التأويل

فهذه نصوص للعلماء تزيد على العشرين … ولدينا مزيد بحمد الله .. ولكن نكتفي بهذا القدر … فقل لنا يا شيخ الإسلام عثمان المكي هل هؤلاء العلماء كلهم على خطأ حينما قالوا بأن النسيان في الآية مجاز؟ هذا إن كنت فهمت كلامهم أصلا

فهذه نصوص للعلماء تزيد على العشرين … ولدينا مزيد بحمد الله .. ولكن نكتفي بهذا القدر … فقل لنا يا شيخ الإسلام عثمان المكي هل هؤلاء العلماء كلهم على خطأ حينما قالوا بأن النسيان في الآية مجاز؟ هذا إن كنت فهمت كلامهم أصلا … والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات.

https://www.facebook.com/groups/385445711569457/posts/5992035790910393/

Osman Al Makki

قال ابنُ فارسٍ: (النِّسْيانُ: التَّركُ؛ قال اللهُ جَلَّ وعَزَّ: نَسُوا اللَّهَ فَنَسِيَهُمْ) .

وقال ابنُ عَرفةَ: (النِّسيانُ يأتي بمعنى التَّركِ، قال الآمديُّ: مَنعَ المعتَزِلةُ إطلاقَ صِفةِ التَّركِ على اللهِ تعالى، وأجازها أهلُ السُّنَّةِ بقَولِه تعالى: وَتَرَكَهُمْ فِي ظُلُمَاتٍ لَا يُبْصِرُونَ) .

ونزيد على كلام الآمدي بذكر وليد بن الصلاح مع المعتزلة 😁

https://www.facebook.com/groups/385445711569457/posts/5984802348300404/

قال وليد ـ يسر الله أمره وأموركم ـ: والجواب: أولا: أنا ممن يقول بأن النسيان في الآية بمعنى الترك ، ولكن هذا عندي مجاز كما سترى تقرير ذلك في نصوص العلماء الكثيرة، ولذا فقولك “ونزيد على كلام الآمدي بذكر وليد بن الصلاح مع المعتزلة ” كلام مضحك!!! ولا علاقة له بما نحن فيه هنا إذ نحن هنا نتكلم عن النسيان الذي نسبه الله لنفسه، هل هذه النسبة مجازية أم حقيقة، ولا نتكلم عن الترك، أصلا … !!!!

فافهم محل النزاع أولا ثم تكلم وناطح.

لا نزاع في أن النسيان هنا يمكن أن يكون بمعنى الترك ، ولكن النزاع هو في أن هذا المعنى للنسيان حقيقة أم مجاز؟ طبعا أنت لأنك تيمي ستقول كما قال ابن تيمية من أن تقسيم الكلام إلى حقيقة ومجاز بدعة …ولن تفهم محل النزاع هنا أصلا وهو: هل إطلاق النسيان على الترك حقيقة أم مجاز ؟

فاذهب والعب بعيدا ولا أنصحك أن تقرأ نصوص العلماء أدناه في أن آية نسوا الله فنسيهم، ونحوها مجاز لأنك لن تفهمها أصلا ، ما دام أنك تنكر المجاز من أصله وتقول عنه طاغوت كما قال ابن القيم لذلك خبط في هذه الآية كما في «مختصر الصواعق المرسلة على الجهمية والمعطلة» (ص304) فقال: « قولكم: نفرق بين الحقيقة ‌والمجاز يتوقف ‌المجاز على المسمى الآخر بخلاف الحقيقة؟ …. وقوله: {نسوا الله ‌فنسيهم} [التوبة: 67] فهذا كله إنما يحسن على وجه المقابلة، ولا يحسن أن يضاف إلى الله تعالى ابتداء يمكر ويكيد، ويخادع وينسى..فالجواب: أن هذا الذي ذكرتموه مبني على أمرين…» ثم أطال ابن القيم في ذلك بكلام طويل فيه خلط وخبط لا محصل من ورائه سوى الانتصار لشيخه ابن تيمية في إنكار المجاز حتى في آية نسوا الله فنسيهم، ونحوها!!!!

ثانيا: إليكم الآن نصوص العلماء في أن آية نسوا الله فنسيهم مجاز وبيان نوع المجاز هنا:

1) جاء في «غريب القرآن لابن قتيبة ت سعيد اللحام» (ص42):

5- اللَّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ، أي يجازيهم جزاء الاستهزاء جزاء النسيان. … ومثله قوله: نَسُوا اللَّهَ ‌فَنَسِيَهُمْ: أي جازاهم جزاء النسيان. …16- أُولئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الضَّلالَةَ بِالْهُدى أي استبدلوا…فَما رَبِحَتْ تِجارَتُهُمْ والتجارة لا تربح، وإنما يربح فيها. وهذا على ‌المجاز

2)جاء في «أحكام القرآن للجصاص ط العلمية» (3/ 183):

«وقوله: {نسوا الله ‌فنسيهم} فإن معناه أنهم تركوا أمره والقيام بطاعته حتى صار ذلك عندهم بمنزلة المنسي، إذ لم يستعملوا منه شيئا كما لا يعمل بالمنسي. وقوله: {‌فنسيهم} معناه أنه تركهم من رحمته، وسماه باسم الذنب لمقابلته; لأنه عقوبة وجزاء على الفعل، وهو ‌مجاز كقولهم: الجزاء بالجزاء، وقوله: {وجزاء سيئة سيئة مثلها} [الشورى:40] ونحو ذلك»

3)وفي «شرح مختصر الطحاوي للجصاص» (1/ 738):

وأما قوله عز وجل: {نسوا الله ‌فنسيهم}: فإنه ‌مجاز ليس بحقيقة؛ لأنهم لما صاروا في الإعراض عن أمر الله كالناسي، أجرى عليهم لفظ»

4)وفي «التعليقة الكبيرة – أبو يعلى – من الصلاة للجنائز» (1/ 359):

«وأما قوله تعالى: {نَسُوا اللَّهَ ‌فَنَسِيَهُمْ} ‌مجاز؛ لأنهم فعلوا ما يفعل الناسي من ترك الذكر لله – عز وجل -، فأجرى عليهم لفظ الناسي…»

5)وقال الزمخشري في «أساس البلاغة» (2/ 268):

«ومن ‌المجاز: نسيت الشيء: تركته ” نسوا الله ‌فنسيهم” وكرمك ينسّى كرم البرامكة»

6)وقال السهيلي في «الروض الأنف ت تدمري» (3/ 250):

«فإن قلت: فقد قال الله تعالى: {الله يستهزئ بهم} قلنا: العرب تسمي الجزاء على الفعل باسم الفعل كما قال تعالى: {نسوا الله فنسيهم} وهو مجاز حسنوأما الاستهزاء الذي كنا بصدده فهو المسمى استهزاء حقيقة ولا يرضى به إلا جهول »

7)وقال الطوفي في «شرح مختصر الروضة» (1/ 519):

«ومكروا مكرا ومكرنامكرا}، فدل ذلك على أن إسناد المكر إلى الآدمي حقيقة، وإسناده إلى الله تعالى ‌مجاز، ..قلت: الأجود هنا التمثيل بالنسيان، فإنه يطلق على المخلوق بدون مقابل، نحو قوله سبحانه وتعالى: {فنسي ولم نجد له عزما} … ولا يطلق على الله سبحانه وتعالى إلا مع المقابل، كقوله سبحانه وتعالى: {نسوا الله ‌فنسيهم} »

8)وقال ابن جماعة في «إيضاح الدليل في قطع حجج أهل التعطيل» (ص183):

« فوالله لا يمل الله حتى تملوا …اعلم أن الملال على الله تعالى محال وهو ثقل الشيء على النفس والسآمة منه فوجب تأويله وهو أنه لا يترك الأجر والثواب حتى يتركوا العمل ولأن من مل شيئا تركه فعبر عن الترك بالملال الذي هو سببه من باب استعمال المسبب بلفظ السبب وهو ‌مجاز كثير …وقيل إن مجيئه بهذا اللفظ من باب المقابلة في الألفاظ وهو باب من أبوب الفصاحة كقوله تعالى {ومكروا ومكر الله} {نسوا الله ‌فنسيهم} »

9)وقال أبو حيان في «البحر المحيط في التفسير» (3/ 24):

وأهل السنة يعكسون هذا، أو يفرقون بين الإدراك والرؤية. وذكر من المحكم: وما كان ربك نسيا لا يضل ربي ولا ينسى ومتشابهه: نسوا الله ‌فنسيهم، ظاهر النسيان ضد العلم، ومرجوحه الترك. ... فإذن المصير إلى المرجوح لا يكون بواسطة الدلالة العقلية القاطعة، وإذا علم صرفه عن ظاهره فلا يحتاج إلى تعيين المراد، لأن ذلك يكون ترجيح ‌مجاز على ‌مجاز، وتأويل على تأويل.اهـ

10)وقال الزركشي في «البرهان في علوم القرآن» (3/ 381):

«وأما قوله: {الله يستهزئ بهم} فالعرب تسمي الجزاء على الفعل باسم الفعل كقوله: {نسوا الله ‌فنسيهم} وهو ‌مجاز حسن وأما الاستهزاء الذين نحن بصدده فهو استهزاء حقيقة لا يرضى به إلا جاهل»

11) وفي «مجمل اللغة لابن فارس» (ص866):

«‌النسيان: ‌خلاف ‌الذِّكر.

والنسي: ما سقط في منازل المرتحلين من رذال أمتعتهم، فيقولون: تتبعوا أنساءكم.

قال:

كأن لها في الأرض نسياً تقصهُ

والنسيان: الترك، قال الله – جل وعز -»

12)وقال العيني في «عمدة القاري شرح صحيح البخاري» (6/ 39):

« وما كان ربك نسيا، أي: تاركا، لأن النسيان في اللغة الترك.. {نسوا الله ‌فنسيهم} … وقال الكرماني: فإن قلت: هذا الكلام من أي الأساليب؟ إذ النسيان ممتنع على الله تعالى؟ قلت: هو من أسلوب التجوز، أطلق الملزوم وأراد اللازم، إذ نسيان الشيء مستلزم لتركه. انتهى. وقال أيضا: لم ما قلت: إنه كناية؟ …وههنا الترك ليس مستلزما للنسيان، إذ قد يكون الترك بالعمد. هذا عند أهل المعاني. وأما عند الأصولي فالكناية أيضا نوع من ‌المجاز»

13)وقال الشوكاني في «نيل الأوطار» (2/ 178):

«وقيل المراد بقوله: ” نسيها ” ترك العمل بها. ومنه قوله تعالى: {نسوا الله ‌فنسيهم} وهو ‌مجاز لا يصار إليه إلا لموجب»

14) وفي «تفسير الألوسي = روح المعاني» (5/ 323):

«وقبض اليد كنايةعن الشح والبخل كما أن بسطها كناية عن الجود … نسوا الله النسيان ‌مجاز عن الترك وهو كنايةعن ترك الطاعة فالمراد لم يطيعوه سبحانه ‌فنسيهم منع لطفه وفضله عنهم، والتعبير بالنسيان للمشاكلة»

15)وقال محي الدين درويش في «إعراب القرآن وبيانه» (4/ 129):

«(نسوا الله ‌فنسيهم …وسيأتي بحث هذا ‌المجاز المرسل»

15) وفي «الجدول في إعراب القرآن» (5/ 384):

«- ‌المجاز: في قوله تعالى {نسوا الله} والنسيان ‌مجاز عن الترك، وهو كنايةعن ترك الطاعة، فالمراد لم يطيعوه سبحانه. 3 – المشاكلة: في قوله تعالى {‌فنسيهم} أي منع لطفه وفضله عنهم والتعبير بالنسيان للمشاكلة»

16) وقال محمد صديق خان في «فتح البيان في مقاصد القرآن» (5/ 339):

«(ويقبضون أيديهم) أي يشحون .. فالقبض كناية عن الشح كما أن البسط كناية عن الكرم (نسوا الله ‌فنسيهم) النسيان الترك، أي تركوا ما أمرهم به فتركهم من رحمته وفضله …لأن النسيان الحقيقي لا يصح إطلاقه على الله سبحانه، وإنما أطلق عليه هنا من باب المشاكلة المعروفة في علم البيان، فهو ‌مجاز مرسل»

17) قال سيدي ابن عجيبة في «البحر المديد في تفسير القرآن المجيد» (2/ 402):

«قلت: قال في الأساس: ومن ‌المجاز: نسيت الشيء: تركته، (نسوا الله ‌فنسيهم) .. »

18) جاء في «التفسير المنير – الزحيلي» (10/ 300):

«- الجزاء من جنس العمل، فقوله تعالى: {نسوا الله ‌فنسيهم} معناه أنهم تركوا أمره وطاعته حتى صار ذلك بمنزلة المنسي، فتركهم من رحمته…لأنه جزاء وعقوبة على الفعل، وهو ‌مجاز كقولهم: الجزاء بالجزاء، وقوله تعالى: {وجزاء سيئة سيئة مثلها} ونحو ذلك»

19)وقال الأثيوبي في «ذخيرة العقبى في شرح المجتبى» (12/ 239):

« قال الإسماعيلي: وفيه وجه آخر، وهو أن النسيان الذي هو خلاف الذكر إضافته إلى صاحبه ‌مجاز…»، وكذا في كتابه «البحر المحيط الثجاج في شرح صحيح الإمام مسلم بن الحجاج» (16/ 234)

20) وقال الأرمي الهرري في «تفسير حدائق الروح والريحان في روابي علوم القرآن» (11/ 351):

«ومنها: الكناية في قوله: {ويقبضون أيديهم}؛ لأن قبض الأيدي كناية عن الشح والبخل، كما أن بسطها كناية عن الكرم والجود.ومنها: ‌المجاز المرسل في قوله: {نسوا الله ‌فنسيهم}؛ لأنه ‌مجاز عن الترك، ففيه إطلاق الملزوم وإرادة اللازم»

21)وجاء في «تفسير الخازن لباب التأويل في معاني التنزيل» (2/ 380):

«نَسُوا اللَّهَ ‌فَنَسِيَهُمْ هذا الكلام لا يمكن إجراؤه على ظاهره لأنا لو حملناه على النسيان الحقيقي لم يستحقوا ذما عليه لأن النسيان ليس في وسع البشر دفعه وأيضا فإن النسيان في حق الله محال فلا بد من ‌التأويل وقد ذكروا فيه وجهين الأول معناه أنهم تركوا أمره حتى صاروا بمنزلة الناسين له فجازاهم بأن صيرهم بمنزلة المنسى من ثوابه ورحمته ».

فهذه نصوص للعلماء تزيد على العشرين … ولدينا مزيد بحمد الله .. ولكن نكتفي بهذا القدر … فقل لنا يا شيخ الإسلام عثمان المكي هل هؤلاء العلماء كلهم على خطأ حينما قالوا بأن النسيان في الآية مجاز؟ هذا إن كنت فهمت كلامهم أصلا … والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات.

وانظر السابق:

https://www.facebook.com/groups/385445711569457/posts/5984802348300404/

https://www.facebook.com/groups/385445711569457/posts/5985576284889677/

السابق
حول كتاب الجيوش الإسلامية الذي يطنطن حوله أدعياء السلفية
التالي
من جناية الوهابية واللامذهبية على الدين : تجرؤ الجهال على الإنكار في مسائل الخلاف وتخطئة العلماء بزعم أنهم خالفوا الدليل (منقول)