قضايا فقهية معاصرة

نقاش حول حكم تهنئة النصارى بأعيادهم (منقول من مجموعة على الواتس أب)

‏كلام فضيلة العلامة أحمد طه ريان شيخ ‎#المالكية بالجامع الأزهر المعمور عن حكم تهنئة ‎#النصارى بعيدهم والتفريق بين التهنئة بالأمور المشتركة فيجوز كزواج وبالأمور المختصة بهم كعيد فلا يجوز لأنه فيه اغراء لهم بالبقاء على دينهم
-1-
https://twitter.com/ach3ari_maliki/status/681129315417849856?t=h5ESR3nNv4Efh0sw-isTzg&s=19

‏كلام فضيلة العلامة أحمد طه ريان شيخ ‎#المالكية بالجامع الأزهر المعمور عن حكم تهنئة ‎#النصارى بعيدهم 2
‎@ach3ari_maliki https://t.co/YMTBTVRsTG‎
https://twitter.com/ach3ari_maliki/status/681131018527571968?t=yWJekvkn3c-t20xjIsINlw&s=19

رحم الله
العلامة الفقيه الدكتور العلامة أحمد طه ريان شيخ المالكية هذا الجبل العلم
من الملفة هنا ايها العلماء والمشايخ الفضلاء! أن فضيلة الشيخ العلامة أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف والإمام الأكبر على صفحته الرسمية فيس بوك قد نعى انذاك في وفاة العلامة الفقيه الدكتور أحمد طه ريان انذاك
وقال مولانا العلامة شيخ الأزهر أحمد الطيب فى تدوينة عبر صفحته : ” …، رحم الله العالم الجليل، المحقق الفقيه، شيخ شيوخ المالكية، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر، الدكتور أحمد طه ريان، الذي عاش بين طلابه سمحًا معطاءً، وأفنى عمره بين كتبه وتلامذته، وأثرى المكتبة الإسلامية والأزهرية بالعلم النافع ، فاللهم …”.

طيب يقال :
ماذا سيقول مولانا العلامة شيخ الأزهر أحمد الطيب عمن وصفه ب[ العالم الجليل، المحقق الفقيه، شيخ شيوخ المالكية، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر، الدكتور أحمد طه ريان ] ؟

ماذا سوف يقول مولانا العلامة احمد الطيب عن هذا العلامة الفقية المحقق أحمد طه ريان الذي أثرى المكتبة الإسلامية والأزهرية بالعلم النافع
الذي يحرم التهنئة للنصارى باعيادهم الدينية نصاً وتعليما للطلبة واجابة لهم وهو يعلم طلبته صوة وصورة ؟!!
وهو شيخ شيوخ المالكية وعضو كبار العلماء في الأزهر الشريف في عهد الشيخ الأكبر
هل هذا لا يفقه في الاسلام مثلا لما حرم التهنئة باعياد النصارى كما وصف شيخ الأزهر محرمي التهنئة ؟
هل هذا داخل في هذا الوصف مثلا فكيف يصح وشيخ الازهر وصفه عند نعيه بالمحقق الفقيه ؟ !!
وهل هذا متشدد متطرف مثلا لما افتى بذلك هنا بالتحريم وكان قد اصدر هذه الفتوى في عهد شيخ الأزهر مولانا العلامة احمد الطيب وانتم وصفتموه انه كان افنى عمره بين طلبته يعلمهم العلم النافع وأثرى المكتبة الإسلامية والأزهرية بالعلم النافع
؟!! هل الفقيه أحمد طه علم طلبة الأزهر التشدد والتطرف في عهدكم يا مولانا شيخ الأزهر ؟!!!

لا أظن العلامة شيخ الأزهر يقول ذلك
بتاتا لكن الزام لا محيد عنه في عدم صحة هجومه على محرمي التهنئة بتلك الطريقة كيف وهذا العلم العلامة الفقيه أحمد طه ريان منهم


تعقيب أول لأحد الفضلاء:

هون عليك أخي الفاضل فإن كنت طالبا للحق متجردا من أي انتماء حزبي أو طائفي يؤثر من حيث لا تشعر على نظرتك لكل ما يصدر عن شيخ الأزهر وأحسبك كذلك فسيظهر لك الحق جليا وعلى خلاف ما في طيات كلامك عنه حفظه الله تعالى.

وسيتيسر لك حينها بتيسير الله تعالى وتوفيقه استجلاء انعدام الإلزام الذي ظننت أنه كما وصفته لا محيد عنه في عدم صحة هجومه على محرمي التهنئة.

كما سينجلي لك جليا بعون الله تعالى عدم تعارض هجومه ذلك مع ثنائه على الشيخ أحمد طه ريان رحمه الله تعالى وسائر علمائنا الأجلاء.

فالشيخ أحمد الطيب ومثله مشايخ الأزهر ودار الإفتاء المصرية الذين أفتوا بحل التهنئة عندما يشنعون في كلامهم على المحرمين ستجد في كلامهم إشارة واضحة صريحة أو ضمنية إلى ما يدلك على أنهم يقصدون بهذا التشنيع فقط المتمسلفة ومن شاكلهم الذين يستغلون كعادتهم هذه المواسم لبث فتاواهم ليس انطلاقا من حرصهم على حمى الدين بقدر شغفهم حيثما حلوا بكل ما يثير الفتنة بين مختلف أفراد المجتمع مع استغلالهم لذلك في تأليب الناس على مؤسسة الأزهر ودار الإفتاء إظهارا منهم لصحة منهجهم وتغريرا بالعامة في ترسيخ مفاهيمهم المعوجة من اعتقادهم فساد المنهج الذي ينتسب إليه الأزهر الذي هو المنهج المذهبي الماتريدي الأشعري الصوفي فكأنهم يبرهنون للناس على صحة ذلك بإظهار أنفسهم ألزم بمنهج السلف والمذاهب الأربعة التي يتمسحون بها في هذه المناسبة وأمثالها ترويجا لباطلهم وخداعا للعامة المتمذهبين بطبيعتهم وذلك بالتشنيع على فتاوى الأزهر المبيحة للتهنئة لاعبين على وتر مخالفتها لإجماع المذاهب الأربعة التي هم أول من يريد هدمها كما هو معلوم.

فهم يعنون هؤلاء تحديدا دون من سواهم لأنهم كما أسلفت لا ينطلقون أصلا من منطلق الالتزام بالمذاهب وأصول وقواعد الإفتاء فيها وإنما من منطلق منهجية الخوارج التكفيرية القائمة على التكفير والتضليل واتباع شواذ الفتاوى والأقوال والتمسك بكل ما من شأنه تشتيت الأمة وتفتيت وحدتها والتزام نهج أئمتها.

فهؤلاء حتى لو توافقت فتاواهم في مسألة مع أقوال علمائنا الأوائل فإنهم سيختلفون في صورة تطبيقها والعمل بها بحيث يستغلونها فقط في إشباع شهوة التكفير والتبديع والتضليل وربما التفجير والتخريب والتقتيل.

حالهم كحال أسلافهم من الخوارج الذين كانوا يقطعون على سيدنا الإمام علي خطبته على المنبر صارخين في وجهه “إن الحكم إلا لله”!! ثم آل بهم المآل إلى ما آل إليه من استباحة الدماء وهم يحسبون أنهم آمرون بالمعروف وناهون عن المنكر.

فهؤلاء وهؤلاء حالهم حال من قال فيهم الحق عز وجل: (وَإِذَا قِیلَ لَهُمۡ لَا تُفۡسِدُوا۟ فِی ٱلۡأَرۡضِ قَالُوۤا۟ إِنَّمَا نَحۡنُ مُصۡلِحُونَ * أَلَاۤ إِنَّهُمۡ هُمُ ٱلۡمُفۡسِدُونَ وَلَـٰكِن لَّا یَشۡعُرُونَ * وَإِذَا قِیلَ لَهُمۡ ءَامِنُوا۟ كَمَاۤ ءَامَنَ ٱلنَّاسُ قَالُوۤا۟ أَنُؤۡمِنُ كَمَاۤ ءَامَنَ ٱلسُّفَهَاۤءُۗ أَلَاۤ إِنَّهُمۡ هُمُ ٱلسُّفَهَاۤءُ وَلَـٰكِن لَّا یَعۡلَمُونَ) [سورة البقرة 11 – 13].

وأما المشايخ المتمسكين بالتمذهب وأصوله وقواعده وأقوال علمائه القائلين بحرمة التهنئة كالشيخ أحمد طه الريان وسائر مشايخنا الأجلاء فهؤلاء غير معنيين بتشنيع شيخ الأزهر ويعرف الشيخ أحمد الطيب وغيره من المبيحين كالشيخ علي جمعة والشيخ يسري جبر والشيخ علي الجفري وغيرهم يعرفون لهؤلاء أقدارهم لأنهم يعلمون أن هؤلاء المحرمين لا يستغلون ذلك في دعاية إعلامية أو حزبية أو طائفية أو بث فتنة في المجتمع وأنهم يضعون اختلافهم في المسألة موضعه الصحيح وفي إطار الاختلاف العلمي الرصين في أدب جم بلا تشنيع على المخالف ولا تضليل ولا .. ولا.. كسائر الخلافات الفقهية التي بين علمائنا التي تمتلئ بها كتب مذاهبنا وعلمائنا يرد فيها بعضهم على بعض مع ثناء بعضهم على بعض في ذات الوقت.

وعليه فثناء الشيخ أحمد الطيب حفظه الله على الشيخ أحمد طه الريان من هذا القبيل الذي لا يمنعه من مخالفته في مسائل الخلاف السائغ مع معرفته لقدره وفضله وعلمه.

أخيرا لا يبقى علي إلا التعليق على مسألة كون التهنئة من المسائل المجمع عليها في كتب مذاهبنا الأربعة فلا يسوغ الخلاف فيها أصلا وما قد يستتبعه ذلك من لزوم التشنيع على المبيحين كشيخ الأزهر والشيخ علي الجفري ومن وافقهم.

وهذا أتناوله بمشيئة الله في المنشور القادم.

وتقبل تحياتي.


تعقيب ثان له:

تحياتي لك أخي العزيز .. على التسليم ببطلان الفتوى فينبغي التفريق بين الفتوى النابعة من اجتهاد من ملتزم بمذاهبنا منضبط بقواعدها وأصولها وضوابطها والتخريج عليها وعلى أقوال أئمتها فهذا يرجى لصاحبها العفو عند الخطأ.

وينبغي التماس العذر لمن كان هذا حاله وعدم التشنيع عليه وإن خالفناه في فتواه.

وبين الفتوى النابعة من تحرر من المذاهب الأربعة وقواعدها وضوابطها وأقوال أئمتها والتمسح بها فقط عند موافقتها لصاحب الفتوى والتهجم عليها عند المخالفة فهذا ينبغي تشديد النكير عليه وعل. فتواه معا.

أقول هذا على العموم لا على خصوص شخصك الكريم تنويها لغيرك على ضرورة أخذ هذا بالاعتبار عند تناول الفتاوى وأصحابها.

أما قولك بعد ذلك منكرا على الشيخ الجفري وأمثاله: انعقد الاجماع على حرمة التهنئة.

فأود تنبيهك إلى أمور:

1/

أن ما ذكرته من هذا الإجماع نعم هو الصحيح وهو الأصل في الحكم وفي المسألة.

إلا أن هذا هو الحكم الأصلي. والحكم شيء والفتوى شيء آخر.

وقد تخالف الفتوى الحكم لاعتبارات مختلفة تختلف باختلاف الزمان والمكان وحال المستفتي وبيئته وغير ذلك.

كما مثلوا لذلك بحكم الخمر فحكمها الأصلي التحريم لكن الفتوى قد تخالف ذلك في مثل حالة من غص وليس بحضرته إلا الخمر ولو لم يشربها لهلك فهذا يفتى له كما هو معلوم بحل شربها حينئذ.

والعالم بحق هو الذي يأخذ هذا بعين الاعتبار في مقام الإفتاء.

وإذا تأملنا فتاوى المبيحين كالجفري وعموم مشايخ مؤسسة الأزهر الشريف ومؤسسة دار الإفتاء المصرية سنجد أنها داخلة في هذا السياق.

فبأخذ البيئة المصرية والظروف البيئية الاجتماعية والسياسية الخاصة بالقطر المصري المحيطة بمشيخة الأزهر ودار الإفتاء بعين الاعتبار متجردين من أي انتماء حزبي أو طائفي ومتجردين من أي تشنج وتحفظ مسبق تجاه هاتين المؤسستين العريقتين والمنتمين إليها من المعاصرين وعلى رأسهم شيخ الأزهر الشيخ أحمد الطيب حفظه الله تعالى وسدد خطاه سيفضي بنا ذلك إلى التسليم بأن هذه الظروف مفضية إلى ضرورة الإفتاء بما أفتوا به.

وذلك لأن القطر المصري في زماننا هذا له الخصوصية التي يختلف بسببها مع سائر الأقطار وسائر الأزمان.

إذ مصر الآن كما لا يخفى أرض خصبة يرتع فيها التكفيريون والتفجيريون الذين يستغلون كل فرصة لبث الفتنة وإقناع البسطاء من عوام المسلمين بوجوب معاداة النصارى الذين هم أهل ذمة في الحقيقة.

فيتدرجون في إقناعهم بوجوب العبوس في وجوههم وعدم تهنئتهم في مناسباتهم حتى الدنيوية وشحن العوام وتعبئتهم عليهم متسلحين في ذلك كله بظواهر نصوص الكتاب والسنة كقوله تعالى: (وَلَن تَرۡضَىٰ عَنكَ ٱلۡیَهُودُ وَلَا ٱلنَّصَـٰرَىٰ حَتَّىٰ تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمۡۗ) [سورة البقرة 120].

وكحديث: (ﻻ ﺗﺒﺪءﻭا اﻟﻴﻬﻮﺩ ﻭﻻ اﻟﻨﺼﺎﺭﻯ ﺑﺎﻟﺴﻼﻡ، ﻓﺈﺫا ﻟﻘﻴﺘﻢ ﺃﺣﺪﻫﻢ ﻓﻲ ﻃﺮﻳﻖ، ﻓﺎﺿﻄﺮﻭﻩ ﺇﻟﻰ ﺃﺿﻴﻘﻪ).

وهكذا كديدنهم في استشهادهم بنصوص الكتاب والسنة التي يسلخونها عن سياقها وإطارها الزماني والبيئي ويضعونها في غير موضعها الصحيح.

وهذا حالهم مع نصوص الوحيين وهو عين حالهم مع نصوص أئمتنا رضي الله تعالى عنهم.

وقد لمسنا بأم أعيننا أثر هذا المنهج متمثلا في عمليات تفجير الكنائس واستباحة دماء النصارى وإخفار ذمتهم واستباحة دماء الشرطة القائمة على حمايتهم ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.

هذا من جهة ومن جهة أخرى فهناك من يلعب على حبل هذه الفتنة الطائفية بتأليب نصارى وأقباط الداخل والخارج على مسلمي مصر وقيادتها تحت ذريعة اضطهاد الأقباط مستغلين هذه الحوادث والفتاوى في تعزيز ذلك.

وكلنا يلمس أيضا أن هناك من يتربص بمصر ويتحين كل فرصة لإسقاطها ويحيك المؤامرات الدؤوبة لإسقاط جيشها كونه تقريبا الجيش الرئيسي شبه الوحيد الذي بقي متماسكا في المنطقة العربية.

فهذا ولا شك يفرض على المفتي الحصيف والحكيم سد هذا الباب بإباحة تهنئة النصارى في أعيادهم للبيئة المصرية خاصة بناء على هذه المعطيات وبهذه النية لا بنية تعظيم أعياد النصارى ولا لمجرد مشاركتهم أعيادهم بل بنية إظهار تسامح الإسلام في معاملته للغير وإغلاقا للباب في وجوه الطرفين المذكورين الطرف الذي يلعب على وتيرة تغذية روح الفتنة الطائفية بين المسلمين والنصارى واستباحة الدماء المعصومة والطرف الذي يستغل ذلك في تعميق الشرخ المجتمعي بين الطائفتين واستدعاء التدخلات الخارجية سعيا لإسقاط الدولة أو تركيعها.

وهذا المنطلق في اللجوء لهذه المخالفة الظاهرية لما هو مجمع عليه في كتب المذهب له أصل وشبيه في مخالفة ما هو مجمع عليه بل ومما هو من الثوابت لا مما يسوغ فيه الاختلاف وذلك في قصة الفاروق حين جمد حد السرقة في عام المجاعة وأجل تحصيل الزكوات من أهل المدينة في ذلك العام.

وأقرب من هذا في الشبه ما جاء عن الحبر ابن عباس كما في التلخيص الحبير للحافظ ابن حجر العسقلاني:

(ﺣﺪﻳﺚ اﺑﻦ ﻋﺒﺎﺱ: ” ﺃﻧﻪ ﺳﺌﻞ ﻋﻤﻦ ﻗﺘﻞ ﺃﻟﻪ ﺗﻮﺑﺔ؟ . ﻓﻘﺎﻝ ﻣﺮﺓ: ﻻ، ﻭﻗﺎﻝ ﻣﺮﺓ: ﻧﻌﻢ، ﻓﺴﺌﻞ ﻋﻦ ﺫﻟﻚ، ﻓﻘﺎﻝ: ﺭﺃﻳﺖ ﻓﻲ ﻋﻴﻨﻲ اﻷﻭﻝ ﺃﻧﻪ ﻳﻘﺼﺪ اﻟﻘﺘﻞ ﻓﻘﻤﻌﺘﻪ، ﻭﻛﺎﻥ اﻟﺜﺎﻧﻲ ﺻﺎﺣﺐ ﻭاﻗﻌﺔ ﻳﻄﻠﺐ اﻟﻤﺨﺮﺝ “.

اﺑﻦ ﺃﺑﻲ ﺷﻴﺒﺔ ﻧﺎ ﻳﺰﻳﺪ ﺑﻦ ﻫﺎﺭﻭﻥ، ﺃﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﻣﺎﻟﻚ اﻷﺷﺠﻌﻲ، ﻋﻦ ﺳﻌﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﻴﺪﺓ؛ ﻗﺎﻝ: ﺟﺎء ﺭﺟﻞ ﺇﻟﻰ اﺑﻦ ﻋﺒﺎﺱ ﻓﻘﺎﻝ: ﺃﻟﻤﻦ ﻗﺘﻞ ﻣﺆﻣﻨﺎ ﺗﻮﺑﺔ؟ ﻗﺎﻝ: ” ﻻ، ﺇﻟﻰ اﻟﻨﺎﺭ ” ﻓﻠﻤﺎ ﺫﻫﺐ ﻗﺎﻝ ﻟﻪ ﺟﻠﺴﺎﺅﻩ: ﻣﺎ ﻫﻜﺬا ﻛﻨﺖ ﺗﻔﺘﻴﻨﺎ، ﻓﻤﺎ ﺑﺎﻝ ﻫﺬا اﻟﻴﻮﻡ؟ ﻗﺎﻝ: ” ﺇﻧﻲ ﺃﺣﺴﺒﻪ ﻣﻐﻀﺒﺎ ﻳﺮﻳﺪ ﺃﻥ ﻳﻘﺘﻞ ﻣﺆﻣﻨﺎ ” ﻗﺎﻝ: ﻓﺒﻌﺜﻮا ﻓﻲ ﺃﺛﺮﻩ، ﻓﻮﺟﺪﻭﻩ ﻛﺬﻟﻚ. ﺭﺟﺎﻟﻪ ﺛﻘﺎﺕ،

ﻭﺭﻭﻯ ﺳﻌﻴﺪ ﺑﻦ ﻣﻨﺼﻮﺭ، ﻧﺎ ﺳﻔﻴﺎﻥ؛ ﻗﺎﻝ ” ﻛﺎﻥ ﺃﻫﻞ اﻟﻌﻠﻢ ﺇﺫا ﺳﺌﻠﻮا ﻋﻦ اﻟﻘﺎﺗﻞ؟ ﻗﺎﻟﻮا: ﻻ ﺗﻮﺑﺔ ﻟﻪ، ﻭﺇﺫا اﺑﺘﻠﻲ ﺭﺟﻞ ﻗﺎﻟﻮا ﻟﻪ: ﺗﺐ “.

ﻭﻓﻲ اﻟﻤﻌﻨﻰ ﻣﺎ ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺃﺑﻮ ﺩاﻭﺩ ﻋﻦ ﺃﺑﻲ ﻫﺮﻳﺮﺓ: «ﺃﻥ ﺭﺟﻼ ﺳﺄﻝ اﻟﻨﺒﻲ – ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ – ﻋﻦ اﻟﻤﺒﺎﺷﺮﺓ ﻟﻠﺼﺎﺋﻢ، ﻓﺮﺧﺺ ﻟﻪ، ﻭﺃﺗﺎﻩ ﺁﺧﺮ ﻓﺴﺄﻟﻪ ﻓﻨﻬﺎﻩ، ﻓﺈﺫا اﻟﺬﻱ ﺭﺧﺺ ﻟﻪ ﺷﻴﺦ، ﻭﺇﺫا اﻟﺬﻱ ﻧﻬﺎﻩ ﺷﺎﺏ»). انتهى.

2/

أيضا مما ينبغي التنبه له أنه يمكن نفي التعارض الظاهري بين الوارد في كتب المذاهب من الإجماع على حرمة تهنئة الكافرين بأعيادهم وبين فتاوى المجيزين في خصوص عيد ميلاد المسيح عليه السلام والجمع بينهما بما لا يكون معه خرق للإجماع.

وذلك بحمل كلام علمائنا المحرمين على تهنئة الكافرين في أعيادهم التي يختصون بها دون من سواهم.

ولهذا قد مثلوا لذلك بعيد النيروز وعيد المهرجان وهما من أعياد غير المسلمين التي لا يشاركهم في معناها وفحواها المسلمون.

بخلاف الاحتفاء بمولد سيدنا المسيح عليه السلام فهو ليس مخصوصا بالنصارى فنحن نشاركهم في تعظيمه وتعظيم شأنه كونه نبيا من أنبيائنا بل ومن أولي العزم من الرسل وقد جاء تكريم يوم مولده في قرآننا في قوله تعالى على لسان المسيح عليه السلام: (وَٱلسَّلَـٰمُ عَلَیَّ یَوۡمَ وُلِدتُّ وَیَوۡمَ أَمُوتُ وَیَوۡمَ أُبۡعَثُ حَیࣰّا) [سورة مريم 33].

فاحتفاؤنا بعيد مولده عليه السلام ليس هو من قبيل مشاركة النصارى في عيد من أعيادهم التي يختصون بها بل هو من قبيل أننا أحق بعيسى عليه السلام منهم.

فتخريج الاحتفاء بهذا العيد على حادثة موافقة اليهود في تعظيم عاشوراء وترسيخ مبدأ: “أنتم أحق بموسى منهم”. فبنفس المنوال فنحن أحق بعيسى منهم.

هو أولى من تخريجه على أقوال أئمتنا في أعيادهم الخاصة بهم ولا تعنينا من قريب أو بعيد.

وهذا كما لا يخفى تخريج له وجاهته سلمنا بصحته أم لم نسلم بحيث يسوغ معه تقبل اجتهادهم هذا وإن ترجح لنا خلافه أو ارتأينا أن التمسك بظاهر ما في كتبنا هو الأولى بناء على هذا التخريج ووجاهته من جهة وبناء على أسبابه وملابساته المذكورة في البند الأول من جهة ثانية.

هذا ما أحببت أن أشارككم الحديث فيه وتقبلوا تحياتي.

السابق
[2] المطلب الأول: أدلة ابن تيمية على أن السلف لم يكونوا مفوضة، مع المناقشة.
التالي
“الفتاوى الوهابية التي كانت جاهزة للتكفير والتفجير، هي ذاتها جاهزة لعقد الحلف السعودي الإسرائيلي في قادم الأيام”/ والجواب عن أن ما فعله د. محمد العيسى ـ أمين عام رابطة العالم الإسلامي من زيارة للهولوكوست والصلاة هناك معتبرا أن ذلك “واجب مقدس وشرف عظيم” ـ لا يمثل الموقف السلفي الصحيح.