في الحديث المشهور أن أعرابيًّا دخَل على النبي صلى الله عليه وسلم، فارتاعَ من هيبتِه، فقال له: خَفِّضْ عليك؛ فإنما أنا ابن امرأة كانت تأكل القَدِيد بمكة.
قال الإمام القَسطلَّاني: إنما نسَب نفسَه صلى الله عليه وسلم إلى المرأة ولم يقل ” أنا ابن رجل” زيادةً في شدة التواضع؛ لِمَا عُلم من ضعفِ النساء، ثم وصَفها بأنها ” تأكل القديد” تواضُعًا؛ لأن القديد أكلٌ مفضول، وهو طعام الفقراء والمساكين، وذوو المظاهر والكِبر من أهل الدنيا لا يأكلون من اللحم إلا ما ذُبِح حديثا، فكأنه قال: أنا ابن امرأة مسكينة، تأكل مفضول الطعام، فكيف تخاف مني!.