تنزيه الله عن المكان والجهة والحيز

(2) الرد على دمشقية في قوله بأن الأشاعرة ليسوا من أهل السنة بحجة أنهم تأثروا في التنزيه بعقائد الشيعة!!! عبارة “كان الله ولا مكان، وهو الآن على ما عليه كان” ؟!!

فهل ـ يا دمشقية ـ كل هؤلاء العلماء من شتى الفنون والمذاهب تأثروا بالشيعة وسرقوا منهم عبارة “كان الله ولا مكان، وهو الآن على ما عليه كان” ؟!! إذن قل لي أين أهل السنة هؤلاء الذين أنكروا هذه العبارة التي تنكرها ؟!! فقد بحثت عنهم في آلاف الكتب فلم أجدهم، فأين هم؟!! في المريخ مثلا ؟!!! حقا كما قال الشاعر:

وإذا أراد الله نشر فضيلة …طويت أتاح لها لسان حسودِ

#الزواجر_الصلاحية_لردع_دمشقية

(2) الرد على دمشقية في قوله بأن الأشاعرة ليسوا من أهل السنة بحجة أنهم تأثروا في التنزيه بعقائد الشيعة!!! عبارة كان الله ولا مكان، وهو الآن على ما عليه كان” ؟!!

بعد أثبتنا في المنشور السابق[1] أن التجسيم أول من ابتدعه هم الرافضة، وأن التيمية والوهابية ومنهم دمشقية هم أقرب الناس إلى مذهب التجسيم وأكثرهم تأثرا به، وأن الأشاعرة هم من أبعد الناس عن التأثر بمذهب التجسيم، وبالتالي فإن من تأثر بالرافضة هم دمشقية وفرقته لا الأشاعرة كما هو ظاهر، وهو عكس ما أراد دمشقية إثابته!!

نأتي الآن لنناقش بالتفصيل تلك الراويات التي ذكرها دمشقية من كتب الشيعة وزعم أنها موجودة بعينها في كتب الأشاعرة ليستدل بذلك على تأثر الأشاعرة بالشيعة وبالتالي ليخرجهم من أهل السنة!! فتعالوا لنتناول تلك الروايات رواية رواية .. ونبحث عنها وننظر فيها لنرى هل فعلا هي عبارات شيعية تلقفها الأشاعرة وتأثروا بها؟!

نأخذ العبارة الأولى “كان الله ولا مكان، وهو الآن على ما عليه كان” .. حيث قال عنها دمشقية في الفيديو[2] في الدقيقة 37 “هذه أيضا من كتب الرافضة، وقد ذكر ابن حجر في فتح الباري ان هذه العباره ليست في كتب الحديث، وقال بأنه: نبّه على ذلك العلامة ابن تيمية، وهو مسلّم له في قوله”. إلى أن يقول في د40 “كذلك موجود بلا مكان، هذه شائعة، هذه مصيبة عمّت وطمّت، ويعتبر هذا اللفظ الآن اصطلاح أشعري، موجود بلا مكان، وهو خارج عن الزمان والمكان، كذلك لا يجوز على الله التغير ..هههه”.اهـ

وقال في موسوعته : وطريقة الأحباش في تنزيه الله ، وعمدة استدلالاتهم التي يتمسكون بها مأخوذة من مصادر شيعية نسبها الشيعة إلى أئمة أهل البيت ولا يخفاك كم أضيف إليهم مما لم يصح سنده . مثال ذلك تمسك الأحباش بالقول المنسوب إلى علي رضي الله عنه “كان الله ولا مكان وهو الآن على ما عليه كان ” وجدت هذه الرواية في الكافي للكليني الشيعي . قال الحافظ ابن حجر في الفتح ” هذا الرواية لا توجد في شيء من كتب الحديث ” مؤكداً على أن ” العلامة ابن تيمية – على حد قوله – نص على ذلك “[3] .

قال وليد– أيده الله – : وما قاله دمشقية مردود من وجوه:

الأول: أن هذا نقضه دمشقيه نفسه لأنه قال في عدة مواضع من كتبه أن هذه العبارة يحتج بها الجهمية والمعتزلة، فقد قال أيضا في موسوعته : “وهو الآن على ما عليه كان: حجة الجهمية والمعتزلةردها ابن تيمية ووافقه الحافظ”: ما زال الجهمية ومن وافقهم يضربون نصوص علو الله فوق خلقه بهذه الرواية “كان الله ولا مكان” .. فانظر كم ورثوا عن المعتزلة حتى الآن من أمور يظنونها راية أهل السنة والجماعة[4].اهـ

وقال في كتابه أحاديث يحتج بها الشيعة (ص: 352) بعد أن ذكر أن مقولة “كان الله ولا مكان وهو الآن على ما عليه كان” لا تصح روايةً … إلى أن يقول: ألم يعلم هؤلاء أن هذه الرواية المكذوبة كانت من أعظم ما يحتج به المعتزلة، وذكر الأشعري احتجاج المعتزلة بها وأنها من جملة مقالاتهم، فانظر كم ورث هؤلاء القوم عن المعتزلة من أمور يظنونها راية أهل السنة والجماعة.اهـ

فإذن تارة يقول بأنها عبارة الجهمية والمعتزلة، وتارة يقول بأنه عبارة الرافضة والشيعة، فهل هي عبارة الرافضة والشيعة أم عبارة الجهمية والمعتزلة؟ اعتمدْ واحدة منها، لأن الجهمية والمعتزلة هؤلاء متقدمون وأما الشيعة الرافضة القائلون بها -كالكليني – فهم متأخرون عنهم، وأما متقدمو الشيعة فقد كانوا مجسمة كما بسطناه في المنشور السابق من كلام ابن تيمية وكثير من الوهابية.

فالكليني هذا الذي نسب إليه دمشقية العبارة هو محمد بن يعقوب بن إسحاق الكليني (توفي سنة 329 هـ / 941 م)[5]، وأما الجهم بن صفوان الذي تُنسب إليه الجهمية، وواصل بن عطاء الذي تنسب إليه المعتزلة فكلاهما من المتقدمين فقد كانوا في عصر التابعين، فالجهم توفي سنة 128 هـ[6]، وواصل توفي 131 هـ[7]، أي أن الكليني جاء بعدهما بقرنين، وبالتالي فإن كان أحد أخذ من أحد فيكون الكليني أخذ من الجهم وواصل لا العكس، وهذا هو الواقع لأننا كما قلنا أن أئمة الرافضة الأوائل كانوا مجسمة ثم انتقل متأخروهم إلى مذهب المعتزلة في العقيدة كما قال ابن تيمية : وكان متكلموا الشيعة كهشام بن الحكم وهشام بن الجواليقي ويونس بن عبد الرحمن القمى .. يبتدعون في الغلو في الإثبات والتجسيم والتبعيضوالتمثيل ما هو معروف من مقالاتهم التي ذكرها الناس ولكن في أواخر المائة الثالثة دخل من دخل من الشيعة في أقوال المعتزلة كابن النوبختي كابن النوبختي..ولهذا تجد المصنفين في المقالات كالأشعري لا يذكرون عن أحد من الشيعة أنه وافق المعتزلة في توحيدهم وعدلهم إلا عن بعض متأخريهم وإنما يذكرون عن بعض قدمائهم التجسيم وإثبات القدر وغيره وأول من عرف عنه في الإسلام أنه قال إن الله جسم هو هشام بن الحكم[8].اهـ

الوجه الثاني: أنه لدى البحث عن هذه العبارة وهي ” كان الله ولا المكان، والآن على ما هي كان” وجدتها في عشرات المواضع من كتب العلماء في شتى العلوم الشرعية ومن شتى المذاهب الفقهية والعقدية، وكلهم يوردها مسلّما بها حتى من الحنابلة وأهل الحديث ممن يرتضيهم ابن تيمية، بل نقلها ابنُ تيمية وتلميذه ابن القيم عن بعض الأئمة الذين كان يحتج بهم على إثبات العلو الحسي، وإليك طائفة من تلك النصوص:

1) قال أبو حنيفة في الفقه الأبسط: قلت أرأيت لو قيل أين الله تعالى فقال يقال له كان الله تعالى ولا مكانقبل ان يخلق الخلق وكان الله تعالى ولم يكن أين ولا خلق كل شيء وهو خالق كل شيء فإن قيل بأي شيء شاء الشائي المشيء فقل بالصفة وهو قادر يقدر بالقدرة وعالم يعلم بالعلم ومالك يملك بالملك[9].

ولكن هذا النص لم يعجب المحقق الوهابي للكتاب وهو محمد الخميس فذكر أنه لعله من كلام أبي مطيع أو مَن بعده. وهذا فعله الخميس في كتاب الفقه الأكبر، فما وجد فيه ما يعجبه جعله من قول أبي حنيفة ومن قول السلف أيضا كقوله “وله يد ووجه ونفس كما ذكره الله تعالى في القرآن فهو له صفات بلا كيف ولا يقال إن يده قدرته او نعمته لأن فيه إبطال الصفة”[10].اهـ

وما لم يعجبه نفى نسبته لأبي حنيفة وجعله من بدع المتكلمين، مثل قول أبي حنيفة قبل قوله السابق: “ويتكلم لا ككلامنا ويسمع لا كسمعنا ونحن نتكلم بالآلات والحروف والله تعالى يتكلم بلا آلة ولا حروف والحروف مخلوقة وكلام الله تعالى غير مخلوق وهو شيء لا كالأشياء ومعنى الشيء الثابت بلا جسم ولا جوهر ولا عرض ولا حد له ولا ضد له ولا ند له ولا مثل له”[11]، يعني أن النصين في نفس الصفحة تقريبا، ولكن ينتقي منها ما يوافق هواه، بل أحيانا كان يبتر الخميس هذا النص كما بسطته في موضعه[12]!!!

2) وقال أبو نصر السجزي – ونقله عنه ابن تيمية[13]- “لاتفاقنا أن الله سبحانه ‌كان ‌ولا ‌مكان، ثم خلق المكان وهوكما كان قبل خلق المكان)”[14]وهذا لم يعجب محقق الكتاب الوهابي “باكريم” فراح يتعقبه بمذهب ابن تيمية كما سنرى!!!

3) وقال العمراني الشافعي: فلا نقول إنه محدود، ولا إنه يفتقر إلى مكان، ولا تحيط به جهة ولا مكان، بل ‌كان ‌ولا ‌مكان ولا زمان ثم خلق المكان والزمان[15].اهـ وهذا لم يعجب محقق الكتاب الوهابي سعود الخلف كما سنرى!!!

4) وقال ابن شيخ الحزامين تلميذ ابن تيمية في كتابه «النصيحة في صفات الرب جل وعلا»: “الحمد لله الذي كان ولا مكان”[16]، ونقله عنه السفاريني[17]، ومرعي الحنبلي نقل نفس العبارة دون أن ينسبها له[18]. وكتاب النصيحة نُسب خطأ لأبي محمد الجويني باسم ” رسالة في إثبات الاستواء والفوقية”[19]، فورد فيها نفس العبارة في أوله وهي: “الحمد لله الذي ‌كان ‌ولا ‌مكان[20]، وقال أيضا: هو أن الله عز وجل ‌كان ‌ولا ‌مكان[21].

5) وقال: ابن موهب المالكي حيث يقول في كلام طويل له: إذ لا تحويه الأماكن، لأنه أعظم منها، وقد كان ولا مكان، ولم يحل بصفاته عما كان، إذ لا تجري عليه الأحوال . ونقله عنه ابن تيمية محتجا به على إثبات العلو[22]، وكذا ابن القيم[23]، والذهبي في العلو[24]، والألباني في مختصر العلو[25].

6) وقال ابن عبد البر: كان قبل كل شيء ثم خلق الأمكنة والسموات والأرض وما بينهما…وقد صح في المعقول وثبت بالواضح من الدليل أنه كان في الأزل لا في مكان .. فإن قيل: فهل يجوز عندك أن ينتقل من لا مكان في الأزل إلى مكان قيل له أما الانتقال وتغير الحال فلا سبيل إلى إطلاق ذلك عليه لأن كونه في الأزل لا يوجب مكانا وكذلك نقله لا يوجب مكانا وليس في ذلك كالخلق لأن كون ما كونه يوجب مكانا من الخلق ونقلته توجب مكانا ويصير منتقلا من مكان إلى مكان والله عز وجل ليس كذلك لأنه في الأزل غير كائن في مكان وكذلك نقلته لا توجب مكاناوهذا ما لا تقدر العقول على دفعه[26].اهـ ولنا عودة إلى كلامه للنظر فيه بحول الله.

7) ونحوه قول ابن المقري الأندلسي: “وثبت بالدلائل أنه كان في الأزل لا في مكانوليس بمعدوم فكيف يقاس على شيء من خلقه؟” ونقله عنه ابن القيم في جيوشه[27]محتجا به.

8) ابن بلبان الدمشقي الحنبلي (فيجب الجزم بأنه سبحانه بائن من خلقه، فالله تعالى ‌كان ‌ولا ‌مكان ثم خلق المكان وهو كما كان قبل خلق المكان) [28]، وهذا لم يعجب محقق الكتاب الوهابي فراح يتعقبه بكلام ابن تيمية!!!

فهؤلاء كلهم قالوا بها وليسوا أشاعرة ، فهل هؤلاء يا دمشقية تأثروا بالشيعة وسرقوا العبارة منهم؟ بل هذه العبارة شائعة في كتب المفسرين وشراح الحديث والفقهاء والأصوليين والمؤرخين والأدباء وغيرهم، كلهم يسوقونها معتقدين إياها دون اعتراض أو انتقاد، وإليك طائفة من ذلك:

أولا: شراح الحديث:

ابن بطال حيث قال: ” أن البارى تعالى ليس بجسم ولا محتاجا إلى مكان يحله ويستقر فيه؛ لأنه تعالى قد ‌كان ‌ولا ‌مكان وهو على ما كان، ثم خلق المكان فمحال كونه غنيا عن المكان قبل خلقه إياه…صعود الكلم إلى الله تعالى لا يقتضى كونه فى جهة العلو لأن البارى تعالى لا تحويه جهة؛ إذ كان موجودا ولا جهة، “[29].

ونقله عنه الشراح منهم العيني[30]وابن الملقن [31]، ومنهم ابن حجر حيث فقد نقل مقرا عن ابن بطال قوله “وقد تقرر ان الله ليس بجسم فلا يحتاج إلى مكان يستقر فيه فقد كان ولا مكان، وانما أضاف المعارج إليه إضافة تشريف ومعنى الارتفاع إليه اعتلاؤه مع تنزيهه عن المكان”[32].اهـ

وبالتالي فمن التدليس قول دمشقية: وهو الآن على ما عليه كان: حجة الجهمية والمعتزلة ردها ابن تيمية ووافقه الحافظ”!! لأن الحافظ إنما وافقه على أنها لا تصح رواية، لا أن معناها غير صحيح، وهذا أقر به دمشقية نفسه في كتابه حيث قال: فقد أيّد ابن تيمية في أن الجزء الثاني من الرواية موضوع.اهـ

فواضح أن ابن حجر يتكلم هنا على صحة هذه العبارة كحديث لا عن صحة معناها، بدليل أنه في موضع آخر نقل كلامَ ابن بطال السابق مقرا، ولا تلازم بين إنكار كون عبارة حديثا وبين إنكار معناها، لأن القاعدة كما هو معلوم: كل ما قاله صلى الله عليه وسلم صحيح، ولكن ليس كلُّ صحيح قاله رسول الله صلى الله عليه وسلم.

وأما ابن تيمية فهو أنكر العبارة طُرا، رواية ودراية أي من حيث المعنى ومن حيث الرواية، وذلك لأنه تخالف مذهبه العقدي من أن لله مكانا في جهة العلو من مخلوقاته أزلا وأبدا، لأن تعالى لم يزل مع مخلوقاته عنده، فقال بحوادث لا أول لها، ولذلك اعترض ابن تيمية على عبارة ” كان الله ولا مكان ..” وقال بأنه مكذوبة زِيدت في بعض الروايات لحديث البخاري “كان الله ولم يكن شيء غيره”[33]، ثم أدرك أنه حتى رواية البخاري هذه تعارض مذهبه القائل بأن الله لم يزل مع مخلوقاته ولذلك زعم أنها مروية بالمعنى وأن الصحيح هنا هو رواية البخاري الثانية بلفظ “كان الله ولا شيء قبله”.

وهذا ما أنكره عليه الحافظ فقال عند حديث “كان الله ولا شيء قبله” : وفي رواية أبي معاوية كان الله قبل كل شيء وهو بمعنى كان الله ولا شيء معه” وهي أصرح في الرد على من أثبت حوادث لا أول لها من رواية الباب وهي من مستشنع المسائل المنسوبة لابن تيمية، ووقفت في كلام له على هذا الحديث يرجح الرواية التي في هذا الباب على غيرها مع أن قضية الجمع بين الروايتين تقتضي حمل هذه على التي في بدء الخلق لا العكس، والجمع يقدم على الترجيح بالاتفاق[34].اهـ

فلدينا إذن ثلاثة نصوص لابن حجر، نص يوافق فيه ابنَ تيمية في أن ” كان الله ولا مكان، وهو على ما عليه كان” لم تصح كرواية لاسيما في شطرها الثاني، ولدينا نصان آخران لابن حجر، أحدهما ينفي فيها المكان عن الله، والآخر ينفي فيها حوادث لا أول لها، وكلا المسألتين يخالف فيهما ابن تيمية، ودمشقية نقل لنا النص الأول، وأما النصان الآخران للحافظ فلم ينقلهما دمشقية بل أوهمنا أن الحافظ موافق لابن تيمية فيهما، والأمر ليس كذلك، بل هو صرح بالإنكار على ابن تيمية بالاسم كما رأينا، فضلا عن أنه أنكر نسبة المكان إلى الله في مواضع أخرى، فقال مثلا: قوله في جنة عدن قال بن بطال: لا تعلق للمجسمة في اثبات المكان لما ثبت من استحالة أن يكون سبحانه جسما أو حالا في مكان[35].اهـ إلى غير ذلك من المواضع التي ينزه الله فيها عن المكان والتي ساقها “كندو” من الوهابية وأقر بأن الحافظ ينزه الله عن المكان[36].

ومنهم: ابن رَشيد السبتي[37]حيث قال: لا يقال متى كان، ولا كيف ‌كان، ‌ولا ‌مكان كون المكان ودبّر الزمان[38].

ومنهم ابن المنير حيث قال: فبيّن البخاري أن الجهة التي يصدق عليها أنها سماء، والحيز الذي يصدق عليه أنه عرش، كل ذلك مخلوق مربوب محدث، وقد ‌كان ‌الله ‌ولا ‌مكان ضرورة. وحدثت هذه الأمكنة. وحدوثها وقدمه – جل جلاله – يحيل وصفه بالتحيز فيها لأنه لو تحيز لاستحال وجوده قبل الحيز مثل كل متحيز. تعالى الله عن ذلك.[39]

وقال ابن عساكر عن أبي الحسن الأشعري: فقال ‌كان ‌ولا ‌مكان فخلق العرش والكرسي ولم يحتج إلى مكان وهو بعد خلق المكان كما كان قبل خلقه[40]

وقال السبكي في ترجمة الفخر ابن عساكر: {لا يسأل عما يفعل وهم يسألون} موجود قبل الخلق ليس له قبل ولا بعد ولا فوق ولا تحت ولا يمين ولا شمال ولا أمام ولا خلف ولا كل ولا بعض ولا يقال متى كان ولا أين كان ولا كيف ‌كان ‌ولا ‌مكان، كون الأكوان ودبر الزمان لا يتقيد بالزمان ولا يتخصص بالمكان[41].

وهذه طائفة من المفسرين ممن أورد هذه العبارة:

فمنهم: الماتريدي والله – تعالى – يتعالى عن المكان، ‌كان ‌ولا ‌مكان فهو على ما كان.[42]وقال أيضا ” بل ‌كان ‌ولا ‌مكان فهو على ما كان يتعالى عن الاستحالة والتغير “: إذ هو أثر الحدث، وأمارة الكون، بعد أن لم يكن، ولا قوة إلا بالله[43]. وقال في كتاب التوحيد: أن الله سبحانه كان ولا مكان وجائز ارتفاع الأمكنة وبقاؤه على ما كان فهو على ما كان وكان على ما عليه الآن ‌جل ‌عن ‌التغير والزوال والإستحالة والبطلان[44].

وقال القشيري في تفسيره : أنه كما ‌كان ‌ولا ‌مكان فهو الآن كما كان قال: فارتضى مني ذلك ونزع قميصه وأعطانيه[45]. وقال القشيري في رسالته: خلق الزمان ولم يكن قبله زمان، وخلق المكان، ولم يكن قبله مكان فالحقّ- سبحانه- ‌كان ‌ولا ‌مكان ولا زمان فهو عزيز لا يدركه المكان، ولا يملكه الزمان[46].

وقال ابن عجيبة: {المجيد} إعلاماً بأنه ‌كان ‌ولا ‌مكان، والآن ليس في المكان، إذ جلاله وجماله منزَّه عن مماسة المكان، والحاجة إلى الحدثان[47]

وقال الفخر الرازي: وقال في تفسير الصمد: الخامس: قال الحسن البصري: الذي لم يزل ولا يزال، ولا يجوز عليه الزوال ‌كان ‌ولا ‌مكان، ولا أين ولا أوان[48].

وقال النسفي: لأنه تعالى ‌كان ‌ولا ‌مكان فهو على ما كان قبل خلق المكان لم يتغير عما كان[49].

قال الثعلبي (ت 427 هـ) في تفسيره: وإن الحق لا يوصف بتحويل من مكان إلى مكان، وأنى له التحويل والتنقل، ولا ‌مكان ‌له ‌ولا ‌أوان، ولا يجري عليه وقت، ولا زمان؛ لأن في جريان الوقت على الشيء فوت الأوقات، ومن فاته شيء فهو عاجز، والحق منزه أن تحوي صفاته الطبائع، أو تحيط به الصدور[50].

وقال القرطبي: والله جل ثناؤه لا يوصف بالتحول من مكان إلى مكان، وأنى له التحول والانتقال، ولا ‌مكان ‌له ‌ولا ‌أوان، ولا يجري عليه وقت ولا زمان، لأن في جريان الوقت على الشيء فوت الأوقات، ومن فاته شي فهو عاجز[51].

وهذه طائفة الفقهاء وغيرهم من العلماء:

مثل الخليلي الشافعي[52]يقول في فتاواه وقد استفتي في معتقد الجهة فقال: {فعابده في الجهة مجسم ضال مضل قاصر النظر قاصر الدليل مطرود عن ساحة الجليل، ومثل الجهة المكان والزمان؛ لأنه كان ولا مكان ولا زمان، وهو الآن على ما عليه كان[53].

وابن جهبل حيث قال في رده على الفتوى الحموية : عقيدتنا أن الله قديم أزلي لا يشبه شيئا ولا يشبهه شيء ليس له جهة ‌ولا ‌مكان ولا يجري عليه وقت ولا زمان ولا يقال له أين ولا حيث يرى لا عن مقابلة ولا على مقابلة كان ‌ولا ‌مكان كون المكان ودبر الزمان وهو الآن على ما عليه كان[54]. وقال أيضا عن ابن تيمية: ثم ذكر بعد ذلك شيخنا أبا الحسن علي بن إسماعيل الأشعري وأنه يقول الرحمن على العرش استوى ولا نتقدم بين يدي الله تعالى في القول بل نقول استوى بلا كيف وهذا الذي نقله عن شيخنا هو نحلتنا وعقيدتنا لكن نقله لكلامه ما أراه إلا قصد الإيهام أن الشيخ يقول بالجهة فإن كان كذلك فلقد بالغ في البهت، وكلام الشيخ في هذا أنه قال كان ‌ولا ‌مكان فخلق العرش والكرسي فلم يحتج إلى مكان وهو بعد خلق المكان كما كان قبل خلقه[55].

وقال ابن عراق ـ والد صاحب كتاب تنزيه الشريعة[56] ـ في عقيدته التي شرحها ابن حجر الهيتمي: على العرش استوى من غير تمكن ولا جلوس..وكان الله ‌ولا ‌مكان وهو الان على ما عليه كان جل عن التشبيه والتقدير والتكييف والتغيير والتأليف والتصوير ليس كمثله شيء وهو السميع البصير[57].

وقال ابن المستوفي في تاريخ إربل[58]:

بسم الذي ‌كان ‌ولا ‌مكان … ولا أناسي ولا جنان

ولا سعير لا ولا جنان … ولا ضمير لا ولا جنان

وقال ابن الشعار الموصلي : وتنَّزه عن الحلول والحين والجهة وأن يكون له العرش حامل. لا يقال: متى كان؟ ولا أين كان؟ ولا كيف كان؟ وكل ذلك سؤال الأراذل، ‌كان ‌ولا ‌مكان، وهو الآن على ما عليه كان ليس بمنتقل عنه ولا زائل. [59]

ووردت في كتب أخرى من قبيل الحكايات ونحوها فمثلا ابن الجوزي ذكرها ضمن قصة صدّرها بقوله ” ذكر في بعض الأخبار “: ثم يقول سبحان من ‌كان ‌ولا ‌مكان سبحان الموجود بكل حين وأوان[60]. ولم يعترض عليها. ومن ذلك ما أخرجه أبو الشيخ في العظمة[61]وأورده الذهبي في العلو: عن وهب بن منبه قال وجدت في التوراة كان الله ولم يكن شيء قبله في تغنيه عن الخلق ولا يقال كيف كان وأين كان وحيث كان لمن كيف الكيف وأيّن الأين ‌وحيّث ‌الحيث فكون عرشه ثم استوى على العرش والكيف مجهول. قال الذهبي: هذا أحسبه من وضع غلام الخليل وهو كلام ركيك[62].

ولم ينكر هذه العبارة قبل ابن تيمية سوى اثنين: هشام بن الحكم الرافضي لتجسيمه، وأبو العلاء المعري لإلحاده. قال الصفدي:- رئيس الهشامية هشام بن الحكم الكوفي الرافضي رئيس الطائفة الهشامية كان خزازا وكان ضالا ومشبها: وقال ‌كان ‌الله ‌ولا ‌مكان ثم تحرك فحدث مكانه[63].

وفي ترجمة أبي العلاء المعري عند الذهبي وهو يورد من أشعاره الإلحادية منها قوله :

قلتم لنا خالق قديم … صدقتم هكذا نقول

زعمتموه بلا زمان … ‌ولا ‌مكان ألا فقولوا

هذا كلام له خبيء … معناه ليست لكم عقول

ومنه:

دين وكفر وأنباء تقال وفر … قان ينص وتوراة وإنجيل

في كل جيل أباطيل يدان بها … فهل تفرد يوما بالهدى جيل؟[64]

نعم أنكر شطرَها الثاني عبدُ الغني المقدسي، حيث قال سبط ابن الجوزي في ترجمته: فصار الحافظ يقعد بعد العصر، فذكر عقيدته على الكرسي، فاتفق محيي الدين بن زكي الدين، والخطيب الدولعي وجماعة من الدماشقة… فقالوا: هذا قد أضل الناس، ويقول بالتشبيه. فعقدوا له مجلسا، وأحضروه، فناظرهم، فأخذوا عليه مواضع؛ منها قوله: كان الله ولا مكان، وليس هو اليوم على ما كان. ومنها: ولا أنزهه تنزيها ينفي حقيقة النزول. ومنها: مسألة الصوت والحرف. فقالوا له: إذا لم يكن على ما كان، فقد أثبت له المكان، وإذا لم تنزهه تنزيها ينفي حقيقة النزول فقد أجزت عليه الانتقال. وأما الحرف والصوت، فإنه لم يصح عن إمامك الذي تنتمي إليه فيه شيء، وإنما المنقول عنه أنه كلام الله لا غير. وارتفعت الأصوات، فقال له صارم الدين: كل هؤلاء على ضلالة وأنت على الحق؟ ! فقال: نعم. فأمر الأسارى، فنزلوا إلى جامع دمشق، فكسروا منبر الحافظ.[65]وهذا نقله أيضا الذهبي في سيره وتاريخه [66].

فعبد الغني كما ترون سلّم بالشطر الأول وهو “كان الله ولا مكان”، ولم يسلم بالشطر الثاني وهو “وهو الآن على ما عليه كان”، لأنه حمل حديثَ النزول على ظاهره وهو الانتقال من مكان عال إلى سُفل، ولكن دون أن يخوض في أنه تعالى حين ينزل هل يخلو منه العرش أم لا يخلو، بل بدّع عبدُ الغني من يخوض في ذلك، وبالتالي فهذا لا تفرحوا به كثيرا أيها التيمية، لأن ابن تيمية مخالف لعبد الغني في كليهما، لأن ابن تيمية يرى أنه تعالى في العلو من الأزل لأنه تعالى في الأزل مع مخلوقاته، وذلك لقِدم فعله، فهو دائما عال عليهم علوا حسيا، فخالف ابنُ تيمية الشطرَ الأول وهو “كان الله ولا مكان”، وخالف ابنُ تيمية الشطرَ الثاني لأن ابن تيمية يرى أنه تعالى ينزل ولا يخلو منه العرش، والمقدسي بدّع من يقول هذا القول (وهو أنه ينزل تعالى في الثلث الأخير من الليل ولا يخلو منه العرش كما يقول ابن تيمية) وبدّع من يقول بعكسه (وهو القول بأنه ينزل ويخلو منه العرش كما يقول ابن منده)، فكلا القولين عند الشيخ عبد الغني بدعة، وابن تيمية يقول بالأول منهما.

قال عبد الرزاق البدر في تذكرة المؤتسي شرح عقيدة الحافظ عبد الغني المقدسي (ص: 127): ثم قال الحافظ عبد الغني”ـ رحمه الله ـ: ” ومن قال يخلو العرش عند النزول أو لا يخلو، فقد أتى بقول مبتدع ورأي مخترع ” يشير المصنف ـ رحمه الله ـ إلى مسألة تتعلق بنزول الله عز وجل إلى سماء الدنيا، وهي: حينما ينزل هل يخلو منه العرش أو لا يخلو؟ ” والأقوال التي ذكرت في هذه المسألة ثلاثة، لخصها شيخ الإسلام ابن تيمية بقوله:”منهم من ينكر أن يقال: يخلو أو لا يخلو، كما يقول ذلك الحافظ عبد الغني وغيره. ومنهم من يقول: بل يخلو منه العرش، وقد صنف عبد الرحمن بن منده مصنفا في الإنكار على من قال: لا يخلو منه العرش … والقول الثالث، وهو الصواب، وهو المأثور عن سلف الأمة وأئمتها: أنه لا يزال فوق العرش، ولا يخلو العرش منه، مع دنوه ونزوله إلى السماء الدنيا، ولا يكون العرش فوقه”.

وحاصل ما تقدم أن عبارة “كان ولا مكان ، ولم يتغير عما كان” ، عبارة مشهورة بين العلماء سواء كانوا مفسرين أم محدثين أم فقهاء أم من غيرهم، وسواء كانوا أشاعرة أم غير أشاعرة حتى ممن يرتضيهم ابن تيمية كالسجزي وابن موهب والعمراني وغيرهم.

فهل كل هؤلاء يا دمشقية تأثروا بالشيعة وسرقوا العبارة منهم؟!! وبالتالي ليسوا من أهل السنة والجماعة عندك!! حسنا … أهل السنة عندك هم من ينكرون هذه العبارة كما تنكرها، فقل لي أين أهل السنة هؤلاء الذين أنكروا هذه العبارة؟!! لماذا لم نجد أحدا ينكرها – قبل ابن تيمية – هذا بعد البحث الشديد في آلاف الكتب المتنوعة من كتب التفسير وشروح الحديث والفقه والأصول والعقيدة والفِرق واللغة والتراجم والتاريخ وغيرها، فأنا قد بحثت بحثا حثيثا ولأيام عديدة وفي كل الكتب الموجودة في المكتبة الشاملة في آخر إصدارها [67]- عن هذه العبارة وهي “كان الله ولا مكان وهو على ما عليه كانوأشباهها وبأساليب مختلفة، فلم أعثر على أحد أنكرها إلا من تقدم ذكره وهم ثلاثة: هشام بن الحكم المجسم، وأبو العلاء المعري حينما كان ملحدا على ما قيل[68]، وعبد الغني المقدسي وهو أصلا مخالف لابن تيمية كما قلنا.

وما سوى هؤلاء الثلاثة فلا يوجد أحد أنكر هذه العبارة بل كثير منهم قالوها وأوردوها في كتبهم مسلّمين بها، وفيهم من يرتضيهم ابن تيمية وابن القيم بل أوردا أحيانا نصوصهم محتجين بهم في قضية العلو كلابن موهب وابن المقري وغيرهما كما سبق.

وبالتالي فأين أهل السنة الذين تتحدث عنهم وتتباكى عليهم وتقول عن الأشاعرة: ” فانظر كم ورثوا عن المعتزلة حتى الآن من أمور يظنونها راية أهل السنة والجماعة “، هل هم في المريخ يعني؟!! المفروض أن نجد عشرة على الأقل منهم ينكرون هذه العبارة التي أنكرتَها وأخرجت من قال بها من أهل السنة؟ أما أن لا نجد أحدا أصلا وأنت نفسك تقول عن هذه العبارة بأنها “عمت وطمت” اللهم إلا عبد الغني المقدسي ولكن لا تفرح كثيرا لأنه أصلا يحكم على من قال برأي ابن تيمية بأنه ينزل تعالى ولا يخلو منها العرش بالابتداع كما سبق، فهذا يعني أن أهل السنة والجماعة الذين تعنيهم هم فقط ـ كما قلت لك على التويتر ـ أتباع سنة ابن تيمية وجماعة ابن عبد الوهاب، ففعلا هؤلاء نجدهم ينكرونها تبعا لشيخهم ابن تيمية.

في الواقع أنا أشكرك من كل قلبي على أنك أثرت هذه الشبهة لأنشط للبحث عن هذه العبارة التي أنكرتَها على الأشاعرة وزعمتَ أنهم سرقوها من الشيعة، لأجد أنها عبارة منتشرة في الكتب في شتى العلوم الشرعية كما رأينا دون إنكار… ولله درّ أبي تمام القائل:

وإذا أراد الله نشر فضيلة …طويت أتاح لها لسان حسودِ

لولا اشتعال النار فيما جاورت.. ما كان يعرف طيبُ ريح العودِ

وإنما أنكر ابن تيمية – رحمه الله – العبارة السابقة “كان ولا مكان..” لأنها تخالف بدعتين أتى بهما في مذهبه الأولى: بدعة قدم العالم النوعي الذي التزم لأجلها بحوادث لا أول لها، والثانية: قوله بالجهة والمكان العدميين لله!!!

بقي أن نناقش الشبهات والكلام المضحك التي ذكره بعض الوهابية حين تعقبوا من قال بهذه العبارة كمحقق كتاب السجزي ومحقق كتاب العمراني وغيرهما، وإليك بيانه وتفنيده … انتظره

وانظر دفعة جديدة من نصوص العلماء من شتى الفنون والفرق على تنزيه الله عن المكان على:

https://www.facebook.com/…/permalink/3095796540534347/

——————————-

[1] انظر:

https://www.facebook.com/…/permalink/3025551214225547/

[2] انظر:

[3] موسوعة أهل السنة لعبد الرحمن دمشقية (ص: 370)

[4] موسوعة أهل السنة لعبد الرحمن دمشقية (ص: 474)

[5] https://ar.wikipedia.org/wiki/محمد_بن_يعقوب_الكليني

[6] https://ar.wikipedia.org/wiki/جهم_بن_صفوان

[7] https://ar.wikipedia.org/wiki/واصل_بن_عطاء

[8] منهاج السنة النبوية (1/ 71)

[9] الفقه الأبسط (ص: 161)، (مطبوع مع الشرح الميسر على الفقهين الأبسط والأكبر المنسوبين لأبي حنيفة، تحقيق محمد بن عبد الرحمن الخميس)، مكتبة الفرقان – الإمارات العربية، ط1/ 1419هـ – 1999م. ويوجد هذا النص أحيانا في الفقه الأكبر في بعض إصدارات المكتبة الشاملة، ولكن الصحيح أنه في الفقه الأبسط لأنه لا يوجد في نسخ الفقه الأكبر التي عليها شرح القاري والبزدوي وغيرهما.

[10] الشرح الميسر على الفقهين الأبسط والأكبر (ص: 27)

[11] الشرح الميسر على الفقهين الأبسط والأكبر (ص: 26)

[12] انظر :
https://www.facebook.com/…/permalink/773344956112862/

[13] «بيان تلبيس الجهمية» (٣/ ٥١)

[14] «رسالة السجزي إلى أهل زبيد في الرد على من أنكر الحرف والصوت» (ص١٩٦)

[15] «الانتصار في الرد على المعتزلة القدرية الأشرار» (٢/ 620)، أبو الحسين يحيى بن أبي الخير بن سالم العمراني اليمني الشافعي (المتوفى: 558هـ)، المحقق: سعود بن عبد العزيز الخلف، الناشر: أضواء السلف.

[16] «النصيحة في صفات الرب جل وعلا» لابن شيخ الحزامين (ص٧)

[17] «لوامع الأنوار البهية» للسفاريني (١/ ٢١٠):

[18] «أقاويل الثقات في تأويل الأسماء والصفات والآيات المحكمات والمشتبهات» (ص٨٧)

[19] جاءت نسبة هذه الرسالة إلى الجويني وفقا “لما جاء على طرة مخطوطها، الذي طبع ضمن مجموعة الرسائل المنيرية (1 / 174 ولكن لا تصح هذه النسبة لأنه يذكر فيها “عبد الغني المقدسي” وهو بعده، وإنما هي لابن شيخ الحزامين ولكن باسم ” النصيحة في صفات الرب جل وعلا “

وانظر تفصيل ذلك:

https://www.islamweb.net/ar/fatwa/403717/الرأي-في-كتاب-رسالة-في-إثبات-الاستواء-والفوقية-وهل-هي-للجويني

https://islamqa.info/ar/answers/314563/نسبة-رسالة-في-الاستواء-والفوقية-لابي-محمد-الجويني

[20] “رسالة في إثبات الاستواء والفوقية ومسألة الحرف والصوت في القرآن المجيد” (ص٢٧)

[21] رسالة في إثبات الاستواء والفوقية ومسألة الحرف والصوت في القرآن المجيد” (ص64)

[22] «بيان تلبيس الجهمية في تأسيس بدعهم الكلامية» (١/ ١٧٥)

[23] «اجتماع الجيوش الإسلامية ط عالم الفوائد» (١/ ٢٨٣)

[24] «العلو للعلي الغفار» (ص٢٦٤)

[25] «مختصر العلو للعلي العظيم» (ص٢٨٣) للألباني

[26] «التمهيد لما في الموطأ من المعاني والأسانيد» (٧/ ١٣٥)

[27] «اجتماع الجيوش الإسلامية ط عالم الفوائد» (١/ ٢٢٦)

[28] «مختصر الإفادات في ربع العبادات والآداب وزيادات» (ص٤٨٩)، الإمام محمد بن بدر الدين بن بلبان الدمشقي الحنبلي (1006 – 1083 هـ)، ت محمد بن ناصر العجمي، دار البشائر.

[29] «شرح صحيح البخارى لابن بطال» (١٠/ ٤٥٣)

[30] «عمدة القاري شرح صحيح البخاري» للعيني (٢٥/ ١١٧)

[31] «التوضيح لشرح الجامع الصحيح» لابن الملقن (١/ ٢٢٦)

[32] فتح الباري 13/ 416

[33] صحيح البخاري بتحقيق البغا (3/ 1166)

[34] فتح الباري لابن حجر (13/ 410)

[35] فتح الباري (13/ 433)

[36] منهج الحافظ ابن حجر العسقلاني في العقيدة من خلال كتابه فتح الباري لكندو (ص: 961).

[37] جاء في الأعلام للزركلي (6/ 314): ابن رَشِيد (657 – 721 هـ = 1259 – 1321 م): محمد بن عمر بن محمد، أبو عبد الله، محب الدين ابن رشيد الفهري السبتي: رحالة، عالم بالأدب، عارف بالتفسير والتاريخ. ولد بسبتة، وولي الخطابة بجامع غرناطة الأعظم، ومات بفاس. رحل إلى مصر والشام والحرمين (سنة 683 هـ وصنف رحلة سماها (ملء العيبة فيما جمع بطول الغيبة في الرحلة إلى مكة وطيبة – خ) أجزاء منه، وهو في ست مجلدات، قال ابن حجر: فقيه من الفوائد شئ كثير، وقفت عليه وانتخبت منه. ومن كتبه (تلخيص القوانين) نحو، و (السنن الأبين، والمورد الأمعن، في المحاكمة بين الإمامين – البخاري ومسلم – في السند المعنعن – ط) و (إفادة النصيح – بالتعريف بإسناد الجامع الصحيح – ط) كلاهما بتونس، و (إيضاح المذاهب فيمن يطلق عليه اسم الصاحب)

[38] «ملء العيبة» (ص٣٤٦)

[39] «المتواري على أبواب البخاري» (ص٤٢٤)

[40] «تبيين كذب المفتري فيما نسب إلى الأشعري» (ص١٥٠):

[41] «طبقات الشافعية الكبرى للسبكي» (٨/ ١٨٦)

[42] «تفسير الماتريدي = تأويلات أهل السنة» (٢/ ١٠٤)

[43] «تفسير الماتريدي = تأويلات أهل السنة» (٤/ ٤٥٠)

[44] «التوحيد للماتريدي» (ص٦٩)

[45] «الرسالة القشيرية» (١/ ٢٥)

[46] «لطائف الإشارات = تفسير القشيري» (٣/ ٣٢١):

[47] «البحر المديد في تفسير القرآن المجيد» (٧/ ٢٨٠)

[48] مفاتيح الغيب أو التفسير الكبير» (٣٢/ ٣٦٢):

[49] «تفسير النسفي = مدارك التنزيل وحقائق التأويل» (٢/ ٣٥٧)

[50] «تفسير الثعلبي = الكشف والبيان عن تفسير القرآن ط دار التفسير» (٢٩/ ٣٥١)

[51] «تفسير القرطبي» (٢٠/ ٥٥)

[52] محمد الخَلِيلي (000 – 1147 هـ = 000 – 1734 م): محمد بن محمد، ابن شَرَف الدين الخليلي الشافعيّ القادري [مفتي الشافعية في القدس]: فقيه أصولي متصوف، من المشتغلين بالحديث. ولد في الخليل (بفلسطين) ورحل إلى مصر فتعلم وتصوف ورجع إلى بلده. وسكن القدس إلى أن توفي. قالوا: كان مجاب الدعوة تهابه الأعيان والأعراب. له (ثبت – خ) بعض ورقات في دار الكتب (135 تيمور) [ا. هـ من الأعلام للزركلي]

[53] «فتاوي الخليلي على المذهب الشافعي» (١/ ٨٤)

[54] «طبقات الشافعية الكبرى للسبكي» (٩/ ٤١)

[55] «طبقات الشافعية الكبرى للسبكي» (٩/ 79)

[56] قال العيدروس في «النور السافر عن أخبار القرن العاشر» (ص١٧٥): أولاده الشيخ العلامة الحبر الفهامة قدوة وقته في المعقول والمنقول والمعول عليه في الفروع والأصول شيخ الأنام بطيبة والنبوية ومرجع الخاص والعام بالحضرة المصطفوية الشيخ علي وكان من كبار أهل العلم وله جملة مصنفات منها شرح على العباب في الفقه إلا أنه لم يتم ومنها ‌تنزيه ‌الشريعة عن الأحاديث الموضوعة وهو كتاب جليل عظيم الفائدة

[57] «النور السافر عن أخبار القرن العاشر» (ص١٧٥)

[58] «تاريخ اربل» (١/ ٦٦)

[59] «قلائد الجمان في فرائد شعراء هذا الزمان» (١/ ٢٣٤)

[60] «بستان الواعظين ورياض السامعين» لابن الجوزي (ص٦٤)

[61] «العظمة لأبي الشيخ الأصبهاني» (٢/ ٧٠٥)

[62] «العلو للعلي الغفار» (ص١٢٥)

[63] «الوافي بالوفيات» (٢٦/ ٥٧)

[64] «سير أعلام النبلاء ط الرسالة» (١٨/ ٢٩)

[65] «مرآة الزمان في تواريخ الأعيان» (٢٢/ ١٣٩)

[66] «سير أعلام النبلاء ط الرسالة» (٢١/ ٤٦٣)، «تاريخ الإسلام ت تدمري» (٤٢/ ٤٥٥)

[67] أنصح باستخدام هذا الإصدار للمكتبة الشاملة فإنها يتميز بعدة ميزات هامة للغاية منها سرعة البحث المذهلة فيها كلها وترتيبها وغير ذلك، وهو بالفعل نقلة نوعية شكلت لدي منعطفا في إنجاز أبحاثي بطريقة علمية رائعة للغاية تتسم بالشمول والدقة العالية. انظر:

http://shamela.ws/index.php/page/download-shamela

[68] وردت بعض من أقوال العلماء المسلمين في ذم المعري، الذين نسبوه إلى الزندقة، كابن كثير، وابن قيم الجوزية وأبو الفرج بن الجوزي، الذي قال فيه: «زنادقة الإسلام ثلاثة: ابن الراوندي، وأبو حيان التوحيدي، وأبو العلاء المعري، وأشدهم على الإسلام أبو حيان، لأنهما صرحا، وهو مجمج ولم يصرح.» ويصفه الذهبي: بـ”الشيخ العلامة، شيخ الآداب أبو العلاء، صاحب التصانيف السائرة، والمتهم في نحلته. ويروي حديث عن غرس النعمة: “حدثنا الوزير أبو نصر بن جهير، حدثنا المنازي الشاعر قال: اجتمعت بأبي العلاء، فقلت: ما هذا الذي يروى عنك؟ قال: حسدوني، وكذبوا علي. فقلت: على ماذا حسدوك وقد تركت لهم الدنيا والآخرة؟ فقال: والآخرة؟! قلت: إي والله.” ويختم الذهبي قوله بـ “والله أعلم بما ختم له”. سير أعلام النبلاء (18/ 39)

https://ar.wikipedia.org/wiki/أبو_العلاء_المعري#cite_note-33

السابق
” حلمٌ لغويٌّ في سجونِ الأسدِ” (محمد علي النجار)
التالي
مناظرة حول عقيدة الأشاعرة ومن أين استمدادها