وصلني هذا السؤال – شعرا – من الأخ الكريم الدكتور حسن العسيلي، الأستاذ بكلية الطب، جامعة الأزهر، فرع أسيوط، يسأل فيه عن منزلة أحكام الشيخ #الألباني رحمه الله في الحديث:
باللهِ يا أستاذَنا (العَشْماويْ)
وأنت للحديثِ نعم الرَّاويْ
ما قولكم يا صاحب الإتقانِ
في قولهم: (صحَّحَه الألباني)؟
لأنَّ في هذا الجدالَ قد كَثُر
إن شاءَ ربِّي عندكم أصلُ الخَبرْ
تصحيحُه وقولُه هل يُعْتَبرْ
أم لا؟ – أفيدُونا جوابًا يُنْتَظَرْ
فقلت في جواب هذا السؤال – شعرا – أيضا:
هذا سؤالٌ حُقَّ أن يُجابا
فالنَّاسُ قد تفرَّقوا أحزابا!
فقائلٌ: هو إمامُ العُلَما
بل فاقَ في الحديثِ مَن تقدَّما!
وقائلٌ بأنه جَهولُ
وليس يدري ما الذي يقولُ!
وذا وذاك بالغُلُوِّ يُوصفُ
وفي كليهما بدا التعسُّفُ!
والخيرُ كلُّ الخيرِ في الأمر الوسَطْ
لا وَكْسَ في القول به ولا شَطَطْ!
فكلُّ ما أتى عن الألباني
نوعانِ أو ضَرْبانِ أو قِسْمانِ!
فإن يكُنْ قال به أهلُ القِدَمْ
فقولُه من بعدِهم مثلُ العَدَمْ!
فلا تَقُلْ: صحَّحه الألباني
إن كان قد صحَّحه السَّمْعاني!
لأنهم أجلُّ منه منزلةْ
فقولُه – يا صاحِ – لا اعتبارَ له!
وإن يكُنْ بقولِه قد انفردْ
ولم يقُلْ مِن قبلِه به أحَدْ!
فَخُذْ بما قد وافقَ القواعدْ
ودَعْ شذوذًا ما له مُساعدْ!
قد كَثُرَ الشُّذوذُ في كلامِهْ
والنَّقْضُ والخِلافُ في أحكامِهْ!
وأَلْحَقَ الضَّعيفَ بالموضوعِ
وشذَّ في الفقه عن الجُموعِ!
وخالفَ الأئِمَّةَ الكبارا
وما رجَا لفضلِهم وَقارا!
قد كان عِلْمُه من الكِتابِ
لا شيخَ يَهديه إلى الصَّوابِ!
ورغم ذا فكَمْ له أَيادِي
في نَشْرِ سُنَّةِ النبيِّ الهادي!
وأَشْغَلَ الشبابَ بالحديثِ
وكان مثلَ (الباعثِ الحثيثِ)!
فاللهُ يَجزيه عن الإسلامِ
جزاءَ أهلِ الفضلِ والإِنعامِ!
وذا جوابٌ قد أتى مُخْتَصَرا
عسى أكونُ قد أصبتُ النَّظَرا!
وليس هذا موضعًا للبَسْطِ
واللهَ أرجوه دوامَ القِسْطِ!
والحمدُ لله وصلَّى اللهُ
على نبيٍّ ربُّه أولاهُ!
وآلِه الكرامِ والصحابةْ
وافتحْ لنا يا ربَّنا أبوابَهْ!
كتبه محمد إبراهيم العشماوي
أستاذ الحديث الشريف وعلومه في جامعة الأزهر الشريف
========
قد قرأت جواب الشيخ الفاضل محمد إبراهيم العشماوي -حفظه الله تعالى-، في ناصر نجاتو -ألباني الأصل-، وقد أفاد وأجاد، ولكنه أبعد في شيء لا ينبغي أن يغتر الحاذق بظاهره، فإن باطنه من قِبله الضلال، والعبرة بالمآلات، فأقول تنبيهًا له في الحال:
أتيتَ فيما قلتَ في الجوابِ
يا حضرةَ العَشماوي بالصوابِ
سوى بأنّ ذلك الألباني
ذا الجهلِ والتفريط والأماني
قد نشرَ السّنّةَ في الشبابِ
وأنّ ذا فضلٌ بلا ارتياب
فكيف أحياها؟ أفي الشذوذِ؟
وجعله الإجماعَ كالمنبوذِ؟
أم في الهوى وأنّ فَهْمَ ما وردْ
يمكن أنْ يفهمَه كلُّ أحد
فهان عند السامعِين القُصِّرِ
خلافُ أهلِ العلم والتبصُّر
والخرقُ للإجماع والخروجِ
عن سَنن الرشاد والولوج
في الفقهِ والرد على الكبارِ
هل يسقيم ذا من الصغار؟
فالإثم في ذا عائد على الذي
غرَّرهم في مجلسٍ مُنتبِذِ
فكيف يجزى أيَّ خيرٍ مَن هَدمْ
ومزَّق السّنّةَ قلْ يا ذا الهِمم؟
ثم الدليلُ وهو خيرُ شاهدِ
مآلُ أتباعٍ له فشاهدِ
هداهمُ الله إلى السوادِ
الأعظم المَهديِّ ذي الرشاد
هذا وصلى الله ثم سلّما
على النبيْ والتابعين الكُرَما
عَدي سلام الدين بن مروان النداف الحسني الشامي الشافعي عفا الله تعالى عنه
16 رجب المعظم 1445 للهجرة الشريفة