صفة الاستواء

[6] “القول الشافي فيما روي في الاستواء عن ابن الأعرابي”*

[6] “القول الشافي فيما روي في الاستواء عن ابن الأعرابي”*

…فحاصل طعون الشيخ السقاف السابقة أن علةَ ضعفِ هذه الروايةِ بطريقيها ثلاثة رواة، وهم: محمد بن جعفر النحوي، ومحمد بن العباس البغدادي، وشيخهما الذي رويا القصة عنه وهو نفطويه، بالإضافة إلى الانقطاع والاضطراب فيها…

ولنبسط الكلام على هذه العلل، ونبدأ بعون الله بترجمة هؤلاء الرواة الثلاثة:

أولا: ترجمة محمد بن جعفر النحوي

قال الذهبي في تاريخ الإسلام/ ت بشار عواد (9/ 48): محمد بْن جعفر بْن محمد بْن هارون بْن فَرْوة، أبو الحسن التميمي النحوي المقرئ، ابن النّجّار.

قرأ على أَبِي عليّ الحَسَن بْن عَوْن النّقّار برواية عاصم…. وسمع الحديث من محمد بْن الحسين الأشْنانيّ، وأبي بَكْر بْن دُريد، وإبراهيم بْن عَرَفَة نَفْطَوَيْه، وأبي رَوْق الهزّانيّ.

قرأ عَليْهِ أبو عليّ – هو غلام الهرّاس – وحدَّث عَنْهُ أبو القاسم الأزهري، وجماعة من شيوخ أَبِي الغنائم النَّرْسيّ. وقرأ عليه أيضا الحسن بن محمد، وغيره.

وقال الأزهري: كان مولده في المحرم سنة ثلاث وثلاثمائة.

وقال العَتيقيّ[1]: تُوفي بالكوفة في جُمادى الأولى، وهو ثقة.

قلتُ: تُوفي وله مائة سنة، وقد حدَّث ببغداد، وهو آخر من حدَّث في الدّنيا عن الأشناني، وغلام الهرّاس هو آخر من قرأ عَليْهِ.اهـ[2]

وقال ياقوت معجم الأدباء (6/ 2474): محمد بن جعفر … أبو الحسن التميمي النحوي المعروف بابن النجار من أهل الكوفة، ولد سنة ثلاث وثلاثمائة بالكوفة، وقدم بغداد وحدث بها عن ابن دريد ونفطويه والصولي وغيرهم.

قال الخطيب: وهو ثقة مات في جمادى الأولى سنة اثنتين وأربعمائة بالكوفة؛ نقلتُ ذلك من تاريخ ابن الجوزي ونقله هو من تاريخ الخطيب حرفا حرفا، ونقلت من زيادات الوزير المغربي في فهرست النديم انه ولد سنة احدى عشرة وثلاثمائة.

وكان من مجوّدي القُرّاء ….ولقي من المحدثين القدماء ابن الأشناني الكبير وابن الأشناني القاضي وابن مروان القطان وأبا عبيدة وغيرهم، قال: وكنا سمعنا منه: كتاب القراءات. وكتاب مختصر في النحو. كتاب الملح والنوادر. كتاب التحف والطرف. كتاب الملح والمسارّ. كتاب روضة الأخبار ونزهة الأبصار. كتاب تاريخ الكوفة، رأيته.انتهى كلام ياقوت

قال وليد: في ترجمة ياقوت للنحوي هذا ملاحظتان:

الأولى: هي قول ياقوت: “قال الخطيب: وهو ثقة” ففيه تجوّز؛ فإن الخطيب نقل ذلك عن غيره فقال في تاريخ بغداد (2/ 543): قَالَ العتيقي: ثقة.اهـ

وقول ياقوت أن هذا ما نقله من المنتظم عن ابن الجوزي وهو ـ أي ابن الجوزي ـ نقله عن الخطيب، فلدى رجوعي إلى المنتظم في تاريخ الملوك والأمم (15/ 88) لابن الجوزي وجدت فيه ما يلي: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ [بْنُ مُحَمَّدٍ] أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بن علي، أخبرنا العتيقي، قال: ابن النجار ثقة.اهـ

وابن النجار هذا هو نفسه محمد بن جعفر النحوي كما سبق في ترجمته عند الذهبي؛ وأحمد بن علي هو نفسه الخطيب البغدادي، وعليه فإن ابن الجوزي نقل توثيقَ النحوي عن الخطيب البغدادي عن العَتيقي، ولم يوثقه الخطيبُ نفسه، وهذا هو الموجود في تاريخ بغداد وفي المنتظم أيضا كما سبق، فلعل نسخةَ المنتظمِ التي نَقل منها ياقوت فيها سَقْطٌ، وعلى كلٍ فهذا قد لا يؤثر في الأمر شيئا، إذ الحاصل أن النحوي هذا قد وُثق سواء من الخطيب نفسه أو من العَتيقي، مع أن الواقع هو الأخير، وهو أن العتيقي هو من وثق النحويَ هذا، وفي هذا كله رد على الشيخ السقاف في قوله عن النحوي “لم أر من وثقه في الرواية”…!!!

والملاحظة الثانية: قول ياقوت : ” ونقلتُ من زيادات الوزير المغربي[3] في فهرست النديم انه ولد سنة احدى عشرة وثلاثمائة” فهذا إن صح فإن رواية النحوي عن نفطويه يكون فيها انقطاع؛ إذ نفطويه قد مات سنة 319هـ على قول بعضهم، وبعضهم قال سنة 320هـ[4]، وبالتالي فإن عُمْر النحوي حين موت شيخه نفطويه ثمان أو تسع سنوات فقط، فيكون سماعُه منه مستبعدا إلا على القول بأن نفطويه مات سنة 323هـ كما سيأتي فيكون النحوي عمره حينئذ 12 سنة فيكون سماعه من نفطويه ممكن في هذا السن؛ والله أعلم.

بيد أن ما قاله الوزير المغربي يُعكر عليه أن الخطيب البغدادي روى بسنده ومن طريقين عن محمد بن جعفر النحوي نفسه أنه ولد سنة 303 هـ[5]، وهذا ـ أي أنه ولد سنة 303هـ ـ هو ما صدّر به ياقوت ترجمةَ النحوي كما سبق، فيكون هو الراجح؛ وبالتالي فيكون سماعُ النحوي من نفطويه أقربَ، ويكون احتمال الانقطاع أبعدَ، لاسيما وأن النحوي هذا استخدم كلمة حدثنا في روايته عن نفطويه كما هو الموجود في السند عند اللالكائي؛ وهذا الصيغة “حدثنا” تستخدم فيما سمعه الراوي عن شيخه حقيقة، ولكن قد يدلِّس بها بعضُ المحدثين فيما رواه بالإجازة؛ قال الحافظ ابنُ حجر في نزهة النظر في توضيح نخبة الفكر / تحقيق د.عتر: (ص: 123): وصِيَغُ الأدَاءِ المشارُ إِليها على ثمانِ مراتِبَ: سَمِعْتُ وحَدَّثَني.
ثمَّ: أخْبَرَني وقرَأْتُ عليهِ؛ وهي المرتبةُ الثَّانيةُ.
ثمَّ…..وأوَّلُها أَي: [صيغُ] المراتِبِ أَصْرَحُها؛ أَي: أَصرحُ صِيغِ الأَداءِ في سماعِ قائلِها؛ لأنَّها لا تحتَمِلُ الواسِطةَ، ولأنَّ «حدَّثني» قد يُطْلَقُ في الإِجازةِ تدليساً.
وأَرْفَعُها مِقداراً ما يقعُ في الإِمْلاءِ لما فيهِ مِن التثبُّتِ والتحفُّظِ.اهـ

بل أفاد الإمام النووي أن كلمة “حدثنا” أطلقها بعضهم في الوِجادة، وفي ذلك يقول النووي في التقريب بعد أن عرّف الوجادة: “وهو من باب المنقطع وفيه شوب اتصال وجازف بعضهم فأطلق فيها حدثنا واخبرنا، وأُنكر عليه”[6].اهـ

وحاصل ترجمة محمد بن جعفر النحوي أنه قد وثقه العتيقي، ولكن حصل في سنة ولادته خلافٌ يورثُ شبهةَ الانقطاعِ في روايته عن نفطويه وإن كان الراجح الاتصال على ما سبق بيانه؛ والله أعلم.

ثانيا: ترجمة محمد بن العباس البغدادي

قال الحافظ الذهبي في سير أعلام النبلاء ط الرسالة (16/ 495):

ابن الفرات محمد بن العباس البغدادي الإمام، الحافظ، البارع، المجود، أبو الحسن محمد بن العباس بن أحمد بن محمد بن الفرات البغدادي.

سمع: أبا عبد الله المحاملي، ومحمد بن مخلد، وأبا جعفر بن البختري، وخلقا كثيرا، وجمع فأوعى.

وعنه: أحمد بن علي البادي، ومحمد بن عبد الواحد بن رزمة، وإبراهيم بن عمر البرمكي، وآخرون.

قال جعفر السراج: سمعت أبا بكر الخطيب يقول: أبو الحسن بن الفرات غاية في ضبطه، حجة في نقله.

وقال الخطيب: بلغني أنه كان عند ابن الفرات عن الواعظ علي بن محمد المصري وحده ألف جزء، وأنه كتب مائة تفسير، ومائة تاريخ.

وحدثني الأزهري أن ابن الفرات خلف ثمانية عشر صندوقا مملوءا كتبا، أكثرها بخطه، ثم قال: وكتابه هو الحجة في صحة النقل، وجودة الضبط.

ولم يزل يسمع إلى أن مات.

وقال لي العتيقي: هو ثقة مأمون، ما رأيت أحسن قراءة للحديث منه.

مات ابن الفرات في شوال سنة أربع وثمانين وثلاث مائة، وقد قارب السبعين.اهـ

قال وليد: وعليه فإن محمد بن العباس البغدادي ثقة كما رأينا، بيد أن ما أشار إليه الذهبي من أن عُمْره بلغ 70 سنة تقريبا، وأن سنة وفاته 384هـ قد يشير ذلك إلى انقطاع في رواية محمد بن العباس هذا عن نفطويه….!!!!

وبيان ذلك ما قاله السقاف كما سبق: “هذا سند غير صحيح !! لأنَّ محمد بن العباس وهو ابن الفرات أبو الحسن محمد بن العباس ابن أحمد بن محمد بن الفرات البغدادي توفي سنة 384هـ عاش بضعاً وستين سنة . ونفطويه توفي سنة 323 فبين وفاتيهما (61) عاماً !! وهذا يمنع الرواية والاتصال”.اهـ

قال وليد: ويؤيد ما ذكره السقاف من الانقطاع أننا إذا افترضنا أنه عُمر ابن الفرات حين مات هو 70 سنة مع أن الذهبي يقول في تاريخ الإسلام ت بشار (8/ 563): مات فِي شوّال، وله بضعٌ وستون سنة.اهـ وقد قال الذهبي أيضا إن نفطويه قد مات سنة 323هـ كما سيأتي، فيكون محمدُ بن العباس قد وُلد سنة 314هـ على أكبر تقدير، وليس قبل ذلك، وهذا يعني أنه عُمْر ابنِ الفرات عند وفاة نفطويه تسعُ سنوات على أكبر تقدير أي على القول بأن نفطويه توفي سنة 323هـ[7]، وأن محمد بن العباس عاش سبعين سنة، وأما على القول بأن نفطويه مات سنة 319 أو 320 كما سيأتي فيكون عُمْر ابنِ الفرات خمس أو ست سنوات لاسيما على القول بأن ابن الفرات لم يبلغ من العمر سبعين سنة وإنما مات قبل ذلك كما قال الذهبي، فيكون الانقطاع حتميا، والحاصل أن ثمة احتمالا قويا بالانقطاع بين محمد بن العباس ابن الفرات وبين نفطويه، وهذا يمنع من صحة السند كما هو معلوم.

ولكن قد يقال: إن هذا الانقطاع لا يؤثر في صحة الرواية حيث إن نفطويه دوّنها في كتابه “الرد على الجهمية” كما قال ابن القيم والذهبي فيما سبق، فيمكن أن يكون ابنُ الفرات قد اطلع على الرواية من كتاب نفطويه بعد موته.

ولكن هذا يَرِد عليه أن الرواية من الكتاب دون سماع أو إجازة من مؤلفه هي ما يُعرف بالوجادة، وقد اختلف المحدثون[8] في صحة الرواية منها على قولين، الأول: جواز التحديث بالوجادة؛ والثاني: انه لاتجوز الرواية عن الوجادة؛ والثاني هو ما ذهب إليه النووي وغيره؛ قال النووي في التقريب بعد أن عرّفَ الوجادة: “وهو من باب المنقطع وفيه شوب اتصال وجازف بعضهم فأطلق فيها حدثنا واخبرنا[9] وأُنكر عليه[10]”.اهـ

وقال السخاوي:”وكله أي المروي بالوجادة المجردة سواء وثقت بكونه خطه أم لا منقطع او معلق, فقد قال الرشيد العطار في الغرر المجموعة له: الوجادة داخلة في باب المقطوع عند علماء الرواية”[11] .اهـ

أضف إلى ذلك أن كتاب نفطويه هذا “الرد على الجهمية” ليس بين أيدينا حتى نرجع إليه ونرى نصَّ الرواية وسندها، فالكتاب لم يُطبع من قبل، بل لم يُعثر على مخطوطته حتى الآن[12]، كما أنه ولدى الرجوع إلى كتب الفهارس والمشيخات والمعاجم والتراجم لم أجد ذِكْرا لسماع العلماء لكتاب نفطويه هذا، اللهم إلا ما جاء في ترجمة ابْنِ الطَّلَّايَةِ الكَاغَدِيِّ من سير أعلام النبلاء ط الرسالة (20/ 261): قال السمعاني: ..قرأت عليه (الرد على الجهمية) لنفطويه، سمعه من أبي العباس بن قريش، وحضر سماعه معنا شيخنا أبو القاسم بن السمرقندي.اهـ

فهذا كلُ ما وجدته، ولم أجد ما يثبت أن نفطويه قرأ كتابَه على تلامذته أو قرؤوه عليه، أو أجازهم به، وأن كذا فَعَل مَن بعدهم بكتابه… وعلى التسليم بذلك فيبدو ـ والله أعلم ـ أن السمعاني (ت562هـ) هو آخر من سمعه بالسند المتصل ثم انقطع سندُه بمؤلفه، وبقي كتابُه برهةً من الزمن كوجادة يُنقل منها العلماء، ثم اختفى كتابُه برمته ولم يبق له أثرٌ.

والحاصل أن محمد بن العباس البغدادي ثقة، ولكن الراجح أن روايته منقطعة عن نفطويه.

وخلاصة الترجمتين السابقتين لكلٍ من محمد بن جعفر النحوي، ولمحمد بن العباس البغدادي أن كليهما ثقةٌ، ولكنّ كليهما في روايتهما عن نفطويه احتمالُ انقطاعٍ؛ إلا أن احتمالَ الانقطاعِ في روايةِ الثاني ـ وهو محمد بن العباس ـ قوي، واحتمالُ الانقطاعِ في رواية الثاني ـ وهو محمد بن جعفر النحوي ـ ضعيف؛ والله أعلم

بقي الكلام على شيخِهما نفطويه نفسه وهذا قد اختُلف في توثيقه على النحو التالي …. وانظر اللاحق:

https://www.facebook.com/groups/202140309853552/permalink/812063308861246/
كتبه وليد ابن الصلاح
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
*انظر السابق:

https://www.facebook.com/groups/202140309853552/permalink/793030110764566/
[1] قال الذهبي في تاريخ الإسلام ت بشار (9/ 622): 5 – أَحْمَد بن محمد بن أحمد بن محمد بن منصور، أبو الحسن العَتِيقيّ المجهِز. [المتوفى: 441 هـ]

بغداديّ مشهور، سمع علي بن محمد بن سعيد الرّزّاز، وأبا الحسن بن لؤلؤ، وإسحاق بن سعد، وأبا بكر الأبهري، وأبا الفضل الزُّهْريّ، والحسين بن أَحْمَد بن فهد الموصِليّ، ومحمد بن سُفيان، وتمّام بن محمد الرّازيّ الدمشقيّ، وأبا الحسين بن المُظفّر، وطائفة كبيرة.

روى عنه ابنه أبو غالب محمد، وأبو عبد اللَّه بن أبي الحديد، وعبد المحسن بن محمد الشّيحيّ، وأبو القاسم بن أبي العلاء، وخلقٌ كثير آخرهم أبو علي محمد بن محمد ابن المهديّ.

وقال الخطيب: كان صدوقًا، وُلِد في أول سنة سبع وستين وثلاثمائة، وذكر لي أن بعض أجداده كان يُسمّى عتيقًا، وإليه يُنسب.

وقال ابن ماكولا: قال لي شيخنا العتيقيّ: إنّه رُوَيّاني الأصل. خرّج على الصحيحين، وكان ثقة متقنًا يفهم ما عنده، وكان الخطيب ربما دلسه يقول: أخبرنا أحمد بن أبي جعفر القطيعي.قال الخطيب: توفي في صفر.اهـ

[2] وانظر ترجمته أيضا : إنباه الرواة على أنباه النحاة للقفطي(3/ 83) .

[3] انظر:

https://www.facebook.com/permalink.php?story_fbid=375449475964984&id=100004998042091

[4] انظر لسان الميزان، بتحقيق الشيخ عبد الفتاح أبو غدة 1/361

[5] تاريخ بغداد ت بشار (2/ 543)

[6] انظر: تدريب الراوي – السيوطي (1/ 671)

[7] وهذا قول المرزباني كما في لسان الميزان، ت الشيخ أبو غدة 1/362، وقول الذهبي في سير أعلام النبلاء ط الرسالة (15/ 76).

[8] انظر بسط ذلك على:

http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=22388

[9] وعليه يُحمل قول محمد بن العباس في روايته عن نفطويه هنا كما في تاريخ بغداد: “أخبرنا” فقوله هذا يعني به أنه حدّثَ عن نفطويه عن طريق الوجادة لا عن طريق السماع ونحوه. والله أعلم

[10] انظر: تدريب الراوي – السيوطي (1/ 671)

[11] انظر: فتح المغيث للسخاوي (2/ 521)

[12] http://www.alagidah.com/vb/archive/index.php/t-472.html

السابق
إجازتي (وليد ابن الصلاح) في علم الحديث من شيخنا فضيلة العلامة حسن قاطرجي الشافعي البيروتي حفظه الله ونفعنا به في الدارين آمين
التالي
(7)”القول الشافي فيما روي في الاستواء عن ابن الأعرابي”