🎀 تذبذب وتناقض منهج الوهابية 🎀
༺༺༻༺༻༻
قال الوهابية : القرب و المعية بالنسبة لله عز وجل بالعلم و القدرة .
والاستواء بالذات .
فالرد عليهم من وجهين لا تقوم لهم قائمة بعده إن شاء الله تعالى .
الوجه الأول : تفسير القرب بقرب العلم و القدرة هو تأويل لأن القرب الحقيقي في الأصل عند إطلاقه هو القرب الذاتي ، وهم يحرمون التأويل!! ، فلماذا لا يكيلون بنفس المكيال في الاستواء !!؟؟ فيقولون : استوى بقهره و قدرته على الملك، وخص العرش للتنبيه على ما دونه؛ فإن قهر العرش وهو أعظم المخلوقات خلقا وجرما فمن باب أولى غيره.
والتعبير صحيح لغة أيضا إذا قلنا (العرش) هنا بمعنى (الملك) لأنه من معانيه ؛ قال زهير بن أبي سلمى:
تداركتما عبسا وقد ثل عرشها
༺ ༻و ذبيان إذ زلت بأقدامها النعل.
فقوله: (ثل عرشها) معناه: ذهب ملكها وانكسرت شوكتها بين قبائل العرب لأنه ليس لقبيلة عبس عرش أو كرسي ملك حقيقة.
وعبر الله جل جلاله في القرآن ب:( ثم استوى ) أي بعد خلقه الخلق ، وهذا يدل على انفراده جل جلاله بقهره المطلق لهم و شمول التصرف فيهم بالتسخير والتدبير و الأمر و النهي وهكذا ، فهذا المعنى يدل على أثر صفة الربوبية في الخلق.
وكذلك قوله تعالى في صفة المعية:{وهو معكم أينما كنتم}.
فالمسلمون بالإجماع يقولون: الله مع خلقه بعلمه، رغم أن (هو) ضمير يعود على الذات أعني الله لا على الصفات.
فتبين أنه تأويل واضح وصريح بصرف المعنى من الذات إلى العلم، وهو إجماع بين المسلمين على تأويل النص علمه من علمه وجهله من جهله.
الوجه الثاني : قال رسول الله عليه الصلاة والسلام في الحديث الصحيح:
( يا أيها الناس اربعوا على أنفسكم ، إنكم لا تدعون أصم و لا غائبا ، إن الذي تدعون أقرب إلى أحدكم من عنق راحلته) رواه مسلم .
فهل الذي ليس أصم ولا غائبا هو العلم على حسب هذا الحديث أم يرجع الكلام إلى الذات !؟ ، وهل العلم يصح مقارنته بعنق الراحلة في القرب ، ولماذا لم تقولوا هنا : يقرب من العبد بذاته بلا كيف أي بلا تمازج واختلاط و نفوض الكيف على طريقتكم لله سبحانه !؟.
فلم لم تقولوا : قربه للخلق قرب ذاتي بلا كيف كما قلتم استواؤه ذاتي بلا كيف !؟.
فهذا إلزام لكم كي ترجعوا مذعنين مسلمين لطريق التأويل الذي تأبونه وهو صحيح و تقولون به شئتم أم أبيتم .
قال تعالى :{ شهد الله أنه لا إله إلا هو و الملائكة وأولو العلم قائما بالقسط لا إله إلا هو العزيز الحكيم} آل عمران (18).
فالعلم كل العلم قائم ومبني على أساس القسط أي العدل ، ومعناه الاستقامة على طريقة واحدة و عدم الاعوجاج في الحكم .
وقال تعالى :{ و زنوا بالقسطاس المستقيم} الشعراء (182).
فأنتم : لم تزنوا الصفات بالقسطاس أي الميزان المستقيم فاختلف و اضطرب الوزن للصفات عندكم .
ونحن نقول أن القرب هو قرب بالقدرة و العلم و الرحمة و الإعانة و اللطف و العقوبة و غير ذلك من صفاته سبحانه ، ولكن نريد هنا أن نثبت الكيل بمكيالين عند الوهابية و عدم سيرهم و نهجهم الصراط المستقيم الذي لا اعوجاج فيه في التعامل مع النصوص.
وهذا يدل على أن هذه الأحكام المتناقضة المختلفة ليست من عند الله ،بل هي من عندهم ومن كيسهم و جيبهم ، قال تعالى :{أفلا يتدبرون القرآن ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا} النساء (82).
༺༻و بالله التوفيق .