نموذج عن انقطاع الوهابية عن السند في العلوم لا سيما في العقيدة وتأثيره عليهم !! رسالة الاستواء والفوقية والحرف والصوت لابن شيخ الحزاميين تلميذ ابن تيمية … حرّف بعض نساخها “ابن شيخ الحزاميين” إلى “ابن شيخ الحرمين” ثم حرفت إلى “أبي شيخ الحرمين” فجاءت المطبعة المنيرية الوهابية وظنتها لوالد إمام الحرمين (ت 438 ) فطبعت باسمه مع أنه ينقل عن عبد الغني المقدسي المتوفى (600ه) أي جاء بعد وفاة والد الجويني صاحب الرسالة بـ 162 ه، فسبحان من يحيي العظام وهي رميم !! وثالثة الأثافي أنهم قالوا إذن رجع والد الجويني إلى مذهب السلف حسب هذه الرسالة.. وهذه ظلمات بعضها فوق بعض!! انظر بسط ذلك في : هل رجع أبو محمد الجويني عن المذهب الإشعري: https://boudmia.blogspot.com/2022/02/did-abu-muhammad-al-juwayni-return-from.html
ُوالمضحك أن الألباني اغتر بذلك واستغرب كيف فات الذهبي ذلك!!!
فقال في «مختصر العلو للعلي العظيم» (ص277):
«ويبدو لي أن هذه الحيرة كانت قبل استقرار عقيدة أبي المعالي الجويني على المذهب السلفي، بل لعلها كانت المنطلق إلى هذا الاستقرار الذي أبان عنه فيما سبق من كلامه في “الرسالة النظامية”.
وما أشبه حال بحال أبيه العلامة أبي محمد عبد الله بن يوسف الجويني، فقد كان برهة من الدهر متحيرا في هذه المسألة “الأستواء” وسواها من مسائل الصفات. بسبب تأثره بعلم الكلام الذي تلقاه عن شيوخه. ثم استقر أمره -والحمد لله- على العقيدة السلفية فيها، كما شرح ذلك هو نفسه أحسن الشرح في رسالته القيمة في “إثبات الاستواء والفوقية” وهي مطبوعة في المجلد الأول من “مجموعة الرسائل المنيرية” “ص170-187”. وإني لأستغرب كيف فات ذكر هذا الإمام على الحافظ الذهبي في جملة هؤلاء الأئمة الأعلام الذي قالوا بقول السلف في هذه المسألة الهامة. ولكن جل من لا ينسى».اهـ
=======
وقال الألباني أيضا في «سلسلة الأحاديث الصحيحة وشيء من فقهها وفوائدها» (1/ 7):
«ولوضوح بطلان علم الكلام تاب منه جمع من أفاضل علمائهم (1) ؛ مثل الشيخ العلامة أبي محمد عبد الله بن يوسف الجويني والد إمام الحرمين رحمهم الله، ورسالته في إثبات الاستواء والفوقية والحرف والصوت في القرآن المجيد، من أقوى الأدلة على ذلك؛ فقد كتبها نصيحة لأخوانه في الله، بيَّن لهم فيها سبب تراجعه عن الأشعرية إلى السلفية، وهي مفيدة جدّاً لمن كان يرجو الله واليوم الآخر؛ فلتراجع في “مجموعة الرسائل المنيرية” (1/570-587)»
====================
والشيخ أمان الجامي أيضا اغتر بها فقال في «الصفات الإلهية في الكتاب والسنة النبوية في ضوء الإثبات والتنزيه» (ص161):
«2- الإمام الجويني (الأب) : وهو أبو محمد عبد الله بن يوسف الجويني والد إمام الحرمين المتوفى سنة 438هـ، وقد كان إمام في التفسير والفقه والأصول، بل له يد طولى في أكثر العلوم المعروفة في زمانه، وقد تخرج على يده خلق كثير وفي مقدمتهم ولده إمام الحرمين الذي يأتي ذكره بعده إن شاء الله، وقد ألف في كثير من العلوم، وأما الذي يهمنا هنا فرسالته اللطيفة، وهي عظيمة الفائدة تحت عنوان (رسالة في إثبات الاستواء والفوقية ومسألة الحرف والصوت في القرآن المجيد، وتنزيه البارئ عن الحصر والتمثيل والكيفية) ، هكذا بهذا العنوان الطويل وهي ليست طويلة بل صغيرة جداً، لا تتجاوز (15) صفحة ولكنها تعالج وتحقق نقاطاً تعجز عن تحقيقها بل عن تصورها كثير من الموسوعات على سعتها. والرسالة المذكورة تعالج صفة الفوقية والاستواء وصفة الكلام، وهاتان الصفتان قد ضل فيهما كثير من علماء الكلام واضطرابهم فيهما أسوأ من اضطرابهم فيما عداهما، وقد وصف المؤلف الحيرة التي استولت عليه عندما ظهر له الحق في هاتين الصفتين، وغيرهما من الصفات الخبرية التي يصعب على أهل الكلام سماعها فضلاً عن إثباتها كما سنرى عندما ننقل منها بعض النقول لنستشهد بها على ما نقول حول عقيدته وموقفه من علم الكلام بعد رجوعه. وميزة هذا الإمام أنه لم يمنعه التعصب والتقليد من اتباع الحق لما تبين له الحق بل اتبعه وأعلن به ودعا إليه، وجادل فيه شيوخه، وهو موقف لا يوفق له كل من عرف الحق. ولقد كانت دعوته ومناقشته لشيوخه تحمل في طياتها الشفقة عليهم والتلطف بهم دون أن يتهجم عليهم» الكتاب: الصفات الإلهية في الكتاب والسنة النبوية في ضوء الإثبات والتنزيه المؤلف: أبو أحمد محمد أمان بن علي جامي علي (ت ١٤١٥هـ) الناشر: المجلس العلمي بالجامعة الإسلامية، المدينة المنورة، المملكة العربية السعودية الطبعة: الأولى، ١٤٠٨هـ