قال الشيخ أحمد بن عجيبة رضي الله عنه :
الحق تعالى موصوف بكمالات الربوبية، منعوت بعظمة الألوهية، وعبيده موسومون بنقائص العبودية، وقهرية الملكية . فمن أراد أن يمده الله في باطنه بكمالات الربوبية؛ من قوة وعلم، وغنى وعز، ونصر وملك، فليتحقق في ظاهره بنقائص العبودية؛ من ذل، وفقر، وضعف، وعجز، وجهل.
فبقدر ما تجعل في ظاهرك من نقائص العبودية يمدك في باطنك بكمالات الربوبية؛ « تحقق بوصفك يمدك بوصفه » والتحقق بالوصف إنما يكون ظاهرًا بين خلقه، لا منفردًا وحده؛ إذ ليس فيه كبير مجاهدة؛ إذ كل الناس يقدرون عليه، وإنما التحقق بالوصف – الذي هو ضامن للمدد الإلهي – هو الذي يظهر بين الأقران .
«البحر المديد في تفسير القرآن المجيد» (3/ 151):
«:»