التأويل

#تأويلات_ابن_تيمية ، المثال أو التأويل الثاني: #تأويل_الهرولة

القرطبي : ولا يَفهم من هذا الحديث: الخُطَا: نقل الأقدام إلا من ساوى الحُمر في الأفهام

#تأويلات_ابن_تيمية ، المثال أو التأويل الثاني: #تأويل_الهرولة

#التأويل_عند_ابن_تيمية_بين_التنظير_والتطبيق

https://www.facebook.com/groups/385445711569457/posts/968626429918046/

وأما تأويل ابن تيمية للهرولة التي جاء نسبتها إلى الله في حديث الشيخين ” وإن أتاني يمشي أتيته هرولة “[1] فقد أوّلها ابن تيمية على معنى مكافأة الرب للعبد على تقرب العبد لربه بالطاعات من باب أن الجزاء من جنس العمل، وفي ذلك يقول ابن تيمية في: ولا ريب أن الله تعالى جعل تقربه من عبده جزاء لتقرب عبده إليه لأن الثواب أبدًا من جنس العمل كما قال في أوله من ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي ومن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منهم.اهـ (انظر الصورة:1، 2).

ولكن ابن تيمية أنكر ـ كالعادة ـ أن هذا تأويل وذلك لأنه ـ كما يقول ابن تيمية ـ ” من المعلوم أنه ليس ظاهر الخطاب أن العبد يتقرب إلى الله بحركة بدنه شبرًا وذراعًا ومشيًا وهرولة “[2] . (انظر الصورة: 4).

ويضيف ابن تيمية أن القرينة الحسية العقلية تؤيد هذا وأن هذه القرينة أقوى من القرينة اللفظية، وفي هذا يقول: ” لكن قد يقال عدم ظهور هذا هو للقرينة الحسية العقلية وهو أن العبد يعلم أن تقربه ليس على هذا الوجه وذلك لا يمنع أن يكون ظاهر اللفظ متروكًا، يقال هذه القرينة الحسية الظاهرة لكل أحد هي أبلغ من القرينة اللفظية فيكون بمعنى الخطاب ما ظهر بها لا ما ظهر بدونها لا ما ظهر بدونها “[3] (انظر الصورة: 4)

ثم يتطرق ابن تيمية للخلاف بين الأصولين في القرينة الحسية هل هي من قبيل المخصصات المتصلة؟ ثم يرجح أنها كذلك فيقول: “ثم يقال الحجة لمن جعل ذلك مخصصًا متصلاً لا من منع ذلك أن يكون ذلك تخصيصًا”[4].اهـ (انظر الصورة: 5)

ولكن ابنَ تيمية لم يوضح لنا نوعَ تأويله لهذا الحديث أي هل هو من قبيل المجاز أم الاستعارة أم الكناية ، لأنه ـ أي ابن تيمية ـ أنكر أصلا أن يكون صنيعه هنا تأويلا أصلا، ولكن شرّاح الحديث لاسيما شراح الصحيحين عندما تعرضوا لشرح حديث الهرولة حملوه على عين المعنى الذي حمله عليه ابن تيمية أو نحوه، ولكن بيّنوا أن هذا المعنى ليس هو ظاهر الحديث وإنما هو معنى مؤول عن طريق ارتكاب المجاز أو الكناية أو الاستعارة أو هو من قبيل ضرب المثال ونحو ذلك من ضروب التأويل، وهذا ما يفرّ ابن تيمية من الاعتراف به لئلا يَظهر بمظهر المؤول لنصوص الصفات، وهي تهمة كبيرة عند ابن تيمية يحصرها في خصومه المتكلمين كما رأينا، لذلك يرتكبها ابنُ تيمية خِلسة كما في حديث الهرولة هذا وكما رأينا في صفة الجَنب وسنرى المزيد من ذلك في آيات وأحاديث أخرى إن شاء الله، ونصّ بعضُ الشرّاح ـ كالقاضي عياض كما سنرى ـ أيضا على أن الشيء الذي أوجب تأويلَ الحديث ـ أي حديث الهرولة ـ هو استحالة الحركة والجسمية على الله تعالى، وهذا ما لا يريد ابن تيمية أن يتعرض له، بل يتجاهله ويفر منه بشكل أكبر…!!!!

وإليك الآن نصوص الشراح في ذلك:

1) قال الكرماني في الكواكب الدراري في شرح صحيح البخاري (25/ 118):و {الهرولة} الإسراع ونوع من العدو وأمثال هذه الإطلاقات ليس إلا على سبيل التجوز إذ البراهين العقلية القاطعة قائمة على استحالتها على الله تعالى فمعناه من تقرب إلي بطاعة قليلة أجازيه بثواب كثير وكلا زاد في الطاعة أزيد في الثواب وإن كان كيفية إتيانه بالطاعة على التأني يكون كيفية إتياني بالثواب على السرعة فالغرض أن الثواب راجح على العمل مضاعف عليه كما وكيفا ولفظ النفس والتقرب والهرولة إنما هو مجاز على سبيل المشاكلة أو على سبيل الاستعارة أو على قصد إرادة لوازمها وهو من الأحاديث القدسية الدالة على كرم أكرم الأكرمين وأرحم الراحمين اللهم ارزقنا حظا وافرا منه والمقصود من هذا الباب بيان إطلاق النفس وهو بمعنى الذات.اهـ

2) وفي شرح صحيح البخارى لابن بطال (10/ 429): وأما وصفه تعالى بأنه يتقرب إلى عبده ووصفه بالتقرب إليه ووصفه بإتيانه هرولة، فإن التقرب والإتيان والمشى والهرولة محتملة للحقيقة والمجاز، وحملها على الحقيقة يقتضى قطع المسافات وتواتى الأجسام، وذلك لا يليق بالله تعالى فاستحال حملها على الحقيقة، ووجب حملها على المجاز؛ لشهرة ذلك فى كلام العرب، فوجب أن يكون وصف العبد بالتقرب إليه شبرًا وذراعًا وإتيانه ومشيه معناه: التقرب إليه بطاعته وأداء مفترضاته، ويكون تقربه تعالى من عبده قوله تعالى: (أتيته هرولة) أى: أتاه ثوابى مسرعًا. قال الطبرى: وإنما مثل القليل من الطاعة بالشبر من الدنو منه والضعف من الكرامة والثواب بالذراع، فجعل ذلك دليلا على مبلغ كرامته لمن أكرم عليه مجاوز حده إلى ما بينه عز وجل.اهـ (انظر الصور: 6، 7، 😎

3) وقد نقل ابنُ حجر كلام ابن بطال هذا مقرا ، وزاد عليه فقال في فتح الباري (13/ 513): وقال بن التين القرب هنا نظير ما تقدم في قوله تعالى فكان قاب قوسين أو أدنى فان المراد به قرب الرتبة وتوفير الكرامة والهرولة كناية عن سرعة الرحمة إليه ورضا الله عن العبد وتضعيف الأجر قال والهرولة ضرب من المشي السريع وهي دون العدو وقال صاحب المشارق المراد بما جاء في هذا الحديث سرعة قبول توبة الله للعبد أو تيسير طاعته وتقويته عليها وتمام هدايته وتوفيقه والله أعلم بمراده وقال الراغب قرب العبد من الله التخصيص بكثير من الصفات التي يصح ان يوصف الله بها وان لم تكن على الحد الذي يوصف به الله تعالى نحو الحكمة والعلم والحلم والرحمة وغيرها وذلك يحصل بإزالة القاذورات المعنوية من الجهل والطيش والغضب وغيرها بقدر طاقة البشر وهو قرب روحاني لا بدني وهو المراد بقوله إذا تقرب العبد مني شبرا تقربت منه ذراعا الحديث الثاني.اهـ (انظر الصورة: 9)

4) وقال العيني في عمدة القاري(25/ 152): قوله: هرولة أي: إتيانا هرولة والهرولة الإسراع ونوع من العدو وأمثال هذه الإطلاقات ليس إلا على سبيل التجوز إذ البراهين العقلية القاطعة قائمة على استحالتها على الله تعالى، فمعناه: من تقرب إلي بطاعة قليلة أجازيه بثواب كثير، وكلما زاد في الطاعة أزيد في الثواب، وإن كان كيفية إتيانه بالطاعة على التأني يكون كيفية إتياني بالثواب على السرعة. فالغرض أن الثواب راجح على العمل مضاعف عليه كما وكيفا، ولفظ: النفس والتقرب والهرولة، إنما هو مجاز على سبيل المشاكلة، أو على طريق الاستعارة، أو على قصد إرادة لوازمها، وهو من الأحاديث القدسية الدالة على كرم أكرم الأكرمين وأرحم الراحمين.اهـ (انظر الصورة: 10)

5) وجاء في شرح القسطلاني = إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري (10/ 382):ومن (أتاني يمشي أتيته هرولة) إسراعًا يعني من تقرب إليّ بطاعة قليلة جازيته بمنوبة كثيرة، وكلما زاد في الطاعة زدت في ثوابه وإن كان كيفية إتيانه بالطاعة على التأني فإتياني بالثواب له على السرعة والتقرب، والهرولة مجاز على سبيل المشاكلة أو الاستعارة أو قصد إرادة لوازمها وإلاّ فهذه الإطلاقات وأشباهها لا يجوز إطلاقها على الله تعالى إلا على المجاز لاستحالتها عليه تعالى.اهـ

6) وقال العلامة محمد الفضيل بن محمد الفاطمي الشبيهي في الفجر الساطع على الصحيح الجامع (6/ 101): قال أبو عبد الله الأبي ما نصه: ( عياض: أكثر المفسرين على أن الدنو والتدلي منقسم بين النبي – عليه السلام – وجبريل، أو هما معا/ من أحدها إلى الآخر، أو من أحدهما إلى سدرة المنتهى، وقيل إنما هو منقسم بين الله سبحانه ورسوله – صلى الله عليه وسلم -، فالدنو من النبي – صلى الله عليه وسلم -، والتدلي من الله سبحانه، ولما استحال عليه تبارك وتعالى التخصيص بالجهة، وجب التأويل، فدنو النبي – صلى الله عليه وسلم – كناية عن عظم قدره من حيث انتهى إلى حيث لم ينته إليه أحد، وتدلي الله سبحانه كناية عن إظهار تلك المنزلة، وقاب قوسين كناية عن نهاية القرب وإطلاعه على الحقيقة، ويتأول فيه ما يتأول في قوله: من تقرب إلي شبرا تقربت منه ذراعا، ومن أتاني يمشي أتيته هرولة)، هـ بلفظه.اهـ

7) وقال العلامة البرماوي في اللامع الصبيح بشرح الجامع الصحيح (17/ 351):(هرولةً) (2)؛ أي: إسراعًا، وإطلاقُ مثلِ هذه الأمور؛ مجازٌ؛ لاستحالة حقائقها؛ كما دلت عليه البراهينُ العقليةُ والشرعية، فالمرادُ: لوازمها؛ فمعناه: من تقرَّبَ إليّ بطاعة قليلةٍ، أُجازيه بثواب كثير، وكلما زاد في الطاعة، أزيدُ في الثواب، وإن كان كيفية إتيانه بالطاعة على التأنيّ، فإتياني بالثواب على السرعة، فالقصدُ: أن الثوابَ راجحٌ على العمل كَمًّا وكَيْفًا، وهذه الألفاظ مجازٌ على سبيل المشاكلة، وطريق الاستعارة، أو لوازمها؛ كما قررناه أولًا.اهـ (انظر الصورة: 11، 12)

😎 وقال العلامة أحمد بن إسماعيل بن عثمان بن محمد الكوراني الشافعي ثم الحنفي المتوفى 893 هـ في الكوثر الجاري إلى رياض أحاديث البخاري (11/ 218): (وإن تقرب إلي شبرًا تقربت إليه ذراعًا، ومن أتاني يمشي أتيته هرولة) الهرولة: السير بين المشي والعدو، ظواهر هذه الأشياء محال عليه تعالى، والمراد تصوير المعقول في صورة المحسوس، ومحصله سرعة إجابة الدعاء، وقبول العمل القليل، وإفاضة الثواب الجزيل. هذا على طريق الخَلَف الذين يؤولون ما تشابه، والسلف ساكتون عن الخوض في أمثاله.

9) وقال الإمام محمد بن فتوح بن عبد الله بن فتوح بن حميد الأزدي الميورقي الحَمِيدي أبو عبد الله بن أبي نصر (المتوفى: 488هـ) في تفسير غريب ما في الصحيحين البخاري ومسلم (ص: 271): الهرولة: بَين الْمَشْي والعدو ضربه مثلا للمجازاة بِسُرْعَة الْمُكَافَأَة وَالله تَعَالَى لَا يشبه بِشَيْء من صِفَات الْمَخْلُوقَات{لَيْسَ كمثله شَيْء}.اهـ

10) وقال القاضي عياض في إكمال المعلم بفوائد مسلم (8/ 173):وأما قوله: ” وإن تقرب منى شبراً تقربت منه ذراعاً “، وقوله: ” وإن أتانى يمشى أتيته هرولة ” فمجاز كله، وإنما هو تمثيل بالمحسوسات وتفاوتها فى الإسراع والدنو، وإنما المراد: [أن] (😎 من دنى [منى] (9) بالطاعة دنوت منه بالإنابة، وكنت بالإنابة أسرع منه بالطاعة، أو [أن] (10) من أتانى بحسنة جازيته بعشر، فكنى عن التضعيف بالسرعة ودنو المسافة، فهذا الذى يليق بالله سبحانه. وأما المشى بطيؤه وسريعه – والتقرب بالذراع والباع، فمن صفات الأجسام، والله – سبحانه – ليس بجسم، ولا يجوز عليه تنقل ولا حركة ولا سكون، وهذا واضح بين.اهـ (انظر الصور: 13، 14، 15)

11) وكذا نقل الأبيُّ كلامَ القاضي عياض مقرا، انظر في صحيح مسلم مع شرح الأبي (7/ 112).

12) وفي شرح النووي على مسلم (17/ 3): قوله تعالى وإن تقرب مني شبرا تقربت إليه ذراعا وإن تقرب إلي ذراعا تقربت منه باعا وإن أتاني يمشي أتيته هرولة هذا الحديث من أحاديث الصفات ويستحيل إرادة ظاهره وقد سبق الكلام في أحاديث الصفات مرات ومعناه من تقرب إلي بطاعتي تقربت إليه برحمتي والتوفيق والإعانة وإن زاد زدت فإن أتاني يمشي وأسرع في طاعتي أتيته هرولة أي صببت عليه الرحمة وسبقته بها ولم أحوجه إلى المشي الكثير في الوصول إلى المقصود والمراد أن جزاءه يكون تضعيفه على حسب تقربه.اهـ (انظر الصورة 16)

13) وفي شرح المشكاة للطيبي الكاشف عن حقائق السنن (5/ 1724) نحوَ كلام النووي حيث قال الطيبي: هذا الحديث من أحاديث الصفات، ويستحيل إرادة ظاهرة. ومعناه من تقرب إلي بطاعتي تقربت إليه برحمتي, والتوفيق في الإعانة، وإن زاد زدت، وإن أتإني يمشي ويسرع في طاعتي أتيته هرولة، أي صببت عليه الرحمة، وسبقته بها، ولم أحوجه إلي المشي الكثير في الوصول إلي المقصود، والمراد أن جزاءه يكون تضعيفه علي حساب تقربه. الهرولة ضرب من التسرع في السير، وهو فوق المشي ودون العدو، وهذه أمثال يقرب بها المعنى المراد منها إلي أفهام السامعين. والمراد منها: أن الله تعالي يكافئ العبد ويجازيه في معاملاته التي يقع بها التقرب إلي الله بأضعاف ما يتقرب العبد به إلي الله. وسمي الثواب تقربًا مشاكلة وتحسينًا، ولأنه من أجله وبسببه، كقوله تعالي ((وجزاء سيئة سيئة مثلها)). وقيل: تقرب الباري سبحانه إليه بالهداية، وشرح صدره لما تقرب به.اهـ

14) وقال الإمام أبو العباس القرطبي في المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم (7/ 8): قوله: “أتيته هرولة” هذه كلها أمثال ضربت لمن عمل عملا من أعمال الطاعات، وقصد به التقرب إلى الله تعالى، يدلّ على أن الله تعالى لا يضيع عمل عامل وإن قل، بل يقبله ويجعل له ثوابه مضاعفاً. ولا يَفهم من هذا الحديث: الخُطَا: نقل الأقدام إلا من ساوى الحُمر في الأفهام….. هذا الحديث ما سيق لبيان مقدار الأجور، وعدد تضاعيفها، وإنما سيق لتحقيق أن الله تعالى لا يضيع عمل عامل – قليلا كان أو كثيرا – وأن الله تعالى يسرع إلى قبوله، وإلى مضاعفة الثواب عليه إسراع من جيء إليه بشيء فبادر لأخذه، وتبشبش له بشبشة من سر به، ووقع منه الموقع.اهـ (انظر: 17، 18)

15) ونختم بهذا النص لأحد كبار مشايخ الوهابية وهو الشيخ صالح بن فوزان الفوزان حيث يقول : ” من أتاني يمشي أتيته هرولة ” بمعنى من أسرع إلى رضائي وطاعتي أسرعت في مغفرة ذنوبه وقضاء حوائجه وليس معناه الهرولة المعروفة عندنا أن الله يهرول وإنما يفسره آخر الحديث لئن سألني لأعطينه لئن استعاذني لأعيذنه ، فمعنى الهرولة هنا المبادرة بقضاء حوائج عبده ، كما أن العبد إذا بادر إلى طاعة الله ، هل العبد يهرول ؟! يعني الهرولة طاعة وعبادة ؟! لا.الهرولة والركض والمشي هذه مباحات ليست عبادة إنما معنى من أتاني يمشي يعني من سارع إلى طاعتي وبادر إليها فأنا أبادربإجابته وإثابته وليس المراد بالهرولة على ظاهرها هنا[5]..

فصرح الفوزان بقوله ” وليس المراد بالهرولة على ظاهرها هنا ” أن الحديث مصروف الظاهر وهو ما صرح به النووي وغيره كما رأينا، وهذا يخالف زعم ابن تيمية أن ظاهر الحديث ليس هو إثبات الهرولة لله، ولكن الفوزان تحاشا ـ كما فعل ابن تيمية طبعا ـ أن يقول أن الحديث فيه مجاز أو استعارة أو كناية أو نحو ذلك من أوجه ضروب التأويل، وهو ما بيّنه شراح الحديث كما رأينا.

ولمزيد من البيان سوف طائفة أخرى من النصوص ولكن في الاتجاه الآخر أي هي التي تُثبت ظاهرَ الحديث وتنسب إلى الله صفةَ الهرولة على ظاهرها، وتنكر على من تأولها على المعنى السابق الذي ذكره ابن تيمية والشرّاح كما سبق، وهذه النصوص هي لبعض أئمة ابن تيمية وبعض أتباعه من كبار الوهابية بل بعض تلك النصوص نقلها ابن تيمية نفسه في مواضع أخرى ، والمقصود من تلك النصوص أن كلام ابن تيمية في الهرولة هو تأويل ومجاز بشهادة كثير من أتباعه وبعض أئمته التي نقلها ابن تيمية نفسه مقرا لها….!!!!!

وإليك تلك النصوص: …. #انتظره_لاحقا

————————————————

[1] والحديث بتمامه مع سنده من صحيح البخاري- طوق النجاة (9/ 121): 7405 – حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ حَفْصٍ حَدَّثَنَا أَبِي حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ سَمِعْتُ أَبَا صَالِحٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بِي وَأَنَا مَعَهُ إِذَا ذَكَرَنِي فَإِنْ ذَكَرَنِي فِي نَفْسِهِ ذَكَرْتُهُ فِي نَفْسِي وَإِنْ ذَكَرَنِي فِي مَلَإٍ ذَكَرْتُهُ فِي مَلَإٍ خَيْرٍ مِنْهُمْ وَإِنْ تَقَرَّبَ إِلَيَّ بِشِبْرٍ تَقَرَّبْتُ إِلَيْهِ ذِرَاعًا وَإِنْ تَقَرَّبَ إِلَيَّ ذِرَاعًا تَقَرَّبْتُ إِلَيْهِ بَاعًا وَإِنْ أَتَانِي يَمْشِي أَتَيْتُهُ هَرْوَلَةً.اهـ ونحوه عند صحيح مسلم – ط/ فؤاد عبد الباقي (4/ 2061).

[2] بيان تلبيس الجهمية في تأسيس بدعهم الكلامية (6/ 103)

[3] بيان تلبيس الجهمية في تأسيس بدعهم الكلامية (6/ 103)

[4] بيان تلبيس الجهمية في تأسيس بدعهم الكلامية (6/ 104)

[5] وتمام كلام الفوزان: وفي هذا رد على بعض المتسرعين الذين يثبتون لله الهرولة ، المراد هنا المبادرة وهذا من باب المقابلة ، من باب أفعال المقابلة كما قال تعالى (فيسخرون منهم سخر الله منهم) ، (إنا كنا مستهزئين الله يستهزئ بهم)

(ومكروا ومكر الله ) فهذا من باب المقابلة والجزاء ويجب معرفة هذه القواعد العظيمة يكون الإنسان على بصيرة ليعرف مذهب السلف فيها الذين هم أثبت منه وأعلم منه ولا يستقل بفهمه وعقله ويثبت لله أشياءا لا يدري عنها بناءا على ظواهر أو متشابهات وهناك أدلة محكمة تبينها وتوضحها فيرد المتشابه إلى المحكم .[ حدوث خلل في التسجيل ] وأن يتوقف عنها وأن يتعلم كيف يتعامل معها على منهج السلف ، والجادة واضحة والسلف ما قصروا في بيان الحق ووضع القواعد والضوابط لكن هذا يحتاج إلى تعلم ويحتاج إلى فهم . الإنسان ما يعتمد على فهمه ويقول هذه أدلة تدل على كذا وتدل على كذا دون أن يرى هل هي متشابهة أو محكمة أو لا يظهر له معناها يتوقف. هذا هو الطريق الحق “

المصدر: شرح السنة للإمام البربهاري رحمه الله، وهو دروس مسجلة للفوازن، انظر

http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=29235

السابق
طباعة مجموع رسائل العلامة السيوطي/ المجموعة الثانية : مجموعة الحديث الشريف وعلومه
التالي
طوفان الأقصى