صفة الاستواء

الرد على زعم عثمان المكي بأن الإمام النسائي فسر الاستواء بالجلوس .. !! وذلك لأنك تقص وتلصق دون أن تقرأ أصلا ما تقصه وتلصقه…!!! فما قصصته أنت ولصقته جعلته من سورة البقرة بينما هو من سورة

#كيف_تطحن_وهابيا

https://www.facebook.com/groups/385445711569457/posts/5590646851049291

يقول الأخ عثمان:

قال الإمام النسائي في سننه: ” قَوْلُهُ تَعَالَى: {ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ} [البقرة: 29] أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ، عَنِ ابْنِ وَهْبٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي ابْنُ جُرَيْجٍ، أَنَّ أَبَا الزُّبَيْرِ، أَخْبَرَهُ، أَنَّ عَلِيًّا الْأَسَدِيَّ أَخْبَرَهُ، أَنَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ عُمَرَ أَعْلَمَهُ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا اسْتَوَى عَلَى بَعِيرِهِ خَارِجًا إِلَى سَفَرٍ كَبَّرَ ثَلَاثًا وَقَالَ: {سُبْحَانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَذَا وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ وَإِنَّا إِلَى رَبِّنَا لَمُنْقَلِبُونَ } [الزخرف: 14]، اللهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ فِي سَفَرِنَا هَذَا الْبِرَّ وَالتَّقْوَى، وَمِنَ الْعَمَلِ مَا تَرْضَى، اللهُمَّ هَوِّنْ عَلَيْنَا سَفَرَنَا هَذَا، وَاطْوِ عَنَّا بُعْدَهُ، اللهُمَّ أَنْتَ الصَّاحِبُ فِي السَّفَرِ، وَالْخَلِيفَةُ فِي الْأَهْلِ، اللهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ وَعْثَاءِ السَّفَرِ، وَكَآبَةِ الْمَنْظَرِ، وَسُوءِ الْمُنْقَلَبِ فِي الْأَهْلِ وَالْمَالِ “هـــ

وما ذكر الحديث في تفسير الآية إلا ليبين أن “الاستواء على” معناه في اللغة الجلوس

https://www.facebook.com/groups/1545109759044860/posts/3095088064047014/

كذا قال ..

توكلنا على الله …

الجواب: إن هذا يمكن أن يكون صحيحا يا علامة لو أن النسائي فسّر قوله تعالى : ثم استوى على العرش، فحينها يمكن أن تزعم أنه أراد أن يفسر بالاستواء أنه جلس على العرش، ولكن هو كان يفسّر قوله تعالى{ ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ ائْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ } [فصلت: 11]، ولم يكن يفسر قوله {هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ} [البقرة: 29]، كما توهمت أنت، وذلك لأنك تقص وتلصق دون أن تقرأ أصلا ما تقصه وتلصقه…!!! فما قصصته أنت ولصقته جعلته من سورة البقرة بينما هو من سورة فصّلت لأن النسائي أوردها في كتاب التفسير باب تفسير سورة فصلت كما في الصور أدناه.

صحيح أن قوله تعالى “ثم استوى إلى السماء” موجود في سورتي البقرة وفصلت، ولكن المعنى مختلف لأن السياق مختلف وليس الآن محل بسط معنى الآيتين، ولكن ما يهمنا هنا أن غاية ما في صنيع الإمام النسائي هنا أنه أورد في تفسيره لسورة فصلت قوله ثم استوى إلى السماء، ثم سرد حديث الجارية : أين الله، ثم سرد حديث “أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا استوى على بعيره خارجا إلى سفر كبر ثلاثا”، ولم يرد تفسير قوله استوى إلى السماء بأن معنى استوى هنا جلس كما زعمت أنت، إذ سيصبح المعنى حينها ثم استوى إلى السماء أي جلس إلى السماء !!! وهذا المعنى بارد وفاسد كما ترى.

علاوة عن أنه مخالف لتفسير أبي العالية التي تحتجون بها دائما وهو أنه فسر ثم استوى إلى السماء ارتفع ، حتى هذا المعنى خالفه ابن عثيمين واختار أن معنى ثم استوى إلى السماء أي قصد وليس ارتفع، كما ترى في الصور أدناه .

هذا فضلا عن أنه لو كان حديث “استوى على بعيره” تفسيرا للاستواء في قوله تعالى ثم استوى إلى السماء، لكان حديث الجارية تفسيرا له أيضا!! إذ النسائي سرد الحديثين معا بعد ذكر آية فصلت (ثم استوى إلى السماء) كما سبق ، بيد أن حديث الجارية لا ذكر فيه للاستواء أصلا حتى تعتبر سرده له تفسيرا للاستواء!!

ربما ستقول لي: ولكن في حديث الجارية صفة العلو بشكل عام، فلعل النسائي أراد الإشارة إلى أن الاستواء علو حقيقي، ولذا أورد حديث “استوى على بعيره”

قلنا: أولا: هذا اعتراف بأن النسائي يفسر الاستواء بالعلو لا بالجلوس، وهذا يهدم دعواك على النسائي من أصلها.

ثانيا: ثمة فروق بين الاستواء والعلو عندكم من وجوه[1] فمثلا« الاستواء من الصفات السمعية المعلومة بالخبر. وأما ‌علوه ‌على ‌المخلوقات فهو عند أئمة أهل الإثبات من الصفات العقلية المعلومة بالعقل مع السمع»”[2]، ولذا ” العلو والاستواء على العرش صفتان من صفات الله تعالى أثبتهما سبحانه لنفسه في محكم كتابه وأثبتهما له رسول صلى الله عليه وسلم ويجب الإيمان بهما على حقيقتهما من غير تعطيل ولا تأويل ولا تشبيه ولا تمثيل”[3]

أي أن العلو والاستواء عندكم صفتان اثنتان ولا يجوز تفسير أحدهما بالأخرى وإلا يكون كتفسير اليد بالقدرة !!

ثالثا: وهو الأهم أن بين الاستواء والجلوس فروقا!! يقول ابن تيمية:« ‌فيظن ‌المتوهم ‌أنه إذا وصف بالاستواء على العرش: كان استواؤه كاستواء الإنسان على ظهور الفلك والأنعام؛ كقوله: {وجعل لكم من الفلك والأنعام ما تركبون} {لتستووا على ظهوره} … وقد علم أن بين مسمى الاستواء والاستقرار والقعود فروقا معروفة»[4]

فتأمل قوله ” علم أن بين مسمى الاستواء والاستقرار والقعود فروقا معروفة ” فهو نص على أن الاستواء غير الجلوس!!

وعلى فرض أن النسائي أراد تفسير استوى في الآية بجلس فقد أخطأ رحمه الله لفساد معنى الآية حينها كما سبق بيانه، ولأن النسائي نفسه روى في السنن الكبرى (1/ 371): فإذا رفع رأسه من السجدة الثانية، في أول الركعة استوى قاعدا“، فلو كان الاستواء هو القعود لصار المعنى فقعد قاعدا!!!

وقد قال ابن تيمية في «مجموع الفتاوى» (2/ 227):«ولهذا اتفق المسلمون على أن كل أحد من الناس: يؤخذ من ‌قوله ‌ويترك إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم» ، بل يقول ابن تيمية في «مجموع الفتاوى» (19/ 191):

«‌وكثير ‌من ‌مجتهدي ‌السلف والخلف قد قالوا وفعلوا ما هو بدعة ولم يعلموا أنه بدعة إما لأحاديث ضعيفة ظنوها صحيحة وإما لآيات فهموا منها ما لم يرد منها وإما لرأي رأوه وفي المسألة نصوص لم تبلغهم»

وعليه فقول النسائي هنا إن ثبت أنه فسر الاستواء بالجلوس: متروك بل مردود حسب أصولكم أنتم. وكفى الله المؤمنين القتال

————

[1] فمثلا قالوا:

((أن العلو ثابت بالفطرة والنص ، أما الاستواء فثابت بالنص فقط. وأن العلو صفة ذات لله تعالى ، فهو متصف بها أزلا وأبدا لا تنفك عنه . وأما الاستواء فهو صفة فعل ، متعلقة بمشيئة الله جل وعلا )) https://www.islamweb.net/ar/fatwa/4805/الفرق-بين-العلو-والاستواء#:~:text=أن%20العلو%20ثابت%20بالفطرة%20والنص,والله%20أعلم.

[2] “«مجموع الفتاوى» (5/ 523)

[3] انظر:

https://www.islamweb.net/ar/fatwa/4805/الفرق-بين-العلو-والاستواء#:~:text=أن%20العلو%20ثابت%20بالفطرة%20والنص,والله%20أعلم.

[4] «مجموع الفتاوى» (3/ 49)

السابق
من هم الحشوية؟ وكيف تضبط هذه الكلمة؟
التالي
خلق أفعال العباد وتقرير البخاري رحمه الله تعالى لعقيدة اهل السنة الاشاعرة والماتريدية اتباع السلف الصالح فيه (منقول)