موقف الأشاعرة من كتاب التوحيد لابن خزيمة
قال ابن فورك في مشكل الحديث وبيانه ص167 :” ثم سألتم عند انتهائها إلى هذا الموضع من كتابنا أن نتأمل مصنف الشيخ أبي بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة رضي الله عنه , الذي سماه كتاب التوحيد , وجمع فيه نوع هذه الأخبار التي ذكرت فيها هذه الألفاظ المتشابهة , وحمل ذلك على أنها صفات الله عز وجل , وأنه فيها لا يشبه سائر الموصوفين بها من الخلق , فتأملنا ذلك وبينا ما ذهب فيه عن الصواب في تأويله , وأوهم خلاف الحق في تخريجه , وجمعه بين ما يجوز أن يجري مجرى الصفة وما لا يجوز ذلك فيه , وذكرنا ألفاظا ذكرها في كتابه الذي روى وجمعها فيه مما لم يدخل فيما أملينا قبل , ورتبنا معانيها , وإن كنا قد أومينا إلى أصله وأشرنا إلى طريقته”.
ثم تتبع ما ذكره ابن خزيمة في عدد من الصفات الإلهية , كصفة النفس , وصفة الوجه , وصفة اليدين , وصفة الرجل والقدم ,وغيرها من الصفات وقام بتأويلها.
وقال الإمام الفخر الرازي في التفسير الكبير (9/582). :” واعلم أن محمد بن إسحاق بن خزيمة أورد استدلال أصحابنا بهذه الآية في الكتاب الذي سماه “بالتوحيد” ، وهو في الحقيقة كتاب الشرك ، واعترض عليها ، وأنا أذكر حاصل كلامه بعد حذف التطويلات ، لأنه كان رجلاً مضطرب الكلام ، قليل الفهم ، ناقص العقل”([20]).
وقال ابن جماعة في إيضاح الدليل في قطع حجج أهل التعطيل ص203). :” فإن احتج محتج بكتاب ابن خزيمة وما أورد فيه من هذه العظائم وبئس ما صنع من إيراد هذه العظائم الضعيفة والموضوعة قلنا لا كرامة له ولا أتباعه إذا خالفوا الأدلة العقلية والنقلية على تنزيه الله تعالى بمثل هذه الأحاديث الواهية وإيرادها في كتبهم وابن خزيمة وإن كان إماما في النقل والحديث فهو عن النظر في العقليات وعن التحقيق بمعزل فقد كان غنيا عن وضع هذه العظائم المنكرات الواهية في كتبه”([21]).
وقال ابن جهبل , حيث يقول :”على أن ابن خزيمة قد علم الخاص والعام حديثه في العقائد , والكتاب الذي صنفه في التشبيه , , وسماه بالتوحيد , ورد الأئمة عليه أكثر من أن يذكر , وقولهم في ما قاله هو في غيره معروف”(«طبقات الشافعية الكبرى للسبكي» (9/ 77).
وقال الكوثري في مقدمته لكتاب: الأسماء والصفات للبيهقي :” فدونك كتاب الاستقامة لخشيش بن أصرم ، والكتب التي تسمى السنة لعبد الله وللخلال ، ولأبي الشيخ ، وللعسال، ولأبي بكر بن عاصم، وللطبراني، والجامع، والسنة والجماعة لحرب بن إسماعيل السيرجاني ، والتوحيد لابن خزيمة ، ولابن مندة ، والصفات للحكم بن معبد الخزاعي ، والنقض لعثمان بن سعيد الدارمي ، والشريعة للآجري ، والإبانة لأبي نصر السجزي ، ولابن بطة ، ونقض التأويلات لأبي يعلي القاضي ، وذم الكلام والفاروق لصاحب منازل السائرين .. تجد فيها ما ينبذه الشرع والعقل في آن واحد ولا سيما النقض لعثمان بن سعيد الدارمي السجزي المجسم , فإنه أول من اجترأ من المجسمة بالقول إن الله لو شاء لاستقر على ظهر بعوضة فاستقلت به بقدرته ، فكيف على عرش عظيم“
وانظر https://www.kulalsalafiyeen.com/vb/showthread.php?t=69968