الاجتهاد والتقليد واللامذهبية عند الوهابية

القول الثبت بالتمام، في جواز تطوّع يومِ السَّبتِ بالصيامِ (منقول)

القول الثبت بالتمام، في جواز تطوّع يومِ السَّبتِ بالصيامِ.

زعم بعضُ الزاعمين، وهوَ الشيخ الألباني في تمام منته (ص : 406) أنَّ صيامَ يومِ السبتِ تطوعا حرامٌ ، سواء أ صامَ يوماً قبله أو يوماً بعدَه أم لا ، بأن صامَه منفردًا ؟!!!

واستدلَّ على زعمه الفاسد ، واحتجَّ على توهُّمهِ الكاسد ، بحديثِ : (( لا تصومُوا يومَ السبتِ، إلاَّ فيما افتُرِضَ عليكم، فإن لم يَجِدْ أحدُكم إلاَّ لِحَاءَ عنبةٍ أو عودَ شجرةٍ فلْيَمْضُغْهُ )) .

ﺭﻭﺍﻩُ أحمدُ (٢٧٠٧٥)، وأبو داود (٢٤٢١)، والترمذي (٧٤٤)، والنسائي في السنن الكبرى (٢٧٦٢)، وابنُ ماجه بعدَ حديث (١٧٢٦) مطولاً، وابنُ خزيمة (٢١٦٣)، وابنُ حبان (٣٦١٥)، ﻭﺍﻟﺤﺎﻛﻢ (1 /435)، ﻭﺍﻟﺒﻴﻬﻘﻲ (4 /302) .

قلتُ : وذلكَ قولٌ تالفٌ ، ولجميع أهلِ العلمِ مخالفٌ ؛ ﻷﻧَّﻪُ أوَّلُ مَنْ قالَ بذلكَ ، ولمْ يسبقه أحدٌ إلى قولِ ذلِكَ ، ولأنَّ ما استدلَّ بهِ على ما ذَهَبَ إليهِ ، ضعيفٌ لا يصحّ ولا يصلح أن يعتمد عليهِ ؛ ﻷﻧَّﻪُ مضطرب سنداً ومتنا ، والدليلُ على ذلِكَ ما روي :

١ﻋَﻦِ الصَّمَّاءِ بنتِ بسر المازني قالَت: نَهَى رسولُ اللَّهِ ﷺ عن صومِ يومِ السَّبتِ وقالَت: إن لم يجِدْ أحدُكُم إلَّا عودًا أخضرَ فليُفطِرْ عليهِ .

٢ﻋَﻦِ الصَّمَّاءِ قالَتْ : قالَ لي رسولُ اللَّهِ ﷺ : (( لا تَصوموا يومَ السَّبتِ في غَيرِ ما افترضَ اللَّهُ عليكنَّ، ولو لم تَجِد إحداكُنَّ إلَّا لِحاءَ شجرةٍ، أو عودَ عِنَبٍ، فلتَمضغهُ )) .

٣ﻋَﻦْ عبدِ اللهِ بنِ بسر المازني قالَ : ترَوْنَ يدي هذه ؟ بايَعْتُ بها رسولَ اللهِ ﷺ وسمِعْتُه يقولُ : (( لا تصومُوا يومَ السبتِ، إلاَّ فيما افتُرِضَ عليكم، فإن لم يَجِدْ أحدُكم إلاَّ لِحَاءَ عنبةٍ أو عودَ شجرةٍ فلْيَمْضُغْهُ )) .

٤ﻋَﻦْ عبدِ اللهِ بنِ بسرٍ ﻋَﻦْ أختِهِ أنَّ رسولَ اللَّهِ ﷺ قالَ : (( لا تَصوموا يومَ السَّبتِ إلَّا فيما افتُرِضَ عليكُم، فإن لم يجِد أحدُكُم إلَّا لحاءَ عنَبةٍ، أو عودَ شجرةٍ فليمْضُغهُ )) .

٥ﻋَﻦْ يزيدَ الصَّمَّاءِ قالَ : قالَ رسولُ اللهِ ﷺ : (( لا تَصومُوا يومَ السبتِ إلاَّ فيما افتُرِضَ عليكم وإن لم يجدْ أحدُكم إلاَّ لِحاءَ عنبٍ عنبةٍ أو عودَ شجرٍ فلْيمضغْهُ فلْيمضغْها )) . وفي روايةٍ : (( فليَقْضِمْه )) . وفي أخرى : (( فليمصَّه )) .

قالَ الإمامُ مالكٌ (ت١٧٩ هـ) كما في سنن أبي داود [٢٤٢١] وتنقيح تحقيق التعليق (٢ /٣٦٠) : كذبٌ . وقالَ الإمامُ أحمد (ت ٢٤١هـ) : “كان يحيي بن سعيد يتقيه، وأبى أن يحدثني به”. وقال الأثرم (ت ٢٧٣هـ): وحجة أبي عبد الله في الرخصة في صوم يوم السبت أن الأحاديث كلها مخالفة لهذا الحديث. الفروع لابن مفلح. وقالَ أبو داود (ت ٢٧٥ هـ) في سننه [٢٤٢١] : هذا الحديث منسوخٌ . وقالَ النسائي (ت٣٠٣ هـ) : مضطربٌ . ﺫﻛﺮﻩ ﺍﻟﻤﻨﺬﺭﻱ كمت في ﺗﺤﻔﺔ ﺍﻷﺣﻮﺫﻱ ﻟﻠﻤﺒﺎﺭﻛﻔﻮﺭﻱ . وقالَ ابنُ دقيق العيد (ت ٧٠٢ هـ) ﻓﻲ الإلمام بأحاديث الأحكام (١ /٣٦٠) : لهُ معارضٌ بإسنادٍ صحيحٍ . وقالَ محمد ابنُ عبدِ الهادي (ت ٧٤٤ هـ) ﻓﻲ تنقيح تحقيق التعليق (٢ /٣٦٠) : في إسناده اختلافٌ . وقالَ ابنُ الملقن (ت ٧٥٠ هـ) ﻓﻲ البدر المنير (٥ /٧٦٠) : فيهِ علةٌ . وقالَ ابنُ القيم (ت ٧٥١ هـ) في تهذيب السنن (٧ /٦٧) كذبٌ غيرُ محفوظٍ وشاذُّ . وقالَ ﺍﺑﻦُُ ﺣﺠﺮ ﺍﻟﻌﺴﻘﻼﻧﻲ (ت ٨٥٢ هـ) ﻓﻲ ﺑﻠﻮﻍ ﺍﻟﻤﺮﺍﻡ ﺹ 193 : ﺭﺟﺎﻟﻪ ﺛﻘﺎﺕٌ ﺇﻻّ ﺃﻧﻪُ ﻣﻀﻄﺮﺏ ﻭﻗﺪ ﺃﻧﻜﺮﻩ ﻣﺎﻟﻚ، ﻭﻗﺎﻝَ ﺃﺑﻮ ﺩﺍﻭﺩ : ﻣﻨﺴﻮﺥ . وقالَ الصنعاني (ت ١١٨٢ هـ) ﻓﻲ سبل السلام (٢ /٢٧٣) : هذا التلون في الحديث يوهي الرواية وينبئ بقلة الضبط واختلف فيهِ على الراوي أيضًا عن عبدِ اللهِ بنِ بسرٍ . وقالَ الشوكاني (ت ١٢٥٥ هـ) ﻓﻲ نيل الأوطار (٤ /٣٣٩) : أعلَّ بالاضطراب . وقالَ ابنُ باز (ت ١٤١٩ هـ) ﻓﻲ حاشية بلوغ المرام [٤٢٤] : ضعيفٌ لاضطرابه وشذوذه . وقال ابن باز : “ينبغي أن يعلم أن الشيخ ناصر (الألباني) محدّث ولم يكن له شيوخ يقرأ عليهم، إنما يقرأ من الكتب”اهـ (التعليقات البازية 409/1). وقالَ ابنُ عثيمين (ت ١٤٢١ هـ) ﻓﻲ مجموع فتاويه (٣٦/٢٠) : فيهِ اضطراب في سنده، وفيهِ شذوذ أو نكارة في متنه. اهـ

قلتُ : وقدْ ثبتَ ﻋَﻦِ ﺍﻟﻨَّﺒِﻲِّ ﷺ ما يخالف ذلِكَ، والدليلُ عليه ما صحَّ :

١ﻋَﻦْ كُريبٍ مولى ابنِ عباسٍ رضيَ اللهُ عنهمَا قالَ : أرسلنِي ابنُ عباسٍ وناسٌ من أصحابِ النبي ﷺ إلى أمّ سلمةَ رضيَ اللهُ عنها، أسألها : أيُّ الأيَّامِ كانَ النبيُّ ﷺ أكثَرُها صيامًا ؟ قالَتْ : كانَ يصومُ يومَ السبتِ، ويومَ الأحدِ، أكثرَ ما يصومُ من الأيامِ، ويقولُ : (( إنّهُما يوما عيدٍ للمشركينَ، فأنا أحبُّ أن أخالفهُم )) .

رواه أحمدُ ‏ (٢٦٧٥٠)، والنسائي في السنن الكبرى (٢٧٧٦)، ﻭﺍﺑﻦُ ﺧﺰﻳﻤﺔ ‏(2167) ﻭﺍﺑﻦُ ﺣﺒﺎﻥ ‏(941) ﻭﺍﻟﺤﺎﻛﻢ ‏(1 /436‏) ﻭﻗﺎﻝَ : ” ﺇﺳﻨﺎﺩﻩ ﺻﺤﻴﺢٌ ” . ﻭﻭﺍﻓﻘﻪ ﺍﻟﺬﻫﺒﻲ . ﻭﺍﻟﺒﻴﻬﻘﻲ ‏(4 /303) .

ﻗﺎﻝَ المنذري في الترغيب والترهيب (٢ /١٤٢) : إسناده صحيحٌ أو حسنٌ أو ما قاربهما . وقالَ ابنُ تيمية  في اقتضاء الصراط المستقيم (٢ /٧٨) : صحَّحه بعضُ الحفاظ . وقالَ ابنُ القيم في تهذيب السنن (٧ /٧١) : صحَّحه بعضُ الحفاظ . وتناقض الألباني فقالَ في ﺻﺤﻴﺢ ﺍﻟﺠﺎﻣﻊ [4803] ، وتعليقه على صحيح ابنِ خزيمة [٢١٦٨] : إسناده حسنٌ . وقالَ في ضعيف الترغيب [٦٣٩] ، وتخريج مشكاة المصابيح [٢٠١٠]، والسلسلة الضعيفة [1099] : ضعيفٌ .

وزعم اﻷلباني في ضعيفته [1099] : ” أنَّ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦَ عمرَ ﺑﻦِ ﻋﻠﻲّ ليسَ ﺑﺎﻟﻤﺸﻬﻮﺭ، ﻭﻗﺪ ﺗﺮﺟﻤﻪ ﺍﺑﻦُ ﺃﺑﻲ ﺣﺎﺗﻢ ‏(4/1/18/81‏) ﻭﻟﻢ ﻳﺬﻛﺮ ﻓﻴﻪِ ﺟﺮﺣﺎ ﻭﻻ ﺗﻌﺪﻳﻼ . ﻭﺃﻣﺎ ﺍﺑﻦُ ﺣﺒﺎﻥ ﻓﺬﻛﺮﻩ ﻓﻲ ﺍﻟﺜﻘﺎﺕ ﻋﻠﻰ ﻗﺎﻋﺪﺗﻪ ! … ﻭﻓﻴﻪِ ﻋﻠﺔ ﺃﺧﺮﻯ، ﻭﻫﻲ ﺃﻥَّ ﻋﺒﺪَ ﺍﻟﻠﻪِ ﺑﻦَ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦِ ﻋﻤﺮ ﺣﺎﻟﻪ ﻧﺤﻮ ﺣﺎﻝ ﺃﺑﻴﻪ، ﻟَﻢْ ﻳﻮﺛﻘﻪ ﻏﻴﺮُ ﺍﺑْﻦِ ﺣﺒﺎﻥ، ﻭﻗﺎﻝَ ﺍﺑﻦُ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﻲ : ” ﻭﺳﻂ ” . ﻭﻗﺎﻝَ الحافظُ : ” ﻣﻘﺒﻮﻝٌ ” . ﻳﻌﻨﻲ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻤﺘﺎﺑﻌﺔ، ﻭﺇﻻّ ﻓﻠﻴﻦ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﻛﻤﺎ ﻧﺺَّ ﻋﻠﻴﻪِ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻘﺪﻣﺔ ﻭﻟﻢ ﻳﺘﺎﺑﻊ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ، ﻓﻬﻮ ﻟﻴﻦ ” . اهـ .

قلتُ : وذلكَ قولٌ ساقطٌ ، كما أنَّهُ إلى الجهل سائطٌ ؛ ﻷﻧَّﻪُ ثبتَ أنْ ﺳﺄﻝ ﺍﻟﺒﺮﻗﺎﻧﻲُّ ﺍﻟﺪﺍﺭﻗﻄﻨﻲَّ فقالَ : ﻗﻠﺖُ ﻟﻪُ : ﺍﻟﺤﺴﻴﻦ ﺑﻦُ ﺯﻳﺪ ﺑﻦِ ﻋﻠﻲ ﺑﻦِ ﺍﻟﺤﺴﻴﻦ ﻋَﻦْ ﻋﺒﺪِ ﺍﻟﻠﻪِ ﺑﻦِ ﻣﺤﻤّﺪ ﺑﻦِ ﻋﻤﺮ ﺑﻦِ ﻋﻠﻲّ ﻋَﻦْ ﺃﺑﻴﻪ ﻋَﻦْ ﺟَﺪِّﻩِ ﻋَﻦْ ﻋﻠﻲّ . ﻓﻘﺎﻝَ : ” ﻛﻠﻬﻢ ﺛﻘﺎﺕٌ ” . ﺍﻫـ ﺳﺆﺍﻻﺗﻪ ﺍﻟﺪﺍﺭﻗﻄﻨﻲ 85.

ﻭﻗﺪ ﻗﺎﻝَ ﺍﻟﺬﻫﺒﻲُّ ﻓﻲ ﺍﻟﻜﺎﺷﻒ (2 /205) ﺭﻗﻢ ﺍﻟﺘﺮﺟﻤﺔ 5073 عن ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦِ ﻋﻤﺮ ﺑﻦِ ﻋﻠﻲّ ﺑﻦِ ﺃﺑﻲ ﻃﺎﻟﺐ : ” ثقةٌ ” . ﻭﻗﺎﻝَ ﻓﻲ ﻣﻴﺰﺍﻥ ﺍﻻﻋﺘﺪﺍﻝ (3 /668) ﺭﻗﻢ [8001] : ﻣﺎ ﻋﻠﻤﺖ ﺑﻪ ﺑﺄﺳﺎً، ﻭﻻ ﺭﺃﻳﺖ ﻟﻬﻢ ﻓﻴﻪِ ﻛﻼﻣﺎ ، ﻭﻗﺪ ﺭﻭﻯ ﻟﻪُ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺍﻟﺴﻨﻦ ﺍﻷﺭﺑﻌﺔ ﻓﻤﺎ ﺍﺳﺘﻨﻜﺮ ﻟﻪُ ﺣﺪﻳﺚٌ ” .

وكذلك ﻋﺒﺪُ ﺍﻟﻠﻪِ ﺑﻦُ ﻣﺤﻤّﺪ ﺑﻦِ ﻋﻤﺮ ﺑﻦِ ﻋﻠﻲّ فقد وثَّقهُ الدارقطني وﺍﺑﻦُ ﺧﻠﻔﻮﻥ ﻭﻗﺎﻝَ ﺍﻟﺬﻫﺒﻲُّ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻴﺰﺍﻥ (2 /484) : ﻗﺎﻝََ ﺍﺑﻦُُ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﻲ : ﻫﻮ ﻭﺳﻂ . ﻭﻗﺎﻝَ ﻏﻴﺮُه : ﺻﺎﻟﺢ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ” . اهـ ﻭﻗﺎﻝَ ﻓﻴﻪِ الحافظُ اﺑﻦُ ﺣﺠﺮ : ” ﻣﻘﺒﻮﻝٌ ” . اهـ وذلكَ ﺗﺸﺪﺩ ﻣﻨﻪ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻮﺿﻊ ﻭﺇﻻّ فإﻧَّﻪُ ﺍﺣﺘﺞَّ ﺑﻬﺬﺍ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﻓﻲ ﻓﺘﺢ ﺍﻟﺒﺎﺭﻱ (4 /235) ﻭﺫﻛﺮ ﺗﺼﺤﻴﺢ ﺍﺑْﻦِ ﺣﺒﺎﻥ ﻟﻪُ ﻭﻟﻢ ﻳﺘﻌﻘﺒﻪ بشيءٍ ﻣﻊ أﻧﻪ ﻧﺺَّ ﻓﻲ ﻫﺪﻱ ﺍﻟﺴﺎﺭﻱ (ﺹ 4) ‏ﻋﻠﻰ ﺃﻥَّ ﻣﺎ أوﺭﺩﻩ ﻓﻲ الفتح ﻣﻦَ ﺍﻷﺣﺎﺩﻳﺚ ﺑﺸﺮﻁ ﺍﻟﺼﺤﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﺤﺴﻦ . فهوَ إذن حديثُ حسنٌ عندَه .

٢ﻋَﻦْ عائشةَ أمِّ المؤمنين رضيَ اللهُ عنها قالَت : « كانَ رسولُ اللهِ ﷺ يَصومُ من الشَّهرِ السبْتَ والأَحَدَ والإثنينَ ومن الشَّهرِ الآخَرِ الثُّلاثاءَ والأربعاءَ والخمِيسَ » . رواه الترمذي في سننه [٧٤٦]، وقالَ : حسنٌ .

قالَ الحافظُ ابنُ حجر العسقلاني ﻓﻲ تخريج مشكاة المصابيح (٢ /٣٤٢) : حسنٌ كما قالَ في المقدمة . وقالَ السيوطي في الجامع الصغير [٧٠٦١] : حسنٌ . وقالَ الألباني في صحيح الجامع [٤٩٧١] ، وتخريج مشكاة المصابيح [٢٠٠١] ، ومختصر الشمائل [٢٦٠] : صحيحٌ! .

٣ﻋَﻦْ ﺃﺑﻲ ﻫﺮﻳﺮﺓ ﺭﺿِﻲَ ﺍﻟﻠﻪُ ﻋﻨﻪُ ﻗﺎﻝَ : ﻗﺎﻝَ ﺭﺳﻮﻝُ ﺍﻟﻠﻪِ ﷺ : ‏(( لا يصُمْ أحدُكُم يومَ الجمعةِ إلَّا أنْ يصومَ قبلَهُ أو يصومَ بعدَهُ )) . رواه البخاري [١٩٨٥]، ومسلم [١١٤٤] واللفظ لهُ . ﻭﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﻟﺬﻱ بعدَﻩ هوَ يومُ السبتِ .

٤ﻋَﻦْ ﺟﻮﻳﺮﻳﺔ ﺑﻨﺖ ﺍﻟﺤﺎﺭﺙ ﺭﺿِﻲَ ﺍﻟﻠﻪُ ﻋﻨﻬﺎ ﺃﻥَّ النبيَّ ﷺ دخَل عليها يومَ الجمُعةِ، وهي صائمةٌ، فقالَ : (( أصُمتِ أمسِ ؟ )) . قالتْ: لا، قالَ : (( أتريدين أن تصومي غدًا ؟ )) . قالتْ: لا، قالَ : (( فأفطِري )) . رواه البخاري في صحيحه [١٩٨٦] . ﻭﺍﻟﻐﺪ ﻫﻮ ﻳﻮﻡُ السبتِ .

٥ﻋَﻦْ ﺃﺑﻲ ﺃﻳﻮﺏ ﺍﻷﻧﺼﺎﺭﻱ ﺭﺿِﻲَ ﺍﻟﻠﻪُ ﻋﻨﻪُ ﺃﻥَّ ﺭﺳﻮﻝَ ﺍﻟﻠﻪِ ﷺ ﻗﺎﻝَ : ‏(( مَنْ صامَ رمضانَ ثُمَّ أَتْبَعَهُ ستًّا مِنْ شوَّالٍ كانَ كصيامِ الدَّهْرِ )) . رواه مسلم في صحيحه [١١٦٤] . ﻭﻗﺪ يكونُ ﻓﻴﻬﺎ ﻳﻮﻡُ السبتِ .

٦ﻋَﻦْ أبي قتادة الأنصاري رضيَ اللهُ عنهُ أنَّ رسولَ اللهِ ﷺ سُئل عن صومِ يومِ عرفةَ فقالَ : (( يُكفِّرُ السَّنةَ الماضيةَ والباقيةَ ))، وسُئل عن صومِ يومِ عاشوراءَ فقالَ : (( يُكفِّرُ السَّنةَ الماضيةَ )) . رواه مسلم في صحيحه [١١٦٢] . ﻭﻟﻢ ﻳﻘﻞ : ﺇِﻥْ ﻭﺍفقا ﻳﻮﻡ السبتِ ﻓﻼ ﺗﺼﻮﻣﻮﻩ .

٧ﻋَﻦْ ﺍﺑْﻦِ ﻋﺒﺎﺱ ﺭﺿِﻲَ ﺍﻟﻠﻪُ ﻋﻨﻬﻤﺎ ﻗﺎﻝَ : ﻗﺎﻝَ ﺭﺳﻮﻝُ ﺍﻟﻠﻪِ ﷺ : (( لئن بقِيتُ إلى قابلٍ لأصومَنَّ التاسعَ ‏)) . رواه مسلم في صحيحه [١١٣٤] ، ﻭﻟﻢ ﻳﻘﻞ : ﺇِﻥْ ﻭﺍﻓﻖ ﻳﻮﻡ السبتِ ﻓﻼ نصومُ .

٨ﻋَﻦْ ﻋﺒﺪِ ﺍﻟﻠﻪِ ﺑﻦِ ﻋﻤﺮﻭ ﺭﺿِﻲَ ﺍﻟﻠﻪُ ﻋﻨﻬﻤﺎ ﻗﺎﻝَ : ﻗﺎﻝَ ﻟﻲ ﺍﻟﻨﺒﻲّ ﷺ  : (( …فصم صومَ داودَ – ﻋﻠﻴﻪِ ﺍﻟﺴﻼﻡُ – ﻛﺎﻥَ يصومُ يوماً ﻭﻳﻔﻄﺮ يوماً )) . رواه البخاري [٥٠٥٢] ، ومسلم [١١٥٩] . ﻭﻓﻲ ﺫَﻟِﻚَ تسوية ﺑﻴﻦَ يومِ السَّبتِ ﻭﺑﻴﻦَ ﺳﺎﺋﺮ ﺍﻷﻳﺎﻡ .

٩ﻋَﻦْ ﺃﺑﻲ ﻫﺮﻳﺮﺓ ﺭﺿِﻲَ ﺍﻟﻠﻪُ ﻋﻨﻪُ ﻗﺎﻝَ : « أوصاني خليلي ﷺ بثلاثٍ: بصيامِ ثلاثةِ أيامٍ من كلِّ شهرٍ ، وركعتي الضحى ، وأن أوترَ قبل أن أرقدَ ‏» . رواه البخاري [١١٧٨] ومسلم [٧٢١] ، واللفظ لهُ . ﻭﺑﺎﻟﻄﺒﻊ ﻗﺪ يكونُ منها ﻳﻮﻡُ السبتِ .

وقدْ تبيَّن مما قرَّرناه ، على الوجه الذي حرَّرناه ، أنَّ الألباني تمسَّك بخيط العنكبوتِ ، الذي هوَ أضعفُ وأوهنُ البيوتِ .

نسأل اللهَ السلامة ، من جميع ما يوجب الملامة ، في يومِ الحسرة والندامة ، أﻻ وهوَ يوم القيامة ، وبالله نعتصم ، من كلِّ ما يعيب أو يصم ، وصلَّى اللهُ وسلَّم على سيدنا محمَّدٍ وعلى آلِهِ وصحبه أجمعين .

السابق
ترجمة الشيخ أحمد الفاروقي السرهندي رحمه الله (منقول)
التالي
إذا قال لك الوهابي:يا قبوري!