الرد على الريسوني في مدحه المبالغ فيه لابن تيمية.
كتب الشيخ الريسوني مقالا طويلا يبالغ فيه في مدح الشيخ ابن تيمية وأنه شيخ موسوعي لا نظير له في عصره ولا بعده وهو يعتبر عنده موازيا للأئمة الأربعة بل حضوره في عصرنا أكثر من حضورهم ومن حضور غيرهم أو كما قال.
أقول رادا عليه: مقال فيه كثير من المغالطات.
لربما الشيخ الريسوني وجد ضالته في الشيخ ابن تيمية في منهجه المقاصدي المخرب للقواعد الأصولية لذلك مدحه هذا المدح المبالغ فيه.
عصر ابن تيمية عصر المشايخ الموسوعيين فهو ليس وحده له هذه الصفة ، فانظر مثلا لشيخ الإسلام التقي السبكي قد فاق ابن تيمية في موسوعيته وفي مقامه في مذهبه الشافعي.
بينما ابن تيمية فاختياراته في مذهب الحنابلة الفقهي تعتبر شاذة إلا إن وافقت قولا في المذاهب الأخرى فتكون بذلك وجها في المذهب لا أكثر.
وفي العقائد فشذوذاته التي خالف فيها الحنابلة يضرب عنها مشايخ الحنابلة الصفح ولا تذكر في كتبهم إلا لإعذاره أو لتأويلها.
بينما التقي السبكي فهو مقرر المذهب الفقهي والعقائدي.
وأما حضوره في عصرنا عصر الجهل والجهلاء إلا من رحم ربي فبسبب أن السلفية اعتمدت أراءه العقائدية والفقهية أو قل طريقته فيهما ونشرتها بين العامة، فانبرى الخاصة للرد عليهم فبالتالي على ابن تيمية فكان له هذا الحضور، ولكنه حضور للرد عليه أو لتبرئته مما نسب له عند الأكثر لا لاعتماد كل أقواله وطريقته.
وإلا فانظروا لحضوره بعد موته وموت تلميذه ابن القيم، فلم يكن له حضور لعقائده الشاذة واختياراته الفقهية بين أعلام الأمة قرابة ٥٠٠ سنة حتى ظهر محمد بن عبد الوهاب الذي أعاد إحياء طامات ابن تيمية التي دفنها العلماء ٥٠٠ سنة.
مقال الشيخ الريسوني لا يستأهل أكثر من هذه الكلمات في الرد عليه. والله المستعان.
أخوكم عبدالناصر حدارة.
====================================
الدكتور الريسوني وابن تيمية :
- آلمني كلام الدكتور الريسوني عن إبن تيمية كثيراً وتمنيت أنني لم أغلق صفحتي على الفيس بوك .
- كلامه ليس مجرد توصيف علمي خاطىء ومبالغ فيه .
بل أكاذيب : - تأثير إبن تيمية من عصره إلى اليوم أكبر من تأثير الأئمة الأربعة .
- إبن تيمية مجدد قرنه بالاتفاق والإجماع ودون أي مخالف .
- إبن تيمية هو الحاضر الأكبر في الدراسات والبحوث والرسائل الجامعية الصادرة في هذا العصر .
هذا الكلام ليس مجرد وجهة نظر تحتمل الصحة والصواب ويُحَاور قائلها ويُختلف معه .
هذا كذب محض وافتراء وكلام لا أساس له من الصحة ولم يحدث في التاريخ بما فيه التاريخ المعاصر شيئا مما ذكره فضلا عن أن يكون محل إجماع ولا يجادل فيه إلا جاهل ومكابر .
#
ثم السؤال الذي يحيرني :
المعروف أن الريسوني فقيه لا أعرف له اهتماما بعلم الكلام وأصول الدين .
وابن تيمية ليس له إهتمام كبير بالفقه وليس له مصنفات في ذلك .
وأكثر كتب ابن تيمية متعلقة بعلم الكلام وأصول الدين .
فكيف استطاع الدكتور الريسوني أن يصل إلى هذا التوصيف الجريء والكبير في مجال ليس له تخصص فيه من الأساس ؟؟!!!!
#
سؤال آخر :
المعلوم أن الريسوني إخواني بل هو يعتبر المؤسس الثاني لحركة الإخوان في المغرب بعد توليه لرئاسة حركة التوحيد والإصلاح التي قامت على أنقاض الجماعة الإسلامية التي كان يترأسها الشيخ عبد الكريم الخطيب وهي الذراع السياسي لجماعة الإخوان في المغرب وكانت الجماعة الإسلامية قد شهدت أزمة في نهاية القرن الماضي انتهت بتأسيس حركة التوحيد والإصلاح التي تولى الريسوني رئاستها بناء على طلب من المراقب العام للإخوان في المغرب الشيخ عبد الكريم الخطيب .
وإذا كان هذا هو الريسوني وهو يزعم أن إبن تيمية كان له تأثير من عصره وما بعده أكبر من تأثير الأئمة الأربعة .
كما يزعم أن إبن تيمية هو الحاضر الأكبر في الدراسات والبحوث والكتب العلمية الشرعية في العصر الحديث .
فالسؤال الذي يوجه للدكتور الريسوني هو :
إمامك ومرشدك الأستاذ حسن البنا لم يتأثر بابن تيمية على الإطلاق ولم يذكره أمام الإخوان وفي كل كتاباته ولو مرة واحدة وكان ذلك من الأستاذ البنا عمدا وقصدا لا جهلا وغفلة عن إبن تيمية .
فمن أين تصح مزاعمك التي هي في الأساس أكاذيب وتزوير للتاريخ الإسلامي إلى اليوم ؟؟؟
والمهم خبيص الخبيص .
والريسوني هذا من القلائل الذين كنت أؤمل فيهم بقية عقل وحكمة فإن فقد ذلك في أمثاله ففي غيره وجوده عزيز بل معدوم .
#
لست أدري ما هو سر الغرام بين بعض كبار فقهاء وعلماء ودعاة ورموز الإخوان وبين إبن تيمية .
وصل الأمر بأحدهم إلى تأليف كتاب ( إبن تيمية وحسن البنا – معا على الطريق ) .
حتى الدكتور القرضاوي وهذه فاجعة لا يكل ولا يمل في تريد ( شيخ الإسلام ابن تيمية ) في أكثر كتبه وبشكل مبالغ فيه .
حتى أنه عندما يريد أن يتبنى رأيا مخالفا لإبن تيمية يبدأ في شنشنة الأخزم بالقول :
فإن قيل فشيخ الإسلام ابن تيمية يرى ……
والجواب أن شيخ الإسلام ابن تيمية لو عاش إلى زمننا ……. !!!!!
و نخلص نحن من هذا الكلام أن القرضاوي لا يستسيغ لنفسه مخالفة إبن تيمية من الأساس وأنه عندما حدث وأن خالفه فإنما كان ذلك لاعتقاده أن إبن تيمية لو عاش إلى زمننا كان سيقول ذات القول الذي قرره القرضاوي .
فالأمر عند القرضاوي يبدأ من إبن تيمية وينتهي عند إبن تيمية .
وحسبنا الله ونعم الوكيل .