[1] هل تعلم أن اللاءات التي يرددها ابن تيمية في كتبه ويستشهد بها وينسبها للسلف وهي: “نثبت الصفات بلا تمثيل ولا تعطيل ولا تكييف ولا تأويل” هي عبارة ملفقة ومبتورة ومتلاعَب فيها؟!
https://www.facebook.com/groups/385445711569457/posts/454355261345168/
في الواقع إن ابن تيمية ـ رحمه الله ـ حين يتكلم في آيات الصفات وأحاديثها المتشابهة كثيرا ما يردد ـ هو وأتباعه من بعده ـ هذه العبارة: نثبت الصفات من غير تأويل ولا تكييف ولا تمثيل ولا تعطيل. والأغلب يزيدون كلمة: ولا تحريف، وأحيانا يستبدلونها بكلمة “ولا تأويل”، أي يقولون: ولا تحريف، دون أن يقولوا: ولا تأويل، لأن تأويل الصفات هو عين التحريف عندهم.
وأحيانا قليلة يزيدون كلمة: ولا تشبيه؛ ولكن غالبا ما يذكر ابن تيمية بدلا منها “ولا تمثيل” لأنه يرى أن صفات الله تشابه صفات المخلوقين من بعض الوجوه، ولكنها لا تماثلها، ففرق عنده بين التشبيه والتمثيل، فهو ينفي عن الله الثاني، وأما الأول ففيه تفصيل عنده وعند أتباعه(1)، وهذا سيأتي بحثه مطولا.
والحاصل أن عبارة ابن تيمية وأتباعه هي إثبات الصفات من غير تأويل ولا تحريف ولا تمثيل ولا تعطيل ولا تكييف؛ ونادرا ما يقولون: ولا تشبيه(2).
وكنت برهة من الزمن أقرأ هذه العبارة في كتب ابن تيمية وأتباعه وأسلّم بها، ظنا مني أنها ثابتة عن السلف، إلى أن تنبهت أن هذه العبارة ـ حين قارنتها بما ورد حرفيا عن السلف بالسند المتصل ـ عبارة ملفقة ومتلاعب فيها حيث زِيد فيها ما لم يرد عن السلف، وأُنقص منها ما ورد.
ولا شك أن هذا محض ادعاء مني وزعم فارغ ما لم أبرهن عليه، أو ما لم أقم الحجة عليه، وإليكم الحجة بل الحجج والأدلة على ذلك.
بداية لا بد من حصر ما ورد عن السلف في هذا الباب، بمعنى أننا سنقوم ببحث وجولة ميدانية في كتب العقيدة المسندة التي أُلّفت في بيان ما يسمى عقيدة السلف، ونحوها مما فيه روايات مسندة عن السلف في آيات الصفات، ثم ننظر فيها ونقارنها بهذه العبارة التي يرددها ابن تيمية، ونتساءل هل هناك تطابق، أم أن ثمة فرقا بين هذه وبين تلك؟
فإن كانت متطابقة سلّمنا لابن تيمية بأن مذهبه في الصفات هو مذهب السلف، وإن كانت مختلفة بأن زاد فيها ابن تيمية أو أنقص منها، فهنا ستكون لنا وقفة طويلة معه ومع أتباعه، لنتسائل عن السبب الذي دعا ابن تيمية إلى تغيير هذه العبارة الواردة عن السلف، والتلاعب بها.
ثم ليسمح لنا إخواننا السلفية أن نتساءل بعد ذلك ـ وبكل هدوء ودون تشنج أو تعصب أو مماراة ـ هل كان ابن تيمية أمينا على مذهب السلف حقا، أم زاد فيه وأنقص ليتمشى مع مذهبه في الصفات؟!
بعد هذا التمهيد الذي لا داعي إلى إطالته أكثر من ذلك، ندخل في صلب الموضوع…….انتظره
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) انظر كلام ابن عثيمين في ذلك في: http://ar.islamway.net/fatwa/12187
(2) وإليك بعض نصوصهم في ذلك، قال ابن تيمية في مجموع الفتاوى (6/ 355): مذهب أهل الحديث وهم السلف ..أن هذه الأحاديث تمر كما جاءت ويؤمن بها وتصدق وتصان عن تأويل يفضي إلى تعطيل وتكييف يفضي إلى تمثيل”، وقال أيضا في مجموع الفتاوى (3/ 165): الإيمان بما وصف به نفسه ووصفه به رسوله من غير تحريف ولا تعطيل ولا تكييف ولا تمثيل.
وقال د.المحمود في موقف ابن تيمية من الأشاعرة (1/ 280): ” يجب الإثبات مع عدم التعطيل أو التأويل أو التحريف” وورد فيه أيضا (2/ 737): “وشيخ الإسلام …ذكر أن مذهب السلف إثبات الصفات من غير تحريف ولا تعطيل ولا تكييف ولا تمثيل – “
وجاء في معارج القبول (1/ 356):”من غير تحريف ولا تعطيل … وغير تكييف ولا تمثيل”.
وجاء في دعاوى المناوئين لدعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب (ص: 163) نقلا عن الفوزان: “وكما عليه سلف الأمة من الإيمان بالله وبما وصف به نفسه … من غير تحريف ولا تعطيل، ومن غير تكييف ولا تمثيل”
وقال عبد المحسن البدر في تذكرة المؤتسي شرح عقيدة الحافظ عبد الغني المقدسي (ص: 99): وأهل السنة …فهم يثبتونه لله على المعنى اللائق به ، بلا تحريف ولا تعطيل ، ولا تكييف ولا تمثيل”