هل الطفل مفطور على أن الله في السماء أم هو مفطور على أنه تعالى خالق السماء؟ أم أنه مفطور على كليهما؟
وهل يولد مفطورا عليهما معا؟ أم بالترتيب؟ ثم متى يفطر على ذلك؟ وهو في بطن أمه أم بعد ولادته؟ أم أنه يولد على صفحة بيضاء كما قال تعالى: {وَاللَّهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لَا تَعْلَمُونَ شَيْئًا وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ } [النحل: 78]؟ أم أن الآية مؤولة بدليل حديث “كل مولود يولد على الفطرة”؟ وما تأويلها الذي أجمع عليه الصحابة رضي الله عنهم؟ وما معنى الفطرة الذي أجمع عليه السلف؟
وهل يقال إن الطفل يولد على صفحة بيضاء، ولكنه يفطر بعد ذلك بدقائق على مسائل العقيدة الصحيحة تباعا، فمثلا بعد ولادته بثلاث دقائق يفطر على أن الله خالق السماء، ثم بعد ثلاث دقائق أخرى يأتيه إلهام بأن الله صار في السماء بعد أن خلقها؟ ثم يأتيه بعد عشر دقائق إلهام آخر أن معنى الله في السماء أي على السماء؛ لأنه يفطر على أن أحرف الجر تتعاور كما ذهب إليه الكوفيون خلافا للبصريين!! ثم بعد عشر دقائق يفطر بأن ذلك التعاور على سبيل الحقيقة لا المجاز كما قال شيخ الإسلام الحصري!!!
ثم بعد عشر دقائق يفطر على أنه تعالى واحد، ثم يفطر بعد عشر دقائق أخرى على أن التوحيد ثلاثة أقسام: توحيد ربوبية وتوحيد ألوهية وتوحيد أسماء وصفات!! ثم يفطر بعد ذلك على بقية العقيدة الصحيحة، بحيث لا يمضي على ولادته 24 ساعة إلا وهو مفطور على سائر العقيدة الصحيحة التي عليها أهل السنة والجماعة دون أن يلقنها أحد له؟!! أم أن الأمر يستغرق أكثر من ذلك حتى يفطر على العقيدة الصحيحة بحيث يستغرق أياما وشهورا بعد ولادته وربما إلى سنوات وقد يحتاج إلى من يعلمه أو يلقنه العقيدة الصحيحة؟!! أم أن بعض العقيدة تلقين وبعضها فطرة؟ وما هو الضابط في ذلك؟[1]
[1] انظر:
https://www.facebook.com/groups/462643500945385/posts/1152926241917104/