صفة الاستواء

(1) كيف هدَم ابنُ تيمية مذهبَه في الصفات حين حاول الجمع بين الاستواء وحديث النزول؟

(1) كيف هدَم ابنُ تيمية مذهبَه في الصفات حين حاول الجمع بين الاستواء وحديث النزول؟
من نافلة القول أن آيات الاستواء والفوقية والعلو وأخبارها يستحيل حملها على ظاهرها الحسي لعدة أمور أبسطها أن هذه النصوص جاءت نصوص أخرى تُخالفها، فثمة آيات وأخبار ظاهرها يفيد أن الله في كل مكان كآيات المعية، وأخرى تفيد أن الله في السماء الدنيا وهذا ما يفيده حديث النزول[1] لأن الليل لا ينفك عن الكرة الأرضية فإذا كان الله ينزل في الثلث الأخير من الليل إلى السماء الدنيا فمعنى ذلك أن الله يبقى في السماء الدنيا ولكن ينتقل من جزء من السماء إلى آخرى بحسب دوران الأرض وانتقال الليل بأجزائه من بلد إلى آخر، وبالتالي فإن الله لن يكون مستويا على عرشه حسيا، فأنت تلاحظ كيف تتناقض هذه النصوص مع بعضها إذا حملتها على ظاهرها الحسي، فلا جرم أن أصحابنا وأئمتنا أهل السنة والجماعة الأشاعرة والماتريدية تألوا كل هذه النصوص على ما يليق به تعالى.
ولكن ابن تيمية ـ رحمه الله ـ أبى إلا أن يحمل هذه النصوص على ظاهرها الحسي، وحاول أن يفك هذا الإشكال الناتج من حمل الاستواء والنزول على ظاهرهما، فذكر ما حاصله أن الله ينزل بذاته بحركة وانتقال وفي نفس الوقت يبقى على العرش مستويا ولا يخلو منه، ولما شعر ابن تيمية ما في هذا من تناقض ظاهر، حاول أن يتخلص منه فذكر عبارة هدمت مذهبه في الصفات وجعلت تشنيعه على أصحابنا الأشاعرة ومن معهم يذهب أدراج الرياح، ولقد أدرك ابن القيم خطورة عبارة شيخه فحاول أن يُنقذ الموقف فلم يُفلح بل زاده ارباكا، ثم جاء السلفيةُ وسطَ هذا الارباك فحاروا أيضا، فماذا قال ابن تيمية هنا؟ سوف أسوق نصا مهما لأحد السلفية ثم أُعلّق عليه؛ انتظره …..
ــــــــــــــــــــــــ
[1] حديث النزول هو ما أخرجه الشيخان عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال: ( ينزل ربنا تبارك وتعالى كل ليلة إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر يقول من يدعوني فأستجيب له من يسألني فأعطيه من يستغفرني فأغفر له )

https://www.facebook.com/groups/385445711569457/posts/406882379425790

السابق
ما حكم التهنئة بقدوم شهر رمضان واستخدام عبارة “رمضان كريم”؟
التالي
[2] {يُطَافُ عَلَيْهِمْ بِكَأْسٍ مِنْ مَعِينٍ} [الصافات: 45] قيل “معين” هو الطاهر، وقيل : هو الكثير، وقيل هو سريع الجري، وقيل: هو الظاهر المرئي بالعين، وقيل غير ذلك تبعا لاشتقاق الكلمة ووزنها؛ وضّح ذلك.