سياسي بين حكام طائفتين من المسلمين !
قال ابن كثير في (( البداية )) (14/23) :
[ وقد تكلم الناس في كيفية قتال هؤلاء التتر من أي قبيل هو ؟! فإنهم يظهرون الإسلام وليسوا بغاة على الإمام ، فإنهم لم يكونوا في طاعته في وقت ثم خالفوه ؟! فقال الشيخ تقي الدين هؤلاء من جنس الخوارج الذين خرجوا على علي ومعاوية ورأوا أنهم أحق بالأمر منهما وهؤلاء يزعمون أنهم أحق بإقامة الحق من المسلمين ويعيبون على المسلمين ما هم متلبسون به من المعاصي والظلم وهم متلبسون بما هو أعظم منه بأضعاف مضاعفة فتفطن العلماء والناس لذلك ].
مع أن التتر ـ كما مرَّ ـ كانوا مسلمين موحدين !
وهذا النص يبين بكل وضوحٍ أيضاً أن الناس كانوا لا يرون قتال التتار ويتعجبون من الإصرار على قتالهم لأنهم مسلمون وابن تيمية يحاول أن يقنعهم لتحقيق الإرادة السياسية للحاكم إذ ذاك مع موافقة ذلك هوى في نفسه وهو بغض الشيعة وأتْبَاعِ مدرسة آل البيت عليهم سلام الله تعالى .
وقد تقدم في المقال السابق أن ملك التتر كان مسلما صادقا منع الخمور وزوج المومسات ومنع المعاصي وكان يشهد الجمعة والخطبة .
قال ابن كثير هناك (14/99) أيضاً في حوادث سنة (721) :
[ وفي جمادى الآخرة خرَّب ملك التتر أبو سعيد البازار وزوَّج الخواطىء وأراق الخمور وعاقب في ذلك أشد العقوبة ، وفرح المسلمون بذلك ودعوا له رحمه الله …. ] .
وقال ابن كثير في (( البداية والنهاية )) (13/340) أيضاً في حوادث سنة (694) هـ :
[ وفيها مَلَكَ التتار قازان بن أرغون بن أبغا بن تولى بن جنكيزخان ، فأسلم وأظهر الإسلام على يد الأمير توزون رحمه الله ، ودخلت التتار أو أكثرهم في الإسلام ونثر الذهب والفضة واللؤلؤ على رؤوس الناس يوم إسلامه ، وتسمى بمحمود ، وشهد الجمعة والخطبة ] .

https://m.facebook.com/story.php?story_fbid=458042152553147&id=100050420983011

السابق
وفاة العالم المجاهد المفسّر المربّي صلاح عبد الفتاح الخالدي (منقول)
التالي
ابن عجيبة: تحقق بوصفك يمدك بوصفه