مقالات قيمة في التفويض

[3] هل تعلم أن عبارات اللاآت التي يرددها ابن تيمية في كتبه ويستشهد بها وينسبها للسلف وهي: “نثبت الصفات بلا تمثيل ولا تعطيل ولا تكييف ولا تأويل” هي عبارة ملفقة ومبتورة ومتلاعَب فيها؟! (مصحح)

[3] هل تعلم أن عبارات اللاآت التي يرددها ابن تيمية في كتبه ويستشهد بها وينسبها للسلف وهي: “نثبت الصفات بلا تمثيل ولا تعطيل ولا تكييف ولا تأويل” هي عبارة ملفقة ومبتورة ومتلاعَب فيها؟! (مصحح)*

https://www.facebook.com/groups/385445711569457/posts/468572406590120/

الآن نأخذ الكلمة الأولى من عبارة محمد بن الحسن الشيباني وهي “بلا تفسير”، وهي تعني بوضوح أن السلف ما كانوا يفسرون آيات الصفات، ولقد أكد الشيباني ذلك مرة ثانية حين أردف قائلا: “فمن فسّر شيئا من ذلك فقد خرج مما كان عليه النبي وفارق الجماعة”.

ثم أكد ذلك مرة ثالثة حين قال “فإنهم لم يصفوا ولم يفسروا ….”

إذن الشيباني يؤكد ثلاث مرات أن السلف ما كانوا يفسّرون آيات الصفات، وإنما يثبتونها لله ويسكتون ولا يفسرونها ولا يزيدون عليها حرفا واحدا.

الآن نتساءل: أين ذهبت كلمة “بلا تفسير” عندما نقل ابن تيمية مذهب السلف في الصفات؟ وبعبارة أخرى لماذا نفتقد هذه الكلمة حين يردد ابن تيمية عبارة اللاءات الشهيرة في الصفات ناقلا إياها عن السلف حيث يقول مرارا وتكرارا: إن صفات الله نثبتها “بلا تأويل ولا تكييف ولا تمثيل ولا تعطيل”.

كان المفروض أن يزيد كلمة: ولا تفسير أيضا، لأن ابن تيمية نفسه نَقَلها عن ابن الحسن عن السلف مسلّما بثبوتها، فلِم لَم يقل بها ابن تيمية، ولِم لَم يضيفها إلى عبارته الشهيرة السابقة المتضمنة للاآت السابقة؟

في الواقع، إنك لن تجد هذه الكلمة “ولا تفسير” في كلام ابن تيمية وأتباعه في الصفات، مهما بحثت في كتبهم؛ وذلك لأن ابن تيمية وأتباعه يرفضون مذهب التفويض في الصفات، بل ينكرون أيضا على أصحابنا وأئمتنا ـ من الأشاعرة والماتريدية ـ القولَ به، فقد اعتبره ابن تيمية أسوأ من التأويل، فقال في درء تعارض العقل والنقل (1/ 297): “…ان قول أهل التفويض الذين يزعمون أنهم متبعون للسنة والسلف من شر أقوال أهل البدع والإلحاد”.اهـ

ولكن ما علاقة التفويض فيما نتكلم عنه هنا؟

الجواب: إن تفويض آيات الصفات المتشابهة معناه أن لا تخوض في تفسيرها، بل تَكِل عِلم معناها إلى الله، وهذا هو عين قول محمد بن الحسن “من غير تفسير”؛ وهذا ما يرفضه ابن تيمية ـ وأتباعه ـ ويرى عكسه(1) وهو وجوب تفسير آيات الصفات، وحملها على معناها الظاهر؛ وفي ذلك يقول: “والتفويض الذي زعمه هؤلاء يؤدي إلى أن لا نفهم كتاب الله ولا نفرق بين آية وآية، وإنما نتلوه كالأعاجم الذين لا يعرفون العربية مطلقا، وهذا مآله إلى الضلال والإلحاد” (2).

إذن عدم تفسير آيات الصفات وتفويض معانيها إلى الله أمر مرفوض عند ابن تيمية لأنه يؤدي إلى الضلال والإلحاد؛ ومن هنا ندرك سر تجاهل ابن تيمية وأتباعه لكلمة ابن الحسن “ولا تفسير” في لاءاته الشهيرة ” بلا تأويل ولا تكييف ولا تعطيل ولا تمثيل”.

والحاصل أن ابن تيمية تجاهل كلمة الشيباني: “ولا تفسير”؛ لأنها تخالف مذهبه في رفض تفويض الصفات، وهذا يعني ببساطة أن ابن تيمية حين يدّعي أن مذهبه هو مذهب السلف ليس بالضرورة أن يكون ادعاؤه صحيحا، لاسيما إذا دلت الدلائل على خلاف ذلك؛ وإنما يَذْكر السلفَ ترويجا لمذهبه في الصفات لا أكثر ولا أقل. وهذا ما هدفنا إلى توضيحه.

ولا شأن لنا بعد ذلك مع أولئك الذين يأخذون كلام ابن تيمية ـ ولاسيما في ادعائه أن مذهبه في الصفات مذهب السلف ـ مسلّما كأنه وحي منزل لا يأتيه الباطل من بين يديه ومن خلفه، في الوقت الذي يحاسبون فيه أبا حنيفة ومالك على أدق مسائل الطهارة ويطالبونهم بالدليل تحت دعوى نبذ التقليد!!

والآن نتساءل: هل كان ابن تيمية غافلا عن أن كلمة الشيباني “ولا تفسير” تهدم مذهبه في تفسير آيات الصفات المتشابة، وإنكار تفويض معانيها إلى الله، وأنها تُبطل دعواه بأن مذهبه هذا هو مذذهب السلف؟

الجواب: لا، بل لقد أدرك ابن تيمية خطورة هذا الخبر على مذهبه، فراح يتأوله حيث ……انظر اللاحق: https://www.facebook.com/groups/385445711569457/permalink/415787338535294/

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

*انظر السابق: https://www.facebook.com/groups/385445711569457/permalink/468569736590387/

(1) انظر: المجلى شرح القواعد المثلى لابن عثيمين (ص: 222)، http://islamqa.info/ar/ref/138920

(2) موقف ابن تيمية من الأشاعرة، د.المحمود (3/ 1184).

السابق
[4] هل تعلم أن عبارة اللاءات التي يرددها ابن تيمية في كتبه ويستشهد بها وينسبها للسلف وهي: “نثبت الصفات بلا تمثيل ولا تعطيل ولا تكييف ولا تأويل” هي عبارة ملفقة ومبتورة ومتلاعَب فيها؟!
التالي
[8] هل تعلم أن عبارة اللاءات التي يرددها ابن تيمية في كتبه ويستشهد بها وينسبها للسلف وهي: “نثبت الصفات بلا تمثيل ولا تعطيل ولا تكييف ولا تأويل” هي عبارة ملفقة ومبتورة ومتلاعَب فيها؟!