مقالات قيمة في التفويض

[4] هل تعلم أن عبارة اللاءات التي يرددها ابن تيمية في كتبه ويستشهد بها وينسبها للسلف وهي: “نثبت الصفات بلا تمثيل ولا تعطيل ولا تكييف ولا تأويل” هي عبارة ملفقة ومبتورة ومتلاعَب فيها؟!

[4] هل تعلم أن عبارة اللاءات التي يرددها ابن تيمية في كتبه ويستشهد بها وينسبها للسلف وهي: “نثبت الصفات بلا تمثيل ولا تعطيل ولا تكييف ولا تأويل” هي عبارة ملفقة ومبتورة ومتلاعَب فيها؟!

https://www.facebook.com/groups/385445711569457/posts/415787338535294/

ولقد أدرك ابن تيمية خطورة قول محمد بن الحسن الشيباني عن آيات الصفات أن فقهاء السلف في عصره كانوا يؤمنون بها من غير تفسير…. ثم يسكتون بعد ذلك، فراح ابن تيمية يؤوله حيث قال كما في مجموع الفتاوى – (5 / 50): وقوله من “غير تفسير”: أراد به تفسير الجهمية المعطلة الذين ابتدعوا تفسير الصفات بخلاف ما كان عليه الصحابة والتابعون من الأثبات.اهـ

قال وليد غفر الله له ذنبه: كذا قال ابن تيمية، والجواب عليه من وجوه:

الوجه الأول: إن تأويل ابن تيمية هذا يؤكد أن ابن تيمية مخالف لمذهب السلف في الصفات، وإلا لم يكن بحاجة لتأويل كلام السلف هذا الذي نقله عنهم الشيباني، بل كان يجب أن يتّبعه ويقول: أنا أقول كما قال السلف في آيات الصفات: أُثْبِتُها بلا تفسير؛ ويضيف هذه اللاء إلى لاءاته الشهيرة فيقول: بلا تعطيل ولا تأويل ولا تمثيل ولا تكييف ولا تفسير أيضا.

ولكن ابن تيمية لم يفعل ذلك قط؛ وذلك لأنه لمّا كان ينكر مذهب التفويض في الصفات، الذي يعني عدم الخوض في تفسيرها بل تفويض العلم بمعانيها إلى الله كما سبق، ثم اصطدم ابنُ تيمية بكلام الشيباني الذي ينقله عن فقهاء السلف في عصره أنهم كانوا لا يفسرون آيات الصفات: اضطر ابنُ تيمية لتأويل كلام الشيباني.

وهذا كله يؤكد في المقابل أن مذهب أصحابنا في التفويض في الصفات على أحد القولين[1]: موافق لمذهب السلف، حيث حملنا كلام الشيباني على إطلاقه وعمومه وظاهره حين قال: بلا تفسير، ونحن قلنا: بلا تفسير، وأما ابن تيمية فهذا الإطلاق والعموم الظاهر يزعجه ويخالف مذهبه، لذلك قيّده وخصصه وأوّله بقوله “بلا تفسير الجهمية المعطلة”.

وعليه، فمن هو الأحق بالسلف، أهو من يتبع كلامهم حرفيا كأصحابنا[2]، أمّن يزيد وينقص فيه ويتأوله كما فعل ابن تيمية؟!

الوجه الثاني: …. انتظره

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

[1] لأصحابنا وأئمتنا الأشاعرة والماتريدية في الصفات المتشابهة قولان: الأول: التفويض، الثاني: التأويل. كما قال صاحب الجوهرة:

وَكُلُّ نَصٍّ أَوْهَمَ التَّشْبِيهَا ** أَوِّلْهُ أَوْ فَوِّضْ وَرُمْ تَنْزِيهَا

[2] وإذا أردت معرفة مذهب السلف بعينه دون زيادة أو نقصان فقد حدده الغزالي في إلجام العوام فذكر ستة واجبات على المكلف حين يسمع آيات الصفات المتشابهة، سبق أن نشرناها، ولكن نقتصر منها هنا على موضع الحاجة وهو قوله عن الواجب الرابع “السكوت: وهو أن لا يسأل عن معناه ولا يخوض فيه، ويعلم أن سؤاله عنه بدعة، وأنه في خوضه فيه مخاطر بدينه، وأنه يوشك أن يكفر لو خاض”.

قال وليد: وهذا عين ما قاله محمد بن الحسن الشيباني : “من غير تفسير …ثم سكتوا …فنحن نرويها ونؤمن بها ولا نفسرها “، وأين هذا من مذهب ابن تيمية في الصفات حين يقول: “لله يد حقيقة يفعل بها”، وهو على العرش بذاته وهو بائن من خلقه؟! فقوله “حقيقة يفعل بها” وقوله “بذاته وهو بائن” زيادة على الكتاب والسنة والسلف.

سيقولون لك: إنما زدناها ردا على الجهمية المعطلة، فقل: ونحن تأولنا آيات الصفات ـ في أحد القولين ـ ردا على المجسمة المشبهة؛ وما هو جوابكم هو جوبنا، والسلام.

السابق
كيف ذلك؟ ابحث عن ذلك، أو انتظر بحثي لاحقا؟!
التالي
[3] هل تعلم أن عبارات اللاآت التي يرددها ابن تيمية في كتبه ويستشهد بها وينسبها للسلف وهي: “نثبت الصفات بلا تمثيل ولا تعطيل ولا تكييف ولا تأويل” هي عبارة ملفقة ومبتورة ومتلاعَب فيها؟! (مصحح)