الاجتهاد والتقليد واللامذهبية عند الوهابية

براعة الإستنباط والإستدلال عند الإمام التابعي المحدث أبي حنيفة النعمان (منقول)

” براعة الإستنباط والإستدلال عند الإمام التابعي المحدث
أبي حنيفة النعمان “

قال أبو حنيفة النعمان رحمه الله :

لو حلف لا يأكل اللحم فأكل لحم السمك لا يحنث قالوا: لأن لحم السمك ليس بلحم.
وقال آخرون: إنه يحنث لأنه تعالى نص على كونه لحما في هذه الآية {وَهُوَ الَّذِي سَخَّرَ الْبَحْرَ لِتَأْكُلُوا مِنْهُ لَحْمًا طَرِيًّا } [النحل: 14] وليس فوق بيان الله بيان.
روي أن أبا حنيفة رحمه الله لما قال بهذا القول وسمعه سفيان الثوري فأنكر عليه ذلك، واحتج عليه بهذه الآية بعث إليه رجلا وسأله عن رجل حلف لا يصلي على البساط فصلى على الأرض هل يحنث أم لا؟
قال سفيان: لا يحنث !
فقال السائل: أليس أن الله تعالى قال: {وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ بِسَاطًا } [نوح: 19]
قال: فعرف سفيان أن ذلك كان بتلقين أبي حنيفة.
قال الرازي: وحجة أبي حنيفة رحمه الله أن: مبنى الأَيْمان على العادة، وعادة الناس إذا ذكر اللحم على الإطلاق أن لا يفهم منه لحم السمك بدليل أنه إذا قال الرجل لغلامه اشتر بهذه الدراهم لحما فجاء بالسمك كان حقيقا بالإنكار.
قال الكاساني: ألا ترى أن من حلف لا يركب دابة فركب كافرا لا يحنث وإن سماه الله – عز وجل – دابة بقوله – عز وجل -: {إن شر الدواب عند الله الذين كفروا} [الأنفال: 55] وكذا لو حلف لا يخرب بيتا فخرب بيت العنكبوت لم يحنث وإن سماه الله – سبحانه وتعالى – بيتا في كتابه العزيز بقوله: {وإن أوهن البيوت لبيت العنكبوت لو كانوا يعلمون} [العنكبوت: 41]
مفاتيح الغيب (20/ 188) بدائع الصنائع (3/ 58)

منقول من صفحة الشيخ محمد فؤاد محمد أبومازن الأزهري حفظه الله تعالى

السابق
كذبت يامجسم يامبتدع، قولك أن الأشاعرة جهمية كذب من وجوه (منقول)
التالي
إليك أخي السلفي … “كلمة عدل وإنصاف في حقّ السلفية والسلفيين”!