مقالات عن الجهمية

كيف يُسجن المزي لمجرد قراءته لكتاب خلق أفعال العباد وفصل الرد على الجهمية .. وهل أقر الأشاعرة بأنهم كذلك بحبسه؟!

جاءني السؤال التالي: السلام عليكم .. شخص الوهابي یقول، الحافظ المزي سجن فی ایام حیاته لقراءته للکتاب خلق افعال العباد وذکره الحافظ ابن حجر فی الدرر الکامنة. نعم هل هذا صحیح مولانا؟ یعنی الاشاعرە سجنوا المزی بسب قراءتە لهذا الکتاب؟

الجواب:

جاء في الدرر الكامنة في أعيان المائة الثامنة (6/ 230) وأوذي مرة في سنة 705 بسبب ابن تيمية لأنه لما وقعت المناظرة له مع الشافعية وبحث مع الصفي الهندي ثم ابن الزملكاني بالقصر الأبلق شرع المزي يقرأ كتاب خلق أفعال العباد للبخاري وفيه فصل في الرد على الجهمية فغضب بعض وقالوا نحن المقصودون بهذا فبلغ ذلك القاضي الشافعي يومئذ فأمر بسجنه فتوجه ابن تيمية وأخرجه من السجن فغضب النائب فأعيد ثم أفرج عنه وأمر النائب – وهو الأفرم – بأن ينادى بأن من يتكلم في العقائد يقتل.اهـ

وعليكم السلام ورحمة الله .. السياق يوضح أن قراءته لكتاب البخاري فُهم منه أنه ينتصر لابن تيمية ويتهم خصومه بأنهم جهمية … فحبس لذلك كما حبس ابن تيمية .. فإذن الحبس ليس لمجرد قراءته كتاب البخاري بل لما لابس ذلك من إشارات .. تماما كما أنك قد تقرأ أنت أو غيرك آية معينة في سياق معين فيعني هذا أحيانا أمرا منكرا لا لأن الآية فيها ما ينكر بل لأن القارئ لها أوحى بقراءته لها في ذلك الظرف والسياق والملابسات ما ينكر .. ومثال ذلك أن أحمد قيل له فلان يقرأ آيات المعية ولا يزيد عليها، فقال: جهمي* ..!! لماذا؟ هل لأن الآيات نفسها فيها جهمية؟ لا بل لأن الجهمي قد يريد بتلك الآيات أنه تعالى بكل مكان بذاته .. وهنا الأمر كذلك فابن تيمية وشيعته كثيرا ما يقصدون بالجهمية الأشاعرة، وبالتالي حينما يقرؤون كتابا ولو قديما فيه رد على الجهمية يقصدون به الأشاعرة ، وبذلك يرد على ما قاله بعض الوهابية من قولهم تعليقا على حبس المزي: أنتم تعرفون أنفسكم أنكم جهمية لذلك غضبتم من قراءته لفصل الرد على الجهمية !!! والله أعلم


*الآثار المروية في صفة المعية (ص: 23):قال أبو طالب سألت أحمد بن حنبل عن رجل قال: إن الله معنا، وتلا {ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم} . قال: “قد تجهم هذا، يأخذون بآخر الآية، ويدعون أولها هلا قرأت عليه {ألم تر أن الله يعلم} فالعلم معهم، وقال في سورة (ق) {ونعلم ما توسوس به نفسه ونحن أقرب إليه من حبل الوريد} فعلمه معهم”3.

السابق
مناظرة في حلول الحوادث بذاته تعالى في التعليق على هذا الفيديو لدمشقية بعنوان (أطالب من اتهمني بالتدليس بمناظرة أو مباهلة) ورابطه في الأسفل
التالي
العلَّامة محمَّد أحمد الدَّالي (منقول/1)