الصحابي رفاعة بن زهير المحاربي السُلَمي(1) ينفي الحد عن الله قال مستنكرا على النصارى ما نصه :
وانه فرد صمد لا إلى شيء منسوب ليس له ضد ولا ند ولا حد
كتاب فتوح الشام :(١/٢٨٥)
نفي الحد
الصحابة :
الصحابي رفاعة بن زهير المحاربي السُلَمي ينفي الحد عن الله قال مستنكرا على النصارى ما نصه :
وانه فرد صمد لا إلى شيء منسوب ليس له ضد ولا ند ولا حد
كتاب فتوح الشام :(١/٢٨٥)
التابعين :
روى الحافظ المتبحّر اللّغوي محمد مرتضى الزبيدي الحنفي الحسيني في إتحاف السادة المتقين بشرح إحياء علوم الدين بالاسناد أن الإمام زين العابدين رضي الله عنه قال في أثناء دعائه يوم عرفة (سبحانك لا إله إلا أنت لا يحويك مكان) وقال أيضا (أنت الله الذي لا تحد ولا تحس ولا تجس).
التابعي :
و قال الامام أبوحنيفة رضي الله عنه في الفقه الأكبر ما نصه “و لا حد له و لا ضد له”..
قال أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ: كَانَ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ وَشُعْبَةُ وَحَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ وَحَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ وَشَرِيكٌ وَأَبُو عَوَانَةَ لَا يُحِدُّونَ وَلَا يُشَبِّهُونَ وَلَا يُمَثِّلُونَ، يَرْوُونَ الْحَدِيثَ لَا يَقُولُونَ كَيْفَ، وَإِذَا سُئِلُوا أَجَابُوا بِالْأَثَرِ. قَالَ أَبُو دَاوُدَ: وَهُوَ قَوْلُنَا
المتأخرون من السلف:
والإمام الحافظ الطحاوي يقول في عقيدته المشهورة: وتعالى الله عن الحدود والغايات اه.
وقد روى الخلال في “كتاب السنة” أخبرني عبد الله بن حنبل حدثني حنبل بن إسحاق، قال: قال عمي: “نحن نؤمن بالله عز وجل على عرشه كيف شاء وكما شاء بلا حد ولا صفة يبلغها واصف أو يحده أحد، فصفات الله عز وجل منه وله، وهو كما وصف نفسه، لا تدركه الأبصار بحد ولا غاية، وهو يدرك الأبصار، وهو عالم الغيب والشهادة، علام الغيوب، ولا يدركه وصف واصف، وهو كما وصف نفسه، وليس من الله شيء محدود، ولا يبلغ علمه وقدرته أحد، غلب الأشياء كلها بعلمه وقدرته وسلطانه، ليس كمثله شيء وهو السميع البصير، وكان الله قبل أن يكون شيء، والله الأول، وهو الآخر، ولا يبلغ أحد حد صفاته، فالتسليم لأمر الله والرضا بقضائه، نسأل الله التوفيق والسداد، إنه على كل شيء قدير.
قال: وقال حنبل في موضع آخر قال: ليس كمثله شيء في ذاته، كما وصف به نفسه، فقد أجمل تبارك وتعالى بالصفة لنفسه فحد لنفسه صفة، ليس يشبهه شيء، فيعبد الله بصفاته غير محدودة ولا معلومة إلا بما وصف نفسه، قال تعالى {وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِير}.
قال: وقال حنبل في موضع آخر: قال: فهو سميع بصير بلا حد ولا تقدير، ولا يبلغ الواصفون صفته، وصفاته منه وله، ولا يتعدى القرآن والحديث، فنقول كما قال، ونصفه كما وصف نفسه، ولا يتعدى ذلك، ولا تبلغه صفة الواصفين، نؤمن بالقرآن كله محكمه ومتشابهه، ولا نزيل عنه صفة من صفاته لشناعة شنعت، وما وصف به نفسه من كلام ونزول وخلوه بعبده يوم القيامة ووضعه كنفه عليه، هذا كله يدل على أن الله يُرى في الآخرة، والتحديد في هذا بدعة، والتسليم لله بأمره بغير صفة ولا حد إلا ما وصف به نفسه، سميع بصير، لم يزل متكلماً، عالماً غفوراً، عالم الغيب والشهادة، علام الغيوب، فهذه صفات وصف بها نفسه لا تدفع ولا ترد، وهو على العرش بلا حد، كما قال {ثُمَّ اسْتَوى عَلَى العَرْش} كيف شاء، المشيئة إليه عز وجل، والاستطاعة له {لَيْسَ كَمِثلِهِ شَيء} وهو خالق كل شيء، وهو كما وصف نفسه، سميع بصير بلا حد ولا تقدير، قول إبراهيم لأبيه: {يَا أَبَتِ لِمَ تَعْبُدُ مَا لا يَسْمَعُ وَلا يُبْصِرُ} فثبت أن الله سميع بصير صفاته منه، لا تعدى القرآن والحديث والخبر، يضحك الله ولا نعلم كيف ذلك إلا بتصديق الرسول صلى الله عليه وسلم وتثبيت القرآن، ولا يصفه الواصفون، ولا يحده أحد، تعالى الله عما يقول الجهمية والمشبهة”
وقال ابن قتيبة: وأعدل القول في هذه الأخبار أن نؤمن بما صحَّ منها بنقل الثِّقات لها، فنؤمن بالرُّؤية والتَّجلِّي، وأنَّه يعجب وينزل إلى السَّماء الدُّنيا، وأنَّه على العرش استوى، وبالنَّفس واليدين، من غير أن نقول في ذلك بكيفيَّة أو بحدٍّ، أو أن نقيس على ما جاء ما لم يَأْتِ، فنرجو أن نكون في ذلك القول والعقد على سبيل النَّجاة غداً إن شاء الله تعالى
وقَالَ ” أَبُو عَمْرٍو الطلمنكي “:قَالَ: وَأَجْمَعُوا عَلَى أَنَّ اللَّهَ يَنْزِلُ كُلَّ لَيْلَةٍ إلَى سَمَاءِ الدُّنْيَا عَلَى مَا أَتَتْ بِهِ الْآثَارُ كَيْفَ شَاءَ لَا يَحُدُّونَ فِي ذَلِكَ شَيْئًا ثُمَّ رَوَى بِإِسْنَادِهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ وَضَّاحٍ قَالَ: وَسَأَلْت يَحْيَى بْنَ مَعِينٍ عَنْ النُّزُولِ فَقَالَ نَعَمْ. أُقِرُّ بِهِ وَلَا أَحُدُّ فِيهِ حَدًّا
وقد نقل أبو الفضل التميمي رئيس الحنابلة عن الإمام أحمد أنه قال “والله تعالى لا يلحقه تغير ولا تبدل ولا تلحقه الحدود قبل خلق العرش ولا بعد خلق العرش، وكان ينكر- الإمام أحمد – على من يقول إن الله في كل مكان بذاته لأن الأمكنة كلها محدودة” اهـ
الا أن متبني بدعة التحديد لله من المجسمة كان لهم خلاف المعروف عن السلف
قال أبو إسماعيل الأنصاريُّ : سمعت يحيى بن عمَّار الواعظ ، وقد سألته عن ابن حبَّان، فقال: نحن أخرجناه من سجستان، كان له علم كثير، ولم يكن له كبير دين، قدم علينا، فأنكر الحدَّ لله، فأخرجناه.
قال التاج السبكي ما نصه “و من ذلك قول بعض المجسمة في أبي حاتم بن حبان “لم يكن كبير دين، نحن أخرجناه من سجستان لأنه أنكر الحد لله )، فيا ليت شعري من أحق بالاخراج؟ من يجعل ربه محدودا أو من ينزهه عن الجسمية؟ ” ا هـ
(1) قال وليد: في كونه من الصحابة نظر، فليس مذكورا سوى في فتوح الشام للواقدي(1/ 285) وفيه:
وكان في الأسرى رجل من اليمن من فضلائهم وعلمائهم ممن علم علم الحميرين وقرأ الكتب السالفة وكان اسمه رفاعة بن زهير. اهـ والله أعلم