ما حكم إطعام أهل الميت الطعام للناس؟ (أحاديث الأحكام، بلوغ المرام، اختيارات ابن الصباغ) جاء في بلوغ المرام من أدلة الأحكام: 594- وَعَنْ عَبْدِ اَللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ رَضِيَ اَللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: – لَمَّا جَاءَ نَعْيُ جَعْفَرٍ -حِينَ قُتِلَ- قَالَ اَلنَّبِيُّ – صلى الله عليه وسلم – “اصْنَعُوا لِآلِ جَعْفَرٍ طَعَامًا, فَقَدْ أَتَاهُمْ مَا يَشْغَلُهُمْ” – أَخْرَجَهُ الْخَمْسَةُ, إِلَّا النَّسَائِيّ َ.
جاء في البيان في مذهب الإمام الشافعي (3/ 126): ويستحب لقرابة الميت وجيرانه أن يعملوا لأهل الميت طعامًا يشبعهم يومهم وليلتهم؛ لما روي: «أن النبي – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – لما جاءه نعي جعفر بن أبي طالب – رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ – … قال: اصنعوا لآل جعفر طعامًا، فإنه قد جاءهم ما يشغلهم» ولأن ذلك من البر والمعروف. وقال ابن الصباغ: وأما إصلاح أهل الميت طعامًا، وجمع الناس عليه: فلم ينقل فيه شيء، وهو بدعة، غير مستحب.اهـ
قال وليد عفا الله عنه: ولو قيل بأن إطعام أهل الميت للناس الطعام هو من باب الإطعام والتصدق عن الميت خروجا من الحرج ومما عملت به البلوى في عصرنا الذي انتشرت فيه هذه العادة ـ لما كان بعيدا. والله أعلم ثم وجدت ما يؤيد ذلك فقد جاء في الفقه الإسلامي وأدلته لأستاذنا د. وهبة الزحيلي (2/ 550): وإن دعت الحاجة إلى ذلك (أي إلى إطعام أهل الميت لغيرهم) جاز، فإنه ربما جاءهم من يحضر ميتهم من القرى والأماكن البعيدة، ويبيت عندهم ولا يمكنهم إلا أن يضيفوه.اهـ