بدع ابن تيمية2

الشيخ ابن تيمية كما عرفته..(الشيخ عبد الناصر حدارة)

الشيخ ابن تيمية كما عرفته..

في هذه المدونة سأكتب خلاصة ما توصلت إليه من معرفة الشيخ ابن تيمية ومذهبه..وذلك من خلال مطالعاتي لكثير مما كتب ومحاولة نقدها أو نقضها…

أقول(عبدالناصر): الشيخ ابن تيمية مقلد لمذهب غلاة الحنابلة في الإثبات…وهو رجل لا يستهان به…
أراد أن ينظّر لمذهب غلاة الحنابلة فاعترضته قواعد متفق عليها في علوم مختلفة تعيق مسيرته تلك..فقام بنقضها وفق نهج رسمه لنفسه واستبدالها بأخرى تناسب مذهبه..

ولا بد من التنبيه أن عند الشيخ ابن تيمية ما لم يكن محسوسا فليس موجودا..وانطلاقا من هنا بدأ الشيخ ابن تيمية بالتنظير لمذهبه ناقضا تلك القواعد المتفق عليها بين أهل الفنون والعلوم…وأهم هذه القواعد وبدائلها:

_في اللغة..اعترضه المجاز كعائق يمنعه من الإثبات…فأنكر أن يكون في القرآن مجاز….وأنكر أصل الوضع للفظ..مدعيا أن اللفظ لا معنى له وحده ما لم تدل قرينة على معناه المراد…ف(الأسد) لا معنى له وحده..حتى تأتي قرينة تحدد كونه الرجل الشجاع أو الحيوان المفترس..
وقال بأن قرينة السياق تجعل المعنى قطعيا..
مخالفا بذلك الاتفاق على أصل الوضع وعلى أن القرينة ترجح المعنى المراد ما دام اللفظ يحتمل أكثر من معنى..لا أنها تجعله قطعيا..

_في المعقولات…أنكر أن المعنى الكلي المشترك بالتواطؤ يلزم منه الاشتراك في الذاتيات في الخارج…بل عنده أن هذا المعنى الكلي الاشتراك فيه هو في الذهن فقط..ولا وجود له في الخارج…ليقول بأن معنى اليد مثلا هو المعنى الحقيقي لها ولكن لا يلزم منه الاشتراك في الخارج…لأنه معنى حقيقي ذهني..فتكون بذلك كل الموجودات لا اشتراك بينها في شيء في الخارج..بل الاشتراك ذهني فقط..
مخالفا بذلك العقلاء الذين قالوا بأن المعنى الكلي المشترك في المعقولات الأولى يلزم منه الاشتراك في الخارج في الذاتيات..فالمعنى الحقيقي اتصافه وعروضه في الذهن وفي الخارج…وهو المعنى الحقيقي…وأما ما ظرفه الذهن فقط فمعناه اعتباري وليس حقيقيا..

_في القرآن…اعترضته آية المحكمات والمتشابهات التي وردت في سورة آل عمران بأنها في العقائد..بمعنى أن في العقائد محكمات ومتشابهات..فما تشابه منها يرد لمحكماتها..
فأنكر أن يكون في العقائد متشابهات..وإنما المتشابه في الحلال والحرام…ليثبت أن اليد والوجه التي هي أعيان في الموجودات هي من المحكمات التي تليق بالله كأعيان..فأثبتها كذلك…نافيا أن تركيب الذات من أعيان نقص لا يليق بالله يلزم منه الحدوث..

_في الإلهيات…بما أن الشيخ ابن تيمية يعتقد أن ما لم يكن محسوسا فهو عدم…لذا كانت معرفته لربه على أنه محسوس قائم بنفسه..والمحسوس القائم بنفسه لا بد أن يكون متحيزا وفي جهة ومحدودا وفي مكان وزمان وله قدر(كتلة)..
فاعترضته(ليس كمثله شيء) التي اتفق العقلاء على أنها محكمة وهي تنزه الله عن مماثلة الحوادث بالذاتيات كالجرم ولازمه الحيز…
فأنكر أنها محكمة على هذا المعنى..وحملها على عدم المماثلة في الكيفيات…قائلا بأن تنزيه الله عن مماثلة مخلوقات في الكيفيات..ليثبت لربه القدر وتحيزه..وما يلزم منه من مكان وزمان وحد…

_في التنزيه…اعترضه قيام الحوادث بذات الباري سبحانه…وأن ما يقوم به الحادث فهو حادث…
وبما أن الشيخ ابن تيمية أثبت تحيز الباري لزمه ما يلزم المتحيزات من حركة وسكون وانفعال وقيام الحوادث بالذات…
فنفى أن يكون قيام الحوادث بالذات يلزم منه النقص ما دامت الحوادث متسلسلة متعاقبة في الماضي…فقال بحوادث لا أول لها ووجوب تسلسل الأفعال وقدم النوع…مخالفا بذلك الأمة قبله..

هذه أهم مخالفات ابن تيمية للمتفق عليه…وأشنعها على الإطلاق إثبات كون الباري متحيزا وذاته مركبة من أعيان وقيام حوادث لا أول لها في ذات الباري..
وهذا هو أصل وقوعه في التجسيم..

ومهما حاول أتباعه الجدد أن ينفوا عنه التجسيم وأن يبينوا أنه لا يقول بالاشتراك في الخارج مع المخلوقات.. فلن يقدروا على رد تهمة التجسيم عنه…للالتزامه الحيز والقدر والحد وتركب الذات من أعيان..وحوادث لا أول لها..

هذا ما ظهر للعبد الفقير…والله أعلم..
أسأل الله أن يغفر للشيخ ما أفسده من عقائد العامة..

أخوكم عبد الناصر حدارة…

السابق
أثري لا كالأثريَّة (منقول)
التالي
تفنيد الاعتداد بغرائب ابن خويزمنداد (الجواب عن طعنه في الأشاعرة/ منقول)