1- الأمهات:وهي تمثل الدواوين الأولى لفروع المذهب المالكي ومن أهمها :المدونة الكبرى لسحنون( ت240هـ ) والواضحة لعبد الملك بن حبيب (ت283هـ) ، والموازية لمحمد بن إبراهيم الأسكندري (ت296هـ)، والعتبية او المستخرجة لمحمد بن احمد العتبي (ت254).
2- الموسوعات:و هي مصنفات ضخمة جمع فيها أصحابها ما وقفوا عليه من فروع المذهب.ومن أشهرها :والنوادر والزيادات لأبن أبي زيد القيرواني ،والتبصرة لأبي الحسن اللخمي ،والجامع لأبي بكر بن يونس الصقلي،والمنتقى لأبي الوليد الباجي ،شرح التلقين لأبي عبد الله المازري ،البيان والتحصيل لأبن رشيد الجد ،والذخيرة للقرافي ،ويلاحظ على هذه الموسوعات والأمهات المذكورة قبلها ، أنها تورد الروايات والأقوال ، وتحكي اختلاف أئمة المذهب في الفروع دونما بيان للقول المعتمد في الإفتاء إلا نادرا ، لذلك ينبغي لمن يرجع إليها قصد الإفتاء منها إن يكون مستوعبا لضوابط الترجيح وقواعده حتى لا يفتي بقول مرجوح ويترك الراجح المعتمد.
3- المختصرات :هذا النمط من التأليف ظهر نتيجة كثرة الفروع وتشعبها وكثرة الاختلاف فيها وصعوبة استيعابها وقد حاول أصحابها اختزال محتويات الأمهات والموسوعات السابقة بغية السيطرة عليها وتسهيل الإلمام بها وتحصيلها.
وقد كانت هذه المختصرات من يوم ظهورها إلى حدود القرن السادس الهجري واضحة في عباراتها سهلة الفهم والقراءة على طلاب الفقه المشتغلين به، لكنها بعد القرن السادس أخذت تنحوا منحى آخر في الاختصار والإيجاز إلى أن أصبح مضمونها مستغلقا وعباراتها معقدة يصعب فهمها حتى على الفقيه الضليع في فروع المذهب ولا أريد هنا أن أتحدث عن ايجابيات الاختصار وسلبياته ، لأن الغرض هو ذكر الاختصار كنمط من أنماط التأليف الفقهي في المذهب فقط .
ومن أشهر المختصرات :
-مختصر أبي سعيد البراذعي ت372هـ لمدونة سحنون المعروف بالتهذيب في اختصار المدونة.
-مختصر ابن أبي زيد القيرواني للمدونة أيضا .
-مختصر ابن الحاجب عثمان بن عمرو ت646 هـ .
-مختصر خليل بن إسحاق ت776هـ .
-مختصر ابن عرفة ت 803هـ .
4 – الشروح :الشرح هو الكتاب الذي يرتبط بمصنف معين يفصل ما ورد فيه موجزا ويبين ما سيق مجملا ويوضح ما جاء فيه غامضا ، وقد ظهرت الشروح في المذهب في وقت مبكر وكان معظمها مرتبط بالمدونة الكبرى لسحنون ، وكانت تسمى تعاليق ، وقد ظل مصطلح التعليق متداولا إلى حدود القرن السادس ، ثم أصبح بعد ذلك يسمى شرحا .ويلاحظ أن معظم الشروح التي ظهرت بعد القرن السادس مرتبط بالمختصرات خصوصا مختصر خليل الذي وضعت عليه عشرات الشروح.
5-الحواشي وهي كتب وضع معظمها على الشروح ، ومن وظائفها بيان ما تركه صاحب الشرح مجملا ، والاستدراك عليه فيما وأورده ناقصا وملتبسا .
ومن أشهر الحواشي عند المتأخرين :
– حاشية أبي عبد الله الرهوني ، وحاشية محمد بناني،وحاشية أبي عبد الله محمد التاودي وكلها موضوعة على شرح عبد الباقي الزرقاني على مختصر خليل وهي مطبوعة .
6- الطرر والتقاييد :هذه المصنفات هي شبيهة بالشروح لأنها ترتبط دائما بمؤلف معين .وتتميز عنها بكون مؤلفيها لا يتناولون بالشرح والتعليق جميع الأبواب والفصول لكتاب الأصل، بل يقتصرون على بعضها فقط ويعلقون على قضايا معينة فيها .لذلك تجيء في حجم اقل من الشروح والحواشي .
ومن الطرر المشهورة في المذهب :
طرة أبي إبراهيم الأعرج وطرة أبي الحسن الطنجي ،وكلاهما على كتاب التهذيب في اختصار المدونة لأبي سعيد البرادعي .وطرر ابن عات على كتاب الوثائق المجموعة وهي تزال مخطوطة .
7 – كتب الأحكام :وهي المصنفات التي تعنى بدراسة مسائل المعاملات التي يكثر وقوعها بين الناس ويلجئون فيها إلى المفتين والقضاة .ومعظم المؤلفين لكتب الأحكام من القضاة الذين مارسوا القضاء مدة طويلة ، فقد كانوا يقيدون في دفاترهم وسجلاتهم ما يعرض عليهم من قضايا الخصوم والمتنازعين ثم يخرجونها بعد في كتب مستقلة ليستفيد منها غيرهم .ومن أشهر كتب الأحكام في المذهب :
– تبصرة الحكام في أصول الأقضية ومناهج الأحكام لإبراهيم بن فرحون .
– تحفة الحكام للقاضي أبي بكر بن عاصم .
– كتاب الأحكام لعيسى بن سهل .
– مذاهب الحكام للقاضي عياض.
– فصول الأحكام فيما جرى به عمل المفتين والحكام لأبي الوليد الباجي.
وقد جرت عادة مؤلفي كتب الأحكام أن يتحدثوا في مقدمات مصنفاتهم عن أدب القاضي وشروطه ومجلسه ، وعن ضوابط الدعوى والمرافعة .
8- الوثائق والشروط:وهي المؤلفات التي تعنى بكيفية تسجيل العقود ومختلف أشكال المعاملات بين الناس وضبط شروط العاقد والمعقود عليه وصيغ العقد والأعراف الجارية بين الناس في مختلف عقودهم . ومعظم المؤلفين لكتب الوثائق والشروط من الشهود الرسميين لدى القضاة .ومن الكتب المشهورة في مجال التوثيق :
– وثائق ابن الهندي : عبد الرحمان بن مروان الأنصاري.
– وثائق ابن العطار: محمد بن احمد
– النهاية والتمام في معرفة الوثائق والأحكام الشهير بالمتيطية ، لمؤلفها علي بن عبد الله المتيطي.
– المنهج الفائق في علم الوثائق لأبي العباس الونشريسي صاحب المعيار .
– الوثائق الفرعونية لمحمد بن أحمد بناني الملقب بفرعون .
9- كتب الفتاوى والنوازل :وهي مصنفات تعنى بتسجيل فتاوى الفقهاء وأجوبتهم في مختلف النوازل التي تحدث بين الناس وتعرضها غالبا في شكل سؤال جواب .و قد سميت بكتب النوازل لاهتمامها بتسجيل ما ينزل بالناس من وقائع وأحداث ، وسميت بكتب الفتاوى لعنايتها بجمع فتاوى الفقهاء في تلك النوازل .
ومن أشهر الكتب في هذا المجال:
– كتاب الفتاوى ، لابن رشد الجد مطبوع بتحقيق محمد الحبيب التجكاني .
– نوازل ابي زكريا المازوني المسماة بالدرر المكنونة في نوازل مازونة .
– نوازل أبي إسحاق إبراهيم بن هلال المسماة بالدر النثير على أجوبة أبي الحسن الصغير .
– نوازل أبي القاسم البرزلي القيرواني .
– المعيار المعرب والجامع المغرب في فتاوى علماء أفرقية والأندلس والمغرب لأبي العباس أحمد بن يحيى الونشريسي ، وقد استوعب فيه معظم الكتب السابقة .
– نوازل المهدي الوزاني الصغرى والكبرى وقد عرفت الكبرى بالمعيار الجديد وقد طبعتا معا .
10 – المنظومات الفقهية :وهي الأراجيز التي وضعها بعض الفقهاء لتسهيل حفظ بعض الأحكام الفقهية في مجال العبادات أو المعاملات أو فيهما معا .
ومن أشهرها هذه المنظومات المتداولة :
– تحفة الحكام لأبي بكر بن عاصم الأندلسي .
– المرشد المعين لعبد الواحد بن عاشر .
– لامية الزقاق لأبي الحسن علي الزقاق الفاسي.
وقد وضعت على هذه المنظومات شروح وحواشي كثيرة.
هذه أهم أنواع وأنماط التصنيف في فروع المذهب المالكي