التأويل

تأويل الطحاوي لحديث “إن الله لا يمل حتى تملوا” (منقول)

عقيدةأهل السنة

روى الإمام أبو جعفر الطَّحاوي (ت:321هج) – صاحب العقيدة الطَّحاوية المشهورة في اعتقاد أهل السنة والجماعة – حديث: “خُذُوا مِنَ الْعَمَلِ مَا تُطِيقُونَ فَإِنَّ اللهَ لَا يَمَلُّ حَتَّى تَمَلُّوا” ثم قال: ((فَقَالَ قَائِلٌ: وَكَيْفَ يَجُوزُ لَكُمْ أَنْ تَقْبَلُوا هَذَا عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ [وآله] وَسَلَّمَ وَفِيهِ إضَافَةُ الْمَلَلِ إلَى اللهِ تَعَالَى فِي حَالٍ مَا، وَذَلِكَ مُنْتَفٍ عَنِ اللهِ وَلَيْسَ مِنْ صِفَاتِهِ؟.
فَكَانَ جَوَابُنَا لَهُ فِي ذَلِكَ أَنَّ الْمَلَلَ مُنْتَفٍ عَنِ اللهِ كَمَا ذَكَرَ، وَلَيْسَ مَا تَوَهَّمَهُ، مِمَّا حُمِلَ عَلَيْهِ تَأْوِيلُ هَذَا الْحَدِيثِ كَمَا تَوَهَّمَ)) إلى أن قال: ((قَوْلُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ [وآله] وَسَلَّمَ: “لَا يَمَلُّ اللهُ حَتَّى تَمَلُّوا” وَ”إِنَّ اللهَ لَا يَمَلُّ حَتَّى تَمَلُّوا” أَيْ: إنَّكُمْ قَدْ تَمَلُّونَ فَتَنْقَطِعُونَ، وَاللهُ بَعْدَ مَلَلِكُمْ وَانْقِطَاعِكُمْ عَلَى الْحَالِ الَّتِي كَانَ عَلَيْهَا قَبْلَ ذَلِكَ مِنَ انْتِفَاءِ الْمَلَلِ وَالِانْقِطَاعِ عَنْهُ، وَبِاللهِ التَّوْفِيقُ)) [شرح مشكل الآثار (117/2)] وهذا من الإمام تأويل صريح للظواهر الموهمة للتشبيه في حقه تعالى، ونفي لحدوث التَّغيُّر في ذاته تبارك وتعالى، على نقيض عقيدة التَّيميَّة المجسمة.

وبالمقابل:
قال مفتي الوهابية محمَّد بن إبراهيمَ آل الشَّيخ: “((فإنَّ اللهَ لا يَمَلُّ حتَّى تملُّوا”: مِن نصوصِ الصِّفاتِ!!!، وهذا على وَجهٍ يليقُ بالباري!!!، لا نَقصَ فيه، كنُصوصِ الاستهزاءِ!!! والخِداعِ!!! فيما يتبادَرُ)) [فتاوى ورسائل محمد بن إبراهيم آل الشيخ (209/1)].

وقال مفتي الوهابية ابن باز: ((قولُه في الحثِّ على الأعمالِ الصالحةِ: “فإنَّ اللهَ جلَّ وعلا لا يَمَلُّ حتَّى تملُّوا”: مَللٌ يليقُ باللهِ!!!، لا يُشابِهُ صِفاتِ المخلوقينَ في مَللِهم؛ فالمخلوقونُ لديهم نقصٌ وضَعْفٌ، وأمَّا صِفاتُ اللهِ فهي كاملةٌ تليقُ به سُبحانَه لا يُشابِهُ خلقَه، وليس فيها نقصٌ ولا عيبٌ، بلْ هي صِفاتٌ تليقُ باللهِ سُبحانَه وتعالى، لا يُشابِهُ فيها خَلْقَه جلَّ وعلا)) [فتاوى نور على الدَّرب (158/3)].

..الخ

فهؤلاء كبار مشايخ الوهابية وأدعياء السلفية ومشتقاتها: سلفهم ابن تيمية ومشايخه المجسمة، ولا علاقة لهم بالسَّلفية الحقَّة التي كان عليها أيمَّتنا، والتي أوضح معالمها ومنهجها الربَّاني الإمام الطَّحاوي السَّلفي الأثَري حقًّا.

منقول.

السابق
تنزيل كتاب “تنوير الرب الإله في دعوى التباين بين كلمتي الرب والإله” لوليد ابن الصلاح
التالي
عشر مسائل يقول بها الإمام الشافعي رحمه الله يعتبرها الوهابية بدعا وبعضها ذرائع للشرك!!!