وهذا أخطر وأعمق ما في هذه النظرية وهو: أنها تحول الأمورَ حتى البديهات إلى نسبية احتمالية بيد أن هذه النظرية نفسها صارت قطعية ……!!!!!!!!!!
“لن تعود مثل ما كنت أبدا بعد أن تتعلم ميكانيكا الكم”[1]
https://www.facebook.com/permalink.php?story_fbid=382153955294536&id=100004998042091
” تقوم نظرية الكم بتقديم تصور غريب عن العالّم الذَّري ودون الذري يصدمنا ويبعدنا عن كل ما تعودنا عليه في الواقع الحياتي وما تقدمه الفيزياء الكلاسيكية من تصورات”[2]
(1)خواطر حول فيزياء الكم (تمهيد)
في الواقع إن هذا القول السابق أعلاه: “لن تعود أبدا…” صحيح إلى درجة كبيرة، وهو ما حصل معي شخصيا، فبعد أن أطلقت منشوري الذي هو بعنوان “حقا إن اليوتيوب عالَم مثير للغاية وجدير بالاهتمام والاستفادة منه “[3]، حاولتُ الاستفادة من اليوتيوب في التعرف على موضوع صادفني[4] وهو فيزياء أو ميكانيكيا الكم … والواقع أنه لدى بحثي ومشاهدتي لبعض الفيديوهات حول نظرية فيزياء الكم هذه فإني قد دُهشتُ حقا …ولا زالت منذ شهر مندهشا ومذهولا من هذه النظرية المثيرة والخطيرة والمعقدة والغامضة والتي هي أشبه بالخيال لولا أن التجربة أثبتتها وصارت أمرا مقطوعا به ….لا بل عالَمنا الآن يعج بمنجزاتها مثل الحاسوب وسائر مصنوعات الديجتال والالكترونيات والليزر والمفاعلات النووية بإلإضافة إلى استثماره في علوم الطب والوراثة والفضاء والكيمياء والاتصالات وغير ذلك .
ولسنا الآن في صدد التحدث عن هذه النظرية في جانبها التقني والتطبيقي، وإنما يعنينا التحدث عنها من جانبها النظري …. بيد أن التحدث عن هذه النظرية وشرح أسرارها أمر في غاية الصعوبة… هذا إن لم يكن مستحيلا …حتى في جانبها النظري فضلا عن الجانب التقني والتطبيقي…!!!!
وهذا أمر طبيعي لأن إدراك هذه النظرية والإحاطة بها والكشف عن أسرارها غير ممكن حتى للمتخصصين في الفيزياء فضلا عن غيرهم …. وهذا بشهادة كبار علمائهم …. وقد قال أحدهم : “زُعم في يوم من الأيام أن الذين فهموا النظرية النسبية يُعدون على أصابع اليد…. ولكنني أزعم: إن فيزياء الكم لم يفهمها أحدٌ حتى أنا”[5].
وقد تابعتُ فيلما وثائقيا عن فيزياء الكم لمدة ساعة خُتم بعبارة لأحد علماء الفيزياء: “هذا هي فكرة نظرية الكم، ولكن لا تسأل كيف، ولماذا”[6]….؟!!!!!
بيد أني أدركت بعضَ أفكار هذه النظرية فأذهلتني إذهالا يفوق بكثير جدا ما أصابني من ذهول حين اطلعتُ على النظرية النسبية … فالنظرية النسبية على عظمتها وعبقرية أنشتاين الذي اكتشفها قد لا تساوي شيئا في جنب نظرية فيزياء الكم، وإن كانتا يتقاطعان في بعض النقاط ….
على الأقل النظرية النسبية فهمتُ فكرتها الرئيسية بنسبة كبيرة بمتابعة فيديو لا يتجاوز 15 دقيقة… وأما فيزياء الكم فمنذ شهر وأنا أتابع أفلاما وفيديوهات تتعلق بها ولم أتحصل إلا على نزر يسير منها…….!!!!!!
هذا من جهة، ومن جهة أخرى…فإن النظرية النسبية أغرب ما فيها هو أنها تُثبتُ أن الزمان نسبي يمكن تلاشيه عند زيادة سرعة الجسم، وأن الحركة وعدمها أمر نسبي أيضا…. ولكن نظرية فيزياء الكم تجعل الزمان والمكان معا أمرين نسبيين، بل تجعل الزمانَ الماضي والحاضر والمستقبل شيئا واحدا تقريبا … بل تقرر أيضا إمكان وجود شيء واحد في مكانين مختلفين في وقت واحد… وإمكان اتصال ذرات بأخرى بينها مسافة ما سواء قَرُبت أو بعدت دون أن يكون بينهما أي أسلاك أو نحو ذلك …. كما أنها تقرر إمكان أن ينتقل الجُسيم من نقطة إلى أخرى دون أن يقطع المسافة بينهما، وهو ما كان يُعرف سابقا بطفرة النَّظّام التي كانت أحجِية وخيالا وخرافة ومحلا للتندُّر، ولكنها أصبحت حقيقة الآن ….بل يحاولون تطبيقها على الإنسان كما سيأتي[7]. كما تقرر هذه النظرية أيضا إمكانَ أن يكون الكائن حيا وميتا في نفس الوقت كما في قطة شرودنجر[8]…!!!!
وهذا يعني ببساطة إن نظرية الكم هذه تقرر الجمعَ بين النقيضين….. وهذا كله قد يُطيح بالمنطق الأرسطي المبني على قاعدة عدم إمكان اجتماع النقيضين كما يقول د. عدنان إبراهيم وهذا بحد ذاته أمر خطير لما سيأتي بيانه…
والخلاصة أن هذه النظرية قَلبتْ المُسلّمات المنطقية والبَدهيات العقلية رأسا على عقب….!!!!! حتى سُميت بجنون ميكانيكا الكم كما سبق في الحاشية… وجَعلتْ هذه النظريةُ الأمورَ احتمالية ونسبية حتى في الفيزياء التي كانت يوما ما نتائجها وحساباتها يقينية على ضوء ما كان تقرره الفيزياء الكلاسيكية التي بلغت أوجها في عصر نيوتن….. وهنا يؤكد علماء فيزياء الكم أن “الطبيعة الاحتمالية لتنبؤات نظرية الكم لا يمكن تفسيرها بأي نظرية حتمية أخرى، وهي صفة أصيلة في الطبيعة التي نعيش بها وليست نتاجا لنقص في المعرفة والمعلومات نعاني منه، باختصار نظرية الكم ذات طبيعة إحتمالية لأن الطبيعة ذات طبيعة إحتمالية أساساً فما تفعله نظرية الكم هو محاولة وصف قوانين الطبيعة كما هي.”*
وهذا أخطر وأعمق ما في هذه النظرية وهو: أنها تحول الأمورَ حتى البديهات إلى نسبية احتمالية بيد أن النظرية نفسها صارت قطعية……!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
بيد أن قد ما يخفف من وطأة هذه النظرية ويُسكّن من الرَّوع اتجاهها … هو ما استدركه العلماء فقالوا: إن هذه الأفكار السابقة العجيبة لفيزياء الكم تُطبّق فقط في العالَم الذَّري أو ما تحت الذري وغيرِ المرئي ولا تنطبق على الأجسام الكبيرة المرئية وإنما ينطبق عليها ـ أي على الأجسام الكبيرة ـ قوانين الفيزياء الكلاسيكة التي ربما بلغت أوجها عند نيوتن…. وإن كان أصحاب نظرية الكم يريدون أن يسحبوا نظريتهم على الأجسام الكبيرة أيضا بحيث يستطيعون أن يخترعوا اختراعات في هذا المجال ….مثل إمكانية أن ينتقل الإنسانُ من قارة إلى قارة أخرى دون أن يقطع مسافةً بينهما بطائرة أو بغيرها من وسائط النقل ..وذلك وفقا لطفرة النظام السابقة الذكر[9]….!!!!
وإذا كانت هذه النظرية بهذا الزخم الكبير فجدير بي وبإخواني من طلاب العلم الاطلاع على هذه النظرية وتفاصيلها في شقها النظري على الأقل، وذلك لسببين:
الأول : ….. #انتظره_لاحقا فإنه أهم مما سبق…..بانتظار تعليقاتكم وتفاعلكم أولا….
كتبه وليد ابن الصلاح
ـــــــــــــــــــــــ
[1] هذا الكلام لأحد علماء الفيزياء المعاصرين انظره في: د41 على :
http://www.youtube.com/watch?v=Lfw4_cc9hck
[2] كذا من :
http://ar.wikipedia.org/…/%D9%85%D9%8A%D9%83%D8%A7%D9…
وتتمة الكلام فيه: لكنها بالرغم من كل ذلك تنجح إلى حد بعيد في تفسير حقائق العالم دون الذري وتعزز صحتها يوماً بعد يوم بتقديم تنبؤات غريبة لكن كل التجارب العلمية تأتي فيما بعد لتؤكد صحة هذه التنبؤات، كل هذا أدخل ميكانيكا الكم في عمق نقاشات فلسفية حول طبيعة ما تطرحه ومدى قربه من الحقيقة، حتى أن ميكانيكا الكم طرحت نفس قضية الحقيقة كموضع سؤال، ومن أهم هذه المناقشات والتجارب الفكرية : قطة شرودنجر وصديق فاغنر.
لقد قدمت عدة وجهات نظر لتفسير نتائج وإستنتاجات نظرية الكم : أول هذه النظريات يعرف بتفسير كوبنهاجن ويعود بشكل أساسي إلى بور وزملائه، الذين يؤكدون أن الطبيعة الاحتمالية لتنبؤات نظرية الكم لا يمكن تفسيرها بأي نظرية حتمية أخرى، وهي صفة أصيلة في الطبيعة التي نعيش بها وليست نتاجا لنقص في المعرفة والمعلومات نعاني منه، بإختصار نظرية الكم ذات طبيعة إحتمالية لأن الطبيعة ذات طبيعة إحتمالية أساساً فما تفعله نظرية الكم هو محاولة وصف قوانين الطبيعة كما هي.اهـ
[3]
https://www.facebook.com/permalink.php?story_fbid=372566542919944&id=100004998042091&pnref=story
[4] وذلك أني كنت نشرت منشورا عن معلومة ذكرها د. عدنان إبراهيم عن عبقرية جون ستيوارت مِلْ ، فعلق الأخ Mazen Abo Asaad بسؤال وجهه إليّ عن “سلسلة مطرقة البرهان وزجاج الالحاد” للدكتور عدنان إبراهيم ، فقمتُ بعد فترة بمتابعة هذه السلسلة فوجدتها قيّمة في بابها، وفيها على ما أذكر تطرق د. عدنان إلى فيزياء الكم، فذهبت أبحث في اليوتيوب عن شيء يشرحها فكانت البداية فجزى الله الأخ مازن خيرا على ما أفادنا.
[5] هذا الكلام لأحد كبار علماء الفيزياء الأمريكيين المعاصرين، انظره في د50 على:
http://www.youtube.com/watch?v=K0_0LCAIRPs
[6] على ما أذكر أني رأيت هذه العبارة أو معناها في هذا الفيديو، ولا أذكر الدقيقة التي قيلت فيه:
http://www.youtube.com/watch?v=Lfw4_cc9hck
[7] انظر هذه الأفكار لنظرية فيزياء الكم في هذا الفيديو القصير المبسط وهو بعنوان “جنون ميكانيكا الكم “:
http://www.youtube.com/watch?v=d5c6AlaInew
و هذا أيضا :
http://www.youtube.com/watch?v=ZJhrlZZOBvI
[8] انظر شرح ذلك على:
http://www.youtube.com/watch?v=j3PJZu-shTQ
وانظر أيضا د13 من
http://www.youtube.com/watch?v=zYv3CutEfEc
*وانظر المرجع في الحاشية الثانية نفسه.
[9] انظر كيفية ذلك في د30 من