مقالات في علم التحقيق والمكتبات والكتب

كتاب “مجموع فتاوي ابن تيمية ” لايمكن إثبات نسبته لابن تيمية علميًا/.. ان ابن تيمية لم يكن حسن الخط ، وكان خطه مغلقًا صعب القراءة ،..ويعترف الجامع أن كثير من المخطوطات لم يستطيعوا قراءتها بسبب عدم وضوح الخط ، فكيف نجزم أن بعض الذي عثروا عليه قد تم نقله كما هو في الأصل بدون احتمالية الخطأ في النقل؟!! هذا إن سلمنا بصحة انتساب هذه الأوراق المكتشفة هنا (منقول)

كتاب “مجموع فتاوي ابن تيمية ” لايمكن إثبات نسبته لابن تيمية علميًا ، إنه كِتاب جُمع بطريقة مريبة من مكتبات باريس وفينا وبرلين ومن أعماق صحراء نجد ❗️

الذي جمع فتاوي ابن تيمية المزعومة هو عبد الرحمن بن محمد القاسمي تلميذ الشيخ عبدالله آل الشيخ (وهو من أحفاد الشيخ محمد بن عبد الوهاب).

. كانت بداية جمع الشيخ عبد الرحمن لمجموع فتاوى ابن تيمية بعد سنة 1340هـ أثناء بحثه عن فتاوى ورسائل شيوخ الدعوة الوهابية في نجد فلفت انتباهه وجود كتب ورسائل لابن تيمية مبعثرة عند بعضهم فتطلعت نفسه لجمع هذا التراث كما قال في مقدمة موسوعته هذه.

فوجد عند الشيخ محمد بن عبد اللطيف حفيد ابن عبد الوهاب نحو ثلاث مجلدات – وهو أكثر من وجد عنده فتاوى لابن تيمية كما يقول هو .

من أين وكيف ظهرت هذه المجلدات الثلاث عند أحد أحفاد مؤسس الدعوة الوهابية لا أحد يعلم !

وهل هناك مايثبت صحة نسبة هذه المجلدات الثلاث لأبن تيمية ؟!

وكيف نفسر ظهورها الغريب في قلب صحراء نجد بعد أختفاء طال أكثر من 600 عام ؟!!

مع العلم أن كتب ابن تيمية حرقت بأمر سلطاني في عصره وبعد محاكمته وموته في السجن، ومنعت من التداول والنسخ والانتشار منذ عصره!

لا أحد يعطيك الجواب المنطقي أو الدليل!

وبحسب كلام جامع الفتاوي :

.ثم سافر إلى مكة المكرمة فوجد بين مخطوطات مكتبة الحرم المكي عدداً من المسائل فجمعها مع ما لديه مع الفتاوى التي طبعة في ذلك الوقت فرتبها على الأبواب والفنون فبلغت نحو عشرين مجلد❗️ (كما ذكر )

فهمّ بطباعتها لكنه توقف بعد أن بلغه من بعض رواد المكاتب أن هناك مسائل ورسائل أخرى لابن تيمية في دار الكتب المصرية… فجمَّد الطباعة إلى حين غير معلوم.

علمًا أن مكتبة مكة المكرمة أحرقت من قبل إخوان من أطاع الله (رجال عبد العزيز آل سعود) عند اجتياحها ، وعلمًا أن مكة المكرمة وعلمائها من اتباع المذاهب الأربعة كانوا من أشد الناس عداوة لدعوة ابن عبد الوهاب حتى أنهم في زمنه أصدروا فتوى بتكفير ابن عبد الوهاب وبجواز قتله كما ذكر الشيخ أحمد زيني دحلان مفتي مكة قبل اجتياح الوهابية لمكة المكرمة، فكيف ظهرت هذه المسائل في مكة (التي بلغت 17 مجلد) في وسط معادي لفكر الدعوة الوهابية ولماذا هي دون غيرها تنجوا من الحرق!!

وكيف نثبت أنها لابن تيمية وبعد مرور أكثر من 600 عام على وفاته وأختفاء كتبه !!!!

وفي سنة 1372هـ سافر إلى بيروت هو وأبنه الشيخ محمد بقصد العلاج فبحثوا خلال وجودهم في مكاتب بيروت فلم يجدوا شيئاً وقبل هذا كان أحدهم ذكر لشيخ عبد الرحمن أن هناك مسائل موجودة في المكتبة الظاهرية بدمشق فأمر أبنه محمد بالسفر إلى دمشق لنسخها فذهب فوجد جملة كبيرة من المخطوطات المتفرقة حتى أنه عثر على 850 صفحة مخطوطة كُتبت بيد ابن تيمية ومع هذا لم يكتفِ بما وجد في الظاهرية بل تابع البحث والسؤال عند المكاتب الخاصة فوجد عند الشيخ حسن الشطي كتابين في الوقف وعند الفاضل محمد حمدي السفرجلاني مسائل في التراويح والإمامة وعند أحمد عبيد وإخوانه مسائل أخرى .

كما سافر إلى حلب فوجد مسائل في مكتبة الأوقاف فصورها.

ثم بعد ذلك تطلع الابن محمد إلى السفر من سوريا إلى العراق لجمع ما فيها من كتب ورسائل ومسائل فتحصل له بعد التفتيش في مكتبة الأوقاف في بغداد ” الرسالة التدمرية ” كاملة بخط نعمان الآلوسي ورسالة في ” المجاز والحقيقة ” ورسالة في ” القدر وأفعال العباد ” و” مختصر الفتاوى المصرية ” وغير ذلك وكان قد أزمع السفر إلى البصرة ثم الكويت ثم تركيا لكن صحت والده الشيخ عبد الرحمن كانت متأخرة وقد أقام ثمانية أشهر في بيروت فاضطر إلى الرجوع إليه والرجوع به إلى الوطن.

وبعد مدة عاود الشيخ عبد الرحمن هو وابنه الشيخ محمد السفر إلى باريس بنية العلاج عن طريق مصر فقام الابن محمد بزيارة دار الكتب المصرية بالقاهرة فتصفح ما فيها من مجاميع فتحصل على مجموعة مسائل بحجم مجلد وسط ثم تابعوا السفر إلى باريس وبعد أن أجريت لشيخ عبد الرحمن عملية وتماثل للشفاء عمدوا إلى مكتبة باريس الوطنية فتتبعوا ما فيها من فهارس باللغة العربية فتحصل لهم 13 مسألة لم يعثروا على مثلها في الأقطار العربية!!!!!

تصور أن هذه المسائل محفوظه في باريس ولايعرفها أحد في العالم الإسلامي!!!!

ثم سافر إلى فينا عاصمة النمسا وبرلين عاصمة ألمانيا فعثروا على عدد من المخطوطات أيضًا !!!

وعند الطباعة للفتاوى سنة 1380هـ بأمر الملك سعود بن عبد العزيز آل سعود – – تحصل من الأفلام المصورة أكثر من 10 أفلام كل فلم يتسع لـ 1200 صفحة ❗️

يعني ١٢ ألف صفحة ❗️❗️❗️

بلغ عدد المجلدات بعد التحقيق والطباعة لهذا المجموع 37 مجلد مع الفهارس العامة !!!!

وهناك فائدة مهمة نقلها لنا بعض تلاميذ ابن تيمية قالوا فيها ان ابن تيمية لم يكن حسن الخط ، وكان خطه مغلقًا صعب القراءة ، لذلك كان ابن تيمية لايكتب بخط يده وكان يملي على أحد تلاميذه مايريد تدوينه ، ويعترف الجامع أن كثير من المخطوطات لم يستطيعوا قراءتها بسبب عدم وضوح الخط ، فكيف نجزم أن بعض الذي عثروا عليه قد تم نقله كما هو في الأصل بدون احتمالية الخطأ في النقل؟!! هذا إن سلمنا بصحة انتساب هذه الأوراق المكتشفة هنا وهناك للمؤلف .

……
أبوهاشم بكر

السابق
حكم الدعاء عند قبور الأنبياء والصالحين عند ابن تيمية والوهابية وَفق المنهج العلمي.
التالي
“لو قبلت الجائزة في هذه الدنيا الفانية، فماذا سأنال هناك في الدار الباقية”/الشيخ محمد حميد الله الحيدر ابادي الهندي (منقول)