مشروعية الاحتفال_ بالمولد النبوي الشريف.
ست آيات تدل على مشروعية الاحتفال بالمولد النبوي الشريف.
الاولى: {قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ اللَّهُمَّ رَبَّنَا أَنْزِلْ عَلَيْنَا مَائِدَةً مِنَ السَّمَاءِ تَكُونُ لَنَا عِيدًا لِأَوَّلِنَا وَآخِرِنَا وَآيَةً مِنْكَ وَارْزُقْنَا وَأَنْتَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ (114)} [المائدة: 114، 115] الثانية: {وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَعَلَ فِيكُمْ أَنْبِيَاءَ وَجَعَلَكُمْ مُلُوكًا…} [المائدة: 20] الثالثة: {لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ } [آل عمران: 164] الرابعة: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ (57) قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ } [يونس: 57، 58] الخامسة: ﴿ﻭَﺃَﻣّﺎ ﺑِﻨِﻌﻤَﺔِ ﺭَﺑِّﻚَ ﻓَﺤَﺪِّﺙ﴾ [اﻟﻀﺤﻰ: ١١] السادسة: ﴿ﻭَاﻟَّﺬﻱ ﺧَﻠَﻖَ اﻷَﺯﻭاﺝَ ﻛُﻠَّﻬﺎ ﻭَﺟَﻌَﻞَ ﻟَﻜُﻢ ﻣِﻦَ اﻟﻔُﻠﻚِ ﻭَاﻷَﻧﻌﺎﻡِ ﻣﺎ ﺗَﺮﻛَﺒﻮﻧَﻠِﺘَﺴﺘَﻮﻭا ﻋَﻠﻰ ﻇُﻬﻮﺭِﻩِ ﺛُﻢَّ ﺗَﺬﻛُﺮﻭا ﻧِﻌﻤَﺔَ ﺭَﺑِّﻜُﻢ ﺇِﺫَا اﺳﺘَﻮَﻳﺘُﻢ ﻋَﻠَﻴﻪِ ﻭَﺗَﻘﻮﻟﻮا ﺳُﺒﺤﺎﻥَ اﻟَّﺬﻱ ﺳَﺨَّﺮَ ﻟَﻨﺎ ﻫﺬا ﻭَﻣﺎ ﻛُﻨّﺎ ﻟَﻪُ ﻣُﻘﺮِﻧﻴﻨََ﴾ [اﻟﺰﺧﺮﻑ: ١٢-١٤]
فالاولى تدل على مشروعية الاحتفال بالنعم واتخاذ ايامها اعيادا.
والثانية والثالثة تدل على أن الانبياء من النعم التي انعم الله بها على الامم.
والرابعة تدل على أن هذه السنُّة (الاحتفال بالنعم واتخاذ ايامها اعيادا)سنة في كل الشرائع ومنها شريعتنا وليست خاصة بشريعة من قبلنا.
والخامسة والسادسة تدل على جواز أن يكون الاحتفال بهذه النعم بالتحدث عنها واخبار الناس بعظمتها وحضهم على شكر المنعم بها.
فالمولد أو التحدث عن النبي وعن النبوة في اليوم الذي ولد فيه واتخاذ ذلك اليوم عيدا مشروع لهذه الآيات، قال الشافعي رحمه الله: (كل ماله مستند من الشرع فليس ببدعة ولو لم يعمل به السلف لأن تركهم للعمل به قد يكون لعذر قام لهم في الوقت أو لما هو أفضل أو لعله لم يبلغ جميعهم علم به)*ا.ه
*قال وليد ابن الصلاح: جاء في «عدة المريد الصادق» (ص39):
«وقال الشافعي (ض): كل ما له مستند من الشرع فليس ببدعة وإن لم يعمل به السلف، لأن تركهم للعمل به قد يكون لعذر قام لهم في الوقت، أو لما هو أفضل منه، أو لعله لو بلغ جميعهم عمل به، والأحكام مأخوذة من الشارع وقد أثبته، نعم، واختلفوا أيضا فيما لم يرد في السنة له معارض ولا مثبت هل هو بدعة؟ وقاله مالك، أو ليس ببدعة؟ وقاله الشافعي، مستندا لحديث: “ما تركته لكم فهو عفو” (2) ذكره ابن الحاج في باب الذكر، والله أعلم.
وعلى هذا اختلافهم في حزب الإدارة (3) والذكر بالجمع والجهر، والدعاء كذلك (4) إذ ورد في الحديث الترغيب فيه ولم يرد عن السلف
_
.
(2) خرجه البزار، وقال: إسناده صالح، والحاكم، وقال هو والذهبي: صحيح، انظر مختصر زوائد سنن البزار 2/ 93، والمستدرك 2/ 375»
الكتاب: عدة المريد الصادق
المؤلف: شهاب الدين أبو العباس أحمد بن أحمد بن محمد بن عيسى البرنسي الفاسي، المعروف بـ زروق (ت ٨٩٩هـ)
المحقق: الصادق بن عبد الرحمن الغرياني
الناشر: دار ابن حزم
الطبعة: الأولى، ١٤٢٧ هـ – ٢٠٠٦ م