فوائد لغوية ونحوية

من هم الحشوية؟ وكيف تضبط هذه الكلمة؟

«أصول الفقه – ابن مفلح» (1/ 325):
«وأما ما لم يخل بصدقه فمعصوم من كبيرة إِجماعًا، ولا عبرة (2) بالحشوية (3)وهل مستند المنع السمع أو العقل؟ مبني على التحسين
‌‌_________
(1) انظر: البرهان للجويني/ 486.
(2) في (ب): ولا غيره.
(3) جاء في الحور العين/ 204: وسميت الحشوية حشوية؛ لأنهم يحشون الأحاديث التي لا أصل لها في الأحاديث المروية عن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – أي: يدخلونها فيها وليست منها، وجميع الحشوية يقولون بالجبر والتشبيه.
وجاء في شفاء الغليل/ 105 – 106: حشوية بفتح الشين وسكونها، قال ابن عبد السلام: المشبهة ‌الذين ‌يشبهون ‌الله ‌بخلقه، وهم ضربان:
أحدهما: لا يتحاشى من إِظهار الحشو.
والثاني: يتسترون بمذهب السلف. أهـ.
قلت: ويستعمل الحشو بمعنى الجهل، والحشوية بمعنى الجهلة، ومن مذهبهم أنه يجور أن يكون في الكتاب والسنة ما لا معنى له.
وقال ابن الصلاح: الحشوية بإسكان الشين، وفتحها غلط.
قال الأشموني: وليس كما قال، بل يجوز الإِسكان -على أنه نسبة إِلى الحشو، لقولهم بوجوده في الكتاب والسنة- والفتح على أنه نسبة إِلى الحشا، لما قيل: إِنهم سموا بذلك لقول الحسن البصري- لما وجد كلامهم ساقطًا، وكانوا يجلسون في حلقته أمامه-: “ردوا هؤلاء إِلى حشا الحلقة” أي: جانبها. أهـ.
وقال السبكي: الحشوية طائفة ضالة تجري الآيات على ظاهرها، ويعتقدون أنه المراد، سموا بذلك؛ لأنهم كانوا في حلقة الحسن البصري، فتكلموا بما لم يرضه،

فقال: “ردوهم إِلى حشا الحلقة”، وقيل: سموا بذلك؛ لأن منهم المجسمة، أو هم، والجسم حشو، فعلى هذا القياس “حشوية” بسكون الشين؛ إِذ النسبة إلى الحشو.
وقال أبو تمام: أرى الحشو والدهماء أضحوا كأنهم … شعوب تلاقت دوننا وقبائل
قال التبريزي في شرحه: أراد بالحشو العامة. انتهى ما في شفاء الغليل.
وجاء في ضبط الأعلام/ 39: الحشوية طائفة من المبتدعة … وذكرهم الزركشي في “المعتبر في تخريج أحاديث المنهاج والمختصر” في قسم التعريف بالرجال، ونقل عن أبي حاتم في كتاب “الزينة” أنهم لقبوا بذلك لاحتمالهم كل حشو روي من الأحاديث المختلفة المتناقضة، أو لأنهم عند من لقّبهم مجسمة، والمجسم محشو … ثم نقل عن بعضهم أن الزنادقة تطلق هذا الاسم على أهل الحديث ليبطلوا بذلك مضمون الأحاديث، وأنها حشو لا فائدة فيها.
وانظر: مجموع الفتاوى 12/ 176، وشرح الكوكب المنير 2/ 147، والحور العين / 147، 149، 150، 251، 256، 273

===

الكتاب: أصول الفقه

المؤلف: شمس الدين محمد بن مفلح المقدسي الحنبلي (٧١٢ – ٧٦٣ هـ)

حققه وعلق عليه وقدم له: الدكتور فهد بن محمد السَّدَحَان

الناشر: مكتبة العبيكان

الطبعة: الأولى، ١٤٢٠ هـ – ١٩٩٩ م

السابق
حيوا معي شيخ الإسلام عثمان المكي الذي استدرك عليّنا بحديث في جلوس معبوده فيه وضّاع وذلك عندما طرحت أسئلتي المئة!!!
التالي
الرد على زعم عثمان المكي بأن الإمام النسائي فسر الاستواء بالجلوس .. !! وذلك لأنك تقص وتلصق دون أن تقرأ أصلا ما تقصه وتلصقه…!!! فما قصصته أنت ولصقته جعلته من سورة البقرة بينما هو من سورة