قال أحد الوهابية في مناظرة على الواتس أب : انا سأزيل من رأسي اي دليل عقلي او شرعي عن علو الله تعالى الحسي على العرش.
كيف تريدونني إخواني الأشاعرة أن أدوس على فطرتي وأن أتنكر لها، وكلما دعوت الله أو لجأت إليه أجد ضرورة للتوجه للعلو؟!
هل من تفسير؟!
ووالله لقد رأيت من الأشاعرة هداهم الله تعالى ومن المعتزلة أيضا من يرفع عينيه للسماء وهو يتكلم عن ربه سبحانه وتعالى.
فهل لديكم حل لهذه الفطرة المترسخة القاضية بالتوجه للعلو عند نداء الله تعالى، كما ترسخ في قلوب العباد وجود الله سبحانه وتعالى؟!
فأجبته بقولي: بسيطة جدا أخي الكريم .. هذا الذي تسميه فطرة هو حكم الوهم والخيال فقط .. وبيانه أننا أنا وأنت نلتفت إلى العلو الحسي لأننا لا نعرف سواه فيما نشاهده حولنا إذ نحن أجسام في مكان وزمان وتجري علينا الأعراض ـ طبعا والله منزه عن كل ذلك فليس كمثله شيء ـ ولا نعرف شيئا من حولنا من ولادتنا إلى موتنا إلا كذلك، ولذا حتى حين نعبر عن العلو المعنوي نلتفت إلى العلو الحسي … فنقول: الكلمة العليا للملك مثلا، ونشير إلى السماء لبيان علو الكلمة، مع أن الكلمة عرض ليست في مكان أصلا، أو نقول الملك أعلى من الوزير .. أيضا نشير إلى فوق … ولاسيما إذا تكلمنا معنا أخرس أو تكلمنا مع أطرش فنشير معه إلى العلو الحسي في هذا المقام ليفهم منه العلو المعنوي… وبالتالي فالإنسان ـ كما ذكر حجة الإسلام الغزالي ـ يعبر عن علو الله المعنوي بنفس الطريقة وهو الإشارة إلى العلو الحسي .. ومن هنا جاءت التشبيهات في البلاغة وهو تشبيه المعنى بالمحسوس للتقريب إلى الأفهام أو للتأكيد . والله الموفق