كتاب:
***(البدر المنير الساري في الكلام على صحيح البخاري) للإمام قطب الدين الحلبي***
بدأت رحلتي مع شرح الإمام القطب الحلبي من مدةٍ ناهزت سبع سنوات.. فقد كان ضمن عملٍ في موسوعة الإمام البخاري التي تقوم عليها مؤسسة عطاءات العلم ودار الكمال المتحدة..
حيث عُهِدَ إلي العمل على مخطوط باسم: «شرح مشكلات صحيح البخاري» للدُّبَيثي الواسطي كما كُتِبَ على نسخته الخطية .. فشرعت في نسخ هذه القطعة وقراءتها ليتبيَّن لي بما لا يدعُ مجالًا للشكِّ أنها ليست للدُّبَيثي، وأنها ليست بشرح مشكلات البخاري، وإنما هي قطعة من شرح البخاري للقطب الحلبي، وشرحه مشهور معروف بين العلماء قديمًا.
وقد يسَّر الله لي حينَها إتمامَ نسخِ تلك القطعةِ ومقابلتَها المقابلةَ الأولى مع بعض تعليقاتٍ وتوضيحاتٍ ومقدمة موجزة، ثم طوَتْه أيام الغربةِ وأخَّرته الأعباء والمشاغل، حتى أكرمني الله تعالى بالعود إليه مرة أخرى، فأعدت مقابلته، وعملتُ عليه ضبطًا وتحقيقًا بما رأيته يخدم الكتاب إن شاء الله ويفيد القارئ بلا إثقال ولا تطويل.
ثم تفضَّل المسؤول العلمي في دار الكمال المتحدة الأخ الكريم الحبيب الأريب الأستاذ
بالتكشيف عن بقية قطع الشرح وهو الخبير بمثل هذا.. فظهرت قطعتان أخريان من الكتاب من موضعين متفرقين.. وهذا غاية ما وقفنا عليه من الكتاب.. فعملنا عليهما وجمعناها مع القطعة الأولى.. ليخرج المجموع في مجلدين.. وقد تفضلت اللجنة العلمية في عطاءات العلم بمراجعة الكتاب وتصويب ما ندَّ منه من أخطاء وما وقع من هنات.. جزاهم الله تعالى خيراً..
ولا يسعني -وقد آن أوان ظهور هذه السفر الفريد- إلا أن أشكر القائمين على مشروع موسوعة الإمام البخاري سائلا الله تعالى إتمامه.. والشكر موصول للقائمين على طبع الكتاب وتيسير خروجه.. دار الكمال المتحدة ودار المنهاج القويم.. وكل من أسهم بخدمة الكتاب..
راجياً من الله تعالى في هذه الأيام الطيبات الزاكيات أن يكتب لي ولهم القبول.. وأن يجعله خالصاً لوجهه الكريم .. إنه سبحان أكرم مسؤول وخير مأمول..
=======
وهذه نقاط موجزة جداً حول الكتاب اقتطفتها من مقدمتي له تعريفا به:
*** هذا الشرح جاء في مرحلة مُهمَّة في تاريخ فنِّ الشروح الحديثية ولا سيما شروح الصحيح، إذ هو في مرحلة زمانيَّة وسطيَّة بين الشروح الموجزة التي غلبت على المتقدِّمين… والشروح المطولة التي سار عليها المتأخرون…
*** ومن تقدير الله تعالى _وله الأمر من قبل ومن بعد_ أنَّ المؤلِّف لم يتهيَّأْ له إكمالُ الكتاب؛ بل كتبَ نحوًا من نصفه أو أزيد من ذلك.. وأن الكتاب بقي _كما يظهر لنا_ من دون تبييض على الوجه الأخير…
*** ومع هذا الذي ذكرناه فإنَّ هذا الشرح قد تلقَّفته أيدي العلماء، واهتمَّ به طلبة العلم والمحدثون، لما احتواه من فوائدَ ومسائلَ، وحسنِ ترتيبٍ وتصنيفٍ، فضلًا عن تحقيقات طيبة ذكرها في أثنائه…
*** نجد مَنْ بعدَه من الشرَّاح أخذوا من كتابه أخذًا بيِّنًا، ونقلوا عنه في مواضع كثيرة جدًّا، ولا سيما الحافظين ابن الملقِّن والبدر العيني، كما نقل عنه الحافظ ابن حجر في «فتح الباري» وصرَّح بأنه وقف على قطعة منه بخط مؤلفه …
*** ولعل ممَّا يميِّزُ هذا الشرح أن صاحبه حنفيَّ المذهب، جمع بين مذهبِه الفقهي وإتقانه الحديثي…
*** ومن تقدير الله تعالى ألَّا يصلنا ما أُلِّفَ مِنْ هذا الشرح كاملًا، وألَّا يُوقَفَ على أصوله الخطية حتَّى الآن تامَّة، وإنما تناثرت بعض قطع منه في مكتبات المخطوطات عُرِفَ بعضُها، وجُهلت أخرى…
====
وكتبه محب العلم وأهل عبد الجواد حمام
***ملاحظة مهمة: الكتاب تحت الطبع ولما ينتهي طبعه، وليس متوفراً بصيغة (pdf) ومعلومات توزيعه وبيعه بعد طبعه لدى الدارين الناشرتين للكتاب جزى الله القائمين عليهما خيرا ..